|
|
 الإنقاذ قدر الله الغلاب!!عبدالهادي عبد الباسط...
|
السودان على حافة الهاوية - السودان عرضة للتمزق - السودان على شفا حرب أهلية - السودان على وشك الإنهيار الإقتصادى -السودان مهدد بالزوال والتلاشي ? السودان يجثم على مخزن وقود يحتاج لعود ثقاب - كل هذه العبارات وغيرها الكثير هي لحن شيوعي خالص ظل يتردد بكثافة داخل طيات الخطاب الإعلامي المعارض منذ بزوغ فجر الإنقاذ يوم الجمعة 30 يونيو عام 1989م حيث يتذكر الناس جيداً أن الحزب الشيوعي السوداني الذي تسربت قياداته إلى قاهرة حسني مبارك وبرعاية (عمر سليمان) تسرب الحزب الشيوعي ونجح في إستدراج وإستقطاب أحزابنا الطائفية البلهاء ليّكون التجمع الوطني الديمقراطي الذي انطلق من القاهرة يبشر العالم أن الإنقاذ لن تمكث فى الحكم (ستة أشهر) بشرط أن يتجاوب المجتمع الدولي ويفرض على الإنقاذ حصاراً إقتصادياً لتجفيف كل موارد السودان الذي كانت تعتمد ميزانيته على القروض والمعونات الخارجية بنسبة (90%) ، وقد كان هذا الافتراض بسقوط الإنقاذ من الحزب الشيوعي صحيحاً وفق النظريات الرياضية المادية البحتة خاصةً عندما تأتي من حزب لا يؤمن بالغيب ولا يضع أي حساب للغيبيات ، وقد إستجاب المجتمع الدولي (مشكوراً) لمطلوبات التجمع الوطني وفرض حصاراً إقتصادياً خانقاً ضد السودان ، وقد كان هذا الحصار حافزاً كبيراً للسودان للإنعتاق من سياسات الهيمنة الاقتصادية الدولية ليقود السودان أكبر مشروع إقتصادي تحرري معتمداً على الذات نجح به السودان فى فك الحصار الإقتصادي لينتقل بالسودان من رجل أفريقيا المريض إلى رابع قوة إقتصادية فى أفريقيا مرتفعاً بميزانية السودان من (600) مليون دولار إلى مايقارب الـ (15) مليار دولار وعندها يئست المعارضة من وأد الإنقاذ عبر الحصار الإقتصادي لينتقل التجمع الوطني إلى خطة أخرى وهي تأجيج الصراع المسلح فى الجنوب وتوسيعه عبر التحالف مع الحركة الشعبية لتوسيع دائرة الحرب لتنتقل من جنوب السودان إلى شرقه والنيل الأزرق وجنوب كردفان ملتزمين للمجتمع الدولي بإسقاط الإنقاذ خلال شهور إذا تم توفير الدعم المالي اللازم لهذه الحرب وتوفير الدعم اللوجستي الإقليمي لإنطلاقها ولم يقصر المجتمع الدولي (الكريم ذو النخوة) مع هذه الخطة التي فتح لها خزائن السحت الصهيوني وحشد لها شياطين الجن والإنس من كل حدب ينسلون ، وقد كانت هذه الحرب أيضاً حافزاً آخر للحكومة التي فتحت أبواب الجهاد لشباب وشيوخ السودان عبر بوابة الدفاع الشعبي التي تدافع لها الناس فى ملحمة فريدة عبر عمليات صيف العبور هزمت مخططات الحرب وركلت حركة التمرد إلى مشارف نمولي حتى أرسل جون قرنق حينها استغاثة دولية للدول الإستعمارية والمنظمات الصهيونية يحذرهم من إنهيار حركته ويحذرهم من إنهيار الحزام المسيحي الواقي من إكتساح الإسلام لدول الجنوب الأفريقي ، وقد إقتنعت عندها حركة التمرد واقتنع التجمع الوطني أنهم لا قبل لهم بهزيمة السودان الذى استنفر كل قطاعات الشعب السوداني للجهاد (حتى القواعد من النساء) ولكنهم لم ييئسوا وإنما إنتقلوا إلى خطة عسكرية جديدة اطلقوا عليها (الوثبة الاخيرة) وهى قيادة حرب على السودان من ثلاثة محاور في الجنوب والنيل الأزرق وشرق السودان وبغطاء ودعم مباشر من عدد من دول الجوار وبمشاركة مباشرة فى العمليات العسكرية من تلك الدول وقد كانت هذه الخطة على درجة من