|
Re: ألعب/ألعبي معي هذه اللعبة ودعونا نرى النتيجة (Re: Murtada Gafar)
|
في عام 1976، وقع ما وصفته وسائل إعلام نميري بالغزو الليبي، وهو في حقيقته كان غزو قوات (الجبهة الوطنية) للخرطوم.
لا يهمني هنا الجانب السياسي أو التاريخي من الحادث. ما يهمني هو إنني كدت أن (أروح فيها) بسبب إني شخص (داكس على طول).
مساء الخميس، ليلة الجمعة، سهرنا في عرس أحد أقرباء صديقي عوض محمد طه بالصحافة شرق. كنا طلبة جامعيين وفي إجازة وكل شيء تمام، لانه نميري كان جنو لسه ما ظهر ولا رمى القزاز في النيل.
صباح الجمعة صحونا على أصوات الانفجارات.
قضيت الجمعة والسبت في بيت أهل صديقي عوض طه، حتى شعرت بأنني ضيف ثقيل ويجب أن (أطلب الله).
كان ثمة سبب آخر يدعوني للتعجيل بالذهاب إلى أم درمان، وهو أنه لا بد أن شقيقي الأكبر ومعه أصغر أخواني، في حالة قلق شديد من ناحية سلامتي.
قلت في نفسي أنا أخف وربما أكثر حصافة - ما في زول حاقر نفسو - لذا قررت أن اغامر بالعبور من الصحافة شرق إلى أم درمان.
عوض طه وأهله، بذلوا كل المحاولات لإثنائي، فاصريت وخرجت.
في الشارع الرئيسي، وعن موقف البصات، وجدت عددا من الشبان واقفين، وواضح أنهم كانوا ينتظرون المواصلات. إذن الأمر قد انتهى في سرعة انتهاء انقلاب حسن حسين.
والدليل على إني (داكس) هو إنني لم ألاحظ أن أولئك الشبان الواقفين في محطة البصات، كانوا كلهم متقاربي الأعمار. وكانوا كلهم يلبسون بناطلين وقمصان. وكلهم يتركون القميص منسدلات فوق البنطلون - يعني ما شاكين - وأنا كنت كذلك. ما في راجل كبير، ما في مرة، ما في طفل.
جاء بص، وكان يجب أن ألاحظ أنه لم يكن من بصات مواصلات المدينة المألوفة. كان من ذلك النوع من شاحنات النيسان التي يحولونها في ورش السودان إلى بصات تعمل في خطوط الأقاليم.
ركبوا فركبت. وكان البص ممتلئا. أنا الوحيد بينهم الذي حصل على مقعد. البقية شمعوا.
في المقعد المجاور شاب مختلف الهيئة، إذ كان شاكي وأنيق. وبمجرد جلوسي بقربه، سألني قائلا: أنا هسي أمشي الداخلية كيف؟
وبكل مدكوسية، سألته: إتا ضابط بوليس؟
قال نعم. قلت بكل غباء: ودا يوم وزارة داخلية. قال لازم أبلغ هناك.
في تلك اللحظة، استدار الشاب الذي كان يقف مشمعا بقربي وتحدث إلى آخر في آخر البص. قال: أسمع، بيت الثورة ضربوهو. وهنا وقع بصري على مسدس ضخم يضعه ذلك الشاب أسفل ظهره ويغطيه القميص.
عندها فقط أدركت حجم الورطة التي أدخلت نفسي فيها. اكتشفت أن كل هؤلاء الشباب المشمعين يحملون نفس المسدس.
طيب أنا داخل بص تابع للأمن. هؤلاء الشباب ذاهبين لمهمة قتالية في قلب الخرطوم. وهم يظنونني واحدا منهم. إذا كشفت لهم عن حقيقتي سيقتلونني. وإذا صمت سأذهب معهم إلى حيث هم ذاهبين.
وقررت أن أنزل من البص بمجرد أن يتوقف لالتقاط أشخاص آخرين. وليحدث ما يحدث. لن أذهب معهم.
المشكلة هي أن البص لم يتوقف ابدا.
تعبت، حاكمل في مداخلة أخرى.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
ألعب/ألعبي معي هذه اللعبة ودعونا نرى النتيجة | حامد بدوي بشير | 01-23-12, 07:44 AM |
Re: ألعب/ألعبي معي هذه اللعبة ودعونا نرى النتيجة | حامد بدوي بشير | 01-23-12, 07:58 AM |
Re: ألعب/ألعبي معي هذه اللعبة ودعونا نرى النتيجة | حامد بدوي بشير | 01-23-12, 10:42 AM |
Re: ألعب/ألعبي معي هذه اللعبة ودعونا نرى النتيجة | Hassan Makkawi | 01-23-12, 10:50 AM |
Re: ألعب/ألعبي معي هذه اللعبة ودعونا نرى النتيجة | حامد بدوي بشير | 01-23-12, 10:58 AM |
Re: ألعب/ألعبي معي هذه اللعبة ودعونا نرى النتيجة | Hassan Makkawi | 01-23-12, 11:04 AM |
Re: ألعب/ألعبي معي هذه اللعبة ودعونا نرى النتيجة | نادر النور آدم | 01-23-12, 11:03 AM |
Re: ألعب/ألعبي معي هذه اللعبة ودعونا نرى النتيجة | حامد بدوي بشير | 01-24-12, 05:22 AM |
Re: ألعب/ألعبي معي هذه اللعبة ودعونا نرى النتيجة | حامد بدوي بشير | 01-24-12, 08:58 AM |
Re: ألعب/ألعبي معي هذه اللعبة ودعونا نرى النتيجة | Murtada Gafar | 01-24-12, 11:03 AM |
Re: ألعب/ألعبي معي هذه اللعبة ودعونا نرى النتيجة | حامد بدوي بشير | 01-25-12, 05:48 AM |
Re: ألعب/ألعبي معي هذه اللعبة ودعونا نرى النتيجة | حامد بدوي بشير | 01-25-12, 09:38 AM |
|
|
|