الحزب الاتحادي: اسرة الميرغني وحقيبة نجله..التوريث ومحفظة خليفةالخلفاء

Quote: لقد ذهب القدامى الى حال سبيل في لقاء ربهم ليتولى السيد محمد عثمان رئاسة وزعامة الحزب وليس الى جانبه واحد من قيادات الاتحاديين الكارزمية ومن ثم وجد زعيم الحزب الجديد ان المجال مفتوح أمامه لممارسة قيادة بلا منازع معتمداً في ذلك على تأييد ودعم الطائفة ونفر من القيادات الاتحادية التي ربطت مصيرها بوجوده رئيساً للحزب وقائداً لا يُنازع، فوجدنا قضية الديمقراطية داخل الحزب تدخل منعطفاً خطيراً بحق. وإذا استثنينا المرحلة الأولى لتقلد السيد محمد عثمان في وجود أحد أبرز قيادات الاتحاديين بعد رحيل جيلهم الأول ونقصد به السيد الشريف حسين الهندي الذي شكل مركز استقطاب لقوى الاتحاديين في عملية فرز واضحة المعالم ومضى بهم في منازلة خصومهم السياسيين بعيداً عن أي أثر لدور يلعبه السيد محمد عثمان الميرغني، ثم من بعد الشريف حسين الهندي اخاه الشريف زين العابدين الهندي الذي عرف بتفرده في اتخاذ قراراته، وممارسه نشاطه بعيداً عن سطوة قيادة الميرغني، فإنه ما من أحد آخر كان في مقدوره ان ينازع قيادة الحزب في سلطاتها المطلقة. ومن ثم أصبح السيد الميرغني يمارس دوره في قيادة الحزب كزعيم للطائفة والحزب لا راد لقضائه ولا معقب وما على الجميع إلا السمع والطاعة، وقد وجد من الجميع ما أراد، ولذلك لم يكن ليقبل بأي نوع من النشاط أو الممارسات الحزبية التي يمكن ان تكشف عن وجود زعامات حزبية لها مستقبل أو مجرد القبول بها من جماهير الحزب. وهكذا شهد السودانيون مشاهد عديدة من الصراع حول قضية الديمقراطية داخل الحزب الاتحادي الديمقراطي وأبرز تلك المشاهد المحاولات التي جرت داخل السودان وخارجه لعقد مؤتمر للحزب يعيد له تماسكه ويجدد له عافيته وتنبثق عنه لجانه الميدانية التي يمكن لها ان تؤسس لمرحلة جديدة من الشرعية في تمثيل قواعد الحزب التمثيل الذي يتناسب مع ضخامة وقواعده الجماهيرية ولكن كيف يمكن لهؤلاء الذين ظلوا يلاحقون السيد طالبين منه ان يعقد مؤتمر الحزب، ان يفوزوا بما أرادوا وقد نسى هؤلاء انهم يطلبون منه أمراً ليس في مقدوره ان يسمح بتحقيقه فكيف له ان يوافق على عقد مؤتمر يفسح المجال لظهور قيادات وزعامات شعبية تنافسه على موقع السلطة المطلقة في حزبه. إن مطلباً كهذا دونه ان يترك الحزب من أراد وأن يسعى الساعون لتأليف كيانات خاصة بهم شريطة ان يتم كل ذلك بعيداً عن موقع زعامته، لهذا وجدنا ان الكل بمن فيهم أشد الخصوم له على استعداد لأن يعودوا للعمل تحت قيادته إذا قبل ان تعقد مؤتمراتهم ويسمح لهم بأي قدر من الحراك السياسي، بل هناك أخيراً من ليس له أي شروط للعودة الى مظلة السيد طمعاً في فرصة للمشاركة قد تواتيه في يوم من الأيام. د. الطاهر عوض الله http://rayaam.info/News_view.aspx?pid=1150&id=81062[/QUOTE]