دعوة للتفاكر لتأبين فقيد الوطن,بشير بكار فى الولايات المتحده

Quote: آآآآآآآآه طويلة وزفرة وشهيق لفراق شقيق لنردد يا صديقى المعز مع حبيس الظلمتين وشاعر معرة النعمان أبى العلاء: غير مجد فى ملتى واعتقادى نوح باك ولا ترنم شاد وشبيه صوت النعيى إذا قيس بصوت البشير فى كل ناد صاح هذى قبورنا تملأ الرحب فأين القبور من عهد عاد مضى الصديق بشير بن بكار الفتى السمح المحيا وترك وراءه فراغا عريضا لا يسد... مازلت أذكر معاركه والليال الطوال واعداد البيانات واللافتات والمظاهرات وكنا حديثى عهد بامريكا وعرصاتها نطرق كل الأبواب لنحدثهم عن انتهاكات حقوق الانسان فى السودان ولم نكن نملك من أدوات السياسة إلا لغة الحوار وكتابة المذكرات ... اذكر ليلة جلسنا للإعداد لإفشال زيارة الترابى لأمريكا فى مايو 1992 قلبنا أخماسنا فى أسداسنا فالرجل داهية وذو مكر شديد.. كان بكار أكثرنا حماسا وهو يذكر دور الرجل فى اغتيال شهيد الفكر الاستاذ محمود محمد طه قدس الله ذكره... اعددنا لافتات كثيرة وكان من بين الناشطين الإخوة نصرالدين هجام ومحمد ابراهيم هوارد ومحمد الشوية ونادر ساتى وكثيرين اعتذر لهم عن عدم ذكرهم لضعف فى الذاكرة... استطاعت المجموعة ان تفشل زيارة الترابى الى امريكا وقد ذكرت بعض تفاصيل تلك الواقعة فى مواضع اخرى وعندما انتشر الخبر تعرض الترابى لهجوم بالكراتيه من الزميل هاشم بدرالدين فى كندا والقصة معروفة... كان بكار رحمه الله لا يحب العنف ولكنه كان يعلم ان العنف لا يولد إلا العنف وان البادئ أظلم ... واذكر يا صديقى المعز ليلة جلسنا فى منزلى انت والخاتم عدلان رحمه الله وبكار عليه رحمة الله وشخصى الضعيف بعد مؤتمر هوارد حتى بعد الرابعة صباحا نتحدث حول الهم الذى حاق بالسودان من أهل الإنقاذ وحول خلاف الخاتم مع الحزب وكيف يكون المخرج حتى لا تتضرر وحدة الحركة الثورية فى مواجهة عدو خطير مثل الجبهة الاسلامية القومية ومن يقفون وراءها... ذاك حدث قد مضى الى ذاكرة التاريخ... وأذكر ذات مرة غضب منى الراحل بكار حيث اعتقد أننى لم اصوت له فى اختيار المكتب التنفيذى لحركة القوى الحديثة قبل تكوين حق ولم اكن أدرى بأن المرحوم يخفى زعله منى حتى لاحظت برودا فى تعامله معى فسألته عن السبب فقال لى إنه لم يكن يتوقع ان لا اصوت له فضحكت وقلت له اعطنى ورقة وسجلت اسماء العشرة اعضاء الذين صوت لهم بنفس التسلسل وطلبت منه ان يرجع للجنة الانتخابات ويبحث عن الورقة التى تشبه هذه الورقة وبالفعل عاد الى بعد ان تأكد من أننى صوت له ووضعت اسمه فى اول القائمة وضحكنا كثيرا وقال لى: الحلفاويين ما بكضبوا حتى فى سب الدين... وضحكنا وكان محبا للفكاهة والمداعبة بتهذيب شديد ودون القهقهة العالية ... عندما استأجرتنى سفارة قطر خبيرا اعلاميا كان بكار يعمل ضمن بعثات السلام التابعة للامم المتحدة فى الصومال والصحراء الغربية وعندما عاد منهما الى واشنطن طلبت من سفير قطر ان يكون معى "هارون أخى" أقصد بكار ووافق سفير قطر على ذلك وعملنا لسنوات حتى اختار الرحيل للامم المتحدة بنويورك مترجما ولكن ظللنا على اتصال ولقاء فى مناسبات كثيرة... رحم الله صديقنا بكار فقد كان صديقا بارا بأصقائه ومحبا لوطنه حد الغلو والتفانى بروح صوفية نقية وشفافة لا تعرف النفاق او الكذب... نم فى عليائك يابن بكار قرير العين هانيها لدى رب غفور رحيم... وشكرا صديقى دكتور المعز ابونورا وعبرك تحايانا وتعازينا للأسرة الكريمة