خواطر حول الحبّ والإيمان و(الغناء) والقرآن ... [مزيد ومنقح]

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-24-2024, 10:19 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-28-2011, 10:46 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر حول الحبّ والإيمان و(الغناء) والقرآن ... [مزيد ومنقح] (Re: صلاح عباس فقير)

    كنز الفطرة المدفون:
    عزيزي القارئ
    إنَّ المعاني التي نجدُها عند سماع الأغنيات الجميلة, والإحساس المتجدِّد بالحياة الذي يغمرُنا لحظتها, إنَّما يكمن سرُّهُ في أنَّ عمليّة الإبداع الفني، سواءٌ من ناحية الأداء أو التّلقِّي, إنّما هي في الحقيقة عمليةُ تنقيب في تربة القلب عن سبائك المعنى وكنوز المشاعر, وأزعم أنّ ذلك المنجم الذي نكتشفُه في تلك اللحظات عبرَ اللّمسات الفنّيّة المبدعة، ما هو إلا رصيدُ الإيمان المكنون في نفس الإنسان، نغرفُ من معينه في تلك اللحظات نشوةً ولذّةً، تجعلانِنا ننسجم مع الكون الواسع المُتّجه إلى عبادة ربِّه خِلقةً وطبعاً!
    ولكن من المؤسف أنّنا سرعان ما نغادر تلك اللحظات الجميلة من التّوحد والانسجام؛ لنعيش حياتنا الواقعيّة، ونحن أبعدُ ما نكون عن تلك القيم والمعاني!
    وهذا ما يدفعنا هنا إلى أن نُسجل ملحوظة واقعية، وهي أنّ الرؤية الغنائية تتّسم بعجزٍ طبيعيّ مزمن، يتمثّل في طاقتها التّأثيريّة المحدودة على نفس الإنسان، فتأثيرها أقرب ما يكون إلى حالة النّشوة النّاتجة من تناول مادة كحولية.
    وقد يقول المولعون بالسّماع: نحن لا نريد أكثر من ذلك!
    وللإنسان العاقل أن يُفكرَ ويتطلع مع الأستاذ محمد أبو القاسم حاج حمد "نحو زمانٍ فنيٍّ مبدع مرتبط بتحريكٍ كاملٍ ومتكامل لقُوى الإبداع الإنسانيّ"، ويسعى لكي لا تكون لحظاتُ الألفة مع النفس والشّفافيّة لحظاتٍ عابرةً في حياته، بل واقعاً مجسداً، وطابعاً مميّزاً لسلوكه!
    إذن، أكبر مشكلة يواجهها المُتذوّق، هي مشكلةُ استدامة تلك اللحظات من الصّفاء والصدق والشّفافيّة التي نشعُر بها عند سماع النّغمات الجميلة، لكي لا تبقى تلك النشوةُ وذلك الارتقاءُ مجرّد لحظات عابرةٍ في مسيرة حياتنا!
    فالإبداع الحقيقيّ لا بدّ أن يكون له تأثيره في الرُّقيِّ بحياة الإنسان والسّموّ بمشاعره! ويكاد أن يكون هذا الحكم مُسلّماً، بل بناءً عليه نلحظُ أنّ الكثيرين يخلعون على فئة المغنّين والمطربين ألقاب الأستاذية والرّيادة، ويزعمون لهم أنَّهم ارتَقوا بالوجدان السُّودانيّ، بل ونلحظ أنّ كثيراً من الفنّانين يشعرون بأنهم أصحاب رسالة إنسانيّة كبيرة يؤدّونها من خلال غنائهم الجميل!
