|
المتاجرة بمعاناة المدنيين والبسطاء في حروب السياسة السودانية
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وأنتم بخير وحمى الله أهلنا في النيل الأزرق وكل بقاع السودان من كل سوء وشر وردهم الله إلى قراهم ومدنهم سالمين بإذن الله
ما أود مناقشته في هذا البوست قضية لاحظتها في مسيرة السياسة السودانية وفي مختلف حروبها بين الحكومة السودانية وبين المتمردين بكافة أنواعهم وأشكالهم ألا وهي قضية المدنيين البسطاء الذي لا ذنب لهم ولا ناقة ولا جمل في هذه الحروب
ما أود تأكيده قبل أن أصنف بأنني مع هذا الطرف أو ذاك ما أود تأكيده: أن الحكومة السودانية ولم يكن من أولوياتها أو اهتماماتها المواطن السوداني في يوم من الأيام ولا أمنه ولا سلامته وبنفس القدر حركات التمرد السودانية جنوبا وغربا وج. كردفان ونيل أزرق!!!
ما لاحظته المتاجرة بقضية هؤلاء البسطاء من قبل من يسمون أنفسهم مناضلين ومن يناصرونهم فالملاحظ في كل الأحوال أن المتمردين هم من يبدأون القتال ولا يهمهم شأن المدنيين في شيء ولو كان يهمهم لما بدأوا القتال أصلا والتمرد!!
أود الحديث من ناحية منطقية بعيدا عن العواطف والتشنج الحرب من أسمائها: ( الكريهة ) وقد قال الشاعر العربي: أضاعوني وأي فتى أضاعوا ** ليوم كريهة وسداد ثغر وقال الآخر: وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم.....وما هو عنها بالحديث المرجم متى تبعثوها تبعثوها ذميمة.......وتضرى إذا ضريتموها فتضرم فتعرككم عرك الرحى بثفالها ......وتلقح كشافاً ثم تنتج فتتئم
إذن الحرب هذه الكريهة هي كريهة كريهة في بدايتها كريهة في أثنائها كريهة في ختامها كريهة في إفرازاتها كريهة في تداعياتها
إذن من يبدأ التمرد أو النضال بمفهومه لا يأتي ويتباكي على المدنيين!!! عندما يرفع أحد البندقية ويسلك طريقها لا يأتي ويقول المدنيين!! ده من وجهة نظر منطقية وحسابات عقلانية لا شأن لها بالعواطف والتكسب السياسي الرخيص ما يقوم به بعض ( المناضلين ) أن يشعلوا فتيل الحرب ومن ثم إن كانت الغلبة لهم صمتوا عن المدنيين وإن كانت الدائرة عليهم ولولوا وورجغوا وأخذوا يتباكون على المدنيين مع العلم أنه في الحالتين ( سواء كانت الغلبة للحكومة أو للمتمردين ) فالمدنيون يتضررون!!
وإذا أردنا أن ننظر بنظرة أكثر إنصافا نجد حتى حركات التمرد لديها انتهاكات خطيرة لحقوق المدنيين مثل إجبار المواطنين المسالمين على حمل السلاح رغما عنهم أو حرق مزارعهم وقتل مواشيهم ومثل إمداد جيوش المتمردين بالمؤن والغذاء أو سلبهم إياها ومثل تجنيد الأطفال من قبل الجنوبيين وحركات دارفور لماذا يصمت دعاة حقوق الإنسان عن مثل هذه الانتهاكات؟ لماذا لم يرفعوا عقيرتهم ويستصرخوا المجتمع الدولي على هذه الخروقات بنفس القدر الذي يفعلونه مع انتهاكات الحكومة السودانية
إذن المسألة هي في نهايتها كسب سياسي رخيص ليس إلا لا نخدعونا بالشعارات ولا رفع الأصوات فالمدنيون ليسوا جزءا من اهتماماتكم إلا بقدر ما يحقق لكم الابتزاز السياسي والكسب الرخيص!!
في الجنوب في دارفور في ج كردفان في النيل الأزرق المتمردون هم من بدأ القتال ثم جاءوا للتباكي على المدنيين عندما يرفع أحد البندقية يجب أن يضع في تقديراته المدنيين والعزل والبسطاء والمساكين وأن يكون عنده الحلول لهم لا أن يبادر بالقتال ثم عندما ترد عليه الحكومة يولول ويتهم الحكومة بتشريد وقتل المدنيين
من ناحية منطقية: هل يريد أن يقاتل ويرفع السلاح أن يقف الجيش مكتوف الأيدي ولا يرد عليه؟ من ناحية منطقية: هل يملك الجيش صواريخ/ طلقات / قنابل ذكية تفرق بين المدني والمقاتل؟ من ناحية منطقية: هل يلام الجيش على ما يحدث للمدنيين والمتمردون هم من أشعل الفتيل؟
أسفي على البسطاء والأهالي الذين لا ذنب لهم أسفي على الشيوخ والنساء والأطفال والرجال الذين أصبحوا بين مطرقة التمرد وسندان الحكومة أسفي على وطني ومواطنه ...
|
|
|
|
|
|
|
|
|