اسطورة كُنفا، قصة قصيرة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-26-2024, 02:08 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-11-2011, 07:25 AM

mustafa mudathir
<amustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اسطورة كُنفا، قصة قصيرة


    قصة قصيرة

    اسطورة كُنفا
    =========


    اسمه كُنفا
    وهو من قمم الاولمب!
    إلهٌ بلغ، لتوّه، سن الخلق فاستدعاه كبير الالهة وعلمه الأشياء كلها
    وعرض عليه جملة الخلق السديدة
    يحفظها عن ظهر قلب ولم ينس أن يوصيه:
    - ....بس ما تسرف. براك شايف مضيعة الخلق الحاصلة!
    وانطلق هذا يتربص بأفكاره المشبعة توقاً للخلق.
    فأخذ يختبئ وراء الأكمة حتى اذا ما اكتملت الفكرة فيه قفز نحوها
    صارخاً:
    - كُن!
    فتقول له الفكرة: ياخي ما خلعتنا!
    ثم لا تلبث أن تكون كما شاء لكنها لا تكاد يمكن النظر إليها لفظاعتها
    وتناقض أبعادها. وكان كبير الالهة يتابع هذه المخلوقات ويعيدها سيرتها
    الأولى ويتحلى بالصبر والصلاة. كان الاله الصغير يبدي والكبير يعيد.
    وفي أحيان كان الكبير يحتفظ ببعض هذه المخلوقات مخزونة في جنانه
    السرية لشئ في نفسه يُشاع أن لا علاقة لها بكونه كبير الألهة.
    لكنه استدعى الإله الصغير وسأله: انت الحاجات البتخلق فيها دي
    بتخلقها كيف؟ يعني بتقول ليها شنو؟
    قال الصغير:
    - أقول.. كُن!
    قالها وصمت منتظراً أن يُقال له برافو!
    فقال له الكبير:
    - كُن؟ تقول لها كن؟ بس كدا؟ إنت تقول كن ونضطر نحن للتصنيف ونبرر
    للكثرة والمضيعة. الواحد تعب من الريسايكلنيق! ودا كلو لأن ال بتقولو دا
    أمر ناقص. الخلق الالهي هو فعل أمر كامل لغة َوفعلاَ!
    عرفت كيف؟ انت معاي؟ وكان يسألك هذا السؤال حتى لو لم تكن معه!
    ثم علمه صيغة الفعل الآمر بالخلق مرة أخرى وهو يقول في نفسه:
    اللهم طوّلك يا روح!
    انطلق الاله الصغير لميدان عمله كخالق. وبثقة أكبر أخذ يجذب أفكاره نحو
    التحقق قائلا لها: كُن ستكون!
    ورغم أن بعض الافكار قالت إنها لم تسمع بهذه العبارة لا من صويحباتها
    اللاتي تخلقن من جرائها ولا من تلك التي إختارت أن تبقى مكانها.
    مجرد أفكار!
    رغم ذلك انصاعت لأمره الغلبة من الافكار بسبب إلحاحه!
    فباشر إنتاج مخلوقات غير ممكنة أو غريبة أو غير مقبولة.
    ويوماً ما راقبه إلهان آخران من أهل الاستمساك بالعروة وهما ينقلان نيزكاً
    معطوباً للفناء الخلفي لمصلحة الكواكب والمجرات. كانوا ينفذون مهمتهم
    تلك كعادتهما دون السؤال عن سبب انعطاب النيزك فلقد سمعوا كبير الالهة
    يتحدث تارة عن المخلَقة الفالتة وتارة أخرى عن التنوع الشحمان.
    سأل أحدهم الآخر وهو يراقب كنفا في تخليقاته السوريالية:
    - قال اسمو كُنفا قال. شفتا ليك إله مجنون في حياتك؟ ضحك الإله التاني
    وهو يقتلع قطعة ذهب من سطح النيزك المعطوب بأثر تحرشات المذنب الخامس.
    أخذ يتملى المعدن بـاهتمام ثم ما لبث أن التفت يسأل رفيقه:
    - انت يافلان دحين الدهب خلقوه؟
