د/ خالد المبارك يتعلم من سودانيز أونلاين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-25-2024, 07:40 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-18-2012, 03:15 PM

Hisham Osman
<aHisham Osman
تاريخ التسجيل: 09-29-2006
مجموع المشاركات: 1210

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د/ خالد المبارك يتعلم من سودانيز أونلاين (Re: عبدالدين سلامه)

    د. خالد المبارك "القلم ما بزيل بَلَم"

    الوسيلة أحمد المكي الوسيلة

    "القلم ما بزيل بَلَم" مثلٌ شعبيٌ شائعٌ في العامية السودانية وقد رسخ في ذهني منذ طفولتي الباكرة، إذ سمعته مرارا وفي حالات مختلفة من والدتي الأمية الفصيحة البليغة اللّماحة وهي تصف به أفنديةً كباراً تزيّن أقلام التروبن والباركر الأصلية الفخيمة جيوب قمصانهم، ويخطّون بها خطوطا شديدة الإتقان والأناقة، ويوقّعون بها أسماءهم بسرعة البرق ولمعته الباهرة الخاطفة للأبصار. وكنت أعجب لأمي وهي تصف أمثال هؤلاء بالبلادة والأمية والجهل! ولكني أدركت المغزى فيما بعد وتبيّن لي البون الشاسع بين مجرد قدرة المرء على فك الحرف وتعلم القراءة والكتابة، وصولا إلى تحصيل المعرفة النظرية أو العملية في أعقد مستوياتها وتجلياتها-على الصعيد التقني الصوري المجرد- والقدرة على تحويل تلك المعرفة إلى وعي اجتماعي وظيفي هادف مثمر وخلاق.
    ومكمن الحكمة الشعبية الحصيفة في المثل المذكور هو أن مجرد إتقان استخدام القلم بوصفه أداة لتحصيل المعرفة وتراكمها لا يشكل ضمانا لتحقيق المعرفة في بعدها الاجتماعي التاريخي. ومكمن الحكمة الشعبية أن في ذلك الفصل بين القلم وزوال البَلَم-بما يفيد زوال التبلد وانسداد البصيرة- إشارة لمّاحة ذكية إلى التمييز بين عمليتي التعليم والتثقيف من جهة، وبين الوعي والوعي الزائف من جهة أخرى. فليس كل من تعلّم تثقّف، وليس كل من تثقّف وعي وأدرك. بل إن بعض الأقلام تعمي أصحابها وتسدّ أبصارهم في حقيقة الأمر.
    وشتان ما بين الوعي وسراب الوعي. وفي تلك الحكمة الشعبية إشارة ذكية إلى فلسفة المعرفة ونظريتها، من حيث الفصل ما بين المعرفة ووسائل تحصيلها وتراكمها عبر المؤسسات الأكاديمية وسائر وسائل التعليم النظامي، وما بين المثقف التكنوقراطي والمثقف العضوي، على النحو الذي حدده الفيلسوف الإيطالي أنطونيو غرامشي في الحالة الثانية، وقصة طرد العالم أينشاتين الشهيرة من المدرسة بحجة الغباء وتعثّر الفهم في الحالة الأولى.
    لسنا بصدد الخوض في تفاصيل نظرية المعرفة وتشعباتها وتعقيداتها هنا، ولكن من المهم الاستهلال بهذه المقدمة الموجزة ونحن بصدد مناجزة مثقفي الإنقاذ وحَملَة فكرها وأيديولوجيتها المعاديين للإنسان والفكر والثقافة من الأساس. ولئن كان خالد المبارك بضآلة رموز وأبواق آخرين للسلطة ذاتها من أمثال ربيع عبد العاطي ومحمد محمد خير وغيرهما من هتّيفة النظام وقارعي طبوله لما كلّف الأمر الخطو نحو هذا المستوى من التناول.
