|
Re: مقالات الأخت / سلمى الشيخ سلامة ..سودانايل (Re: Ridhaa)
|
أعود الى( هنا ) حيث كل يوم يمر تحس ان عبئا قد نزل عن ظهرك ، فانت حمار لا نفع فيك الا لسداد الفولتير ، والشغل المؤبد الذى تمارسه ، كتبت عن ذلك (الايام تتوالى ، يوما اثر يوم ، كل يوم ترى يحمل ما حمل سابقه من خواص ، نفس الشغل ، نفس الواجب ، تعود اثره منهك الى البيت الذى لم يعد سوى مكان ، لا تسال نفسك اى سؤال ، الاشياء تتساوى لديك (عدمية ) ابدو قلقا يمشى معى اينما توجهت الاسئلة تطاردنى لا ادرى الى متى ؟ الذكرى هى الزيت الذى اوقد به محركات الروح فتدور بلا نهاية ، تجدنى اتذكر احيانا احداث قريبة التاريخ بصعوبة ، فيما احداث مضى عليها اكثر من ثلاثين عاما تكون حاضرة ، تجدنى هنا اقلب دفاتر ذاكرتى ، كثيرا ما افعل ، الآن ادخل فى جوف الزمن ، اخرج من باب المدرسة الابتدائية ، لا اعرف لماذا تلبسنى فى هذه اللحظة المدرسة الابتدائية ؟ اكتب عن مدرسة العباسية الابتدائية للبنات ،( واترحم على صديقتى وابنة خالتى رفيقتى الى تلك السنوات سمية محمد المكى عبد الحليم ) كانت المدرسة ( العباسية ) ولا اعرف من اين جاءت التسمية ؟ لكنها العباسية على كل حال ، تقع المدرسة على مبعدة ثلاثة شوارع من بيتنا (حوش الماذون ) فى شارع الفيل ، الملاصقة له طلمبة بنزين ( توتال ) فى طريقنا الى المدرسة كنا نعبر خور صغير يفصل بين الحى شرقا وغربا نمر عابرين يصادفنا اول ما يصادفنا ( كشك عم سعيد ) بلونه الاخضر ، يقودنا سيرنا الى زقاق يفضى الى المدرسة ، لا اعرف له اسما حتى الآن ، عادة كنا نطلق الاسماء على الشوارع والازقة حسب المعالم البارزة فيها ، وكذا نفعل بالبيوت والشوارع ، فشارع بيتنا مثلا نطلق عليه شارع الفيل لكننى لم ار لافتة تشير الى ذلك الاسم !! وهذا الشارع يتقاطع مع شارع الموردة وهكذا ، كنا ايضا نسمى البيوت باسماء اصحابها ( بيت الامير محمود ، الامير يعقوب ، بيت ناس مخير ، او حوش البدوى ، حوش اسحاق حمد النيل ، حوش الماذون )والازقة لدينا منها ( زقاق العمايا ، زقاق بيت زيدان ابراهيم ) اما الزقاق المفضى الى المدرسة كنا نسميه (زقاق المدرسة ) ثم حولنا الاسم الى( زقاق بيت فاطمة عبد المحمود ) حيث اشترت بيتا هناك ، المهم ، ان الزقاق حين ينتهى تلوح لك المدرسة ، حتى المدرسة لم تكن تحمل علامة خاصة باسمها ؟؟ الباب الخشبى للمدرسة مفتوح دائما على مصراعيه صباحا ، حتى موعد الطابور المدرسة مكونة من نهر واحد ، لاربعة صفوف ، حين تعبر البوابة اول ما يصادفك ممر مرصوف بالحصى ، ينتهى عند الصالة الطويلة التى تمر بالفصول الثلاثةعدا الصف الرابع الذى يقع على الطرف الآخر من المدرسة ، امامه فناء مستطيل تقف فيه على استحياء شجرة كبيرة من النيم تجعل المكان يبدو كمعبد يحفه الوقار ، تمتد الصالة المبلطة باسمنت خشن مقطوع الى مربعات من اول المدرسة الى آخرها ، كنا نتعب حين ننظفه ، لان التراب يدخل الى فرجات المربعات ، فناء المدرسة لم يكن بالشاسع المساحة ، تختصر المربعات كثيرا من مساحته ،مع ذلك كانت الفصول تبدو كالقلاع ، بابوابها العالية وكذا شبابيكها الزجاجية ،ومقاعد