|
Re: إضاءاتٍ لكتابات كانت في قيد الإكتمال .. و لكن. نسرين عبدالهادي ال (Re: ناصر احمد الامين)
|
صوتٌ آخر : موكب إمكاناتٍ أمتنا ... أقول يا والدي قد أتعبك العمل في أحراش أفريقيا ألا تحب أن تحظى بسفارةٍ أنيقة على ضفاف الراين أو الدانوب ؟ يقول : اليوم أعمل هنا و غداً سأحظى بسفارة في باريس مثلاً ، كلها دول فرانكفونية و قلائل هم الذين يجدون اللغة الفرنسية من أعضاء السلك الدبلوماسي ، ثم أنهم يعلمون أن أفريقيا هي عشقي و حقلي و تجاربي و ما أريد أن أكتشف بعد ، مجالي هو السودان و الأفريقانية .. و يقود الحديث إلى دفة أخرى : ثم أنني قد أكتشفت أن الزبير باشا ود رحمة قد وصل إلى تلك الأنحاء من أفريقيا الوسطى ، ذلك عنوان أريد أن أدونه قريباً : من الأوبانقي إلى النيل ... و تزداد الحلقة أشتعالاً و تزيد الأصوات علواً : موكب وعدٍ ، موكب إمكانتٍ أمتنا نارٌ و دخان وثنٌ ، طبلٌ ، قرآن و ليوبلد سنغور يهتف : أفريقيا رقصتْ لدقات الطبول تطهرتْ في نهرها القديس .. قدمتْ الذبائح و الفداء صوتٌ آخر : و ما نحن إلا أبناء الرقصة تسري في أقدامهم قوة جديدة من عنف دق أقدامهم على الأرض .. و في نقطة الوصول إلى حالة الجذب الصوفي ترائ لي والدي بكامل هيبته و بإبتسامته العميقة التي يرسمها في حالات الكشف عن سرٍ جديد أو في حالة القبض على فكرةٍ كانت تتجزأ لجزيئاتٍ دقيقة في أنتظار من يجمعها من فضاءٍ بعيد ، و بكامل نظرته عن ما ظل يؤمن به من شعراء الأمة : وثنٌ .. طبلٌ .. قرآن وثنٌ ... طبلٌ ... قرآن وثنٌ .... طبلٌ .... قرآن وثـــــ .... حلمٌ برفاه الأرض و خوفٌ من فتكات المقبل أمتنا .. صباح الكارثة و بعد أن أعلنوا الخبر مباشرةً وجدت والدتي مُطرقة الرأس حزينة : لن تعرفي أبداً بماذا كان يفكر والدك فالمشاريع في رأسه مازالت كثيرة لم تكتمل بعد ، و كلها كانت تدور حول هذه الأرض و قضايا السلام فيها ، هذا صباح أحمد الله على أنه لم يشهدهُ .. و بكيناهُ ذلك اليوم كما لم نبكـــ يه من قبل ... مدخل أول : أهدى إمضاء ذكرى هذا العام و كل الأعوام التي مضت و التي سوف تأتي إلى عطور .. أمي عطور .. أم الكل عطــــور .. و خلاصة عطر العطور .. عطور نفتقدها هذا العام بشدة و هي الترس الذي ظل يحمينا من عاديات الزمان .. إليها أماً .. و وطناً .. و حبيبة كما قال عنها ... تماماً
نسرين عبد الهادي الصديق جريدة السوداني الجمعة 24 / 6 / 2011م
أنتهي
|
|
|
|
|
|