|
Re: الجعظرية وعزيف العفاريت ! (Re: محمد حامد جمعه)
|
سلامات ود جمعة ... طالما الفلم سخن للدرجة دي اسمح لي يا محمد حامد أن أكشح هنا خطبة الرجل العجيب العميد محمد نجيب ... رئيس تحرير الصحيفة الناطقة باسم الجيش .. والتي جاءت تحت عنوان العبارة الشهيرة للكاتب الكبير الطيب صالح ...
من أين جاء هؤلاء؟!! وكأن الناس في شمال السودان قد قرأوا واستوعبوا الحكمة القديمة: «من أراد أن يخرج من حياتك ابتسم في وجهه.. وخذ بيده.. وشيِّعه حتى باب الخروج.. ثم تأكد أنك قد أغلقت الباب إغلاقاً محكماً...» خرج الجنوب طواعية واختياراً فشيّعه الناس حتى باب الاستفتاء.. وأغلقوا الباب إغلاقاً محكماً.. لكنهم نسوا المؤتمر الوطني معهم في الداخل.. أو لعلهم تركوا بعض النوافذ مشرعة ـ بعض أهل نيفاشا ـ ليهب منها النسيم.. أو لعل عارضاً يمطرهم نفطاً.. فجاءهم منها ريحٌ عاصف.. حرب الجنوب استمرت خمسين عاماً.. وسلام نيفاشا استمر خمسة أعوام.. فكان يوماً واحداً من أيام الهوان في نيفاشا كألف سنة مما تعدون.. ثم بدا للناس أن نيفاشا قد مضت لحالها بشرِّها وشرِّها.. وبثلث السودان دولة جديدة.. فإذا بنيفاشا وقد عادت من جديد من تحت الرماد كأنها طائر الفينيق الخرافي.. أصبحت نيفاشا في حلق أهل السودان غُصّة باقية ما تعاقب الليل والنهار.. أصبحت مثل شجرة «الماسكيت» كلما اقتُلعت من جذورها خرجت من تحت الأرض بوجه كالح جديد.. أو كأنها خضراء الدِّمن.. ولعل ما كان يدور في مجالس المدائن من همس جهير تجده في لحن القول وصريحه في شمال السودان عن ذهاب الجنوب دولة مستقلة.. لعله ترجمة اللسان لمكنون البشر وألق البشارة لما في النفس والوجدان من بشريات الخلاص من حمل ثقيل.. وكأن صخرة أُزيحت عن صدر بلال في بطحاء مكة في يوم حرٍّ قائظ.. وكأن غيظاً كظيماً تنفّس عنه صدر حليم.. وتمرير نيفاشا بكل ما تحمل من مرارات.. ومن مناطق ثلاث.. وتقرير مصير.. وشيطان تفاصيل.. والصمت عن عرمان.. والصبر على باقان.. وعثمان ود الجيران وأخوي مروان وخالتو ريان... و... كل هذا لم يكن غير إغلاق الباب جيداً وبإحكام.. بعد خروج نيفاشا و(ما) معها من التبع وقوم تُبّع وأصحاب الأيكة.. حتى أنزل شمال السودان عن كاهله حملاً ثقيلاً كان يحمله ويحمل أوزاره وأوزاراً مع أوزاره خمسين عاماً.. ثم أغلق الباب إغلاقاً محكماً.. فإذا نيفاشست المؤتمر الوطني يفتحون عليه نوافذ الحريات الأربع.. وإذا المؤتمر الوطني يجد ريح يوسف لولا أن تفندون.. أو لا تفندون.. وغداً يجد المؤتمر قميص يوسف (تفندون أو لا تفندون).. وغداً يأتيتك يوسف شخصياً فتقرُّ به عين المؤتمر الوطني.. ولعله يأتي قبل أن يرتد للمؤتمر الوطني طرفه.. فكم في المؤتمر من آصف بن برخيه يأتيه بما يريد من وراء الحجب ورغم أنف أبي ذر.. عندها فقط يكون لعبارة «باطن الأرض خيرٌ من ظاهرها» معنىً مختلف.. معنىً يُرى بعينين.. ويتكلم بلسان وشفتين.. ويمشي على حريات أربع.. خمسون عاماً ظل الشمال يحمل الجنوب على ظهره غذاءً وكساءً وتعليماً وصحة وتنمية وطرقًا.. وقتالاً.. وفي القوم باقان وعرمان.. وفرعون وهامان ومناة الثالثة الأخرى.. حتى آن له أن يستريح ويسد للريح باباً.. يسده سداً محكماً.. فإذا بعض أهل المؤتمر الوطني وبمفتاح الحريات الأربع ينقضون غزل أهل السودان بعد قوة أنكاثاً.. ويفتحون الباب على مصاريعه الأربعة ليدخل الجنوب من أي الحريات شاء.. فتقبض عصابة الحكم في الجنوب عائدات النفط وتطلق شعبها عالة على شمال السودان على ظهر الحريات الأربع.. فحكومة باقان لا تتحمل أي مسؤولية تجاه شعب الجنوب.. وليس من همومها في شيء أن تطعمه من جوع أو تؤمنه من خوف.. بل هي الجوع والخوف نفسه.. وغدًا تجتاح أرتال الجياع حدوداً طولها ألفا كيلومتر نحو الشمال. ونيفاشست المؤتمر الوطني لا يكلِّمون الناس عن الثمن ولا عن الحكمة الدفينة لما يقدِّمون من عطاء غير محدود.. لا يكلمونهم حتى تكلمهم دابة الأرض أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون.. ترى من أين جاء هؤلاء؟!! ولعل جموعاً من أهل السودان ممن دخلوا المدارس قرأوا يوماً في كتب الأدب: «لا