|
|
 Re: ندوة : قراءة فى توصيات المؤتمر القومى للتعليم (مُلخص + صور) . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
الأستاذة زينب بدرالدين كانت هى التى تحدثت فى بداية الأمسية , وهى معلمة فى المراحل الثانوية وتم فصلها لاسباب سياسية , مديرة منظمة المعلم قبل الجميع للتدريب , وناشطة فى مجالى التعليم والجندر .
أ/ زينب بدرالدين :-
شكراً مركز الخاتم لاتاحة الفرصة للتحدث عن توصيات وكل تداعيات المؤتمر القومى للتعليم , والذى انعقد فى الايام الماضية .
البداية مع اسم المؤتمر القومى , حيث اننى وجدت بقراءة سريعة لاسماء المدعوين للمؤتمر , وللذين قاموا باعداد الاوراق فيه , وللجنته التحضيرية وللحضور , اتضح لى انه مؤتمر المؤتمر الوطنى , حيث ان نسبة الاسلاميين جناح المؤتمر الوطنى هى الاغلبية الساحقة .
المؤتمر يستحق صفة القومى عندما يُشارك فيه الناس بمختلف توجهاتهم الفكرية والسياسية فى مجال التعليم ويخرج برؤى تخدم شعب كامل , وهو بهذا التوصيف ليس قومياً وتم استبعاد الالاف الذين لهم خبرة طويلة وتخصص فى مجال التعليم .
سوف اقوم بعقد مقارنة بين مؤتمر التعليم فى 1990 ومؤتمر التعليم 2012 , مؤتمر 1990 تم تحديد اهدافه والتى تتلخص فى تغيير السلم التعليمى حيث قام بسحب عام دراسى وقام بالغاء مرحلة , ومؤتمر 2012 قام باضافة عام دراسى , وهو امر غير محسوم لانه بعد تسليم التوصيات لنائب رئيس الجمهورية السيد على عثمان قام هو بوضع توصية بان تتم اعادة النقاش والتمحيص والنظر بعين فاحصة عبر لجنة مُختصة فى توصية السلم التعليمى , وبهذا اعتقد ان التوصية قد تم حذفها بجرة قلم .
اهداف مؤتمر 1990 كانت غرس العقيدة والاخلاق الدينية فى النشء وتبصيرهم بتعاليم الدين الاسلامى وتراثه وتربيتهم على هديه وبناء الشخصية المؤمنة العابدة لله المتحررة والمسئولة , وعلى ما يبدو ان هذه الاهداف لم تتحقق من 90 حتى الان حيث ان مؤتمر 2012 يهدف لنفس الاهداف حيث انه يهدف لاسلمة المعارف والعلوم , فهل ما تم من اسلمة من 90 لم يُاسلم ؟ , هل نحتاج لأسلمة جديدة ؟ , وماهى آلية تلك الجديدة ؟ , ولماذا فشلت الأسلمة القديمة ؟ .
فى قراءة سريعة لتوصيات المؤتمر الاخير , كانت هناك توصية اضافة العام الدراسى للمرحلة الثانوية , وتوصية تقسيم مرحلة الاساس لحلقتين وفصل كل حلقة بحائط بمعنى تقسيم المدرسة الواحدة بواسطة حائط , صحيح كانت سياسة السلم التعليمى سياسة فاشلة وتمت بدون دراسة , لكنها نفس السياسة القديمة والمستمرة , حيث ان نجد ان هناك ضحايا عندما تم تطبيق نظام الست سنوات فى المرحلة الابتدائية , وكل ما يتم تغيير السلم حتى وان كان جيد , نجد ضحايا لهذا التغيير حيث يتم بصورة عشوائية .
نجد توصية بالصرف على التعليم , وتخصيص 8% من الناتج المحلى , 20% من الانفاق السنوى , وذلك من اجل ضمان مجانية والزامية التعليم , والغريب هنا ان تكون هناك توصية وتقوم الوزيرة بتبنى هذه التوصية , وهذه التوصية تناقض قرار امم متحدة ومواثيق دولية صادق عليها السودان وهى المتعلقة بوجوب ان يكون الصرف على التعليم 17% ! , كانت هناك انشاء كثيرة فى المؤتمر دون تحديد قاطع لآلية التنفيذ وتركها للنائب الاول والذى صرح بدوره بان هناك آلية سيتم تكوينها للتنفيذ ! , واهم مافى هذه الآلية هو من اين ستأتى الـ 8% ؟ , من اين سيأتى بند الصرف على التعليم , نحن على سبيل المثال نحتاج للوضوح والتوضيح فيما يتعلق برفع معاشات المعلمين وزيادة المرتبات وهو امر تحدث عنه رئيس الدولة نفسه فى العديد من المرات ولم نجد تنفيذ واقعى له على الارض , بل انه تحدث مرة حول ان مرتبات المعلمين يجب ان تتساوى مع مرتبات نواب البرلمان , وهو طبعاً ما يحدث , والمعلم فى الدرجة الخامسة الان مرتبه 600 جنيه وهو فى درجة وظيفية عليا .
