حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-27-2024, 02:46 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-27-2012, 08:21 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)



    1. أبدأ بملاحظتين على هذه القراءة:
    الملاحظة الأولى: أن البرامج والسياسات العملية والإجراءات التكتيكية تمثل تنفيذا مرنا للاستراتيجية وليس بديلا عنها وإلا كما قال العز بن عبد السلام: "كل إجراء يناقض مقاصده باطل". إن موقفنا الذي سميناه الطريق الثالث هو موقف ملتزم بالتحول الديمقراطي الحقيقي والسلام العادل ويعنى ذلك تمييز موقفنا من شمولية النظام وحربية الجيش الشعبي بل والتدويل الخبيث. نحن استراتيجيتنا ضد هذه الرايات الثلاث.
    الملاحظة الثانية: إن في هذا التقييم ظلما على أداء حزب الأمة.
    لقد فصل رئيس الحزب الجوانب التي حقق فيها الحزب تحولات في الساحة السياسية والساحة الدبلوماسية، ثم قال: .. هذه إنجازات ولا يجوز أن نهدر قيمتها في تقييم الأحوال .. وتفاصيل ذلك موجودة في الفصل السادس (الرد على حجج سوبا) ضمن مناقشتنا لفاعلية الحزب.
    وفي الجلسة المقررة لمناقشة مذكرة رئيس القطاع السياسي –في الاجتماع المشترك بين المكتب السياسي والمجلس القيادي- وتعليق الرئيس وذلك بتاريخ 1 أبريل 2002م قررت جماعة المشاركة بدون ضوابطها افتعال مشكلة داخل المجلس والانسحاب من الاجتماع. الرواية التي ساقها السيد مبارك في برنامج في الواجهة بتاريخ 29 يوليو 2002م هي أن الرئيس استدعى الزهاوي وطلب منه عدم التصعيد على أن يسحب كلاهما مذكرته. وأنهم لما جاءوا للاجتماع فوجئوا بأن عبد الرحمن الصادق ضرب أعضاء المكتب السياسي، وأنه لما اعترض على ذلك كان سيتهجم عليه (لكن جذبته والدته) وبذلك انسحبوا من الاجتماع!. غرابة هذه الرواية أنها لم تكن بين شخصين أو ثلاثة حتى يجوز فيها هذا التلفيق. ولكن السيد مبارك في هذا الأمر لم يتحر الدقة، ولم يذكر الحقيقة، والحقيقة هي: أن الصادق لم يستدع الزهاوي ولا لاقاه في ذلك اليوم- وكان الزهاوي قد زاره قبلها بصحبة السر الكريل ليقول له أنهم لا يشككون في قيادته ولكن عندهم ملاحظات ورد له الصادق بأن يكتبوا تلك الملاحظات، فوعد وأخلف.
    والحقائق فيما يتعلق بالأعضاء الذين يمثلون جيش الأمة (سابقا) الآتي:
    - كانت اجتماعات أغسطس الشهيرة والتي خولت للجيش أن يمثل في المكتب السياسي قد وافقت للجيش ألا يكون تمثيله شخصيا، بل تترك له مقاعد ثلاثة يملأها بمن يرى في الوقت الذي يرى، وذلك مراعاة لخصوصية الالتحاق والعمل بالجيش.
    - الأعضاء الذين اختارهم الجيش بدءا لتمثيله وقعوا على مذكرة مضادة للحزب وللجيش لم تسلم داخل جهازهم المعني (المكتب الاستراتيجي) بل نشرت على صفحات الوفاق!. وقد قرر الحزب أن كل من وقع على تلك المذكرة فقد عضويته بالأجهزة الحزبية. فهم حتى بالمقاسات الحزبية العادية فقدوا عضويتهم للأجهزة، أما بمقاسات تمثيل الجيش (سابقا) المشار لها أعلاه، فقد قام الجيش بملء مقاعده بممثليه كما هو متفق (لاحقا وبعد المشاكل التي أثارتها جماعة سوبا كونت لجنة قررت أن يبتعد الجيش عن الأجهزة الحزبية أصلا).
    - مرت جلسات عديدة للمكتب السياسي امتثل فيها الأعضاء المذكورين للقرارات ولم يعبروا عن رفضهم للجهات المسئولة في المكتب الاستراتيجي) أو للجهات المسئولة في المكتب السياسي للقرارات الحزبية ضدهم.