تسقني كأس الحياة بذلة بل اسقني بالعز كأس الحنظل .. كأس الحياة بذلة كجهنم وجهنم بالعز أطيب منزل..». ولعل ترجمة هذا الأدب كانت بعض ما يدفع القوات المسلحة للقتال على مدى نصف قرن من الزمان.. ولعل ذات الترجمة لذلك الأدب كانت بعض ما يشكِّل وجدان أهل السودان ويدفعهم لرفد القوات المسلحة من مخزون الكرامة والحب.. وإسنادها بالمال والرجال حباً وكرامة.. وعلى مدى نصف قرن من الزمان.. حتى استدار الزمان.. وعلا في (المؤتمر الوطني) قومٌ آخرونا.. علا فيه أولاد نيفاشا .. فصرت ولا أرى في الركب قومي وقد عاشوا أئمته سنينا.. وآلمني وآلم كل حرٍ سؤال الدهر أين..؟ وأين..؟.. حقاً فقد صارت (أيناوات) الدهر كُثرًا.. وأنت تجيل الطرف في الآفاق وترجع البصر كرتين بحثاً عن إجابة: لأين واحدة من الأيناوات المتكاثرة.. تُجيل الطرف في القِبَل الأربع.. فلا تجد غير الحريات الأربع تسد الأفق.. فينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير.. وكأن المؤتمر الوطني قد نثر كنانته وعجم عيدانها فلم يجد غير هؤلاء (الهؤلاء) .. فرمانا بهم قبل أن يرمي بهم دولة الجنوب.. تُرى من أين جاء هؤلاء..؟ وكأن بنات أفكار هؤلاء (الهؤلاء) عقمت أن تنجب غير هذه الأفكار العقيمة التي تحبو على حريات أربع.. وكأن رحم المؤتمر الوطني عقمت أن تنجب غير هؤلاء (الهؤلاء).. وكأن رحم السودان عقمت أن تنجب غير المؤتمر الوطني.. فيا ليت شعري.. من أين جاء هؤلاء..!؟ ويا ليت شعري أين هي نقاط التلاقي بين أولاد نيفاشا.. وأولاد كتيبة الأهوال ومتحرك الحق اليقين لسنوات خلت.. وأين هم من الشهيد أحمد البشير والشهيد الشيخ عبيد ختم بدوي عكود.. وأين مكامن الفرق في أمشاج التخلُّق وجينوم التكوين بين أولئك النفر وهؤلاء (الهؤلاء)؟!. أي ذلة وأي زلة يمسكها أولاد نيفاشا على المؤتمر الوطني ليمسكوا بذات الملف سنوات طويلة حتى ملّهم الملف وملّتهم نيفاشا وملَّهم الناس وملّهم الملل! من أي ملة من الملل هؤلاء (الهؤلاء)؟ من أين جاء هؤلاء؟! محمد عجيب محمد
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الجعظرية وعزيف العفاريت ! | محمد حامد جمعه | 03-22-12, 10:15 AM |
Re: الجعظرية وعزيف العفاريت ! | Hussein Mallasi | 03-22-12, 10:19 AM |
Re: الجعظرية وعزيف العفاريت ! | طلحة عبدالله | 03-22-12, 10:24 AM |
Re: الجعظرية وعزيف العفاريت ! | Hussein Mallasi | 03-22-12, 10:33 AM |
Re: الجعظرية وعزيف العفاريت ! | محمد حامد جمعه | 03-22-12, 10:31 AM |
Re: الجعظرية وعزيف العفاريت ! | محمد البشرى الخضر | 03-22-12, 10:38 AM |
Re: الجعظرية وعزيف العفاريت ! | المسافر | 03-22-12, 10:43 AM |
Re: الجعظرية وعزيف العفاريت ! | طلحة عبدالله | 03-22-12, 10:39 AM |
Re: الجعظرية وعزيف العفاريت ! | Hussein Mallasi | 03-22-12, 10:42 AM |
Re: الجعظرية وعزيف العفاريت ! | Hussein Mallasi | 03-22-12, 10:47 AM |
Re: الجعظرية وعزيف العفاريت ! | حمد عبد الغفار عمر | 03-22-12, 10:52 AM |
Re: الجعظرية وعزيف العفاريت ! | محمد حامد جمعه | 03-22-12, 10:44 AM |
Re: الجعظرية وعزيف العفاريت ! | محمد حامد جمعه | 03-22-12, 11:15 AM |
Re: الجعظرية وعزيف العفاريت ! | حمزاوي | 03-22-12, 11:20 AM |
Re: الجعظرية وعزيف العفاريت ! | محمد حامد جمعه | 03-22-12, 11:41 AM |
Re: الجعظرية وعزيف العفاريت ! | Alshafea Ibrahim | 03-22-12, 11:47 AM |
Re: الجعظرية وعزيف العفاريت ! | محمد حامد جمعه | 03-22-12, 11:53 AM |
Re: الجعظرية وعزيف العفاريت ! | محمد حامد جمعه | 03-22-12, 12:24 PM |
Re: الجعظرية وعزيف العفاريت ! | محمد عبدالرحمن | 03-22-12, 12:58 PM |
Re: الجعظرية وعزيف العفاريت ! | عمر التاج | 03-22-12, 01:01 PM |
Re: الجعظرية وعزيف العفاريت ! | محمد حامد جمعه | 03-22-12, 01:13 PM |
Re: الجعظرية وعزيف العفاريت ! | محمد حامد جمعه | 03-22-12, 01:23 PM |
Re: الجعظرية وعزيف العفاريت ! | محمد حامد جمعه | 03-22-12, 04:48 PM |
Re: الجعظرية وعزيف العفاريت ! | سجيمان | 03-22-12, 03:25 PM |
|
|
|