حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-27-2024, 03:56 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-27-2012, 08:19 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)


    الفصل الأول
    مسلسل الاختراق: الحلقات الأولى
    ما دهـــاك ودر نهاك كونتي للفرقة الفريق
    حقيقة ما بسمع نواح الصايحيــن ميت غريق
    نوع الجزا نفس العمل خوفي عليكي من الحريق
    خضر عرمان
    انعقد في العاشر من يوليو 2002 مؤتمرا سُمى المؤتمر الاستثنائي لحزب الأمة، توج المؤتمر سلسلة من الحلقات المتصلة لأعمال جماعة ظلت منذ قرار الحزب بالعودة للداخل وتصفية العمل المعارض، تكدح وتجهد لشق طريقها الخاص المخالف من داخل الحزب. فمنذ تغير الوضع من المواجهة للحوار ومن الاستئصال والاستئصال المضاد إلى خانة المربع الثالث وتلك المجموعة تعمل ليكون استبدال المواجهة بالانخراط في النظام.
    برز أول خلاف للسطح لتلك الجماعة مع خط الحزب في عقب قرار 18 فبراير 2001م حول التفاوض مع النظام والمشاركة في السلطة، وفي إطار تحدى القرارات والمؤسسات الحزبية قامت هذه المجموعة بتقديم ما سُمى بالمذكرة الأربعينية في مايو 2001م، وقد كان القصد منها دفع رئيس الحزب دفعا إجباريا نحو تنفيذ أفكار تلك الجماعة بغض النظر عن الأجهزة الحزبية التي لم تكن الجماعة تعترف بها. ولما لم تحقق المذكرة شيئا من مقاصدها لجأ قائد التيار الانخراطى إلى نهجه المفضل وهو التبشيع بمن يخالفه الرأي في هجمة صحافية ضد الحزب وقيادته عبر اللقاء الصحفي الذي نشر بجريدة أخبار العرب في ديسمبر 2001، وعبر غيرها من الكتابات بيد تابعيه.. هذه الهجمة الصحافية اعتبرت تجاوزا من آلية المحاسبة الحزبية مما أدى إلى تجميد عضويته داخل الحزب، وقد صاحب التجميد ضجة إعلامية قامت بها الجماعة والأقلام الإنقاذية المنافحة عنها، وبعد احتواء تلك الأزمة واصلت الجماعة أعمالها المخالفة سرا وعلانية في الولايات والعاصمة.
    كانت المرة الأولى التي تحاول فيها جماعة سوبا 2002م مناقشة أفكارها داخل أجهزة الحزب عندما قدمت مذكرة القطاع السياسي في مارس 2002م ولكنها انسحبت من نزال الآراء داخل الأجهزة حالما ظهر لها خسرانها المبين، ثم واصلت تشكيكها في الحزب وفي سياساته ظهر ذلك جليا في التعامل مع آلية المراجعة التي كونها الحزب عبر لجنة تقويم وضبط الأداء ومناقشة تقريرها في أبريل- يونيو 2002م..
    ثم كانت قاصمة الظهر لمخالفة الجماعة والخروج عن الحزب وتكوين حزبهم الانسلاخى في مؤتمر سوبا الأخير: قمة اختراق حزب الأمة لصالح الانخراط في النظام.
    هذا الفصل سيتناول الحلقات الأولى لمسلسل الاختراق بشيء من التفصيل، على أن نفرد للحلقة الأخيرة (سوبا 2002م) الفصل القادم، ولنتفرج قليلا على المسرحية "التي لا تستحق جائزة". فيما يلي حديثنا عن الحلقات الأولى:
    ردود الفعل على قرار المشاركة بتاريخ 18 فبراير 2001م:
    بعد عودة قيادات الحزب بالخارج -إثر التوقيع على نداء الوطن- وعلى رأسهم الدكتور عمر نور الدائم، والسيد مبارك المهدي للسودان في 6 أبريل 2000م، بدا لبعض قيادات الحزب بالداخل أن علاقتنا بالنظام خالية من الشفافية وحول هذا الأمر وحول العودة نفسها تباينت آراء قيادات الحزب. فرأى رئيس الحزب أن يدعو كافة الأطراف المعنية للقاهرة للاجتماع وتصفية الأمر. عندما أبلغ السيد مبارك بالاجتماع أنكره وقال أنه لن يحضره لأنه يعتبر أن العناصر المخالفة لا تستحق هذا الاهتمام وعلينا أن نمضي في طريقنا ولا نعبأ بها. وتحت التهديد أن يقوم الاجتماع ويتخذ القرارات بدونه حضر للاجتماعات التي انعقدت في أواخر يوليو واستمرت حتى أوائل أغسطس 2000م، ونجحت الاجتماعات في تحديد سياسات الحزب وفي تكوين تنظيم مرحلي على أساس التراضي، والتصعيد، والانتخاب ما أمكن على أن يستمر هذا التنظيم المرحلي حتى انعقاد المؤتمر العام. اتفقت القيادات على ذلك وأخذوا عليه موثقا. ولكنه في نهاية الاجتماع فاجأ القيادات بأنه متخل عن أية مسئولية محددة في الفترة الانتقالية. راجعه الآخرون فتراجع، ولكن يبدو كما ظهر فيما بعد أنه في قرارة نفسه لم يكن راضيا عن ميثاق التراضي الذي تم إبرامه .
