"قصة تشيع أخ سوداني مع عائلته" (فيديو)

Quote: الأخ المفضال الأُستاذ عمار عبدالله المحترم وعبره الإخوة الأكارم المشاركين بالبوست كتابة أو مطالعة سلام الله ورحمته عليكم، ولكم جميعاً وافر محبتي وكثير احترامي والتمنيات الصادقات بالتوفيق لما يحبه الله ويرضاه وأُبارك لكم حلول شهر الله شهر رمضان وأسأل الله أن يعيننا على صيامه وقيامه وعرفان حرمته، وأن يعيده على الأمة الإسلامية بالغلبة والنصر المؤزر على أعدائها، والإنسجام والألُفة والمحبة بين أفرادها، وعلينا وعليكم بالمغفرة والرحمة والعتق من العذاب، إنّه ولي ذلك، إنّه أرحم الراحمين يتوجب عليّ أولاً شكر أخي عمار على إتاحته لي هذه المساحة للتواصل عبرها معكم، وللعلم فقد سعيت حثيثاً للحصول على اشنراك في سودانيزاونلاين لكن المساعي لم تكلّل بالنجاح. في الحقيقة لم أستطع مشاهدة الفيديو لأفهم أي نقطة كانت مثاراً للحديث واللغط فأقوم بتوضيحها، لكن من خلال مشاركة الأُستاذ كمال حسن فهمت بعض النقاط التي تحتاج توجيهاً وتوضيحاً، فأقول وعلى الله التكلان: أوّلاً: نعم تشيعتُ وأنا في حوالي الرابعة عشرة والخامسة عشرة من عمري، من خلال مطالعات وقراءات في بعض الكتب الشيعية التي كانت بالبيت آنذاك، نتيجة لوجود أفراد شيعة بالأُسرة حينها. ولم أدّع يوماً أني كنت عالماً أو حتى من الذين لهم باع ودرسوا ومحصوا التسنّن، بل كانت هناك أسئلة أثارتها لدي تلك المطالعات متعلقة بمسائل عقدية وأُخرى تاريخية، لم يستطع التسنن الإجابة عليها بما يكون مقنعاً ومريحاً لي، وليس أنّ والدي -حفظه الله- وجدي -رحمه الله- هما فقط من عجز عن الجواب، ودائماً ما أذكر أنّني لم أعثر لتساؤلاتي على جواب لدى شارحي الصحيحين وعموم علماء أهل السنة الذين تسنى لي الإطلاع على أجوبتهم وكتاباتهم في خصوص ما ذكرت من مسائل. وإنّي قد ذكرت أنّهما (والدي وجدي) وإن كانا يعتبرا عالمين في محيطنا الذي كنا نعيش فيه، إلا أنّهما ليسا عالمي مذهب التسنن اللذين ينتهي إليهما البحث. فطفقت أبحث عن جواب لدى المفسرين والشارحين، لكن لا أدري كأنّ المتسائل هنا لم يلحظ هذه النقطة وتوقف في تلك فقط!!. وبالمناسبة لم يتمّ ذكرها منّي للتدليل على صحة التشيع، وإنّما حكاية للواقع التاريخي الذي جرى، لا أكثر.. ثانياً: ما ذكره الأُستاذ كمال حسن من محاولتي لملمة الحديث بخصوص تساؤل المحاور بالبرنامج من إمكانية دخول العدو وعدوه الجنة (في إشارة لطرفي حرب الجمل)، وإرجاع الأُستاذ كمال ذلك لمعرفتي بأهل السنة ومحبتهم لأهل البيت عليهم السلام والصحابة الكرام جميعاً واعتقادهم فيهم بأنّهم سيدخلون الجنّة، إنّما يتّضح منه قلة معرفة الأخ بمنهج التشيّع، واتكائه في ذلك على المنتشر من معرفة خاطئة يروّج لها من أسماهم الأخ أشرف الحلبي بالجهة الثالثة والمستفيد الوحيد من مغالطة تشيع تسنن، التي لا تنتهي لمصلحة أي من الفريقين. يقول التشيّع بخصوص الجنة والنار: - تبعاً لآي الذكر الحكيم - "فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ" إنّ المخطئ يستحق العذاب، والمحسن يستحقّ الثواب، بمقتضى القول بعدل الله تعالى. وحينما نحاكم حادثةً تأريخيةً فإنّنا إنّما نكون بصدد تحديد أي موقف يتوجّب علينا اتخاذه تجاهها، تأييداً