قراء وقارئات المنبر العام ... عبروا عن رايكم حول الاحداث الأخيرة ..

Quote: علينا أن ننظر إلى الصورة بشكل أعرض وأعمق، ليس في السودان وإنما في عالمنا الثالث كله. لو استفتينا مواطناً من دور الجوار التسع أو العشر التي تحيطنا، ألا يواجه نفس الهواجس التي تواجهنا، إلا يشعر بنفس الخوف من المستقبل الذي يقلق منامنا، وهل يختلف مصير السواد الأعظم من سكان دول الجوار عن مصير غالبية أهل السودان. أليست ثرواتهم منهوبة ، وصحتهم (مضروبة)، وحكوماتهم ألعوبة؟ لماذا تتشابه مصائر كل دول القارة من أقصاها إلى اٌقصاها؟ لماذا يفتك الإيدز بواحد من كل عشرة أشخاص في جنوب أفريقيا، ولماذا يفتك التهاب الكبد الوبائي بأكثر من عشرة ملايين من افراد الشعب المصري، وهما أكبر وأغنى دولتين في القارة، ناهيك عن الفساد والنهب المنظم في نيجيريا والجزائر، إضافة إلى الحروب الأهلية والبلاوي الأخرى التي تخوض فيها دول القارة حتى الركب. ولماذا تتغطى أفريقيا بهذا اللون الأسود الكئيب؟ ولماذا لم تنجح دولة واحدة -أكرر ولو واحدة فقط- في أن تحقق نهضة زراعية، أو صناعية من أي نوع؟ هل نجحت دولة أفريقية واحدة (ومعظمها دول زراعية) أن تتمكن من إدارة نفسها بنفسها لإطعام شعبها؟ هل مسموح لها بذلك؟ ما الذي حل بتوماس سانكارا في بوركينافاسو عندما نجح فعلاً في أن (يأكل مما يزرع ويلبس مما يصنع)؟ أظن -وليس كل الظن أثم- بأن الإجابة أكثر من واضحة، وأن كل النخب الأفريقية قد ارتضت طوعاً أو كرهاً أن تجعل من نفسها أدوات لتنفيذ أجندة هي أبعد ما تكون عن مصلحة شعوبها أو حتى مصلحتها هي كنخب حاكمة أو معارضة. إنهم السلالة الممتدة لمحمد سياد بري، لفارح عيديد، وعلي مهدي، مروراً بالمحاكم ، وعبدالله يوسف إنهم نفس القبائل والعشائر من الداروت، والهوية، هبر قدر و أبقال. إنهم نفس النخب التي سوف تملأ الأرض عدلاً كما ملئت حتى الثمالة في شقيتنا العزيزة الصومال. لن يبقى من ثروة لأفريقيا وللسودان سوى الأطفال. عندها سنكتشف بان أعضاء المنظمة "الإنسانية" الفرنسية (آرش دو زوي) وهم الآن –لحسن حظنا- طلقاء احرار، هم وأمثالهم الأكثر جدارة والأكثر كفاءة لإدارة مثل هذه الثروة السائبة. عبدالله الصادق الحسن