    اندفع عمل حزب الأمة التنظيمي ولكن قعد به أن النظام الذي صادر من الحزب ما قيمته 4.5 مليون دولار لم يسدد إلا ربعها، وعاقب الحزب النظام الإريتري على موقفه السياسي بحجز ما قيمته 2.5 مليون دولار من سياراته. هذه الإمكانيات كانت رصيد الحزب المهيأ للتمكين من الحملة التنظيمية والتحضير لمؤتمر الحزب العام في 26 يناير 2001م كما قدر .
    واندفع عمل حزب الأمة التعبوي الشعبي والسياسي من أجل الأجندة الوطنية. هذه الحملة كان متوقعا أن تكون أكثر عطاءا لولا إحجام القوى السياسية الأخرى فلا هي واصلت نشاطا عبر التجمع في الخارج ولا نشاطا تعبويا في الداخل وعلى كثرة مناشدة حزب الأمة لها كانت الاستجابة محدودة. أما التفاوض مع النظام فقد قطع شوطا معتبرا في مجال الاتفاق على أسس اتفاقية السلام، وعلى مسألة الدين والدولة، ولكنه تعثر حول قضايا الإصلاح الدستوري الديمقراطي المطلوب والإصلاح القانوني المطلوب للالتزام بالحريات العامة وكفالتها.
    واصل الحزب بعد العودة حواره مع النظام بقيادة السيد مبارك الفاضل المهدي، ووصل لمرحلة معينة ناقشتها الأجهزة القيادية للحزب نقاشا واسعا. حرص رئيس الحزب أن يتم النقاش في المكتب القيادي ثم في المكتب السياسي. وحرص أن يدلي كل عضو برأيه بحرية تامة فرفعت اللوائح لكيلا يكون على النقاش قيد زمني. وحرص السيد الصادق ألا يتأثر أي شخص برأيه فلم يدل برأي أبدا. وتوصل المجلس القيادي بعد نقاش مستفيض لقرار صاغه الرئيس وعرضه على أعضاء المجلس فقبلوه بالإجماع. ثم بحث المكتب السياسي الأمر دون أن يبلغ بقرار المكتب القيادي. وبعد نقاش شامل توصل المكتب السياسي لقراره بالإجماع وكان القراران في جوهرهما متطابقين وصدر قرار الحزب الشهير في 18 فبراير 2001م. (أنظر الفصل الثالث: اتفاق سوبا ومرجعيات الحزب).
    ومع أن القرار كان بالإجماع فإن السيد مبارك لم يكن راضيا عنه. وكان يقول لمفاوضي الحزب في النظام إن قرار الحزب سوف يكون إيجابيا للمشاركة لأن المعترضين عليها قلة لا وزن لها. وبعد القرار الذي أكد مبدأ المشاركة ووضع ضوابط لم تكن في حسبانه ، حاول في البداية ادعاء انتصاره في القرار والتقليل من شأن المؤسسة وفي لقاء تلفزيوني معه في برنامج "في الواجهة" استخف بما أشيع أن بالحزب مؤسسة ناجزة وذكر أن القطاع السياسي صاغ القرار وأعطاه للرئيس الذي مرره على الآخرين فقبلوه بالإجماع!. ثم صار يفسر المفارقة لمفاوضينا في النظام بأن الرئيس هو الذي أثر على الأعضاء!! . الحقيقة أن الرئيس لم يبد رأيا وأن أقرب الناس له كانت آراؤهم متباينة مما يشير بصفة غير مباشرة إلى أنه لم يتبن رأيا معينا. وكان هذا في حد ذاته بابا لغضب عرمرم من السيد مبارك على الرئيس لأنه لا يثق أن للناس أسبابا موضوعية وآراء مستقلة، ويعتبر أن وقوف الرئيس مع خطه كان كفيلا بتغيير القرار لصالحه!.
    مثلما قبل السيد مبارك التنظيم المرحلي ظاهرا وتحرك ضده باطنا، قبل قرار المشاركة في 18/2/2001م ظاهرا وتحرك ضده باطنا، وانتهى به الأمر لهندسة المذكرة المقدمة للرئيس في مايو 2001م.
    المذكرة الأربعينية بتاريخ مايو 2001م
    كانت اجتماعات الأجهزة القيادية للحزب مستمرة، وكان الحزب يعيش انتعاشا بين جماهيره إبان توضيح الموقف إزاء مسألة المشاركة في السلطة. كما كانت صورة الحزب في الصحف الوطنية زاهية للغاية، وصار الكتاب والصحافيون يبشرون بنهج الحزب الديمقراطي. ولكن هذه الصورة لم ترض الفئة المذكورة التي كانت تريد للقرار الحزبي أن يؤيد خط المشاركة بدون أية ضوابط. ففكرت الجماعة في وسيلة للضغط من خارج المؤسسات والأجهزة –تقليدا لخط مذكرة العشرة من داخل المؤتمر الوطني- فتمت هندسة المذكرة الأربعينية، وكان من أهم نقاطها اثنان:
    • الحديث عن أزمة تنظيمية حقيقية في الحزب. وضجر بوجود ما أسموه "الشيوخ" في الحزب. والدعوة لمراجعة هياكل الحزب مع التبرم من كثرة المراجعات من قبل "لا بد من الثبات في العمل المؤسسي فليس كل مشكلة تطرأ تغير لها هياكل الحزب"‍ . والدعوة لاختيار "كلية ذات شرعية ثورية تضم إلى جانب الرئيس المنتخب والأمين العام المكلف الذين حافظا على هذه الشرعية مع كل الذين حملوا راية النضال منذ عام 1989م إلى عام 1999م في المركز والأقاليم وخارج السودان" يناط بها إعادة هيكلة الحزب وانتخاب أجهزته إلى حين انعقاد المؤتمر العام.