وهناك توصية بانشاء صندوق قومى لدعم التعليم وتمويل مؤسسات التعليم العالى , وتم ربط التوصية بفرض ضريبة على المغتربين لتغذية هذا الصندوق , وهو ما يعنى بوضوح بانه لن يتم الصرف من الناتج المحلى وانما عن طريق فرض الضرائب الاضافية , اذاً ليس هناك مجانية للتعليم وانما هناك خصم بطريقة غير مباشرة من مرتب المواطن , لماذا لا ندعم هذا الصندوق بالخصم من ميزانية الاجهزة الامنية المختلفة ؟ .
الامر الجوهرى الذى دفع بانعقاد هذا المؤتمر هو تداعيات انفصال الجنوب وضرورة وجود رؤية لسودان أخر , وبهذا المعنى فان التوصيات كان يجب عليها الاهتمام بقضية الرحل , لكننا وجدنا كلام عام بشأنهم , ولا حديث عن علاج حالات التلاميذ الرحل فى جنوب دارفور وكردفان , والرحل فى النيل الازرق , وتلاميذ المناطق المتداخلة , لم نسمع عن احصائية باعداد التلاميذ المتأثيرن بانفصال الجنوب .
مؤتمر ينعقد فى ظل حرب فى جنوب كردفان و النيل الازرق , ولا نجد فيه اشارة لعدد المدارس التى تم اغلاقها فى هذه المناطق , وعدد التلاميذ الذين تشردوا ! , لا دراسة , لا ارقام , لا مسح .. التلاميذ الموجودين فى كردفان , والذين يتداخلون مع جنوب السودان فى فترة الجفاف ماهى المعالجات التى قدمها المؤتمر لهم ؟ .
نحن لسنا دولة مؤسسات , ومن الممكن لرئيس الجمهورية او نائبه او وزير ان يقوموا بنسف توصيات اى مؤتمر ما وان تسرى التوصيات التى يقترحونها هم , وما دمنا نتحدث عن التصريحات فهناك تصريح غريب للغاية قاله وكيل وزارة التربية والتعليم السابق معتصم عبدالرحيم , حيث قال ((ان الاوراق والبحوث التى تم تقديمها اثبتت ان هناك تطوراً هائلاً قد حدث فى التعليم فى الفترة الاخيرة من حيث عدد المدارس والطلاب والمعلمين , ومن حيث توفر فرص التأهيل واتاحة فرص التدريب)) , هذا تصريح وكيل وزارة تربية وتعليم ! , وكلنا نعلم حال التعليم الحقيقى والذى يناقض هذا التصريح بصورة صارخة للغاية , ونجد كمثال على عدد المدارس التى يتحدث عنها نجد ان المعلمين فى شمال كردفان يقولون ان هناك مدارس يتم إنشائها بدعم خارجى بملايين الجنيهات ويتم الافتتاح من المعتمد , لكنها فى نهاية المطاف مبنى جميل بدون أساتذة او تلاميذ , كذلك نجد حالات التسرب من التعليم وقد ذكرها المؤتمر نفسه .
عندما يُصبح التعليم ميدان للجهة السياسية التى تحكم البلد فان التغيير يُصبح تغييراً حسب وجهة النظر السائدة والمهيمنة , والدليل على ذلك هو مؤتمرات التعليم والتى انعقدت فى منعطفات سياسية حاسمة فى 1969 , 1973 , 1984 , 1987 , 1990 , 2012 .
رئيس الجمهورية طالب بتخفيض الحقائب المدرسية على التلاميذ , لكن الحقيبة ثقيلة على ظهر التلميذ لانه لا يجد ادراج مُحكمة يضع فيها كتبه داخل الفصل لليوم الثانى , ولهذا فانه يحملها ذهاباً واياباً .
فى النهاية اقول , ان توصيات هذا المؤتمر كثيرة وبها الكثير من الانشاء , وهناك توصيات كان يجب ان يتم الاشارة لها وتم تجاهلها , مثل الحديث عن تعليم البنات رغم ان هناك ادارة كاملة تحت اسم (ادارة تعليم البنات) , ورغم ان هناك انخفاض فى نسبة تعليم البنات .
|
|
 
|
|
|
|
مركز الخاتم عدلان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست