طبعا سبب ذلك أن النظام يثق في مليشياته أكثر مما يثق في الجيش و لذلك ظل يعمل و منذ حلوله المشئوم على تحجيم الجيش وزرع قادة مليشياته في كل فروع القوات المسلحة وبسط سيطرتهم المطلقة على كل عمليات السيطرة والتحكم و القيادة. ذات مرة ذكر لي أحد كوادر النظام أنه حتى في مسارح العمليات تكون صمامات الإطلاق ( الإبر ) الخاصة بالمدرعات و المدفعية و ما شابه ذلك بيد أحد الأمنجية والسبب تهجس النظام المستمر من الجيش السوداني خاصة في ظل تفشي القبلية و الجهوية بشكل وبائي والتي أسس لها النظام على قاعدة فرق تسد. في الهجوم الأخير تخوف النظام من احتمال تعاطف الجيش مع ثوار دارفور ولذلك أصر على أن تقاد المعركة بواسطة جهاز الأمن و بقية مليشياته و هو ما إلى خسائر جسيمة في الأرواح كان يمكن تفاديها.
ما يحدث يؤكد سيطرة العقلية الإجرامية المليشاوية على النظام و استخفافه التام بحياة المواطنين. لقد انعكس استياء الجيش من هذا التحييد المتعمد إلى مواجهات دامية بين جهاز الأمن و الجيش كان مسرحها منطقة السوق العربي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة