|
وحدوها القوى و نظموها ... ما بعد النهوض و قبل الطوفان (2)
|
لكل من يحلم بثوره سريعه "اكسبريس" و ضد أصوات التخذيل و كسر الإراده و الاستسلام و الاحباط و التفتيت
قلنا و نكرر أن الانفجار الذي حدث هو رد الفعل العفوى غير المنظم و غير المجهز و غير المستعد لمعركه طويله, قد تتواصل التظاهرات و الاحتجاجات و قد تتوقف , هذا ليس الأمر الحاسم , الحاسم أن الأزمه الشامله في البلاد وصلت مرحلة اللاحل و اللاعوده و الأزمه السياسيه و الانسانيه و الأخلاقيه قائمه و ماثله في دارفور و جبال النوبه و النيل الأزرق .
الآثار الحقيقيه لإجراءات الحكومه الاقتصاديه لم تظهر بعد بالكامل, الكساد و الركود على الأبواب لأن القوة الشرائيه ستنخفض للغايه , الانتاج سينخفض لأن تكلفته أصبحت عاليه و لا طلب على المنتوج نفسه , ارتفاع الأسعار و عجز المواطن عن توفير لقمة العيش سيكون هو المسيطر , غول الغلاء سيفترس الدخل القليل المتوفر لدى البعض , لا خيار امام المواطن العادى - و أسرته - إما الموت جوعآ ومذله و هوان أو تغيير وضعه .
الانقاذ كانت تعمل و تعد و تستعد 23 عام لهذا الوقت بالذات , كل ما فعلته هو شيئان : الأول هو النهب و السرقه للشريحه الحاكمه و الثانى هو إعداد العده لقمع أى محاولات لاسقاط نظام هذه الشريحه لذا لا غرابه في هذه الشراسه و العنف المفرط تجاه التظاهرات السلميه.
لا تبدأوا في شواء هذا الشعب و قواه التى نالها 23 عام من القمع و التفتيت و التفكيك و الحرمان من الأمن و لقمة العيش و تجفيف الموارد البشريه و الماديه و التضليل و التجهيل و غيرها
هذا نهوض أول ... أدى واجبه و أكثر ... الآن أمامنا المهمه المعقده و الصعبه و الضروريه و هى توحيد و تنظيم القوى , التخطيط لا العشوائيه, المبادره و الفعل لا رد الفعل , توفير الموارد البشريه و الماديه , تكوين المواعين و توسيعها , تحسين و تمتين ما هو قائم و ابتداع الجديد , شحذ الأذهان و الأقلام و الألسن للحوار المؤسس و للنقد الجاد , و الاستعداد الحقيقي لتقديم التضحيات صغيرها و كبيرها ...
و على مهل
ينسل نقيض الأمر
من الأمر
يكبر و يستعصي
و تغالب مولده الأيام
و من آخر خيط في كفن الموت
تنسج عزه ثوب الميلاد
|
|
|
|
|
|