    - تسربت أخبار عن اجتماع عقدته جماعة سوبا ظهر ذلك اليوم سرا قررت فيه الانسحاب عن اجتماع المناقشة حتى لا تهزم مذكرتهم من داخل الأجهزة. ومهما يكن من وثوقية المصدر الذي سرب الخبر، فقد صدقته الأحداث التالية.
    - في سياق افتعال مشكلة جاءت جماعة سوبا لذلك الاجتماع مصطحبة الأفراد المذكورين أعلاه – بعد غياب طويل وإذعان لقرار المؤسسة- ليحضروا اجتماع المكتب السياسي. وقد قامت الجهات المسئولة عن الأمن في الدار (زملاؤهم في المكتب الاستراتيجي- الجيش سابقا) بمنعهم عن الدخول بالقوة- وهذا يختلف عن الضرب بالطبع!.
    - قبل بدء الاجتماع دخل السيد مبارك هائجا وهو ينتقد بصوت عال مجموعة المكتب الاستراتيجي ومليشيات "عبد الرحمن الصادق" على حد تعبير الوفاق وألسنة سوبا المختلفة. علق السيد رئيس المكتب السياسي (الدكتور مادبو) للسيد مبارك راجيا إياه الهدوء ومناقشة ذلك داخل الاجتماع. قال الدكتور مادبو أن المناقشة لا يمكن أن تتم قبل بدء الاجتماع، ومع أن الموضوع ليس في الأجندة ولكن للضرورة التي يتحدث عنها السيد مبارك اعتبار بإعطاء مسألة الأفراد المذكورين أولوية (الجند الأول للاجتماع كان مناقشة مذكرة السيد مبارك ورد الرئيس عليها).
    بدأ الاجتماع فأعطي السيد مبارك وبعض جماعته فرصة وكانوا هائجين وينتقدون مسألة "الجيش"، وقد تحدثوا وهاجوا وماجوا، وقالوا أنهم متابعون لتصرفات عبد الرحمن الصادق ففي يوم كذا فعل كذا ..الخ. بعد ذلك أعطى رئيس الجلسة (د. مادبو) فرصة لعبد الرحمن الصادق (المتهم الأول) ليرد على الاتهامات الموجهة إليه. وقف عبد الرحمن ليرد على الاتهامات (وكان كل من مبارك وعبد الرحمن في مكان بعيد عن الآخر)، وبدأ يوضح موقفه. هنا تحول السيد مبارك من مكانه ومشى ناحية عبد الرحمن وهو يصمته ويقول له "اسكت- اقعد..الخ". ولكن لم يصمت أو يجلس بل رد له بكل التهذيب: أنني أعطيت فرصة من المنصة وهي التي تستطيع إسكاتي. وحينما وصل السيد مبارك لمكان يقف عبد الرحمن رفع يديه وقال بصوت عال ليسمعه الجميع: (اضربني إذا داير). حينها صمت عبد الرحمن فعلا وقال له أنت تعرف أنني لا أفعل ذلك!.. والعجيبة أن عبد الرحمن الصادق معروف بهواية المصارعة، فهو لا يجتمع بفتية حتى يبدأ دورة مصارعة تخرج بالفائز، ولكنه معروف عنه أيضا انه لم يعتد على شخص بالضرب أو يتشاجر بالأيدي أبدا، وحتى إذا وجد بعض إخوانه أو أقاربه في شجار بالأيدي يتدخل لوقف ذلك، وينصح ألا يستغل القوي قوته في مهاجمة الآخرين، حتى أنه في حفل تخريج أخويه الأصغرين "محمد أحمد من الكلية العسكرية الفنية المصرية وبشرى من الكلية الحربية المصرية" خاطبهم ناصحا إياهم بضرورة المحافظة على اللياقة البدنية، وعكس صورة مشرفة عن العسكرية لجميع الأصدقاء والأقارب حتى يحبها الجميع ونخدم بذلك الوطن بتغذية قواته المسلحة بأفضل أبنائه. على أن يكون البناء البدني في خدمة نفس تعف عن العدوان، ولا تستخدم القوة في ضيم الآخرين، قال الشاعر:
    إذا لم يَزِدْ علمُ الفتى قلبَه هــدىً وسيرتَه عدلا وأخلاقَه حُسْنا
    فبشـــره أن الله أولاه فتنـةً تغشيه حرمانا وتوسعه حزنا
    فكيف يقوم من هذا شأنه بمحاولة الاعتداء على عمه وداخل اجتماع حزبي رسمي.. والفصل في ذلك أن تلك الحادثة محضورة للعشرات ولا مجال فيها للتدليس.