الدرس كانت من الخشب تجلس عليها كل اربعة طالبات حين تم تعيينى لاول مرة كمدرسة للمرحلة الابتدائية كان ذلك فى الابيض والمدرسة كانت امير الابتدائية لم يكن فيها مقاعد للطالبات كل تلميذة عليها احضار كرسى من البيت والا فعليها الجلوس الى الارض ، المدرسات كن يجلسن بالتناوب ، لكل مدرسة الحق فى الجلوس فى غياب زميلتها ، حتى المديرة كانت تعانى مثلما كنا نعانى واحيانا تجدنا نجلس الى ظهر التربيزات كنا ننحشر الى ذلك الجحر الذى اسميناه جزافا المكتب !! ، وهى على قلتها لا تكفى لجلوسك لتصحيح كراسات التلميذات فنضطر اما الى ربطها فى شكل حزمات وحملها معنا الى البيوت او ان نثبت علها اسماء الفصول لنفرق بين الفصول والمواد ؟!! الفصول خالية من المقاعد بالضرورة ، فالتلميذات اما جالسات الى الارض مباشرة او الى مقاعد حملنها من بيوتهن ، او الى بروش ، او طوب؟مع ذلك كان يدهشنى حضور البنات الى مثل تلك المدرسة بل وتفوقهن الذى مازلت اندهش له رغم كل تلك المعوقات فى مدرسة العباسية ، كان اليوم الدراسى لا يبدأ بمجرد دخولنا الى حوش المدرسة ، كان علينا ان نغسل ( طرح وتياب المدرسات ؟؟؟؟) بعد النظافة كنا نرى فيها لعبة ، لكنى انظر اليها الآن على انه نوع من أنواع الاضطهاد رغم اننا كنا نجرى بتلك الملابس بين الفسحات بغرض ان نجففها سريعا يرن جرس الطابور ، الجرس كان من الحديد او النحاس ، يده كانت من الخشب ، كانت تهزه( ست الناظرة) نقف امام الصالة الطويلة التى تمر امام كل الفصول ، تمر امهات الفصول امامنا كطابور عسكرى يقف لتحية العلم ،لكن على ايامنا لم تكن تحية العلم قد دخلت المدارس بعد لكنه كان بغرض ( كشف الحال )كما اسميناه لاحقا ، حيث وجوه المدرسات الكالحة تحيله الى موقع للتعذيب ، ذلك انهن يحملن معهن ( سوط العنج ، او الفرع المقطوع من الشجرة ، او المساطر الخشبية ، او اقلام الرصاص ) وكن يجلدننا على نحو سادى بعقب المساطر او يدخلن الاقلام الى مفرق الاصابع( الوسطى والسبابة ) فقط اذا ما وجدن ان احدنا لم يكن فستانها نظيفا كفاية او انها كانت تلبس ما يخالف الزى المدرسى ، كنانحب يوم الجمعة كثيرا لانه يعفينا من تلك العقوبات ،لكن ثمة عقوبات من نوع آخر تنتظرنا فى البيت ، تبدو العقوبات المدرسية اهون منها تلكم هى ( الفطيرة ) او ( قرصة الورك ) الساعة الثامنة كانت الحصص تبدأ تحس وقع الزمن على روحك بطيئا خاصة ان كانت الحصة الاولى هى حصة الرياضيات ، كنت احيانا ادعى المرض لاجتاز وطأتها علىّ لان مدرسة الرياضيات كانت من معارف جدتى ، ودائما ما كانت تسعى الى تعنيفى امام التلميذات الامر الذى جعلنى اكره الرياضيات واكرهها من ثم ، وازدادت الجرعة فى الهروب من حصة الرياضيات بعد ان انتقلت الى مدرسة كانت زوجة خالى هى ناظرتها ، حين سافرت جدتى للحج ، ( مدرسة ميرغنى حمزة )ولسوء حظى كانت زوجة خالى لا تقل عنفا عن سابقتها فكانت اما تضربنى بعنف تفرغ فيه كل احقادها من خالى ، او تعاقبنى بالطرد لاننى لم احل الواجب ، كنت كرد فعل لذلك امتنع عن الطعام ، حتى اصبت بداء الامساك المزمن ، لكن ذلك لم يدخلنى الى باحة الرياضيات ابدا ، ولم يجعل