|
Re: بينـــــــنا رباح الصادق المهدي (Re: ebrahim_ali)
|
ورشة سيداو التي نظمتها هيئة شئون الأنصار (2/2) الرجــــــل الرشيــــــــد.. من جــــــــــــديد نعم، إن بعض الغرب يفشل في أن يدرك الآخرين، يبدو ذلك جليا حتى في حركة تحرير المرأة من اضطهاد الثقافات الذي هو سمة عالمية.. وقد تنبهت الكثيرات من النسويات خارج الثقافة الغربية لوجود نوع من فرض الرؤى الغربي على الآخرين. تقول إحدى النسويات: "إن النسويات الغربيات البيض غير قادرات على رؤية النساء السود سوى بطرق معينة وإنهن غير قادرات على الاستماع إليهن إطلاقاً" فهن يرين المرأة في عالم الجنوب بصورة غريبة " تظهرها أنها ضحية لا تتمتع بإرادة ذاتية و تخضع لقمع عائلتها وثقافتها ودينها فتطمس نتيجة ذلك الاختلافات في الخبرات كما السياقات التي تعيشها هذه النساء".. ونعم الغرب ذو ذهنية فردانية ومادية (برغم روحانية المسيحية المفرطة).. ونعم إن حركة الحقوق العالمية صارت تقودها تيارات محمومة تسعى لتغليب الحريات الفردية على مصالح المجتمعات بل على مصلحة النوع البشري نفسه حيث صار للمثليين في عالم اليوم قوة وأثر لا يقارن بأعدادهم/ أعدادهن الفعلية، وبشكل ينبغي أن ينتبه له عقلاء العالم وليس فقط الدينيين منهم، لأن الكرة الأرضية لا يمكن أن تسير بمنطق يمكن أن يعلي الحريات الفردية على مصلحة الكوكب البشري حفظا للبيئة، وبالمثل لا يمكن أن يعطي الحريات بلا سقف حتى ولو مست مصلحة النوع البشري.. فالحرية الجنسية تحمل بذورا كثيرة أولها الأزمة الاجتماعية في ازدياد نسب الأطفال خارج الأسر والتفكك الأسري وهنالك أيضا الأزمات الصحية، كالهربز والإيدز، والله وحده أعلم ماذا سيأتي من بعد.. تلك الحركة المحمومة لا تعكس الغرب نفسه وقيمه السائدة، فالواقع الموجود في أمريكا وأوروبا اليوم فيه المنظمات الدينية أو "الإيمانية" -بحسب الترجمة الحرفية لتلك المنظمات - صاحبة دور في المجتمع وضبطه بل حتى في خلق السياسة العامة لا ينكر.. بل لقد أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش في 2001م "مبادرة إيمانية" لتمويل المنظمات الدينية من الحكومة ولخلق "شراكة" بين الدولة وبين الدين. وأصدر مجموعة من القادة الأوربيين الكبار ما سموه إعلان المبادئ الأوربي، دخلت المسيحية طرفا في بنوده. والفاتيكان الآن تقف بالمرصاد للحركات المحمومة التي تود مناقضة "الطبيعة"، ولأن الفاتيكان تصدر عن موقف مؤسسي ومتسق فإن صوتها له صدى أكبر من دولنا الإسلامية التي تتذرع باسم الدين لتمرير مواقفها السياسية المتناقضة من بلد لآخر، ولذلك فإن تحفظاتها على المعايير الدولية ليست متسقة مع بعضها البعض ولا مع أي منطق واحد فلا يؤبه لها بالتالي. نعم، يجب علينا أن نقف بصلابة ضد اللوبي المثلي وتأثيره على اللوبي الحقوقي الغربي الذي يعطي الحرية الفردية قيمة أعلى من مصلحة الجماعة، ولكن قبل ذلك علينا أن نحاصر أمراضنا المستوطنة: الشمولية القابضة في أشكال سلطوية مختلفة ملوكية وجمهورية عسكرية؛ والانكفاء على الماضي أو الاستلاب للوافد، وصولا للإبداعية المنطلقة من الأصل اللاحقة بالعصر.. فلن يستطيع الجسم الإسلامي الهزيل المريض والذي توارث جراثيم أفكار التقليد والتواكل لقرون حتى الآن أن يحدث لتلك اللوبيات شيئا بحالته الراهنة، وها هو قد وقف عاجزا أمام اللوبي الصهيوني الذي احتل أرضه واستباح دمه فلم يزد على مواجهته بنفخة معلول أما جبل ضخم ليزول (اللهم إلا الانتفاضة الفلسطينية في الأراضي المحتلة، وأعمال حزب الله في لبنان) ولا زال الضيم في محله. إن الغرب كما يقول الإمام الصادق المهدي ليس كومة صماء، ففيه تيار عاقل وإنساني، وفيه تيار هيمنة واستعلاء، وحتى التيار الاستعلائي الذي يمسك كثيرا بمقود الغرب، فإن مواجهته لا تكون بالتوجس بل بالتيقظ والجاهزية، وهذه كما قلنا مفتاحها داخلي، ويبدأ بإزالة الشمولية والاستبداد، والأمية والتقليد والانكفاء والاستلاب كما سبق وأكدنا أعلاه.. أما الحديث عن الاجتهاد المؤسسي الذي يجمع بين الفقه والخبرة، وعدم تقديس التراث ولا تبخيسه، والكثير مما قال به الدكتور عصام البشير فقد ورد في كتابات كثيرة للسيد الصادق المهدي لعل أهمها: العقوبات الشرعية وموقعها من النظام الاجتماعي الإسلامي، الذي صدر عن دار الزهراء للإعلام العربي بالقاهرة في عام 1987م والذي احتوى على مقترح محدد للاجتهاد المؤسسي فيه هيئة للخبراء وهيئة للموسوعة الفقهية وهيئة للتشريع منتخبة، ولكن الدكتور عصام البشير مع حرصه على المشاركة والائتلاف كان أحرص على إظهار أوجه المفارقة والاختلاف، فكان يشير حتى لتلك النقاط بالاختلاف، وكان أيضا متوجسا من كل تعليق من الحاضرين حيث عقب غير مرة طالبا أن يحتوي "الأتباع" على صدر رحب كإمامهم.. وقد كرر حديثه ذلك عن الأتباع حتى ظننا أننا مقودون بحبل غليظ إلى حيث يهوى الإمام، عميان لا نرى سوى رأيه مع أن التعليق طال بالانتقاد حتى كلام الإمام، ولم يكن كل الحضور أو المعلقين من الأنصار، وقبل ذلك كله فإن "بيعة" الأنصار الآن هي على الطاعة (المبصرة) فيما يرضي الله ورسوله، وعلى قطعيات الشريعة والشورى والديمقراطية وحقوق الإنسان.. فلا ينبغي أن تكون بصيغة التبعية والأتباع.. بل كما سأل النبي بن مريم الحواريين عن أنصاره إلى الله فقالوا (نحن أنصار الله) نقول: لم يكن بين الحضور من تابع ولا أتباع بل أنصار الله. وليبق ما بيننا
|
|
|
|
|
|
|
|
|