|
مناضلو الحيض والنفاس
|
السلام عليكم
درج العلمانيون على إطلاق لقب ( فقهاء الحيض والنفاس ) على علماء الشريعة، وذلك استهانة بهم وادعاء بأن هؤلاء الفقهاء لا يعرفون شيئا من أمور الدنيا أو السياسة، وبالتالي ليس لهم حق في الحديث عن أمور السياسة ومسائل الحكم والأمور العصرية، وبنظرة فاحصة لهذا المصطلح الغريب ( فقهاء الحيض والنفاس ) نجد أنه يتناقض والمبادئ العلمانية التي يزعمونها أو ينادون بها، ومن ذلك: التهوين من شأن المرأة!! أليست المرأة كائنا له ما للرجل وعليه ما على الرجل؟ أليست هي المساوة التي ينادون بها؟ إذن فلماذا يقولون فقهاء الحيض والنفاس ولم يقولوا مثلا: فقهاء الغسل والجنابة؟ وهي الطهار الخاصة بالرجال؟
ثم ما العيب في أن يكون الإنسان فقيها وعالما بالحيض والنفاس؟ أليس الحيض أحد الأحوال الطبيعية التي تطرأ على كل أنثى بالغة؟ وله أحكام في الشرع يؤخذ بها؟ وأليس النفاس هو عنوان لانطلاق حياة جديدة في هذه الدنيا؟ إذن فما العيب في ذلك؟ اللهم اجعلنا من فقهاء الحيض والنفاس!
من خبث العلمانيين أنهم يريدون تثبيت صورة نمطية، وهي أن العالم أو الفقيه يجب أن يحصر نفسه في الأمور الفقهية التعبدية، بل وأمور الحيض والنفاس والطهارة والصلاة، وأنه إذا جاوز أو تعدى هذه الحدود، فيجب أن يقف وأن يلزم هذا الحد، وإلا فالتشويه والإساءة والاتهام هو جزاؤه.
نرجع إلى موضوع العنوان: مناضلو الحيض والنفاس ونستصحب معه قول الحق تعالى: ( ... وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ...) (فاطر: من الآية43) وحديث النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا تظهر الشماتة لأخيك فيعافيه الله ويبتليك )، والمثل العربي الشهير: رمتني بدائها وانسلت، فنلحظ في هذه الأيام مستوى منحطا من ( النضال ) على شاكلة: فلانة عرسوها وفلانة طلقوها وفلانة مشت بيت أبوها زعلانة!! وشمار حار وارد باريس قالوا فلانة زعلت وطلقوها ولم يتأكد بعد ولكن سنوافيكم بالتفاصيل!!! ومثله: فلان دبل وفلان ( تلّت ) وفلان كان داير يدبل لكن مرتو مشت اشتكتو!!
وياللهول!! يعجب المرء من هكذا انحطاط ومن هكذا نضال، وبالله عليكم ماذا يستفيد الوطن من مثل هذه التــفاهات؟؟ وأليس هذا خصما من رصيد النضال؟ بل ومن رصيدنا كسودانيين فهذا المنبر يعتبر واجهة للسودان، وفيه رصد كامل للحركة السياسية والاجتماعية والثقافية بالسودان!! إن كان هذا هو النضال فبئس النضال!! لكن خرجنا من هذه المسألة بمصطلح جديد وهو: مناضلو الحيض والنفاس وسنرفعه في وجه كل من يسلك هذا المسلك.
|
|
|
|
|
|
|
|
|