    • الحديث عن أزمة سياسية لأن قرارات الحزب جاءت منسقة مع رؤية القطاع السياسي في المشاركة، ولكن نتائج التفاوض الأخيرة التي وصل لها القطاع السياسي لم تعرض على الأجهزة القيادية (باعتبار أن تلك النتائج فتوحات كانت الأجهزة ستقبلها)، و"تقاعست" القيادة فقررت إرجاء المشاركة. وتحدثت المذكرة عمن أسمتهم قيادات مخذلة وضغط على القيادة أدى لعدم قبول المشاركة. كما تحدثت عن ضعف الحركة السياسية، واستحالة تخطي القوات المسلحة و"الحركة الإسلامية"- إشارة للمؤتمر الوطني. ومراعاة أثر البترول والظروف المعيشية الضاغطة لجماهير الحزب، وتوحيد الحزب وتجاوز الشروخ.
    رئاسة الحزب رفضت هذا الأسلوب لأن مقدمي المذكرة أعضاء في أجهزة الحزب المتفق عليها وأجهزة الحزب قابلة لبحث أية مسألة بحرية داخلها فإن لجأ الحزب لأسلوب المذكرات فإنه يكون قد فتح باب تجاوز أجهزته، وسوف يلجأ كل صاحب رأي للتعبير عن موقفه بمذكرة. هذه المسألة مهمة، فالمذكرات التي ترفع لمجرد إبداء الرأي لأشخاص لا يصل صوتهم للمؤسسة إما لأنهم غير ممثلين فيها، أو لأنهم لا ينتمون للحزب ولكن قرروا مخاطبته -كما فعلت جماعة الخطاب الوطني المستقل مثلا - فهذه ممكن التعامل معها، أما أن يقوم أعضاء متنفذون في المؤسسة وممثلون فيها برفع مذكرة -تقدم أو تناقش خارج تلك الأجهزة- فهذا بمثابة سحب لاعترافهم بها. علاوة على ذلك، فقد كان الدافع الحقيقي للمذكرة أنها كانت مشروع انقلاب على الأجهزة الحزبية، فهي رؤية تثمن قيادات الحزب بمزاج خاص إقصائي تمدح بعضهم وتقدح في الآخرين، وقد دعت لما سمته "الشرعية الثورية" التي لا تعترف من بين قيادات الحزب إلا بالرئيس والدكتور عمر نور الدائم، وتدعو للتخلص من الجميع لصالح مقدميها. وهذا هو السبب الرئيسي لرفعها من خارج الأجهزة تفاديا لمواجهة الأطراف المراد إقصاؤها.. لذلك كان موقف قيادة الحزب أن هذه المذكرة أسلوب هدام وأمام مقدمي المذكرة خياران: سحبها وبحث ما يشاءون داخل الأجهزة أو الإصرار عليها والتخلي تلقائيا عن عضوية تلك الأجهزة.
    وبعد تفكير في الأمر أبدت الجماعة الموقعة على المذكرة تفهما لموقف الرئيس، وبعد اجتماع بالقيادة في مايو 2001م أقروا اعتبار المذكرة لاغية. ولكنهم الآن ينكرون ذلك فقد صدر مؤخرا بيان وقعته "سكرتارية المذكرة الأربعينية" تؤكد أنها لم تسحبها، بينما أكد بعض الموقعين –ممن لم يتبعوا خط الانسلاخ- أنهم سحبوها بكامل رضاهم. من أولئك السيد طه أحمد سعد والذي أرسل خطابا للصحف بهذا المعنى. الشاهد، أن تلك الجماعة بعد أن سحبت المذكرة الخاطئة إجرائيا الخاطلة تنظيميا ومؤسسيا لم توقف زحفها نحو المشاركة بدون قيد أو شرط، أو نحو إقصاء من تكره داخل الحزب، وواصلت حملة من الهمز واللمز تشكك في شرعية أجهزة الحزب القيادية. وسنتطرق في فصل "المسألة التنظيمية" لهذه القضية بالتفصيل.
    وقع على هذه المذكرة أربعون شخصا يحتلون مناصب سياسية وتنفيذية بأجهزة الحزب. أحدهم "حسن أحمد الحسن" أنكر أن يكون قد وقع عليها واعتبر إيراد اسمه فيها تدليسا عليه. منهم من عبر عن أنه وقع عليها بعد إطلاعه على أنها بالتنسيق مع الرئيس ليقدم على ما فيها بصورة مبررة ، وقليل منهم انسحب عن الخط الانخراطي في النظام بعد أن اتضحت تفاصيله في خطوته الأخيرة "مؤتمر سوبا" –مثلا: طه أحمد سعد- تبيرة إدريس هباني- ومكي يوسف النصيبة. ولكن غالبية الموقعين فيها استمروا في خط المشاركة الانخراطية حتى آخره.