    وخلافا لهذين وأمثالهما فإن التصدي للدكتور خالد المبارك –وغيره من رموز مثقفي الرأسمالية الطفيلية العروبية المتأسلمة- لا يقل أهمية عن الخروج إلى الشوارع ومناجزة النظام وتصعيد الفعل اليومي الهادف إلى دك قلاعه وهدم مؤسساته السياسية الاستبدادية القائمة. فالمعركة اليومية ضد النظام هي معركة سياسية اجتماعية فكرية وأيديولوجية في آن. ومن الأهمية بمكان هدم الأساس الفكري الأيديولوجي الذي يقوم عليه الاستبداد السياسي.
    فخالد المبارك لم يفك الحرف فحسب، لم يتعلم فحسب، بل حقق مستوى رفيعا من المعرفة الكتنوقراطية الزائفة على حساب الشعب السوداني وأفقر فقرائه لينقلب عليه ويعض اليد التي علّمته وثقّفته ويواجهها بشتى صنوف العقوق والجحود بدفاعه الشرس المستميت عن نظام الإنقاذ، وانحيازه الغبي الأعمى ضد أحلام شعبه وتطلعاته إلى الحرية والكرامة والمساواة والعدالة الإجتماعية. ولخالد المبارك "عفش" أكاديمي معرفي لا يمكن التشكيك أو الطعن فيه، خلافا لحمَلة "دكتوراه الإنقاذ" وغيرها من ألقاب الأستاذية وعطاياها التي تمنح الآن لكل من سعى ومن لم يسع أكثر مما يمنح لقب "يا حاج" في الشارع العام. و"عفش" خالد المبارك الأكاديمي المعرفي ليس من جبّانة الإنقاذ الأكاديمية الهائصة التي حولت جامعات السودان ومعاهده العليا وكلياته إلى مطاحن لدبلومات وشهادات أكاديمية لا قيمة لها في سوق المعرفة ولا سوق العمل. فقد حصل خالد المبارك على درجة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي بدرجة الشرف من جامعة الخرطوم –عندما كانت في أوج مجدها الأكاديمي- ثم نال درجة الماجستير في جامعة بريستول بالمملكة المتحدة في كوميديا عصر الإصلاح في عام 1972، وصولا إلى درجة الدكتوراه في الدراما التلفزيونية الإنجليزية التي نالها في الجامعة نفسها عام 1975. وإلى ذلك الرصيد الأكاديمي يحسب له رصيده السابق في العمل العام المنحاز إلى صف الطلاب والجماهير، إذ كان رئيسا لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم للعام 1967-1968 –لاحظ هذا التاريخ الهام- ثم كان محاضرا للدراما والأدب الإنجليزي بجامعتي الخرطوم والكويت، وعميدا سابقا للمعهد العالي للموسيقى والمسرح قبل تحوله إلى كلية الموسيقى والدراما بجامعة السودان حاليا. وبلغت صولاته وجولاته في العمل العام حتى أن انتخب عضوا بالمكتب السياسي للحزب الاتحادي الديمقراطي –في ظل نظام الإنقاذ الحالي- إلى أن استقال عنه على خلفية مسألة إصلاح الشريعة الإسلامية. وقبيل توليه منصبه الحالي بقليل كان معلقا وناقدا لنظام الإنقاذ بصحيفة "الجارديان" البريطانية. وحصل على جوازه البريطاني باسم معارضة ذات النظام الذي أصبح بوقا له أشد سوءاً وغباءً من ربيع عبد العاطي و"فكّة" المعلقين السياسيين الذين يطلون علينا علينا عبر شاشات تلفزيونات الإنقاذ.
    ثم إن الرجل كاتب درامي وحائز على جائزتين في التأليف الدرامي، إحداهما عن إذاعة "بي بي سي" عام 1971 والأخرى عن "دوتشي فيله" الألمانية في عام 1984.