    - الحركة الأخيرة "الهجوم على عبد الرحمن ثم إسكاته والوصول لمحله" كان لاستفزازه، ولكن عندما لم يستفز كان لا بد من مواصلة مشوار حجة الانسحاب، بادعاء أنه تعرض فعلا لاعتداء عبر حركة رفع الأيدي والتعليق!.. على رأي المثل السوداني: الما عندها تيلة تسوي الحد حيلة!، لذلك قال السيد مبارك: إننا ننسحب، فرد عليه رئيس الجلسة: تنسحب أنت أم نحن لأن كل شخص من عضوية المكتب السياسي يمثل نفسه، ولم يرد السيد مبارك بل أشر بيده فتبعه 16 فردا. فخرجوا وطفقوا ينشرون رواياتهم المخالفة. والعجيبة هنا أن السيد الصادق بكل كاريزميته وما يشيعه عنه الانسلاخيون لم ولن يسوق مؤيديه بالإشارة احتراما للأجهزة التي تعمل بالرأي والرأي الآخر، وللمؤيدين أنفسهم وتعضيدا لاحترامهم لذاتهم، ولاحترام الآخرين لهم.. فقد فتحت مسألة الإشارة للتابعين الستة عشر بابا من السخرية لا حد لها.. وبعض الناس سموهم بأرقامهم حسب خروجهم من القاعة (فهذا رقم واحد- وذلك رقم عشرة.. وهكذا)!.
    لقد كانت جماعة سوبا قد انزعجت جدا من فكرة مناقشة مذكرتها ورد الرئيس في المكتب السياسي (الجهاز التشريعي للحزب) وهي تعلم سلفا أن ذلك الجهاز لن يمرر خطها السياسي فقد ذكر السيد مبارك جملة الرئيس (الحشاش يملا شبكته) مستنكرا في برنامج في الواجهة، ومعلوم أن السيد الصادق "يحش" أكثر!!. والعجيبة أن هؤلاء يتحدثون عن الديمقراطية ويستنكرون على الرئيس أن يدلي بدلوه باعتبار ذلك مناقضا للديمقراطية!. فحين مناقشة مذكرة السيد مبارك ورد الرئيس عليها في المكتب القيادي استنكر أحمد بابكر نهار (المنسلخ) أن يرد الرئيس أصلا باعتبار هذه ديكتاتورية! وأنه سيلون آراء أعضاء المكتب القيادي!! إن ديمقراطية سوبا تفترض أن يصمت الرئيس!!.
    بعد انسحاب السبعة عشر عضوا بمن فيهم مبارك المهدي، ناقش الاجتماع مسألة الانسحاب المذكور، وأجل أجندته الأخرى، ثم خرج عن الناطقة الرسمية للحزب في 2 أبريل 2002م البيان التالي:
    "عقد اجتماع مشترك بين المكتب السياسي والمكتب القيادي لحزب الأمة مساء أمس الإثنين الموافق 1 أبريل 2002م وذلك لمناقشة المستجدات السياسية المتمثلة في مذكرة قدمها رئيس القطاع السياسي للحزب، والتعليقات عليها في المكتب القيادي. وقبل البدء في الأجندة المذكورة وقع خلاف حول جزئية تتعلق بعضوية المكتب السياسي. ونود توضيح الآتي:
    • أعضاء المكتب السياسي يمثلون كليات.. الخلاف الذي أثير كان حول كلية سيوف النصر وهي كلية تابعة لمجموعة جيش الأمة للتحرير سابقا، وقد خصوا بتلك الكلية لما لهم من تاريخ نضالي، وذلك حتى يكون لهم تمثيل في المكتب السياسي.