    وعلى حد تعبير الدكتور صالح عبد القادر، فلقد "غلب على المذكرة الأربعينية طابع لغوي استعلائي واستئصالي في آن واحد" .
    المذكرة ملآى بالمغالطات التي تسهل محاصرتها والرد عليها:
    فالمذكرة تنتقد كثرة التعديلات في الهياكل- وهي تدعو لهيكل جديد.
    والمذكرة تتحدث عن وقوف الأجهزة مع المشاركة وأن القيادة هي التي تقاعست، مما يوحي أن المشكلة في رئيس الحزب وليس في المؤسسة، ولكنها للغرابة تدعو لحل المؤسسة مع الإبقاء على ذلك الرئيس "المتقاعس".
    والمذكرة لا تعترف بأجهزة الحزب بينما شرعية مقدميها مستمدة من تلك الأجهزة نفسها.
    والمذكرة تدعو الرئيس لقيادة انقلاب داخل الحزب يبقي فيه على نفسه ونائبه الأول، وتقدح في الأجهزة المرحلية، ولكن تصورها البديل لم يتحدث عن آليات انتخابية ولا أخرى بتراض جديد، تصورها الجديد جراحي، ويقوم على تقديرات ذاتية لأصحابها. فهي إقصائية حين حديثها عن مخالفيها في الحزب، تريد التخلص منهم بمشرط "الشرعية الثورية".
    كما أنها استئصالية حين التحدث عن الآخرين في الساحة السياسية السودانية "فالمذكرة في هذا الجانب قد تعاملت مع القوى الوطنية ومع مشاكل ومستقبل السودان بسطحية متناهية. لأنهم اتجهوا للفكر الإقصائي والاستئصالي، وهي في هذا الجانب ترسل إشارات مبكرة للسلطة بالعودة للمربع الأول".
    والمذكرة تلتف حول قضية الديمقراطية في السودان لتبرر المشاركة بطريقة تصبح معها المشاركة نفسها "متأرجحة ومعلقة على مجهول بمعنى أن جني فوائدها يحتمل التحقق أو عدم التحقق واقعيا". والمذكرة تدل على أن واضعيها "يسيرون في اتجاه التلاشي في الإنقاذ وثوابتها الحزبية التي ربما أصبحت ثوابت وطنية بالنسبة لأهل المذكرة القطاعية" ..
    والمذكرة تدعو لتجاوز الشروخ وتوحيد الحزب، بينما هي مشروع لتفجير الحزب وتمزيقه شذر مذر "فالشرخ الذي أحدثته المذكرة وما صاحبها من جرأة بعقد مؤتمر استثنائي دون موافقة القيادة الشرعية للحزب والسير في اتجاه تأسيس حزب قائم بذاته هي التي تغري المغامرين وتشجعهم لضرب مكاسب الشعب" .
    والمذكرة تتحدث عن الظروف الضاغطة كأن المشاركة ستحل هذه القضية، مع أن هذا التقدير ميكافيللي في فلسفته، وواهم في تقديره، كما سنبين لاحقا.
    ..ببساطة، تلك المذكرة تجمع تناقضات وأفكار سطحية منبتة عن جذرها ومقاصدها.. ولقد كان في متناول الرئيس الرد على تلك المذكرة وتبيان خطلها بل خلطها المريع وركاكة صياغتها التنظيمية والتي تنبي عن تصورات سياسية فطيرة لا تقدر العواقب، ولكنه اعتبرها –كما ذكرنا- مخالفة لنظام الحزب .. ومرة أخرى: السيد مبارك الذي شارك في اجتماع سحبها، أظهر موقفا وأبطن موقفا آخر ومضى يدير القطاع الذي يرأسه بأسلوب شبيه بتكوين حزب داخل الحزب.
    الحملة الصحفية المبتدئة بديسمبر 2001م.
    الفئة التي ربطت مصيرها بالمشاركة دون شروطها واصلت التشكيك في شرعية التنظيم المرحلي، والطعن في قرارات الحزب السياسية، وإيهام قيادات النظام أن أغلبية حزب الأمة تؤيد المشاركة كما يرونها، وأن هناك فئة قليلة معارضة لمبدأ الحوار مع النظام من أساسه، وأن بينهما فئة ثالثة مترددة.. أوهموا قيادات في النظام بهذه الصورة الزائفة وأكدوا لهم أن الحزب لا خيار له سوى الانخراط لأن ظروفه المالية والتنظيمية سوف تجبره على ذلك. هذه الصورة المشوهة لحزب الأمة لعبت دورا في استخفاف النظام بالحزب واستمر أصحابها يرددونها همسا ومن وراء الكواليس إلى أن أقدم قائدهم- السيد مبارك المهدي- على التصريح بها علنا في صحيفة أخبار العرب بتاريخ 26 ديسمبر 2001م، ثم نشر ذات اللقاء بعناوين مختلفة في جريدة الرأي العام السودانية بتاريخ 30 ديسمبر 2001م. هذا الإعلان اعتبرته هيئة الرقابة الحزبية وهي هيئة تراضت على قيامها قيادات الحزب بالإجماع حماية للحزب من التجاوزات والتفلت - اعتبرتها خروجا على ضوابط الحزب...
