الجعظرية وعزيف العفاريت !

Quote: الى صاحب الانتباهة فى غفلته ..دعوة للخروج تحت الشمس سيد الخطيب خمس سنوات – بل اكثر – وصاحب الانتباهة و(المنبر ) يرجف باتفاقية السلام الشامل ويهتف بسبها ويرميها بنعوت لا تصدر الا عن شخص السب غاية علمه ، على كونه لا ياتى منه الا لما هو متاح مبذول على قارعة الطريق لشتائم حانق من عامة الناس وسوقتهم لا منبر له ولم ينتبه بعد النوع الذى قد ينتجه باطن نائم موغل فى نومه بينه وبين الانتباه درجات من الوعى لا يدركها بله ان يهم بقطعها ماشيا او راكبا او مسحوبا على حصائبها سحبا ..ولكنه لا ينتقدها – فعل العارف – او يتبينها – شان العاقل – او يصدر فيها عن بصيرة كما يحاول من يرى نفسه مسؤولا عن عواقب ما يقول ويفعل .. ويسب كذلك من (جناها ) بحسب رايه فيها ، واستخدم كلمة (راى ) هنا استخداما غير دقيق عفوا هو لا يسبهم كلهم اجمعين ، بل يتخير منهم من يرى سبه غير ذى تبعة ، من يتملكه ازاءهم غيظ ياكل قلبه ويحرمه لذيذ المنام (قوله هذا ، وسناتى عليه ان شاء الله ) وحتى تصفو له متعة سب هؤلاء شفاء لغيظ لا يعلم (بضم الياء اذ لا اجيد عملية التنوين – المحرر ) سببه فهو يجعلها صنيعهم وحدهم ، ويداهن الباقين والباقون هم كثرة كاثرة ، اما صراحة – مرات قليلة ، واما ضمنا ، واما سرا ، وسلنى ايها القارئ عن اطلاعى على سر هذا الشاتم وساخبرك اذا تيسر لنا بحول الله مواصلة هذا الحديث . ولقد صرفت انتباهى صرفا عن هذا الشاتم كل هذه السنوات رغم انى كنت هدف سبه الاول طيلة حملته هذه التى استمرت كل هذه الاعوام ومعى فى اغلب الاحوال ادريس محمد عبدالقادر ، ومرات اخر ربما مطرف صديق ويحيى حسين ، لم اعبأ به لاسباب وجيهة فى نظرى ، كان اولها ان جهله على لم يتعد مستوى الشتم الى شى يمكن ان يسمى مناظرة او مناصحة او نقدا او حتى نقاشا مما يحسنه ويتدرب عليه صغار الاخذين بمسالك الفكر والسياسة بل ظل شتما وحسب ، ولانه يكتب كما يخطر له بدون تامل فقد عرفت منذ بدء حملته على وعلى هؤلاء النفر انه لا شى وراء هذا الهتر غير الغيظ والشنان وهو غارق فى حماته حتى عمامته ، وحتى شناته وغيظه هذا يستعير جزءا كبيرا منهما من بعض من املى عليه ووسوس فى اذنه وحرضه فاعجب ان شئت لرجل يستعير حتى الغضب والانفعال ولم اعبأ ايضا لان امر اتفاق السلام هو امر الوطن كله ، فانتظرت المعنييين فى الدولة والحزب ان يتصدوا بالتوضيح ازاء سوء الفهم وسوء القصد ورابنى من المؤتمر الوطنى صمت طويل ، غير حكيم وغير جميل و كأن مقولة صاحب صاحب (الانتباهة ) التى بدا بها حملته الخرقاء تلك صحيحة ، ومقولته قائمة على ان اتفاقية السلام او (نيفاشا ) كما يسميها هى صنع من سبق ان ذكرت اسماءهم ، وكان اول امره يحمل (بالتشديد ) (وزرها ) لنائب رئيس الجمهورية على عثمان محمد طه ومعه هؤلاء ، ثم اقتصر بعد فترة على وفد التفاوض بعد ان اختزله فى وفى ادريس ، ولصمت المؤتمر الوطنى هذا علاقة بالوسوسة والتحريض الذين اشرت اليهما ، وكنا نعرف فى بدايات عهد السلام من تمنى له الفشل لاسباب شخصية ، ثم نعرف من بدا منذ اللحظة الاولى حملة حدها الادنى ان تستمر الامور وكأن اتفاق السلام نفسه لم يكن .. ان تظل الامور ، خصوصا فى معمار السلطة ، كما كانت وفى حبل هؤلاء كان يحتطب صاحب (الانتباهة ) بل ان انتباهته نفسها ومنبره من ثمار ذلك العقد الذى قام على ان اتفاق السلام فصل اخر فى مسرحية مستمرة الفصول ولك ان تسالنى : لما قررت ان تكتب الان ؟ .. والاجابة هى ان الحملة الشريرة المتذرعة بالتدليس والمداهنة والاستعداء المفضوح قد تجاوزت قدرها مؤخرا .. ولا اقصد هنا ان نبرة السباب قد ارتفعت جدا فحسب ، بل اعنى انها بعد ان صار الانفصال واقعا ، وبالرغم من الانفصال كان امنية لهؤلاء لدرجة انهم (كرموا ) له ، الا انهم عن طريق منبر (الانتباهة) غذوا اولا مشاعر مرارة ( مع انهم يجب ان يشعروا بالفرح ) عامة وبعد ذلك لعبوا عليها بغاية ان تكون العلاقات بين السودانيين اسوا ما تكون . واحد اهم ميادين هذه اللعبة فى نظرهم اتفاقية السلام ومرة اخرى ومع ان يقينى بان نظرة عامة اهل الوطن نحو الاتفاق والسلام لم يتغير جوهرها ، الا ان بعض الدوائر تاثرت بهذا الهتر الذى احال المرارة والرغبة فى الاشتفاء عن طريق (الردح ) محل العزيمة الصادقة على جعل انفصال السودانيين بداية جديدة لكليهما تثمر عافية ونموا حرا من وقر الاحتراب والعداء وتبادلا – بالعقل – للمصالح وسدا – بالتراضى – لابواب النزاع ان يتجدد الغريب ان هذه الدوائر التى اشرت اليها ليست هى عامة السودانيين بل انها دوائر متداخلة قريبة من السلطة ومن المعارضة ، مدفوع بعضها بالطمع ان تكون البداية الجديدة تركه لها ، وبعضها بالخوف من المجهول – دعنا الان نقتصر على كونه خوفا من المجهول فقط – وبعضها بدافع الانتقام والتشفى ، فالمرارة نفسها تتحول من حالة ساذجة ساهمت (الانتباهة ) المتناقضة مع نفسها فى صنعها ، الى دافع والى مبدأ ،وسوء الخطاب حقا ، والتطاول مكرمة ، والقول اللئيم خلقا حسنا ، والصياح والصخب ، والجعظرية شجاعة ، والمخرقة وادعاء المعرفة باشياء خفية لا دليل عليها ذكاء وفهما وعبقرية كل هذا موجود بادلته الوافرة فى (الانتباهة ) سنعرضها ولن يملك كتبتها انكارها ، ولكنهم يملكون ان يلوموا عليها من املاها عليهم رغم ان هذا من الضعف بحيث انه لا يبرئ ذمة صاحب قلم يحترم نفسه او يرعى حرمة للحقيقة او يحترز لعواقب ما يقول . فالسبب الذى يدعونى للكتابة الان هو جلاء الحقيقة عن اتفاقية السلام وما اعقبها من تفاوض لارساء العلاقات بين السودانيين على اساسه – اى السلام - المتين ، رغم ان تخبيل (الانتباهة ) لم يجز على شعب السودان المنتبه اصلا ، ولكن لان الدوائر التى اشرت اليها تحتاجه ولعلنا اذا صدقت نواياهم ان نستفز بعضهم لاخراج ما عنده سافرا تحت الشمس ، او لعلنا نذكر – لا اقول نقنع – بعضهم بما عندنا والذكرى نافعة للمؤمنين يا هذا فانتبه .. اما الذين اذا قيل لهم اتقوا الله اخذتهم العزة بالاثم فلا رجاء فى صلاحهم ولكن عسى ان يرتدعوا عن سعيهم للفساد فى الارض واهلاك الحرث والنسل . هذا هو السبب ، وما زالت هناك معضلة وهى ان معظم ما يهرف به صاحب (الانتباهة ) هو زبد صرف ليس فيه لا حيلة ولا متاع فماذا اناقش ؟!! ومنذا اناقش ؟ بعد تامل رايت ان نتخذ من عنواناته العامة بداية ، ونحسن الظن ان هناك قناعات وراء الصخب نحاول ان نحررها من وحل السب ثم نناقشها .. نعم ليس هناك حل غير هذا ، وربما اجتهد بعض الاجتهاد فى دراسة هذه الظاهرة التى تسمى الطيب نفسها .. لم لا وقد صار له منبر وصحيفة واتباع يتركون الجد الذى افنوا فيه سنوات طوالا ليمالئوه على هزل لئيم يسميه بيانا .. بيانا نبغ فيه فجاة ، لا اعلم من اى غرانيق يستلهمه .. واعلم ايها القارئ – ولك على حق انا راعيه ان شاء الله - اننى لا ارى مجادلة هذا الانسان لائقة بى ، ولم اسع لها ، ورب شخص تجادله فتخرج منه بفؤائد جمه ، اما صاحب (الانتباهة) لا امل عندى فى ان يرعوى او يفيد او يستفيد ، ولكنى متوجه بهذا الجهد اليك ، والى نفر من الفضلاء ممن استتبعهم وهم تحت سلطان سلامة طويتهم وحسن ظنهم ، فعسى بعض هؤلاء ان يربأ بنفسه عن الاستتباع ، اما سبيل المجادلة التى تسلكها (الانتباهة ) واركانها الثلاثة او الاربعة فهى سبيل لا يحب ذو عقل ان يماشيهم فيها ، والجلبة التى يحدثونها كل يوم لغو – على احسن الفروض – خير لى ولك ان نمر به كراما .. وعزيف عفاريت – على أسوأ الفروض – تنزه عنه اذنيك وتفزع منه الى الذكر والى الوارد القادم باذن الله