الى الذين تسللوا الى جامعة فاس المغربية -نداء عاجل

Quote: في "صيوان" العزاء بمنزل أسرة الراحل المفيم الشاعر جعفر محمد عثمان ، التقينا صدفة بالأستاذ عبد الله اسماعيل سوركتي، وهو من أوائل الطلبة السودانيين الذين تسللوا الى فاس، وكان ضمن اول وفد طلابي يحصل على منحة المملكة المغربية. ذكر الأستاذ عبد الله اسماعيل بأنهم ذهبوا الى المغرب في العام 1963م للدراسة في كلية الآداب، لكنهم لم يتمكنوا من الدراسة فيها لعدم اجتيازهم لاختبارات اللغة العربية والفرنسية المؤهلة للألتحاق بالآداب، فالتحقوا بكلية الشريعة بجامعة القرويين، وكانوا خمسة هم: 1- حسب الرسول عباس الجميعابي، وهو أول خريج سوداني في الجامعات المغربية، وقد عمل فيما بعد عميدا للدرسات العليا بجامعة ام درمان الاسلامية (تخرج في العام 1966م) 2- عبد الله اسماعيل سوركتي، وهو من أبناء الخناق بدنقلا، محدثنا، وقد عمل بالتدريس في المدارس المغربية، وكان الطلبة المغاربة يحدثوننا عنه كثيرا، كونه درس في معظم مدارس مناطق فاس ومكناس والشمال المغربي، ويحتفظ بذكريات جميلة ومعلومات وافية عن الدراسة في ذلكم الزمان، خاصة وان الذين تلقى العلم على أيديهم مجموعة من فطاحلة علماء العربية منهم الدكتور على عبد الواحد وافي،صاحب كتاب النحو الوافي وتمام حسان، رائد علم الألسنية في الوظن العربي، وعائشة بنت الشاطي، والشاعر عمر بهاء الدين الأميري، وغيرهم. وذكر أيضا عبارة جميلة وهي أن هيمنة المصريين على البيئة الثقافية المغربية لم تنته الا بالحضور الطاغي للدكتور عبد الله الطيب عليه رحمة الله تعالى. 3- ابراهيم عبد الرحمن عبد السلام ، وهو الآن تاجر في السوق العربي بأم درمان. 4- محمد على الطاهر، وقد عمل بعد تخرجه مدرسا للغة العربية في المدارس الثانوية بالسودان. 5- أمين حسن خيري، وهو من أبناء كرمة، يعمل حاليا اماما لمسجد زمراوي بكرمة. لقد كانت سياحة وجدانية رائعة تلك التي تزامنت مع رحيل الشاعر جعفر محمد عثمان، وكان هو الخيط الجامع لشتيت الذكريات، نبدأ منه ثم نعود اليه كلما شطت بنا الذكرى، تحدثنا عن رونق شعره، وعن حالته النفسيه عندما رأى أول ديوان يجمع شعره بين دفتيه، ومعنا زميله وصديقه الشاعر بشير عبد الماجد بشير ، الذي اهدانا قصيدة رائعة مطلعها: الى مرهف الحس عذب التغني نديم القريض الأثير المفن ويختمها بقوله ويا جعفر الشعر هذا قضاء وحتم علينا فلم لا تغني بربك غنّ ولا تيأسن (وان قلبوا لك ظهر المجّن) سيبلى المجن ويبقى الغناء ويكفي عزاء خلود المغنّي وهي قصيدة طويلة يعارض فيها قصيدة جعفر محمد عثمان وعنوانها (حوار مع الشعر) ومطلعها: أراك تناءيت يا شعر عني كأن لست منك ولا أنت مني كان لقاء رائعا، فيه تناغم ، ومحاورة من نوع آخر، وكأننا في عالم من تلك الأيام،