    عندما صدرت تلك التصريحات العلنية درستها هيئة الرقابة بمبادرة منها وقررت إنزال عقوبة التجميد لعام على صاحبها بتاريخ 5 يناير 2002م. لائحة الهيئة تجعل عقوبتها نافذة ما لم يعدلها الرئيس نتيجة لاستئناف الشخص المعاقب. ههنا جرت وساطات من نفر كريم ونتيجة لها وقع السيد مبارك على التزام بمؤسسات الحزب وبقراراته فاعتبر الرئيس ذلك الإجراء بمثابة استئناف وقرر إلغاء العقوبة.
    خلاصة تصريحات السيد مبارك كانت:
    1. إن حزب الأمة عاجز ونشاطه أكاديمي غير فاعل واصفا حركة الحزب بأنها "مجرد ضوضاء إعلامية تكتفي بالتعليق على الأحداث وانتظار الأفعال لترد عليها". ومؤسسته "ضعيفة للغاية.. لأنها ما زالت بالتعيين وغير منتخبة وتعاني كثيرا من القصور في الإمكانيات والقدرات".
    2. أن ركود الحزب دفعه –أي مبارك- نحو مواصلة عمله وعلاقاته بصورة قومية "وحزب الأمة يمكن أن يستفيد منها" وذلك لأنه بدأ يشعر "بصغر حجم الحزبية".
    3. طالب بتجديد الحزب قياسا على ما حدث في الحزب الحاكم حزب المؤتمر الوطني. قال: "حزب الأمة والاتحادي الديمقراطي والشيوعي في حاجة إلى تجديد الدماء وتجديد القيادات. فالمؤتمر الوطني الحزب الحاكم هو الوحيد الذي ينفرد بقيادات شابة".
    4. دعى لتأييد إمامة السيد أحمد المهدي للأنصار، قال: "أحمد المهدي له دور تاريخي في هذا الكيان وسنه متقاربة مع الصادق المهدي، والإمام عبد الرحمن دفع بهما في العمل الأنصاري والسياسي ونالا تقريبا تدريبا مماثلا على يد الإمام وتخصص كل منهما في مجال".. "أحمد مسئولية الأنصار والصادق العمل السياسي".
    الطعن في حزب الأمة:
    في هذا اللقاء الصحافي رمى السيد مبارك حزب الأمة بثلاثة اتهامات هي: أنه عاجز وراكد. أن موقفه ضبابي. وأن مؤسساته معينة. وسنتطرق بالتفصيل لهذه المسائل لاحقا (فاعلية الحزب- والمسألة التنظيمية) ولكننا نناقش هذا الأمر لتبيان فداحة ذلك الهجوم حينها:
    أما أن مؤسسات الحزب معينة فهذا غير صحيح كما سنرى. فالمكتب السياسي تم التصعيد له من كليات انتخابية والأجهزة القيادية والتنفيذية تم الاتفاق عليها بتراضي القيادات ومبارك من ضمنهم في اجتماعهم المشترك المذكور آنفا.
    التهمة الثانية: أن موقف حزب الأمة هو في خانة التعايش بعد أن ترك المعارضة ولم يدخل الحكومة وهي خانة للسكون: هذا الاتهام غير صحيح الصحيح أن موقف حزب الأمة هو الطريق الثالث: طريق الدعوة للأجندة الوطنية بشقيها: السلام العادل والتحول الديمقراطي والضغط على الأجندة الشريرة: الشمولية- الحربية- التدويل. الفكرة هي أن يضغط حزب الأمة على جميع الجبهات لتحقيق تلك الأهداف بما فيها الضغط على الحكومة بمعارضة بناءة ومسئولة وقد أثمر ضغط الحزب كما سنرى لاحقا حينما نتناول مسألة فاعلية الحزب.
    هذا الشرح أعلاه يثير قضية هامة وهي كيف يجهل قيادي بارز مثل هذه البديهية في خط الحزب السياسي؟.
    حديث السيد مبارك عن الخيارات الثلاثة المتاحة أمام الحزب وهي: إما الانخراط في النظام أو الرجوع إلى المعارضة والمواجهة السابقة أو البقاء في حالة تعايش وسكون افتراض خاطئ:
    أولا: لأنه يفترض صمدية وسرمدية الإنقاذ واستحالة زحزحتها عن مواقفها.
    وثانيا: لأن الوقائع كذبته فقد استطاع الحزب من موقفه الثالث أن ينقل النظام من المربع الأول خطوات نحو المربع الثالث وكذلك ينقل المعارضة نحو نفس المربع بعد أن تبنت خيار الحل السياسي الشامل. هل كان هناك من يصدق أن تقبل وتوقع الإنقاذ على حكومة انتقالية تلتزم بتنفيذ التحول الديمقراطي على نحو ما جاء في مذكرة النقاط التسع التي قدمتها المبادرة المشتركة . أو أن يتم توقيع بروتوكول ماشاكوس من الطرفين: الحكومة والحركة؟!
