الطيب صالح هل يترأس مجلس أمناء هذا البنك... مقال للأستاذ محمد عبد الحميد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-26-2024, 08:37 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الراحل المقيم الطيب صالح
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-20-2007, 10:43 AM

Giwey
<aGiwey
تاريخ التسجيل: 09-03-2003
مجموع المشاركات: 2130

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الطيب صالح هل يترأس مجلس أمناء هذا البنك... مقال للأستاذ محمد عبد الحميد

    هل يترأس أستاذنا الطيب صالح مجلس أمناء هذا البنك؟


    عهدت إلى طلابي في برنامج الماجستير والدبلوم العالي بكتابة ورقة بحثية بعنوان: (العلاقة الارتباطية بين الفقر والعولمة). وقد أكدت أن تقويم كل بحث سيكون بناءً على تعدد المراجع والمصادر التي تستقى منها المعلومات، كما سيكون هذا البحث ضمن أعمال السنة تمنح عليه درجات تحسب من الدرجة الكلية في امتحان الفصل الدراسي. كان الغرض من التركيز على تنويع مصادر المعلومات هو حث وتعويد الطلاب في هذه المرحلة البحثية المفصلية على الارتباط بالمعلومة والبحث عنها في مظانها، حتى تتوافر لديهم إضافة إلى صفة الصبر على البحث، إمكانية الذهاب إلى المكتبة، لاسيما وأنهم مقبلون على إعداد أطروحاتهم لاستيفاء مطلوبات الدرجة العلمية.
    ما تكشف عند استلام الأبحاث أن النزعة لدى الطلاب للبحث ضعيفة للغاية. وأن جل الهم الذي دفعهم هو الحصول على الدرجات الإضافية بغض النظر عن المحتوى العلمي للبحث. غير أن نتيجة أكثر أهمية تفيد بأن مصادر المعلومة غير مبذولة بالقدر الكافي الذي يمكِّن الطالب من تنويع مصادر بحثه، إن كانت في شكل كتب أو منشورات على الانترنت لا لشح في الأخيرة وإنما لقصور في الإمكانات. وقد إتضح أن الأبحاث التي كانت بها تنوع جيد لحد معقول هي أبحاث الطلاب الذين توفر لهم ظروفهم المادية إمكانية اقتناء المعلومة مهما كان ثمنها. وهذه الفئة الأقل عدداً بين الدارسين وتنحصر في عدد أربعة من حوالى الأربعين يعملون في وظائف رفيعة المستوى، بينما أغلبية الدارسين اعتمدوا على المكتبة الجامعية التي يوجد بها ما لا يزيد عن عدد خمسة مراجع في كلا متغيري البحث (العولمة والفقر) لذا جاءت معظم الأبحاث متشابهة لحد التطابق ومن نفس زاوية التناول في المراجع المتوفرة.
    تعكس خلاصة هذه القصة ضمن ما تعكس واقع البحث العلمي في السودان. ولعل فيما أثاره د. عوض حسن محمد أحمد مسؤول الإعلام في الهيئة النقابية لأساتذة جامعة الخرطوم عن واقع البحث العلمي يدلل على ذات الخلاصة، إذ يقول عن أحوال البحث العلمي في جامعة الخرطوم: «ظلت جامعة الخرطوم ومنذ أوائل التسعينيات تجأر بالشكوى لافتقارها لمال البحث العلمي بعد توقف الاتفاقات الثنائية مع العديد من جامعات ومنظمات ودول العالم المتقدم -التي كانت تدعم بسخاء مشاريع البحوث موفرة المعينات المادية والعينية- مما أدى إلى انحسار البحث العلمي خاصة في الكليات العلمية والتطبيقية. وتوقف البحث تماماً في بعض الكليات لانعدام التمويل اللازم. وما يتوفر من دعم ضئيل يناله أهل الحظوة». أنظر مقال د. عوض حسن محمد في صحيفة الصحافة بعنوان: (العام والخاص في الرد على د. الطيب زين العابدين (1)) العدد 5012 الثلاثاء 29 مايو 2007 م.
