|
لماذا هذا الانفراج الديموقراطي الذي تنزل علي الانقاذ فجأة ؟
|
يبدو ان النظام احس ان لا طاقة له بما بدا يلوح في الافق ويتنزل واقعا من ازمة اقتصادية خانقة هي الوحيدة اي الازمة الاقتصادية القادرة علي اخراج الجماهير الي الشوارع مطالبة برحيل النظام , فالمتابع الجيد لللاحداث ومنذ الانفصال بدا التخديرمن الانقاذ مترافقا مع ارهاصات الازمة المقبلة عليها البلاد , وبدا يكثر الحديث عن استعداد الحكومة الجيد لما بعد الانفصاال وضياع ثلثي موارد البترول التي كانت تعتاش منها الحكومة وتسير امر البلاد كثر الحديث عن الذهب والموارد الطبيعية الذاخر بها السودان والتي لم تستغل بعد وان الشعب لن يحس بمشكلة اقتصادية , ولكن كلما مرت الايام بدا يظهر المختفي من جبل الازمة الاقتصادية وتلوح في الافق مدى عظم المصيبة الاقتصادية المقبلة عليها البلاد , لذا وبين لمحة بصر تغير تكنيك الحكومة , بدا يكثر في الاعلام الحكومي بث نماذج من مداولات المجلس الوطني التي تهاجم الاوضاع , بدأت تظهر في التلفزيون الرسمي البرامج التي تهاجم اداء بعض الوزارات وبدا يكثر الانتقاد في الاعلام الرسمي ؟ لماذا يحصل هذا الان ؟ واتوقع المزيد من هذا الانفتاح الرسمي مقابل النقد وغض النظر عنه بل علي يقين ان الحكومة هي التي تدير هذا الامر , فالحكومة الان تريد ان تفتح متنفسات لتهدئة الغضب الشعبي المتوقع وتنفيسه بل واستغلاله لتطويل بقائها ما امكن , ولكن في المقابل تنسى الحكومة امرا مهما انه ومهما كان الانفراج السياسي امرا مطلوبا الا انه ليس كافيا ليقي البلاد شر ويلات الازمة الاقتصادية والتي فشلت الحكومة فشلا متناهي في التعامل الجيد معها , لذا لا تتوقع الحكومة من الشعب الاستمتاع بحرية التعبير والنقد والازمة الاقتصادية تسحقه , وبعد فشلها في تحقيق اي من الشعارات التي كانت ترفعها عليها ان تستمتع جيدا بالغضب الشعبي الهادر الذي سيطالها . علي الحكومة ان تعترف بفشلها الزريع في الحفاظ علي السودان وعلي اقتصاد معافي بل ومن قبل بفشلها في تنزيل كل برامجها الهلامية الي الواقع , علي الحكومة الان ان تفتح الباب لخبرات سودانية اخرى احرقتها وابعدتها واجتهدت في تدميرها لتخلوا لها الساحة السياسية السودانية وحيدة تفعل في السودان ما تشاء الي ان اوصلته الي قلب الهاوية , علي الحكومة ان تنظر حولها وتري حال البلاد بعد ثلاثة وعشرون عاما من حكمها الاوحد فالحروب تتنازع اطراف السودان والازمة الاقتصادية تاتي علي ما تبقي من روح البلاد والعباد . وعلي المعارضة ان تكون حكيمة فهذا هو الوقت المناسب لالتقاط القفاز . واعني بالمعارضة الوطنية التي يهمها حال البلاد والعباد لا المعارضة التي تضع رجلا في الحكومة ورجلا تعارض بها من اجل مصلحتها الذاتية لا من اجل السودان ولا تلك المعارضة التي تقودها الاثنية ولا تلك التي ارتمت في احضان غير بريئة تحركها دوافع شخصية .واعني بذلك المعارضة القابضة علي جمر البلاد والعباد وعلي الشعب تقع كامل المسؤلية فهذا هو وقت المخاض العسير الذي يتخلق فيه القادة لينتشلوا البلاد من هذه الهوة العميقة التي وقعت فيها .
|
|
|
|
|
|