    استمرار الحملة: لم تقف حملة السيد مبارك وأتباعه على تلك التصريحات. فقد تلى ذلك العديد من المادة الإعلامية التي غطت بعض الصحف بأسماء وهمية أو بأحرف، مقالات عديدة تصب كلها في الهجوم على مؤسسة الحزب، وهيئة شئون الأنصار، ورئيس الحزب، وتمتدح السيد مبارك باعتباره قيادة مؤهلة يجب أن تحل محل قيادة الحزب الحالية، وتتبنى ذات رؤيته المذكورة أعلاه لقيادة الأنصار. وصاحبت ذلك حملة منظمة تشيع الشائعات وتصب في ذات الهدف. ومن أشهر المكاتبات الصحفية كان الخطاب المفتوح الموجه للسيد الصادق المهدي الممهور بالأحرف ح. م. أ. والذي ادعى كاتبه أنه عضو بالمكتب السياسي لحزب الأمة ومجلس الحل والعقد لهيئة شئون الأنصار، والذي أرسل لكافة الصحف ولم تنشره إلا جريدة الصحافي الدولي. ذلك الخطاب كان مليئا بالإساءات والمغالطات والأكاذيب، كما كان مصحوبا بصورة من بيان للسيد عبد الله الفاضل المهدي- وقد أرسله مكتب السيد مبارك –والذي استطعنا تتبعه رغم تخفيه وراء عنوان مجهول- أيضا للبريد الإلكتروني للسيد الصادق المهدي، وقد حاول اختراق شبكة أخبار الأمة الإلكترونية بذلك العنوان المجهول، رغم أن مكتب السيد مبارك وعددا من منسوبيه كانوا ولا زالوا أعضاء بالشبكة. كل ذلك يرجح أن كاتب الخطاب هو السيد مبارك نفسه أو أحد جماعته المقربين. والأحرف نفسها كاذبة (فلا يوجد شخص تنطبق عليه الصفة المذكورة في الحزب والهيئة بهذه الأحرف). هذه الحملة استمرت حتى آخر الشوط بصحافي واحد أو اثنان يعلنان عن أسمائهم، والبقية تأتي في شكل مقالات بأسماء وهمية، وتتخذ التجريح الشخصي، والكذب، وخلط المفاهيم، كوسيلة للنيل من الحزب ومن قيادته.
    لم تقف أعمال الجماعة عند ذلك الحد بل لقد كونت غرفة عمليات مقرها منزل السيد مبارك المهدي في شارع البلدية بالخرطوم. العاملين في تلك الغرفة كانوا كوادر حزبية انخرطوا في سوبا لاحقا. فيهم قادة القطاع السياسي وأمانة الإعلام التي تتبع له. لقد كانت تلك الأمانة شبه مجمدة صحفيا، فلم تخط سطرا للرد على مهاجم أو متابعة نشاط صحفي يذكر (والصحافة أهم المناشط المتاح بها هامش للتحرك بين وسائل الإعلام الآن)، ولكن أفراد الأمانة الذين تقاعسوا عن عملهم الحزبي –كما كان يفعل معظم الانسلاخيين فلا يعملون إلا من داخل خطهم الحزبي داخل الحزب- أولئك المتقاعسون انتفضوا في تلك المرحلة –مرحلة الهجمة الصحافية- وأغلقوا مكتب أمانة الإعلام بالمركز العام للحزب، وتحولوا للبلدية لقيادة هجمة شرسة على الحزب وقادته من هناك بأسماء مستعارة على صفحات الوفاق التي فتحت لهم ذراعيها، أو مستغلين مساحة حرية الرأي عند الصحف الوطنية الرصينة. هذه الأمانة –أمانة الإعلام- كانت مثال الفشل في العمل الإعلامي الذي كان يمارس من خارج جبتها. وبالرغم من ذلك فلم يصمت المنسلخون عن الإشارة إلى فشل الآخرين وركودهم. مع أن الركود كان يتبعهم كظلهم، فكل الجهات التي تقلدوا فيها المسئوليات كانت تجمد عنية حتى لا يجد الحزب بدا من أحضان المؤتمر الوطني.. هكذا فعلوا بالمؤتمر العام، والذي كانت اللجنة المشرفة على وضع التصور له برئاستهم ومقرريتهم. لقد ظلوا يرددون: هذا المؤتمر لن يعقد. وقد كان ذلك بفعل فاعل!.
    ذكرنا تفاصيل الهجمة الصحافية وسنقوم في فصل "حجج الانسلاخيين" بالرد على تلك الحجج مجملا. لكننا هنا نناقش معنى ومشروعية هذه الهجمة من قيادي في حزب كبير على حزبه..
    يا من كل يوم هو في حال!..
    لقد جاء وقت على السيد مبارك كان يضجر جدا من أي حديث يسوقه قيادي في الحزب يخالف رؤيته، وكان يرى في ذلك الزمان أن رؤيته تتطابق مع خط الحزب المعتمد، وأن أولئك القياديين يضعفون الحزب. ولهذا كان من أكثر الناس تحمسا لإيجاد آلية للمحاسبة للخروج عن الخط العام للحزب باعتبار أن حرية التعبير والنشر لا تعني تخريب الخط السياسي الحزبي. وبيدي الآن خطاب وجهه للأخوة والأخوات الأحباء في قيادة الأمة بالداخل" في 5 فبراير 2000م وكان حينها في لندن.. يقول في الخطاب "لقد هالنى ما قرأته في صحيفة الصحافى الدولي بعدد 31 يناير 2000 من بيان باسم الحزب صادر من الأخ الدكتور آدم مادبو بعد أن نقله لي أحد الاخوة الأصدقاء في صحيفة عربية دولية، أرادت إعادة نشره فطلبت منهم العدول عن ذلك توخيا للمصلحة العامة، ففعلوا مشكورين. حزنت كثيرا للمستوى الذي انحدرت إليه العلاقة بين قيادات الحزب إلى درجة تنعكس على العمل الوطني وفى ظروف بالغة الخطورة تحتاج إلى أقصى درجات الوحدة والتكاتف لننتشل الوطن من وهدته الحالية التي تتهدد كيانه بالضياع، خاصة وأن غالبية أهل السودان وجيرانه -قبل عضويتنا الملتزمة- يتوخون في حزب الأمة العقل والقيادة في هذه الظروف الدقيقة البالغة التعقيد التي تمر بها بلادنا.
    أولا: إن روح البيان وأسلوبه غريبة علينا في حزب الأمة، ولا أجد مبررا لها مهما بلغت درجة الحساسيات الشخصية أو درجة الخلاف والمنافسة بين الكوادر والقيادات، فقد تربينا في هذا الكيان على أن نكظم الغيظ ونقدم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، وان نحترم ونقدر بعضا البعض لأننا أهل عقيدة واحدة قبل أن يجمعنا العمل السياسي.
    ثانيا: إن الموضوعات محل الخلاف التي أثيرت لا ترتقى لهذا الموقف، فكان يمكن استيضاح ما فاتنا من بعضنا البعض في الداخل أو الخارج.". إلى أن يقول: " إنني في الختام أناشدكم بحق الزمالة والنضال المشترك وملايين البؤساء الذين ينتظرون ثمرة جهودنا هذه أن تعالجوا خلافاتكم داخل الاجتماعات وتتمسكوا بوحدتكم. وأناشد الاخوة مادبو وبكرى عديل بان يعالجوا آثار تصريحاتهم التي ألقت بظلال سلبية على سمعة الحزب ومصداقيته. وان يغالبوا النفس ويتجاوزوا الخصومات والحساسيات الشخصية من اجل مصلحة الكيان والحزب والوطن فنحن من جانبنا تجاوزنا هذه الخصومات والحساسيات في حينها لأنها أصلا لا مبرر ولا أساس ولا معنى لها، فان ذواتنا فانية والكيان والوطن باقيان. فيجب علينا أن نصفي نفوسنا ونتكاتف من أجل إعداد الحزب للألفية الثالثة وبناء الوطن، فلا خير فينا إن لم نفعل ذلك. والتاريخ لا يرحم من يدعو للفتنة والشقاق في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها بلادنا."..!!
    لماذا نسي السيد مبارك كل هذه المعاني الرصينة حينما صار هو الذي لا يرضى عن قرار الحزب في المشاركة؟، وطفق يرفع كل يوم شعارا يذر عبره الشطة في أعين الحزب وزملائه فيه، خارج الاجتماعات، وعلى صفحات الجرائد!؟.. هل تبدل حال الحزب في عامين أو أقل، وباخ الكيان الجامع، والوطن.. ولم يعد للحزب ولمصداقيته رنين؟، أم كما قال أبو العلاء المعري في لزومياته:
    يحرم فيهم الصهباء صبحا ويشربها على عمد مساء
    إذا فعل الفتى ما عنه ينهى فمن جهتين لا جهة أساء
    لقد كان السيد مبارك يعلم أن الحزب متجه نحو مؤتمرات قاعدية ومتخصصة للبناء التنظيمي القاعدي. ونحو ورشات عمل لدراسة وتقديم البرنامج السياسي لكي تفضي المؤتمرات الفرعية وورشات العمل لعقد المؤتمر العام وهو مكان مشروعات الإصلاح والتجديد. أما الخوض في هذه المسائل قبل ذلك وفي أجهزة الإعلام من شخص شارك في إبرام الترتيبات التنظيمية المرحلية وأقسم على اعتمادها مرحليا حتى قيام المؤتمر العام فمعناه الزج بالحزب في معارك جانبية لغير مصلحته ولغير مصلحة الوطن..
    هذا ما كان من أمر (معنى) التصريحات لشخص يعلم أن سمعة الحزب تنال منها هذه الأعمال، ويدرك أن الخلافات تكون داخل الاجتماعات، ويعلم أن الحزب ساع للتجديد وللبناء فهو مشترك في كل ما تم، وهو أن ذلك القيادي لم يعد يأبه للحزب ولا لسمعته ولا للزمالة وصار معلقا بهوى آخر.. والسؤال –بغض النظر عن معنى التصريحات- هل من المشروع لقيادي في حزب أن يتصرف على هواه ويتجاوز المعلوم بالضرورة من أوليات العمل السياسي داخل حزب واحد؟ هناك ملاحظات عامة أوردها د. عبد الرحمن الغالي في مقاله "قراءة هادئة في مسألة السيد مبارك" تناولت هذا السؤال:
    (1) أخطأ السيد مبارك خطأ تنظيميا ومؤسسيا بمناقشته لتلك القضايا الهامة والتي تشمل خط الحزب وشرعية مؤسساته وفاعليته خارج مؤسسات الحزب بغض النظر عن صحة أو عدم صحة محتوى تلك التصريحات.
    (2) السيد مبارك قيادي بحزب الأمة لمدة تتعدى ربع القرن فهو بالتالي يتحمل أية إخفاقات آلت إليها المؤسسة كما يشارك في النجاحات التي حققتها.