    • أثار السيد رئيس القطاع السياسي خلافا حول ممثلي الكلية في المكتب السياسي، فبدأ المكتب في بحث هذا الخلاف ليجد له حلا عادلا وفق اللوائح، وشرع في مناقشة الأمر بالرغم من أنه لم يكن من الأجندة الموضوعة للاجتماع. وفي تطور غير مبرر للخلاف رأى السيد رئيس القطاع السياسي الانسحاب مع 16 من الأعضاء، ومجموع الحاضرين للاجتماع تسعة وثمانين عضوا.
    • بقية الحضور كانت تمثل نصابا قانونيا كاملا، وكان يمكن للمجلس أن ينعقد بصورة قانونية ويقرر في الأمر المثار، وفي الأجندة الموضوعة، ولكن الاجتماع رأي رفع الجلسة لمدة 48 ساعة، ومناقشة الأجندة المقررة في حينها.
    • أما بشأن القضية العارضة المثارة أمام الاجتماع –المتعلقة بكلية سيوف النصر- فقد كوّن الاجتماع المشترك للمكتبين السياسي والقيادي للحزب لجنة برئاسة د. عمر نور الدائم النائب الأول لرئيس الحزب ورئيس الجهاز التنفيذي، وعضوية كل من: الأستاذ/ بكري أحمد عديل النائب الثاني لرئيس الحزب- السيد / صلاح عبد السلام رئيس لجنة الرقابة وضبط الأداء- السيد/ عبد الرسول النور رئيس قطاع الجنوب- الأستاذ/ عبد المحمود الحاج صالح مساعد الرئيس للشئون القانونية- السيد / السر الكريل عضو المكتب السياسي. وذلك للنظر في تلك الملابسات. وفوض الاجتماع اللجنة ليكون قراراها حولها نهائيا.
    • قرر الاجتماع أن هذا النوع من السلوك غير ديمقراطي وغير مقبول، ولكن يجب أن يمنح الخارجون فرصة أخرى، بعد أن تقرر اللجنة بشأن المسألة الخلافية.
    ناشد الاجتماع الجميع ضبط النفس والاحتكام للوائح والقرارات المؤسسية."
    وقد كانت التقارير التي ترد لقيادة الحزب، وما تسرب للصحف اليومية تؤكد على عزم الجماعة على المشاركة بأي ثمن في السلطة، وبدون موافقة أجهزة الحزب على ذلك، بل لقد أقسموا في أحد اجتماعاتهم السرية "قسم المشاركة" وأن يصمدوا على الخط حتى آخر المشوار. كان من ضمن تلك التقارير التي تسربت للرأي العام ما ورد على لسان صحيفة الحرية في ذلك الوقت من أن جماعة المشاركة الانخراطية عرضت على النظام أن تشترك جزئيا بدون باقي الحزب وأن النظام طلب منهم أن يتوالوا فلما وافقوا على ذلك وقدموا للتوالي تردد النظام في الأمر.. لقد نفت جماعة الانسلاخ وقتها أن تكون تلك التقارير صحيحة بل وقاضت صحيفة الحرية على نشرها ذلك الخبر. ولكن الشكوك بدأت تزداد حول نية جماعة الاختراق على الانسلاخ من الحزب لصالح الانخراط في النظام. وكان ذلك المناخ بداية ما تم الاتفاق حوله ورسم السيناريو له في سوبا أخيرا. وسأتعرض في الفصل السادس للأكاذيب ومقامها في تكتيكات سوبا.
    لجنة تقييم الأداء الحزبي وقرار المشاركة بتاريخ 8 أبريل 2002م
    كثر الحديث داخل الحزب عن تضارب بين القطاعات وعن تجاوز القطاع السياسي لصلاحياته التنفيذية ورأت أجهزة الحزب القيادية ضرورة مراجعة الأداء الحزبي على ضوء التجربة منذ الاتفاق على التكوين المرحلي الجديد في فبراير من عام 2000م، لذلك قرر المكتب السياسي بتاريخ 14 يناير 2002م القرار رقم (112) تشكيل لجنة تقييم الأداء في مؤسسات الحزب وتشخيص ظاهرة عدم الانضباط وتقديم توصيات بالمقترحات المطلوبة. كونت اللجنة من 16 شخص برئاسة السيد عبد الرحمن عبد الله نقد الله، كونت اللجنة بطريقة موزونة بحيث اشترك فيها أصحاب وجهات النظر المختلفة وارتضاها الجميع بالإجماع. وفي أبريل 2002م أي بعد ثلاثة أشهر من التدارس والبحث قدمت اللجنة بإجماع أعضائها تقريرها.