    ويحكي عنه بعض طلابه الذين درسوا الدراما على يديه أنه كان شغوفا بالحديث –في سياق تدريسه لنظرية الدراما وتيارات الإخراج والمسرح العالمي- عن المسرح الملحمي للكاتب والشاعر الألماني الشهير برتولد بريشت، وعن الكاتب الجنوب أفريقي أثول فوجارد الذي تغنّى لحرية شعبه وانعتاقه من نير نظام الفصل العنصري البغيض. أما برتولد بريشت فهو أكثر ثورية من فوجارد لأن منصة المسرح عنده هي ساحة لهدم الإيهام والوعي الزائف بالمسرح والحياة معاً، في ذات الوقت الذي تكون فيه ساحة للفعل وهدم الواقع الرأسمالي الغاشم الجشع بمفاهيمه وقيمه ومؤسساته وبناه القائمة. وعرف عن خالد المبارك لدى طلابه أيضا تأكيده المستمر على مفهوم الصدق الفني وعلاقة الفن بالوعي والاستنارة، على الرغم من أنه كان يحمل مرارات ضد الشيوعيين لا يخفيها فيما تردد في أقوال طلابه. وفضلا عن ذلك كان خالد المبارك قلما لا يستهان به في النقد المسرحي وله إسهامات فيه لا ينكرها أحد. بل إن قيادته للمعهد العالي للموسيقى والمسرح كانت بعضا من ذلك الانحياز القديم لمؤسسات الوعي والاستنارة في بلادنا.
    فكيف انكسر ذاك القلم، وكيف سوّغ خالد المبارك لنفسه هذا السقوط التراجيدي الدرامي الفاجع من ذُرى المعرفة وشواهقها إلى سفوح البلاهة والجهل والغباء؟ كيف سوّغ خالد المبارك لنفسه القبول بوظيفة رقيعة بائسة في إحدى سفارات الإنقاذ لا يجني منها سوى فتات الدولارات أو الإسترليني بينما تمسخه يوميا إلى بوق صدئ لنظام إجرامي بغيض وآيل للسقوط؟ أيجوز الجمع بين شاعر وكاتب عظيم مثل برتولد بريشت والانمساخ إلى بوق أجوف لعمر البشير وغيره من بلهاء الإنقاذ العظام؟ وأين مكان كاتب حر مثل أثول فوجارد من تبرير أيديولوجيا وسياسات العنصرية والإبادة الجماعية والاغتصاب والفساد والقمع والقهر والاستبداد التي يتبناها نظام الإنقاذ؟ ثم ألم تسعف كل المعارف والخبرات التي راكمها خالد المبارك هذا البطل المأساوي الساقط على إدراك خطل الطريق الذي انزلقت إليه قدماه؟ لندع الشعب السوداني وتطلعاته جانبا، ألم يدرك خالد المبارك أن ذلك الطريق يتعارض حتى مع مصلحته الشخصية المحضة؟ وإذ ينحدر المثقف إلى مجرد انتهازي عارٍ تماما، ألا تسعفه معارفه بالبوصلة اللازمة لتحديد المسار الذي تتجه نحوه تطلعات الأفندي البرجوازي الصغير البائسة؟ بئس "القلم الذي لا يزيل البَلَم" حقاً كما تقول أمهاتنا وجداتنا الأميّات النبيهات.
    هكذا نحن بحاجة إلى نزع الحُجُب عن الكيفية التي تتحول بها المعرفة الحقة افتراضا إلى مجرد "نفاية فكرية" لا قيمة لها..إلى وعي زائف مضاد للوعي الاجتماعي ولتطلعات المجتمع وآماله المشروعة. كيف يهدر عرق الشعوب وجهدها في تعليم وتثقيف أبنائها وبناتها عبر مؤسسات التعليم النظامي وغير النظامي ويتحولان إلى نقمة للشعوب ووبال عليها، وكيف يمتطي المثقفون الزائفون صهوات الخيول العرجاء ويمسخون معارفهم إلى بضاعة مبذولة تباع وتشترى بأزهد الأثمان في أسواق النخاسة الفكرية الكاسدة...هذا ما سنواصل تناوله ونحن نتأمل ونتابع سقوط هذا البطل التراجيدي البيئس.
    ولا يفوتني أن أهمس في أذن الدكتور مذكّرا بحكمة البيت الشعري القديم:
    وإنّ سفاه الشيخ لا حلمَ بعده وإن الفتى بعدَ الجهالة يحلُم