    فرد الآخر:
    - لا لسع !
    وأضاف بعد مائة عام:
    - حقيقة ما متأكد!
    ورانت سنوات من الصمت كان أحدهما يرى خلالها بوضوح ما يفكر فيه الآخر
    لكنهما في المئوية الثانية للحظة الصمت تلك أشاحا عن مسألة الذهب وإتففا
    على أن يرفعا تقريراً عاجلاً عن نشاط صاحبهما كُنفا وتبرع اصغرهما
    بأن قال:
    - الحكاية بقت توو متش (قالها بانجليزية ركيكة).
    وفعلاً أبلغا كبير الالهة بعمائل كُنفا فكتم الكبير انزعاجه لكنه تذكر أنه كان
    قد علمهما كيف يقرآن مشاعره قبل أن تمر ألف سنة من يوم نقلهما هذا للنيزك
    الذي تمنيا بآلية الاماني العذبة أن ينتهي على خير.
    كان كبير الالهة متبرماً نوعاً ما هذه المرة الشئ الذي لم يتوقعه الاله الصغير
    منه لأن جبلازي هو قدوته.
    قال جبلازي وهذا اسمه حين يضيق ذرعاُ: البحصل دا شنو بالظبط؟
    أنا شايف مخلوقات عجيبة. انت بتقول ليهم شنو يا كُنفا؟
    ما هذا الذي يحدث (قالها بعربية فصيحة) وكانت اللغة العربية لا تتمكن منه
    بالساهل.
    وواصل:
    - ماهي صيغة الخلق التي تلقيها عليهم؟
    رد الإله الصغير بسذاجة إضافية:
    - أقول لها كُن ستكون!
    كبير الالهة:
    - ستكون؟ تقول لها كن ستكون؟ يا إبني الآلهة لا تعرف االمستقبل! من علمك هذا؟
    هأنذا أمنحك فرصة أخيرة كإله جديد. ثم التفت نحو إله متقاعد كان يجلس بجانبه:
    _ مش كدا يا مولانا؟
    ولم ينتظر إجابة من هذا الذي ارتاح هو الآخر من الطابع العابث لسؤال كبير الالهة.
    أعاد كبير الالهة القول:
    - الآلهة لا تعرف المستقبل يا ابني. ثم لقنه جملة الخلق على وجههاالصحيح وقال له :
    - بالمناسبة بعض تخليقاتك وغيرك آخرين من الالهة الجدد وبما هي لخابيط
    احتفظنا بها لاسباب تخصنا.
    وقد رأيت أنت بعضاَ منها هناك تحت الاولمب. أليس كذلك؟
    وضحك الثلاتة ضحكة أشبه بالنواح أو بصوت سيارة رافضة أن تدّور.
    على باب الخروج انتبه الاله الصغير لصيغة الخلق التي لُقنَها لتوه.
    ولمعت أمامه فرصة لإظهار مهاراته الفكرية فالتفت يقول:
    - طبعاَ، يا مولانا، لو المخلوق أنثى أقول لها كوني فتكونين. موش كدا؟
    وهنا انتصب كبير الالهة غاضباَ وقال له بحزم: لا موش كدا!
    ثم التفت موجها كلامه لعدد من الالهة الذين بدأوا يفدون إلى عرشه:
    - فعل الخلق ياسادة هو فعل قديم متحقق وما عندو علاقة بالجندر.
    ولا شنو؟
    واستدار يتعرف على الوجوه ولاحظ أن الذين بلا وجوه قد حضروا هم الآخرون.
    فواصل في بستفة درس معلوم لأغلبهم:
    - فعل الخلق دا قديم ومتحقق عشان كدا تبعناهو للماضي ولا ما كدي؟.
    ثم عاودته اللغة العربية فزمجر في الملأ:
    - ماذا يريد هؤلاء الآلهة الجدد بحق السماء؟
    وحدث لغط كبير في حكاية بحق السماء قاده الآلهة القادمون من ملة آل بلوُتو
    الذين عُرفوا بتصنيع أحدث وأسرع ماكينات للمذنبات المستخدمة في النزهة
    والترفيه الإلهي. وكان كُنفا يعرف من دروس قديمة أن فيهم فلاسفة بجانب
    أعمال الهندسة.
    وبرع آل بلُوتو في نقد الفكر الجبلازي.