    دعت القيادة لاجتماع مشترك للمجلس القيادي والمكتب السياسي وعبر ست جلسات درس الاجتماع المشترك التقرير. وبعد النقاش العام وتهوية الآراء قدم رئيس الحزب للاجتماع المشترك قراءة تقييمية للتقرير في 8 مايو 2002م قراءة خلاصتها: هنالك توصيات مقبولة لديه ينبغي تحويلها لقرارات، هنالك توصيات يرى أنها غير مقبولة لأسباب ذكرها، هنالك جوانب أغفلها التقرير يرى ضرورة إلحاقها به، وضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لعقد مؤتمر الحزب العام الرابع في 26 يناير 2003م.
    هذه القراءة، وغيرها من القراءات والتعليقات على التقرير تم التداول حولها بحرية تامة، ونتيجة لتداول الرأي اتخذ الاجتماع قراراته بشأن التقرير في 3 يونيو 2002م ونتيجة لهذه القرارات أدخلت إصلاحات محددة في بنية الحزب التنظيمية وتقرر أن يستمر التنظيم المرحلي بشكله المعدل حتى قيام المؤتمر العام في 26 يناير 2003م. هكذا حسم الحزب أمره التنظيمي. ولكن اتضح أثناء مناقشة التقرير أن بعض أفراد الفئة المذكورة أعلاه غير راضية عن توصيات اللجنة التي اشتركت فيها! . وقد انتقدوا أي تعديل في التقرير، واعتبروا مرة أخرى أن تعليق رئيس الحزب على بعض الجوانب ديكتاتورية.. هذه الجماعة تفهم أن الديكتاتورية هي كل ما يخالفها الرأي، ولو كان وسيلته الإقناع والحجة واستمطار آراء الآخرين..
    هذه الفئة ذاتها اقترحت في أوائل أبريل 2002 أن هنالك مستجدات توجب على الحزب مراجعة قراره التاريخي بشأن شروط الاتفاق مع النظام في 18 فبراير 2001م. قالوا: إن إجراءات الوساطة لا سيما الأمريكية لا تعترف إلا بجهتين هما: الحكومة والجيش الشعبي ولكي يدخل حزبنا في دائرة الفاعلية السياسية فإن عليه الإسراع باتخاذ قرار بالمشاركة في النظام الحاكم. لذلك وبعد تداول الأمر ملياً قرر الاجتماع تأييد جوهر قراره السابق وفي يوم 8/4/2002م أتخذ القرار الآتي:
    قرار رقم (122) :
    يؤكد الاجتماع جدوى قراره التاريخي بتاريخ 18 فبراير 2001م وسعة أفق القرار مع تأكيد ضبط المشاركة في أحد الإطارين المذكورين: حكومة انتقالية قومية- انتخابات حرة نزيهة.
    تداول الاجتماع الظروف المحدقة بالبلاد كافة وفرص الحل السياسي الشامل وقرر:
    ‌أ. مواصلة الحوار مع النظام بهدف الاتفاق على إصلاح دستوري وقانوني وسياسي بما يحقق التحول الديمقراطي وأسس السلام العادل بما يشكل أساسا للحل السياسي الشامل ويتطلع الحزب لإبرام هذا الاتفاق على ضوء ما يعرض عليه من تفاصيل نتيجة التفاوض.
    ‌ب. يدعم الحزب عمله التعبوي الشعبي ويواصل مفاوضاته مع القوى السياسية السودانية للتعاون في سبيل السلام العادل والتحول الديمقراطي.
    ‌ج. يلتزم المفاوضون في المجالات كافة مع النظام ومع القوى السياسية بالضوابط الآتية:
    • بأهدافنا العليا وهي مبادئ الحل السياسي الشامل المعلنة.
    • شفافية تامة تجعل أجهزة الحزب تتابع التطورات في كل مراحلها.
    • الانضباط التنظيمي بحيث لا يصدر في أجهزة الإعلام تعبيرا عن موقف الحزب إلا ما يمثل موقف الحزب الحقيقي.