    وفيما أعلم لأسباب علمية بيولوجية بحتة أنه ليس أمام الدكتور العودة تارة أخرى إلى عهد الفتوة والصبينة حتى يحلم ويرعوي عن المضي في طريق الغي والبغي والضلال. وفيما أعلم أن المسلم السوي العادي –لا كأهل الإنقاذ- لا يكف عن رفع الأيدي للمولى عزّ وجل تضرعا بالدعاء وطلبا لحسن الخاتمة. فهل هكذا تكون حسن خاتمتك مع الناس يا خالد المبارك؟ أهذا ما ترفع إليه يداك في آناء الليل وأطراف النهار؟ أخشى أن بلى.

    وختاماً، فليست هذه سوى مقدمة لما نود الخوض فيه في معرض فضح زيف وعي مثقفي الإنقاذ ونافثي سمومه الأيديولوجية المؤذية الكريهة
                  

العنوان الكاتب Date
د/ خالد المبارك يتعلم من سودانيز أونلاين عبدالدين سلامه07-15-12, 05:45 PM
  Re: د/ خالد المبارك يتعلم من سودانيز أونلاين عبدالدين سلامه07-15-12, 05:53 PM
  Re: د/ خالد المبارك يتعلم من سودانيز أونلاين Zoal Wahid07-15-12, 05:58 PM
    Re: د/ خالد المبارك يتعلم من سودانيز أونلاين عبدالدين سلامه07-15-12, 06:18 PM
      Re: د/ خالد المبارك يتعلم من سودانيز أونلاين Zoal Wahid07-15-12, 06:37 PM
        Re: د/ خالد المبارك يتعلم من سودانيز أونلاين عبدالدين سلامه07-15-12, 07:32 PM
          Re: د/ خالد المبارك يتعلم من سودانيز أونلاين Adil Ali07-15-12, 07:59 PM
            Re: د/ خالد المبارك يتعلم من سودانيز أونلاين رؤوف جميل07-15-12, 08:51 PM
              Re: د/ خالد المبارك يتعلم من سودانيز أونلاين عبدالدين سلامه07-18-12, 10:39 AM
                Re: د/ خالد المبارك يتعلم من سودانيز أونلاين عبدالدين سلامه07-18-12, 11:14 AM
                  Re: د/ خالد المبارك يتعلم من سودانيز أونلاين Hisham Osman07-18-12, 03:15 PM
                    Re: د/ خالد المبارك يتعلم من سودانيز أونلاين عبدالدين سلامه07-24-12, 11:03 AM
                      Re: د/ خالد المبارك يتعلم من سودانيز أونلاين عبدالدين سلامه07-25-12, 11:06 AM
                        Re: د/ خالد المبارك يتعلم من سودانيز أونلاين عبدالدين سلامه07-25-12, 12:21 PM
                          Re: د/ خالد المبارك يتعلم من سودانيز أونلاين عبدالدين سلامه07-27-12, 04:32 PM
                            Re: د/ خالد المبارك يتعلم من سودانيز أونلاين عبدالدين سلامه07-27-12, 04:46 PM
                              Re: د/ خالد المبارك يتعلم من سودانيز أونلاين عبدالدين سلامه07-28-12, 11:11 AM
                                Re: د/ خالد المبارك يتعلم من سودانيز أونلاين عبدالدين سلامه07-30-12, 12:13 PM
                                  Re: د/ خالد المبارك يتعلم من سودانيز أونلاين عبدالدين سلامه08-01-12, 11:52 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de