أو شجباً وإدانةً، بغض النظر عن صاحب الموقف. مع إعتقادنا الجازم -كشيعة- بعصمة أهل البيت عليهم السلام وأنهم لا يخطئون وأنّهم حجج الله على العالمين، وأن من عاداهم فقد عادى رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وآله، وأنّهم في أعلى عليين مع جدهم سيد الأولين والآخرين (ص). وهذا أمر في غاية الوضوح والبيان، بغض النظر عن موافقتكم له أو مخالفتكم له، فأين كانت محاولة الإلتفاف على هذا الأمر، أمّا عدم خوضي في مَن في الجنّة ومَن في النار، إنّما لأنّ البحث ليس بهذا الصدد، وصدقاً أتمنى وأُريد أن يدخل الناس جميعاً الجنّة، وهذا ليس موقفي الشخصي فقط، بل هو موقف كل المؤمنين، تبعاً لما يريده المولى عزّ وجلّ، إذ يقول "وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ". أرأيت أُستاذ إنّ الأمر ليس إلتفافاً ولملمةً لما لا نريد له أن يتنشر، وإنّما هو حصر للحديث في موضوعه الأساس لا أكثر... لنحسن الظنّ ببعضنا يا عزيزي. ثالثاً: أمر جميل الذي اقترحته بالبحث في التحوّل المذهبي الكيفي والكمي، وإذا قّدر الله سبحانه لنا أن نشارك فيه فسنشارك، بعد توافق على مؤدّى هاتين الكلمتين وتحديد الدلالات المقصودة في البحث، وإن لم تسنح لي الظروف فمن الإخوة الكرام معكم من ينوء بالأمر بحول الله تعالى. رابعاً: نعم أنا محمد عثمان أحمد النور الزاكي ومن ذكرهم الأخ ود الخليفة هم هم، إلا أنّه فات عليه بعضاً، فوالدي ولله الحمد والشكر قد تعرف لمذهب آل البيت عليهم السلام واتبعه، ولك أن تسأله بنفسك إن كانت لك به معرفة وهو حيّ يرزق، فليس القول عن غائب. أمّا جدي رحمة الله عليه فقد كان له في التشيع قولين؛ الأول: ماذكرتَ. والثاني؛ - بعد اطلاعه على المذهب الشيعي ومبانيه – أنّ الشيعة مسلمون ويختلفون معنا في مسائل متفرقة في الفقه وفهم العقيدة. فِلمَ لم تذكر ذلك، مع أنّه مشتهر عنه وليس محصوراً في نطاق الأُسرة، فراجع.. وبالنسبة لما ذكرته عن عمي مجاهد يكفي للتعليق عليه قولك وقيل..... خامساً: أرجو معك أخي ود الخليفة أن يتمّ النقاش في المباحث المطروحة في هذا التسجيل بنفسٍ هادئٍ بعيداً عن التعصّب المقيت، فينجلي الصبح لذي عينين. سادساً: الأخ محمد المسلّمي، أربأ بك عن السباب والإسفاف، وأتمنى ألا تطلق الأحكام هكذا جزافاً ودون تريث وتثبت " مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ". وفقك الله لكل خير.. سابعاً: للأخ أشرف الحلبي أقول، مبحث تشيع الإيرانيين أكبر وأعمق دلالة من أن يُحكم عليه من خلال علاقة مع بعض الأفراد واستشفاف أمر ما من خلالها. للوقوف على هذا الأمر يتوجب البحث والتقصي والتأمل، فراجعه في مظانه، ولك حبّي واحترامي.. ثامناً: للأخ الأُستاذ النور آدم، صحيح الشيعة أقدر على بيان مذهبهم من الإخوة من أهل السنة، وصحيح أيضاً أنّ الإختلاف بينهم أكثره في مسائل تاريخية، لكنها أثّرت على فهم الفريقين لمباحث عقدية، ونتج عن ذلك تبلور مفاهيم متباينة عند الفريقين لمسائل عدة، فإن حللنا المسائل الخلافية على مستوى التاريخ فستسهم كثيراً في تقريب الفهم بل حتى وتطابقه في مسائل عدّة. أخيراً: أكرر شكري لأخي الكريم عمار على هذه المساحة، وشكري كذلك للجميع ودوموا بخير والسلام.