الميدان العدد رقم (2183) الخميس 11.02.2010كلمة الميدانالحرية المشروطةأوردت الصحف أن الرئيس البشير بحث
مع الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر
الترتيبات الجارية للانتخابات. وقال كارتر
في تصريحات صحفية أنه تلقى من البشير
ضمانات بأن قانون الأمن الوطني لن يقف »
حائلاً أمام حرية المرشحين في إدارة حملاتهم
الانتخابية أو تنظيمهم لتجمعات ، إذا حصلوا على موافقات
.« مسبقة من جهات الاختصاص
أين الضمانات التي تحدث عنها السيد كارتر ؟ هل ترى فاته
الانتباه الي عبارة« الموافقات المسبقة من جهات الاختصاص »
هل فاته أن يلاحظ أن حرية المرشحين في إدارة حملاتهم الانتخابية
أو تنظيمهم لتجمعات مرهونة بتقديم طلبات استئذان من جهات
اختصاص وبرد فعل جهات الاختصاص هذه على تلك الطلبات؟
هل فاته أن يلاحظ أن تلك الطلبات قد تقبل أو قد ترفض؟ إن
أقل ما كان يمكن أن يستنتجه الرئيس كارتر هو أن الحرية
التي تحدث عنها الرئيس البشير هي حرية مشروطة، ومن ثم
كان ينبغي عليه أن يرفع صوته ضدها. ونحن هنا نتحدث من
باب المبدئية فقط، ولا نتوقع أكثر من ذلك.
إن موقفنا وكل القوى الديمقراطية هو رفع كافة القيود عن
حرية التعبير وحرية النشاط السياسي، اللتين لا يمكن الحديث
في غيابهما عن انتخابات حرة إن وضعت هذه الحرية تحت
تصرف جهاز الأمن الوطني يعني في الواقع منحه حق مصادرتها
لصالح حزب المؤتمر الوطني المهيمن على الجهاز.
ان الضمانات التي قدمها الرئيس البشير للسيد كارتر ربما
تكون قد انطلت على ضيفه، ولكنها ستضاف قطعاً إلى رصيده
السابق من أنصاف الحقائق وأرباعها، وما هو أدنى من ذلك،
مما ظل يحاول أن يخدع به الرأي العام المحلي والعالمي عن
حقيقة سياسات ومرامي نظام الإنقاذ.
http://www.midan.net/nm/private/almidan/m2183/m2183.pdf