منها صليحا لى فى المرحلة الثانوية كان مدرسى فى الرياضيات مصرى ( استاذ بهاء ) وكان ان علم بكراهيتى للرياضيات منذ الحصة الاولى ،لم يستطع الى تغيير رائ كنت قد بقيت عليه منذ زمن ، لكنه كان يلقبنى ( بهيئة النقل العام حيث يكتب الحلول للمسائل ويطلب الى نقلها) ولو كنت تفاعلت معه فى الرياضيات تفاعلى معه فى النكات لكنت اليوم قد خرجت الى العالم بنظرية جديدة فى تعليم الرياضيات فى مدرسة العباسية كانت( فسحة الفطور) من المبهجات ، ما ان يرن جرس انتهاء الحصة الثانية ، الا ونكون نحث الخطى باتجاه خالتى (؟؟؟) التى نسيت اسمها الان ، لكنى اذكر الحدث : كانت تجلس دائما الى مقعد صغير من الخشب ، جسدها المترهل يصل الى الارض ، دائما صدرها كان يعلو ويهبط فى تراتب عال ، تضع قفة الرغيف الى يمينها ، وما تحشوه لنا الى يسارها ، او على الارض لم يكن يهمنا الغبار المنثور الى داخل تلك العبوات من الطعام ، كانت تامرنا ان نقف صفا ، لكننا لانسمع مع التدافع الذى كان عنيفا ، فالمكان يضيق ، كل مرة ، حتى لا تستطيع حشو الارغفة فتتوقف معلنة النهاية لكننا مع ذلك كنا نتدافع المهم اننا نظفر بالذى تدافعنا لاجله وتكون من ثم فساتيننا البيضاء حالت الى اللون البنى بفعل الغبار ، لم اكن من اللاتى يتدافعن على الاكل الذى تشتريه زميلاتى ، لان امى نفيسة كانت تخاف على من ( اكل النسوان ) الذى ترى انه ( ما نضيف ) لكن بالنسبة لى كان من اروع الاكلات التى اكلتها فى حياتى ، فما يزال طعم ( سلطة الاسود والطعمية ، والفول ، حتى الفول كان من الاكلات التى ما ازال على خصومة معها ، لكن فى ذلك الوقت كان من اعظم المأكولات ،رغم الحصى والغبار ، كنا ننزع الاوراق من قلب الكراسات او نفرش اوراق الصحف التى كانت جدتى تلف لى بها السندوتشاات ، لايهم اين نضعها وناكل ، المهم اننا سناكل معا ، ونجلس الى الارض بنهاية الامر وناكل بخاطر طيب من كتاب "كل الحمائم التى ربيناها طارت " تحت الطبع [email protected]
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
مقالات الأخت / سلمى الشيخ سلامة ..سودانايل | Ridhaa | 11-09-11, 05:10 AM |
Re: مقالات الأخت / سلمى الشيخ سلامة ..سودانايل | Ridhaa | 11-09-11, 05:19 AM |
Re: مقالات الأخت / سلمى الشيخ سلامة ..سودانايل | Ridhaa | 11-09-11, 05:21 AM |
Re: مقالات الأخت / سلمى الشيخ سلامة ..سودانايل | Ridhaa | 11-09-11, 05:23 AM |
Re: مقالات الأخت / سلمى الشيخ سلامة ..سودانايل | Ridhaa | 11-09-11, 05:25 AM |
Re: مقالات الأخت / سلمى الشيخ سلامة ..سودانايل | Ridhaa | 11-09-11, 05:48 AM |
Re: مقالات الأخت / سلمى الشيخ سلامة ..سودانايل | سلمى الشيخ سلامة | 11-09-11, 11:58 AM |
Re: مقالات الأخت / سلمى الشيخ سلامة ..سودانايل | Magdi Ahmed Elsheikh | 11-09-11, 01:18 PM |
Re: مقالات الأخت / سلمى الشيخ سلامة ..سودانايل | Ridhaa | 11-09-11, 09:23 PM |
Re: مقالات الأخت / سلمى الشيخ سلامة ..سودانايل | Ridhaa | 11-09-11, 09:27 PM |
Re: مقالات الأخت / سلمى الشيخ سلامة ..سودانايل | Ridhaa | 11-09-11, 09:39 PM |
|
|
|