    (3) الهياكل والأجهزة الانتقالية بالحزب تم التراضي عليها في الاجتماع المشترك لقيادات الداخل والخارج بالقاهرة أغسطس 2000م وبوجود السيد مبارك ومشاركته وموافقته عليها بما فيها هيئة الرقابة وضبط الأداء.
    (4) هذا التراضي تم على أسس موضوعية إذ شمل القياديين الذين انتخبهم المؤتمر العام للحزب( ليس من بينهم السيد مبارك). كما شملت الأسس الأخرى معايير البلاء والعطاء. هذا بالنسبة للجهازين القيادي والتنفيذي أما الجهاز التشريعي ( المكتب السياسي ) فقد تم التصعيد له من كليات انتخابية شملت: الشباب- المرأة- الأقاليم- الهيئة البرلمانية- هيئة شئون الأنصار وغيرها. إن مكان الانتخاب الكامل لتحمل المسئولية هو المؤتمر العام للحزب.
    (5) يشكل موقف السيد مبارك اعتداءاً سافراً على الحزب ومؤسساته وعلى الكيان الديني ومؤسسته هيئة شؤون الأنصار وبهذا فإن محاولة حصر الموضوع في قضايا شخصية اختزال مخل .
    مذكرة رئيس القطاع السياسي في منتصف مارس 2002م:
    قلنا أن الهجمة الصحفية أدت إلى تجميد عضوية السيد مبارك المهدي لمدة عام، وأن ذلك أدى لحملة محمومة مقرها شارع البلدية تدبج المقالات وتشيع المغالطات وترتع على صفحات الوفاق حالة أهلا ونازلة سهلا، أو تجد طريقها لصفحات غيرها من الصحف الوطنية مستغلة مساحة الحرية المتاحة فيها. ثم تدخلت وساطات لإيقاف حالة الهستريا التي أصابت البلدية والتي تضرر منها الحزب ومنظره أمام الرأي العام، كان من نتائج تلك الوساطات توقيع السيد مبارك على وثيقة تفيد اعترافه بقرارات الحزب وأجهزته واعتماد المؤتمر العام الوسيلة الشرعية للتغيير. ولكن ذلك لم يؤد إلى توقف التحركات "التعويقية" المشككة في خط الحزب وفي هياكله من جماعة سوبا، وفي منتصف شهر مارس قدم رئيس القطاع السياسي رؤية للموقف السياسي للجهاز التنفيذي تشمل قراءة معينة للموقف السياسي والمستجدات. ووزع مذكرة بدون تاريخ على المكتب التنفيذي في يوم الاثنين 13 مارس 2002م. كانت المذكرة تحتوي على قراءة جماعة سوبا السياسية المشككة في صحة "الطريق الثالث" فمبارك منذ تصريحات صوت العرب أكد أن الحزب أخطأ في أنه لم يشارك في الحكومة أو يصطف مع المعارضة، وأنه صار أكاديمي الطبيعة عديم الفاعلية.. التسلسل الصحيح لتناول هذا الموضوع هو أن يقدم التقييم المقترح للمجلس القيادي وقد اتفق على عقد جلسة لذلك. ثم يناقش الموضوع في المكتب السياسي وما يقرر يحال للجهاز التنفيذي لتنفيذه لا لرسم السياسات، وكما علق رئيس الحزب فـ"هذه المسائل معلومة ما فيها من غموض وإن وجد فإجلاؤه لائحيا" . ولكن بصرف النظر عن الخطأ الإجرائي فقد رأى رئيس الحزب أن ما ورد في تلك المذكرة رؤية يجب أن تناقش بجدية وموضوعية. وقد كان اعتبار تلك المذكرة رغم هذا الخطأ الإجرائي الفادح بمثابة تشجيع لتلك الجماعة أن تناقش أقاويلها وقراءاتها السياسية من داخل الأجهزة.. فقد درجت الجماعة على القراءات "المغلقة" ثم الضغط الذي مارسته عبر المذكرة الأربعينية من خارج المؤسسة، ولذلك فقد تم الترحيب بمناقشة آرائها خاصة وأنها سبق وملأت بها الصحف، وجابت بها البلاد، ولم تجلس يوما لتستمع لنصف رأيها لدى زملائها داخل الأجهزة.. خلاصة ما جاء في مذكرة مارس:
    1. أن موقفنا الاستراتيجي صحيح. وقراءته المبكرة للأحداث صائبة.
    2. لكن الحزب لم يستطع تثمير ذلك في اتخاذ الأهداف المرجوة. أي أن الحزب من الناحية العملية أخفق وإن كان من الناحية الاستراتيجية مصيب. والآن فإن علينا أن نراجع الأمر بما يمكننا من تفعيل حزبنا .
    رد رئيس الحزب على تلك المذكرة قائلا:

    يتبع
                  

العنوان الكاتب Date
حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-27-12, 08:17 PM
  Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-27-12, 08:19 PM
    Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-27-12, 08:21 PM
      Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-27-12, 08:22 PM
        Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-27-12, 08:24 PM
          Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-27-12, 08:26 PM
            Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-27-12, 08:30 PM
              Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-27-12, 08:32 PM
                Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-27-12, 08:34 PM
                  Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-27-12, 08:37 PM
                    Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-27-12, 08:41 PM
                      Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-28-12, 07:19 AM
                        Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي ahmed haneen08-28-12, 08:10 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de