    بغض الطرف عن التحليل المفضي إلى سبر غور أسباب انهيار عملية البحث العلمي، إلا أن الأمر يحتاج لتحريك جهود في هذه الجبهة لا تقل عن ما نذر البعض أنفسهم لتحقيقه كنوع من التوافق السياسي فيما أسموه بجمع الصف الوطني لبذل الجهد اللازم حتى يعمل من يهمه هذا الأمر إلى تقويمه وإصلاح ما يعتريه من عطب. ولعل أول من يتبادر للذهن في إصلاح ما بات يعتري البحث العلمي هو الأستاذ العظيم الطيب صالح الذي يسيئه أيما إساءة أن يكون واقع بلاده على المستوى العلمي دون حد الكفـاف. فكما كان هو ولا يزال محط فخر أهل السودان طرأ في المحافل الدولية ابداعاً وعلماً، لا بد أنه يريد بالمقابل أن يكون لأمته شأو يبعث على الفخر لديه طالما ظل متمسكاً بجواز سفرها الذي يتنقل به عبر المطارات. غير أن هناك جواز سفر آخر من نوع آخر هو أن يكون أبناء السودان في مقبل الأعوام بذات قامة الطيب صالح كلٌّ في مجال تخصصه، ولن يتاح لهم ذلك ما دامت مصادر المعرفة عندهم تتساوى في شحها وبقية حقوق الإنسان المكتسبة بالفطرة أو تلك التي أقرت في المواثيق والعهود الدولية.
    عبقرية الأستاذ الطيب صالح -التي أذهلت النقاد وحرّكت مكان الفضول لدى المبدعين والمتلقين على حد سواء- لن يعجزها أن تدرك بطبيعة الحال حجم الدور الذي يمكن أن يلعبه -إذا شاء- مساهمة منه في إنقاذ أبناء السودان من قبضة الجهل )المقنن وغير المقنن). وبلا شك لا يخفى عليه أن واقع عالم اليوم قد أصبح عالماً تتحكم في مفاصله المعلومة، التي أصبح لها فعل السحر في صياغة المستقبل والأجيال. وصار لها أساطين يتجرون بها عبر القارات خلقت لهم ثروات تفوق ما لدى الكثير من الأمم. كما لن يعجزه أن يدرك أن الشرط لنهضة هذه الأمة هي أن يكون لكل واحد من أبنائها مكتبة كتلك التي كانت (لمصطفى سعيد) وأن يكون إلى جوارها جهاز حاسوب موصل بالانترنت. ترى هل يعز هذا الاشتراط لأمة تبتغي النهوض؟! أم هل يحسب الأستاذ أن هذا ضرب من الرفاهية لا تنبغي لمن هم في مسيس الحاجة للقمة العيش في واقع تمزقه الحروب ويفت عضده جور الحكام!
    قد يبدو للوهلة الأولى أن الأمر أدنى للرفاهية منه إلى شيء آخر نظراً لما يعتور الواقع من بؤس فاضح. بيد أن هذا الاشتراط يظل الدعامة الأساسية التي تنهض عليها أمة تنشد البقاء في عالم أضحى يفكِّر بعقلية الانتخاب الطبيعي. بل ويمكن القول إن هذا المشروع لا ينفك عن موضوع التنمية الإنسانية التي تشكّل فيه تطور المعرفة والمهارات قطب الرحى الذي تدور حوله عملية التنمية برمتها، فبحسب تعريف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن التنمية الإنسانية تشمل إضافة لتطوير المعرفة والمهارات استخدام البشر للقدرات المعرفية والاستمتاع بها فضلاً عن تحقيق الرفاه الإنساني في ظل ثراء تطوير القدرات المعرفية وتطويرها، ماذا وإلا فسوف يكون أي حديث عن التنمية والتقدم ضرباً من التسويف الذي يبقي الأوضاع مجمدة في مرحلة ما قبل التنمية. مهما يكن من شيء، فإنه لا يكاد يساور كل من اقترب من أدب الطيب صالح الشك أن مكتبة (مصطفى سعيد بطل رواية موسم الهجرة للشمال) لم تكن مجرَّد عناوين لكتب شاء السرد الروائي أن تكون على تلك الشاكلة، فهي وغيرها قد كانت وبلا أدنى شك مكتبة الأستاذ الطيب صالح نفسه، وهي التي صقلت وثقّفت عقله، وحفذت مخيلته وجلّت وجدانه.