الإحكام والقوة جعلتهم يطلقون عليها بثقة (الوثبة الأخيرة) وجعلت قيادات التجمع الوطني يطلقون شعارهم المشهور (سلم تسلم) وقد إقتنعت الإدارة الأمريكية أيضاً بإحكام هذه الخطة وجاءت وزيرة الخارجية الأمريكية (مادلين أولبرايت) فرحة مستبشرة وهي تصحب قيادات التجمع الوطني في طائرة خاصة لتعلن إنطلاق الحملة من كمبالا وسط أهازيج وفرح المعارضة وإنتفاخ يوري موسفيني كبير عملاء مخططات الإستعمار فى أفريقيا ، وانطلقت الحملة في العام 1997م والتي لأول مرة تشارك فيها كتائب من الدبابات الحديثة التي وفرتها أموال الصهيوينة ، ولكن أمريكا وشياطينها من الجن والإنس لم تكن تصدق أن هذه الحملة سيهزمها بضعة شباب أطلقوا على أنفسهم (كتائب الدبابين), وقد انهزمت الحملة فعلاً ورجع التجمع الوطني خاسئاً وهو حسير ، وعند ذلك إقتنعت كل دول الصهيونية الاستعمارية بقوة نظام الإنقاذ وإقتنعت بإستحالة هزيمته عسكرياً لذلك لجأت إلى خطة قديمة كان قد نفذها (سلاطين باشا ) عميل إستخبارات الجيش البريطاني الذي ادعى الإسلام وتمكن من اختراق الثورة المهدية لينخرها من الداخل عبر شق الصف الوطني إلى (أولاد غرب) و (أولاد بحر)حيث نجحت فعلاً تلك الخطة فى ضعضعة تماسك الثورة المهدية التى كانت قد هزمت بريطانيا العظمى وقتلت (هكس باشا) وذبحت (غردون باشا) أعظم قائدين بريطانيين لتتقهقر الثورة المهدية حتى تم القضاء عليها نهائياً بفعل تلك الخطة التي وضعها (سلاطين باشا) ، ولم يقصر الشيوعيون وعدد من أحزابنا الغافلة من المشاركة في هذه المخططات الصهيونية الساعية لتفتيت نسيج السودان الاجتماعي حيث وفرت لها كل الكوادر اللازمة لإنطلاق تلك الحملة والتي بدأت من حيث بدأ سلاطين باشا خطته ألا وهي دارفور حيث قام عدد من الكوادر الشيوعية من أبناء دارفور على رأسهم الكادر اليساري عبد الواحد محمد نور بقيادة التمرد في دارفور وكان الغرب على ثقة بان تمرد دارفور علاوة على أهدافه الرئيسية فى تفتيت النسيج الاجتماعي سيعمل أيضاً على إزدياد رقعة الحرب وسيعمل على إنهيار الحكومة إقتصادياً وهو الأمر الذي سوف يعجل بفناء الإنقاذ وهكذا انطلقت حرب دارفور ,ولكن الحكومة تمكنت أيضاً من إمتصاص جزء كبير من فتنة دارفور،وعندها ركل المجتمع الدولي (التجمع الوطني )برجليه وبصق على وجهه بعد إكتشافه لخواء ذلك التجمع وضعفه ليتحول إلى خطة فصل الجنوب بالتنسيق المباشر مع الحركة الشعبية كهدف تكتيكي لإزالة الإنقاذ مرحلياً ثم العودة إلى السودان الموحد مرة أخرى بعد تغيير هويته الإسلامية ،ولكن قدرة الله الغلابة جعلت السودان يمتص أيضاً هذه المؤامرة لتظهر بوادر التفتيت الذي أرادوه للشمال على دولة الجنوب التي يبحث شعبها الآن الخلاص من الحركة الشعبية والبحث عن الوحدة التي ركلوها بتشجيع إستعماري ، وفجأة تكتشف أمريكا - و الصهيونية العالمية التي كانت تستخدم عددا من الأنظمة العربية لمحاصرة ووأد الإنقاذ تكتشف أن لعنة الإنقاذ قد أطاحت بأعز عملائها في المنطقة العربية ليحل محلهم (إنقاذ جديدة) في تونس ومصر وليبيا واليمن والمغرب والبقية تأتي ? لذلك يــــا عزيـــزتي الشيخة سعاد إبراهيم عيسى إن الإنقاذ هي قدر الله الغلاب!!.
http://www.rayaam.info/News_view.aspx?pid=1173&id=96635
|
|
  
|
|
|
|
|
| |
سيف اليزل برعي البدوي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست