|
أطلقت الحكومة سراح كل المعتقلين إلا واحدا فقط !!
|
هل صارت الحكومة أكثر خبثا أم نحن الطيبون؟ صارت تتحكم فى مشاعرنا.. بالأمس غضبنا لاعتقال مايقارب الألفين.. واليوم فرحنا حين أطلقت سراحهم أو سراح بعضهم..
أحنت رأسها لعاصفة الضغط الدولى بعد أن فعلت ماأرادت وأخمدت الثورة الى حين.. مضت فى سياساتها اﻹقتصادية القاسية وتوجت عنفها بقتل دستة من أطفال نيالا وشبابها..
واليوم فرحنا مع فرحة ذوى المعتقلين.. ربائب الحكومة يتغزلون فى طيبة قلبها والساسة كالعادة يرحبون بالخطوة اﻹيجابية الرخيصة..
ونحن هنا ندبج الصفحات بأخبار الذين أطلق سراحهم وهم بقايا نفوس مكسورة ومقهورة.. سيصلون صلاة العيد وفى آذانهم كلمات نابية وعلى أرواحهم ضرب مبرح وعلى أجسادهم جروح لم تندمل..
والحكومة قد دونت فى مفكرتها اليوم والساعة التى ستعيدهم فيها الى المعتقل بعد أن تجنى ثمار إطلاق سراحهم الوجيز..
وهناك فى نيالا قتلى صاروا أرقاما فى وسائل اﻹعلام وأضابير منظمات حقوق اﻹنسان, وظلوا فى قلوب أمهاتهم وآبائهم وسادات خالية إلا من دموع تيبست على حوافها, وصوت وسمت لايفارق مخيلتهم..
يحسب اﻹعلام واحدهم بالعدد الأحادى ويحسب ذويهم الواحد منهم بعدد بلايين الخلايا التى كونت جسده..
غدا سيأتى العيد موعد الأفراح والأعراس وسنفرح إلا ذوى القتلى كما حدث بعد مجزرة الثامن والعشرين من رمضان وكما يحدث دوما منذ أكثر من ثلاثة وعشرين عاما..
وهكذا لنا مع حكومتنا موعد مع الفرح والترح حتى طالبت مشاعرنا بحق تقرير المصير.. كيف نفرح ومازالوا يمسكون مغاليق السجن وأموال الضرائب التى يشترون بها الطلقة التى تقتل ممولها..
ظلوا يحصدون أرواحنا وعلمونا أن نحصى قبائل الموتى والمعذبين فى الأرض وعليها نختصم على من من الموتى ذرفنا دموعا أكثر وعلى من من المعذبين فى الأرض سودنا الصحائف تضامنا!!
وتستمر لعبة الحكومة التى أجادتها تحرك أمواج المواطنين مدا وجذرا بين المعتقلات والقبور وتستمر مشاعرنا مشدوهة بين الحزن والفرح ويستمر المعتقل الوحيد الذى لم يطلق سراحه منذ 1989م هو الوطن!!
|
|
|
|
|
|