    وأن الأستاذ قد أتى على قراءتها قبل أن يأتـي عليها بالنـار الراوي فـي الرواية، فهي في تضاعيف العمل الروائي قد قامت بما عليها من دور (صياغة شخصية البطل) إلا أنها في الحقيقة تظل الشرط الأول لنهضة الأمة، لذلك تبقى الكيفية التي يتحصّل بها أبناء الأمة على هذه المكتبة هي المعضلة.
    على كثرة ما حازته رواية الأستاذ الطيب صالح (موسم الهجرة للشمال) من نقد، إلا أن هناك سؤالاً غفل عنه النقاد وهو مصير ابني مصطفى سعيد بعد أن تم إحراق إرث أبيهما من الكتب التي ألَّفها أو تلك التي اقتناها، فلربما كانا ضمن الدارسين بالجامعات الآن الذين تعوزهم مصادر المعرفة، بل من يدري ربما كان أحدهما أو كليهما ضمن أولئك الطلاب الذين عهدت إليهم بكتابة الواجب البحثي فكان حدود مراجعه أو مراجعهما حفنة من الكتب لا تتجاوز أصابع اليد.
    إن الأمر الذي يجب الإنصراف إليه هو إيجاد بنك للعلم يتوافر على كل أنواع المعرفة وبمختلف أشكالها
    Soft & Hard على أن يكون هذا البنك ذا طبيعة وقفية Endowment تستجلي ما في الوقف من فكرة العطاء المحبس والمؤبد
    الأصل لصالح المجتمع. فوظيفة الوقف في الواقع المتسم بالتخلف ربما كانت من أهم المؤسسات التي يجب أن تستنفر ذلك أن الوقف نفسه نوع من ممارسة الحرية في أرقى صورها لأنها تحرر الذات من نزعة التملك الخاص إلى فضاء العطاء غير الملزم بسلطة قاهرة بل يمكن الادعاء بأنه فعل تتسامى فيه الذات على ذاتيتها، وتتخفف به من أثقال المادة التي رانت غوائلها على القلوب حيناً ليس بالقصير من الدهر. إن كثيراً من المحسنين من أوقف ماله وثروته لصالح العلم وليس هنا مقام ضرب الأمثال، فالشواهد أكثر من أن تحصى إن كان في العالم الإسلامي أو في الغرب، بل إن مركزاً بحثياً مرموقاً كمركز دراسات الوحدة العربية يقوم في بعض ميزانيته على أموال الوقف، ليس ذلك فحسب وإنما أفرد ندوة قيمة في عام 2001م بعنوان: (نظام الوقف والمجتمع المدني في الوطن العربي) تداعى لها نحو أكثر من عشرين عالماً من شتى دول العالم العربي للتعريف بأهمية هذه المؤسسة المهجورة.
    إن بنك العلم الوقفي كفيل بأن يزيل حالة العطب التي تعتري أوضاع البحث العلمي الآن إذا ما بادر الأستاذ الطيب صالح وأترابه من المثقفين السودانيين بإنشائه ولو اضطرهم ذلك لأن تكون مكتباتهم الخاصة وبعض ما يملكون من ثروة -على قلتها- هي النواة الأولية له هذا فضلاً عن ما يمكن أن يوفره جهدهم إذا نفروا لهذا الأمر بطلب المعونة من المحسنين الذين يستطيعون وقف أموالهم للنفع العام ويقدرون العلم حق قدره، إن هذا البنك لن يكون مجرّد مكتبة تُصّف فيها الكتب، وإنما يمكن أن تتبعه العديد من الوقفيات التي يديرها كمراكز الأبحاث المتخصصة في شتى ضروب العلم والمعرفة، كما يمكن أن تتبع له المحميات الطبيعية لحماية الحيوانات من الانقراض في ظل حمى الاستثمار الذي يجتاح البلاد، والمتاحف التي تيسر للناشئة سبل المعرفة بتجسيد تطور حياة الإنسان عبر مختلف الحقب والعصور، فضلاً عن توفير الإمكانات بإيجاد فرص التأهيل للطلاب وتشجيع البحث العلمي بجوائز وقفية للأبحاث القيمة التي تسهم في استئصال الأمراض المستوطنة، واختراع كل ما يفيد.
    فطالما صار للمزارع بنكه، وللصناعة بنكها وللجيش بنكه، وللطعام بنكه، وللصادرات بنكها، فلا أقل أن يكون للعلم بنكه، الذي من شأنه أن يؤسس لأعداد كوادر علمية سودانية تستطيع أن تسهم في صناعة الغد دون أن تتحدث عن شح الإمكانات. وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم. أو كما يقول شيخ الأستاذ أبو الطيب المتنبي.
    محمد عبد الحميد
                  

العنوان الكاتب Date
الطيب صالح هل يترأس مجلس أمناء هذا البنك... مقال للأستاذ محمد عبد الحميد Giwey06-20-07, 10:43 AM
  Re: الطيب صالح هل يترأس مجلس أمناء هذا البنك... مقال للأستاذ محمد عبد الحميد Giwey06-20-07, 10:50 AM
    Re: الطيب صالح هل يترأس مجلس أمناء هذا البنك... مقال للأستاذ محمد عبد الحميد Giwey06-20-07, 11:55 AM
      Re: الطيب صالح هل يترأس مجلس أمناء هذا البنك... مقال للأستاذ محمد عبد الحميد Giwey06-20-07, 12:57 PM
        Re: الطيب صالح هل يترأس مجلس أمناء هذا البنك... مقال للأستاذ محمد عبد الحميد Giwey06-20-07, 03:08 PM
          Re: الطيب صالح هل يترأس مجلس أمناء هذا البنك... مقال للأستاذ محمد عبد الحميد عبد المنعم ابراهيم الحاج06-20-07, 04:05 PM
            Re: الطيب صالح هل يترأس مجلس أمناء هذا البنك... مقال للأستاذ محمد عبد الحميد Giwey06-21-07, 02:44 PM
  Re: الطيب صالح هل يترأس مجلس أمناء هذا البنك... مقال للأستاذ محمد عبد الحميد Mamoun Ahmed06-21-07, 03:52 PM
    Re: الطيب صالح هل يترأس مجلس أمناء هذا البنك... مقال للأستاذ محمد عبد الحميد Giwey06-21-07, 04:08 PM
      Re: الطيب صالح هل يترأس مجلس أمناء هذا البنك... مقال للأستاذ محمد عبد الحميد Giwey06-21-07, 04:16 PM
        Re: الطيب صالح هل يترأس مجلس أمناء هذا البنك... مقال للأستاذ محمد عبد الحميد Giwey06-21-07, 04:52 PM
          Re: الطيب صالح هل يترأس مجلس أمناء هذا البنك... مقال للأستاذ محمد عبد الحميد abdalla elshaikh06-22-07, 00:05 AM
            Re: الطيب صالح هل يترأس مجلس أمناء هذا البنك... مقال للأستاذ محمد عبد الحميد mutwakil toum06-22-07, 01:12 AM
              Re: الطيب صالح هل يترأس مجلس أمناء هذا البنك... مقال للأستاذ محمد عبد الحميد abdalla elshaikh06-22-07, 02:29 AM
                Re: الطيب صالح هل يترأس مجلس أمناء هذا البنك... مقال للأستاذ محمد عبد الحميد Giwey06-23-07, 05:28 AM
              Re: الطيب صالح هل يترأس مجلس أمناء هذا البنك... مقال للأستاذ محمد عبد الحميد Giwey06-23-07, 03:38 PM
            Re: الطيب صالح هل يترأس مجلس أمناء هذا البنك... مقال للأستاذ محمد عبد الحميد Giwey06-23-07, 03:03 PM
              Re: الطيب صالح هل يترأس مجلس أمناء هذا البنك... مقال للأستاذ محمد عبد الحميد Giwey06-25-07, 05:22 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de