|
Re: عـفـواً … لا يـوجـد قـنـبـــور !! (Re: فيصل محمد خليل)
|
التعليق السياسي
الخرطوم في قبضة التطرف!!
الأحداث المؤسفة التي شهدتها العاصمة ظهر الجمعة الماضية والتي صاحبت الاحتجاجات على الفيلم المسيء للرسول محمد (ص)تكشف لأي مدى بلغت يد التطرف من السطوة، بحيث يتسنى لها تحريك الجموع لحيث تشاء، بما يفضي لموت مواطنين، بينما دعاة التطرف ذهبوا لبيوتهم المترفه ليشاهدوا مواكب تشييع الجثامين التي لم تجد حتى حق ذكر أسماء أصحابها.
بداية نحن ضد أي مساس بالمقدسات الدينية وندعو لاحترام المعتقدات الدينية للمواطنين ونرفض أي استغلال سيء لحرية التعبير لتوجيه اساءة لأي معتقد ديني. لكن التطرف في السودان أخذ منحا لا يمكن السكوت عليه. لقد لعب رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء دور المحرض واعطت الاجهزة الأمنية والشرطية الضوء الأخضر للتطرف ليعبرعن نفسه بكل سفور، مما أدى لوقوع ضحايا وسط المواطنين وأفراد الشرطة وقامت إذاعة أم درمان بدور الكومبارس لشحن النفوس بالغضب والأسوأ أن التطرف كان له لسان فصيح عبر وسائل الإعلام فأعلن عن أهدافه ووسائل غير السلمية في الهجوم على سفارات دول محددة مثل امريكا وبريطانيا والمانيا كل ذلك كان معلنا بوضوح عبر اذاعة امدرمان، بل وانطلقت أصوات التطرف لتتدخل في علاقات السودان الخارجية اذ انطلقت دعاوى تنادي بقطع العلاقات وطرد سفراء تلك الدول من السودان !
ماذا يحدث لنا وأين نحن وكيف أصبحنا في قبضة التطرف يتحكم في مشاعر وحياة وعلاقات الناس والدول في ظل غفلة متطاولة؟ إنه أمر في غاية الخطورة فالتطرف موجه من أعلى السلطة السياسية، لذلك جاء بيان الشرطة، فيما يتصل بمقتل مواطنين إثنين هزيلا لم يكشف ملابسات الموت والذي حدث كما جاء في البيان نتيجة حادث مروري عن طريق الخطأ من قبل الشرطة !! انه استهتار بحياة البشر , والحادث برمته سيكون له ما بعده اذ ذكر مسؤول امريكى لوكالة رويترز للأنباء يوم الجمعة إن بلاده سترسل فصيلا من مشأة البحرية إلى السودان لتعزيز أمن السفارة الامريكية بالخرطوم. فهل هذا ما تتطلع إليه حكومة الانقاذ؟ أم تريد أن تشغل الرأي العام بأحداث بعيدة عن هموم السودانيين الذين اثقلوا بالحروب والفقر وتداعياتهما الإنسانية والاجتماعية ؟ أم تقوم السلطة في السودان بدور مرسوم لها في إطار عالمي واقليمي يرتب لأوضاع سياسية واقتصادية في المنطقة العربية وله صلة مباشرة بما يحدث في سوريا؟
|
|
|
|
|
|
|
|
|