قوة كبيرة من حركة العدل تدخل ج كردفان باسلحتها الثقيلة رغم قصف الطيران

Quote: تحياتي و تقديري أخ صلاح جادات ،،، الحرب الأهلية التي إندلعت في جنوب السودان في منتصف الخمسينات هدأت بما توصل له مؤتمر المائدة المستديرة و هي لم تؤدي إلي تغيير النظام و راح ضحية لها آلاف السودانيين و خلَّفت نتائج كارثية علي جنوب السودان لا زالت آثارها ممتدة و لكن سلاح الفصائل الوطنية المقاومة في الجنوب آنذاك كان بلا شك من العوامل التي أضعفت حكومة عبود و ساعدت علي إندلاع ثورة أكتوبر المجيدة ،، ثم إشتعلت الحرب الأهلية مرة أخري علي إثر إغتيال الشهيد وليم دينق و علي إثر محاولة قوي اليمين فرض الدستور الإسلامي ،،، و أيضا كانت نتائجها كارثية و خلَّفت الآلاف من المشردين و أورثتهم الفقر و العوز ،،، و أيضا لم تؤدي إلي إسقاط النظام الرجعي و بدلا عن ذلك توقفت لمدة تقارب ال 12 عاما بتوقيع إتفاقية أديس أبابا التي أقرت الحكم الذاتي الإقليمي و أعطت الجنوبيين قدرا من المشاركة في السلطة و الثروة و منحتهم بعض الحقوق ،،، و علي أثر التدهور الإقتصادي الذي أفرزته سياسات حكم السفاح نميري و بصدور قرار التقسيم للمديريات الجنوبية و إعلان قوانين سبتمبر 1983م و اللذان يعدان خرقا صريحا لإتفاقية أديس أبابا إندلعت الحرب مرة أخري و هذه المرة كانت نتائجها مدمرة و موجعة و تزايد عدد ضحاياها لمئات الآلاف و لم تنجح في إسقاط النظام و لكنها أسهمت بشكل واضح في إضعاف نظام نميري و ساعدت علي إندلاع إنتفاضة مارس/أبريل 1985م ،،، إعتبرت الحركة الشعبية أن السلطة الإنتقالية بعد الإنتفاضة حسب تعبيرها آنذاك ب (مايو 2) و واصلت كفاحها المسلح و لكنه لم يؤدي إلي إسقاط النظام و هذه المرة ساعد علي تمكين قوي الثورة المضادة و أضعف النظام الديمقراطي و كان الأمر سيكون مختلفا إذا إنخرطت الحركة الشعبية في العمل السياسي في ذلك الوقت و أيضا كانت النتائج كارثية و مهَّد موقفها بشكل أو بآخر لإعتلاء الأخوان المسلمين الحكم في يونيو 1989م بعد أن تمكنوا من قطع الطريق أمام إتفاق الميرغني قرنق الذي كان سيفضي لإتفاق سياسي يوقف نزيف الحرب و منذ ذلك الوقت تجاوز عدد ضحاياها من السودانيين ما يتعدي المليون و إنتقلت آثارها الإقتصادية لكل البيوت السودانية و لم يؤدي ذلك إلي إسقاط النظام و لكنها أيضا وقفت بإتفاق سياسي ممثلا في نيفاشا 2005م ،،، نتائج الحرب الأهلية في دارفور يعرفها العالم أجمع و تعرفها فصائل المقاومة المسلحة نفسها و فوق كل ذلك يعرفها أهلنا في دارفور و هم يكتوون بنيرانها و يدفعون ثمنها بشكل يومي و راح ضحيتها ما لا يقل عن 300 الف سوداني بل و إمتدت و إتسعت لتشتمل علي جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق و يدفع شعبنا ثمنها بشكل يومي و يذهب ضحية لها الآلاف من أبناء شعبنا ،،، الكفاح المسلح لن يؤدي لوحده إلي تغيير النظام و كل الأنظمة العسكرية التي سقطت في بلادنا سقطت بفعل العمل الجماهيري الدؤوب و بإنتفاضة شعبية واسعة كانت العناصر الوطنية داخل القوات النظامية داعما و حاميا لها هذا هو إرث شعبنا و تاريخه و خبرته ،،، و النظام الحالي سيسقط بنفس الطريقة و سيساعد العمل المسلح في دارفور و علي إمتداد حزام السافنا علي إضعاف مقدرات النظام و إنهاكه و لكن فكرة الجيش الشعبي الذي يزحف للخرطوم و يغير النظام لن يحدث و كل التجارب السابقة كانت فاشلة (2 يوليو 1976م و هجوم حركة العدل و المساواة لأمدرمان في 2009م) ،،، كنت دائما و لا زلت من دعاة السلام و لم أكن يوما من دعاة الحرب و في نفس الوقت أكن كل التقدير و الإحترام لنضال كافة الفصائل المسلحة و بالآلية التي إرتضتها لنفسها و أتضامن مع كافة قضاياها العادلة التي تناضل من أجلها و هذا لا يعتبر تناقضا في المواقف و لكن ما أقوله هو أن التغيير لن يتم بالسلاح إستنادا لتجاربنا التي تحدثت عنها و لكنه (و كما كانت التجارب المسلحة السابقة) سيساهم في إضعاف الحكومة المركزية و يستنزف قدراتها و يساعد بالتالي بشكل غير مباشر علي صعود الحركة الجماهيرية التي ستراكم قدراتها و تجاربها و تنتقل شيئا فشيئا من حالة السخط إلي حالة الفعل الثوري الذي سيسقط النظام لا محالة ،،، أعتذر عن كلمة (إبتذال) فلم يكن المقصود بها الإساءة إلي شخصكم الكريم و إنما التعبير عن أن تناول تحركات الفصائل المسلحة عبر الأسافير في حد ذاته يعد إبتذالا لعملياتها العسكرية و تبديدا لها و هو في النهاية ليس من مصلحتها و يخدم مصالح الطغمة الحاكمة في المقام الأول و الأخير ،،، الحركات المسلحة حركات منظمة و لها أجهزتها الإعلامية المعروفة للكل التي تتولي بناءا علي توجيهات هيئاتها القيادية بالإعلان و التصريح عما تود التصريح عنه و في الوقت الذي تحدده و بالطريقة التي تختارها ،،، أنت حر تماما فيما تقول و تعلن و ليس لأي شخص أن يحجر عليك ذلك و لكن بنفس القدر لدينا الحق في توجيه النقد لما تقوله و تعلنه فأرجو أن يتسع صدرك و تتقبل الرأي الآخر فبالجدل و الحوار يتطور الإنسان ،،، مع كامل الود و التقدير