    نزل الإله الصغير، وكانوا لا يحبذون عبارة الإله الساقط إلاّ بعد ان يسقط واحدهم بعيداًّ.
    نزل من قمم الأولمب بقرار من مجلس الآلهة. تسلق مخفوراً بآلهة روبوتيين. وكان مفتوناً
    بالاصوات الألكترونية التي تصدر عنهم.
    قال كُنفا لأحدهم رغم أنه رأى الصرامة تتفلت منه شرراً:
    - أنا ما أول ولا آخر إله ينزل؟ صح؟
    ولم يرد الإله الروبوتي.
    وفي الحقيقة لم يحس كُنفا بالندم على إثارته تلك النقطة في حضرة كبير الآلهة.
    فما هي الصفقة الكبيرة هنا؟
    وسمع كُنفا نفخ الآلهة على بوق الوداع . فودعهم وتمنوا له حياة سعيدة تحت الأولمب.
    وقف كُنفا يتأملهم فأحس بأن هناك عيب بالفيرموشمات لأن وجوههم كانت وفي إتساق
    واضح تسجل مشاعر مناقضة لما يصدر منهم من اقوال. فقرر أن يعدلهم من مكانه ذاك
    وهم معطينه ظهورهم. وفجأة وبنفس الفرح الذي سيحس به أرخميدس لاحقاً عندما سيجد
    حلاً لمعضلته الرياضية، هتف:
    - يهوُوُووووووووُوووووووووووك!
    لقد نسي موظفو مكتب فحص الخواص أن يأخذوا منه خاصية الخلق! لكنه سرعان ما عاد
    وتحسر لأن نسيانهم للخاصية لن يطول. فهم، في النهاية، آلهة.
    قال كُنفا لنفسه هيا سريعاُ يا نفسي وأتسدي. فقام في طريق نزوله بتأنيث عدد مهول
    من المخلوقات. وقد استغرب من بعض الافكار إلتماسها أن لا تُخلق أنثى أو أن لا تخلق
    بالمرة لكنه لم يعرها إهتماماً.
    ولفتت نظره فكرة أنثى جميلة كانت قد نبهته إنه أخطأ في حقها فهي
    أول ريدي already أنثى
    وما عايزة مشاكل ورغم ندرة عبارتها هذي إلّا أنه تجاهلها هي الأخرى وتركها ترزح
    تحت أنوثتها الزائدة.
    كما وأن احداهن كادت تفقده ألوهيته المتبقية إذ سألته:
    - هو إنتا ما لقو غيرك؟
    طفق يبعثر الإناث من حوله وفي كل مكان بنزق ساطع والغريب أن أغلبهن كانت
    أشكالهن ما بطالة كونهن يجئن من إله جديد وساقط!
    وفجأة شغل نفس كُنفا واحتاز عقله أمر تلك الأنثى فخطا بتؤدةِ موغلاً في أحراش
    النزول من قمم الأولمب. تلك الأنثى التي رفضت الأنوثة المزدوجة قد أهَمته بشكل قاطع.
    استهوته. فبجانب جمالها الأخاذ فإنه استغرب العبارة التي قالتها "ما عايزة مشاكل"
    ورأى انها تحدثت بأنفة أطغى من أنوثتها! فمن تكون؟
    أحس بأنها تذكره تذكراً غامضاً بفصل من كتاب " اصول أمزجة الأنواع" الذي مر عليه
    في مرحلة ما فلقد ورد فيه جزء عن نوع من الآلهة سيمر من هنا ويحظى بوعود ملفقة
    في ما يخص أزمات مرتبطة..
    لم يعد يذكر....
    على أي حال لا أحد سيرتبط اسمه بالمشاكل سواهم. ولكنه ظن أن هذه معلومة موغلة
    في المستقبل. أحس بأنه شاخ فجأة وصارت تتسرب من بين يديه تفاصيل قد تثبت
    أهميتها يوماً.
    لكنه مرة أخرى أشرق وجهه وهتف:
    - سأقوم بأهم وأعظم خبطاتي والآن. سأغدوا ذكراً لهذه الانثى!
    وغاص مسرعاً في خاصية الخلق االغاربة مستخدماً تقنية "ريفرش" قال لهم جبلازي
    أن لا يستخدموهاإلّا بإذن منه ما عنى أن لا يستخدموها بتاتاً.
    غاص وهو يهجس بأن لن تكون هي أنثاه. إقترب من بلوغ الغايات حسب تفريعة سيجما.
    ولكنهم رفعوها عنه وهو في منتصف إعادة ترتيب خلقه. رفعوا عنه خاصية الخلق!
    فخرج من لجاج الخلق الثجّاج نصفه إله ونصفه الآخر ذكر!
    وعرف من الوهلة الأولى لماذا قالت "ما عايزة مشاكل"
    لكنه قرر أن الأمر يومئذ لنصفه الآمر.
    فانقلب راجعاً، يطلبها.

    انتهت
                  

العنوان الكاتب Date
اسطورة كُنفا، قصة قصيرة mustafa mudathir12-11-11, 07:25 AM
  Re: اسطورة كُنفا، قصة قصيرة معاوية الزبير12-11-11, 07:58 AM
  Re: اسطورة كُنفا، قصة قصيرة mustafa mudathir12-11-11, 08:01 AM
    Re: اسطورة كُنفا، قصة قصيرة mustafa mudathir12-11-11, 08:10 AM
    Re: اسطورة كُنفا، قصة قصيرة معاوية الزبير12-11-11, 08:12 AM
      Re: اسطورة كُنفا، قصة قصيرة mustafa mudathir12-11-11, 08:18 AM
        Re: اسطورة كُنفا، قصة قصيرة معاوية الزبير12-11-11, 08:43 AM
          Re: اسطورة كُنفا، قصة قصيرة mustafa mudathir12-11-11, 09:17 AM
          Re: اسطورة كُنفا، قصة قصيرة mustafa mudathir12-11-11, 09:17 AM
          Re: اسطورة كُنفا، قصة قصيرة osama elkhawad12-11-11, 09:40 AM
            Re: اسطورة كُنفا، قصة قصيرة mustafa mudathir12-11-11, 07:46 PM
              Re: اسطورة كُنفا، قصة قصيرة محمد الامين احمد12-11-11, 09:51 PM
                Re: اسطورة كُنفا، قصة قصيرة mustafa mudathir12-11-11, 10:28 PM
                  Re: اسطورة كُنفا، قصة قصيرة mustafa mudathir12-12-11, 02:26 AM
                    Re: اسطورة كُنفا، قصة قصيرة mustafa mudathir12-12-11, 07:10 AM
                      Re: اسطورة كُنفا، قصة قصيرة osama elkhawad12-12-11, 08:09 AM
                        Re: اسطورة كُنفا، قصة قصيرة mustafa mudathir12-12-11, 06:16 PM
                          Re: اسطورة كُنفا، قصة قصيرة معاوية الزبير12-12-11, 08:06 PM
                            Re: اسطورة كُنفا، قصة قصيرة osama elkhawad12-13-11, 03:25 PM
                              Re: اسطورة كُنفا، قصة قصيرة mustafa mudathir12-14-11, 03:18 AM
                                Re: اسطورة كُنفا، قصة قصيرة mustafa mudathir12-14-11, 07:57 PM
                                  Re: اسطورة كُنفا، قصة قصيرة osama elkhawad12-14-11, 08:44 PM
                                    Re: اسطورة كُنفا، قصة قصيرة حاتم الياس12-14-11, 09:51 PM
                                      Re: اسطورة كُنفا، قصة قصيرة طه جعفر12-14-11, 10:53 PM
                                        Re: اسطورة كُنفا، قصة قصيرة osama elkhawad12-15-11, 04:34 AM
                                          Re: اسطورة كُنفا، قصة قصيرة mustafa mudathir12-15-11, 06:18 AM
                                            Re: اسطورة كُنفا، قصة قصيرة osama elkhawad12-16-11, 09:48 AM
                                              Re: اسطورة كُنفا، قصة قصيرة osama elkhawad12-17-11, 07:41 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de