بعيدا عن التفاؤل! من يضرب الإنتفاضة في مقتل؟

Quote: سلامات علي عجب وجني، أجهزة أمن المؤتمر الوطني، على اختلافها، ريما تكون قادرة على محاحاة الاحتجاجات إلى حين....وهو حين قد لا يطول كثيراً. لماذا؟ الواضح الآن أن الرهبة من بطش هذه الأجهزة لم تعد كما كانت عليه في السابق، بل يمكن القول انها لم تعد موجودة في أحياء ذات كثافة سكانية عالية، مثل الحاج يوسف وأم بدة، الديم، ولحد كبير ود نوباوي، حيث لم يعد لشبابها مانع في الدخول في مواجهات كر وفر في شوارع الحي وحرب طوب مع ك لـ ا ب أمن المؤتمر الوطني حتى إذا كانوا مدججين بالسلاح. فالمحتجون، وخصوصاً الشباب، في هذه الأحياء أصبحوا أكثر إلماماً بتكتيكات احتجاجات الكر والفر وعرقلة دفارات شرطة الاحتياط المركزي، باعتبار شرطة الاحتياط المركزي طرفاً في أخماد وقمع الاحتجاجات حتى هذه المرحلة على الأقل. علاوة على ذلك، منذ انطلاق شرارة الاحتجاجات، صعوداً وهبوطاً، أصبح أمن المؤتمر الوطني outstretched وفي حالة استنفار دائم، ومن المستحيل أن يستطيعوا الانتشار في بؤر احتجاج متعددة مهما كان حجم هذه الاحتجاجات. ولكن الأمر المؤكد هو انهم سيلجأون في مرحلة ما إلى استخدام العنف الأهوج، وسياسة shoot to kill لتغطية النقص الواضح بسبب الانتشار الواسع في أكثر من منطقة احتجاج في عاصمة تتكون من ثلاث مدن ضخمة ومزدحمة وجائعة وناقمة. أضف إلى ذلك أن الإنهيار الكامل بفعل الوضع الاقتصادي المتداعي لم يحدث بعد...أي أن الأوضاع المعيشية الأكثر صعوبة وفتكاً بالغالبية ستبرز أنيابها قريباً، والإنهيار الفعلي سيحدث معها، وهو انهيار لن تجدي معه حجافل تتر أمن المؤتمر الوطني....اما الشرطة، فإن نظام حزب المؤتمر الوطني لا يعول عليها كثيراً، حتى إذا كان جهاز ضباطها بالكامل من أتباع التنظيم، لأن أمر الشرطة بصورة عامة يختلف عن أمر جهاز الأمن، وإعداد ك لـ ا ب الأمن لأداء وظيفتهم يختلف عن إعداد وتدريب أفراد الشرطة. بمعنى آخر، أمن المؤتمر الوطني (حتى إذا اضفنا إليه رباطة التنظيم) لن يستطيع ضرب الانتفاضة في مقتل لأن السخط الناجم عن انهيار الوضع المعيشي والجوع سيكون في ازدياد وليس العكس. تحياتي،