    ‌د. مراجعة تكوين فرق التفاوض مع النظام والقوى السياسية على ضوء توصيات لجنة تقييم الأداء في مؤسسات الحزب لتأكيد توازنها وتناسقها.
    ‌ه. يسعى حزب الأمة لتكوين تحالف عريض حول الأجندة الوطنية، وهو تحالف لا يحده إلا عدم وحدة الهدف.
    ‌و. بالإشارة إلى ما ورد في قرار الحزب في 18 / 2 / 2001 حول التعاون في القضايا القومية يؤكد الحزب استعداده للتعاون على أن يكون النشاط قوميا روحا ونصا.
    ‌ز. مؤسساتنا وقراراتنا قابلة للمراجعة وفق المستجدات بصورة منهجية ومؤسسية وإلى حين ذلك يجب أن يراعى احترام المؤسسات وقراراتها في اختصاصاتها.
    ‌ح. ينظر الاجتماع في الاقتراحات المتعلقة بتفعيل الخطى نحو عقد المؤتمر العام مباشرة بعد مناقشة توصيات لجنة تقييم الأداء ويعطي هذا الموضوع الأولوية المستحقة.
    ‌ط. تأسيسا على روح الموضوعية التي عمت الاجتماعات يواصل السيد رئيس الحزب مجهودات علاقات حميمة واجتماعية لدعم روح المودة والزمالة بين الأعضاء.
    هكذا حسم حزب الأمة أمره بوضوح تام، وقرر مواصلة العمل التنظيمي والتعبوي وعقد المؤتمر العام الرابع للحزب في 26/1/2003م. ولكن جماعة سوبا لم ترض عن كل ذلك. لقد حزمت تلك الجماعة أمرها فهي لم تعد تطيق الجلوس مع زملائها (الشيوخ/ المعوقين/ المخذلين/ المتقاعسين/ الحالمين/ التقليديين.. إلى آخر المسميات) والذين تتعالى عليهم، ولم تعد تطيق بعدا عن أحبابها في النظام (الذين ثبتوا أقدامهم وصاروا مع ثوابتهم من ثوابت البلاد، وأتاهم البترول وجددوا شبابهم.. إلى آخر ما أوقع جماعة سوبا في الغرام) بل وجعلهم يتوقون لمربع الإنقاذ الأول !.. صحيح قول الإمام الشافعي:
    إذا المرء لا يلقاك إلا تكلفـــــــــــــا فدعه ولا تكثـــــــر عليه التأسفا
    ففي الناس إبدال وفي الترك راحة وفي القلب صبر للحبيب إذا جفا
    يتضح مما سقناه أعلاه، أن الجماعة التي خططت ونفذت مؤتمر سوبا الأخير كانت تبيت النية لما أقدمت عليه لبرمها الشديد بخط الحزب المتفق عليه في ناحيتين:
    الأولى: استمرار الحزب كحزب جامع لطيف سياسي عريض يحسم خلافاته الداخلية ديمقراطيا، ويحاسب الخروج عن الجماعة بآليات منضبطة بلوائح. لأن جماعة سوبا كانت تنشد تنظيما أحادي التوجه يتحرك بالإشارة، ويتم فيه حسم الخلاف بشكل إقصائي جراحي على نحو ما خططت المذكرة الأربعينية.
    والثانية: مناقشة مسألة المشاركة في الحكم بشكل يراعي آراء قيادات الحزب وقاعدته وأجهزته والرأي العام السوداني، ويصل لمعادلة تجعل الحزب يبادر في القضية الوطنية ويلتزم بمبادئه المعلنة. بينما تلك الجماعة تناقش مسألة المشاركة من باب مصلحة ذاتية للحزب ترجى من انخراطه في الحكم، بصورة فيها وهم سياسي سنناقشه بعد حين.




                  

العنوان الكاتب Date
حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-27-12, 08:17 PM
  Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-27-12, 08:19 PM
    Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-27-12, 08:21 PM
      Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-27-12, 08:22 PM
        Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-27-12, 08:24 PM
          Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-27-12, 08:26 PM
            Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-27-12, 08:30 PM
              Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-27-12, 08:32 PM
                Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-27-12, 08:34 PM
                  Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-27-12, 08:37 PM
                    Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-27-12, 08:41 PM
                      Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-28-12, 07:19 AM
                        Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي ahmed haneen08-28-12, 08:10 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de