    إنّنا على أيِّ حالٍ، قد تبيّن لنا أنّه ثمّة كنزٌ مدفونٌ في طوايا عوالمنا الداخليّة، فلنتساءل: أليس حريَّاً بنا أن نفكِّر في الوسائط التي يتهيَّأ لنا بها استخراجُهُ حتى يكونَ ذلك الشُّعورُ واقعاً مُجسَّداً في حياتنا, وليس لحظاتٍ عابرةً من النَّشوة والالتذاذ؟
    أو: لنقل بعبارةٍ أخرى: ما هي أعلى مراتب التَّذوُّق والسَّماع ؟
    بدءاً، لا بد أن نلحظ أنَّ السّياق الطبيعيّ لعملية الإبداع، أداءً وتذوُّقاً، سياقٌ تطوُّريٌّ يجد فيه المرء أنّه يتجاوز نفسَهُ باستمرار, ويكتشفُ في كل مرَّة معاني جديدةً, لم يكن قد انتبه إليها أوَّلَ مرّة، ولعلَّ المرتبة العليا من التطور، التي يمكن أن يبلغها هذا المبدع المرهف، هي أن تتعمّق في نفسه رؤيةٌ إنسانيّة، يرسم من خلالها لنفسه هدفاً واضحاً في الحياة, يملك من الطموح والقيم الكبيرة، ما يجعله يسعى لتحقيقه على صعيد الفعل والممارسة, وليس فقط في لحظات السَّماع وحدها.
    فما هي تلك الدَّرجة التي يُمكن أن تُعتبر بحقٍّ قمَّةَ التَّذوُّق الفنِّيِّ والجماليِّ التي يُمكن لأيِّ بشرٍ أن يبلُغَها على الإطلاق؟
    ‌‌‌أسمى مراتب التذوق:
    إنّني أرى انطلاقاً من واقع انتمائي الدّيني والعقديّ، أنّ تلك المرتبة، هي التي تجد نفسك فيها قادراً على تذوُّق النَّغمات الجميلة، والموسيقى العميقة، والمعاني الكبيرة، التي يتضمَّنها القرآن الكريم.
    وتبدو هذه النتيجة بحسب واقع مجتمعنا المؤمن بالله، ثمرةً بدهيّة، وخلاصةً منطقيّة، إذ يبدو القرآن الكريم من هذه النّاحية، وكأنّه الرؤية الإبداعية البديلة، التي تتجاوز (الرؤية الإبداعية السائدة، والتي يقود مسيرتها الفنّانون والمغنّون، والتي ثبت فشلها الذريع، في مجرى حياتنا الواقعيّة)، فالقرآن في نظريّ، هو الرؤية المنقذة لسفينة الإبداع في حياتنا، من الغرق في خضمّ بحر الشّهوات!
    ونحن، بإيماننا البسيط، نعلم أنّ القرآن هو كلامُ الله عزّ وجلّ، وبالتالي فلا يُتصوّر أن يفوقَه كلامٌ آخرُ، في دقّته وانسجامه إلى الدّرجة التي تؤدي إلى صدور موسيقى داخلية عميقة، تنبعث من بين حروفه وحركاته وتنويناته، وكما نعلم فإنّ الموسيقى ليست في المنتهى سوى أصواتٍ فائقة الانسجام، وليس هناك أصواتٌ تفوق الأصوات القرآنية عمقاً وحلاوة، إضافةً إلى ميزةٍ أخرى، وهي الانسجام فيه بين أصواته ومعانيه، فلذلك تجد القرآن يفعل فعله، تأثيراً في نفوس التّالين له، وتحريكاً لدواخلهم، ما دام أنّهم قد جلسوا بين يديه، وهم مؤمنون بأنّهم جالسون بين يدي ربهم الّذي خلقهم، وها هو ذا يناجيهم، ويُذكرهم بالحقائق الكبيرة، عن الحياة وعن المصير الحقيقيّ!
    بل إنَّ من الأهداف الأساسيَّة للقرآن الكريم: أن يُشبع في الإنسان تلك الحاجة الفطريَّة لسماع الأنغام الجميلة، وجيل الصّحابة -رضوان الله عليهم- إنّما بلغ تلك المرتبة العالية من الرّفعة والسُّمو، حينما سمت أذواقُهم ورهفت مشاعرُهم, فما عادوا يَطربون لشيءٍ أعظمَ من طربهم للقرآن, فصار القرآن غذاء أرواحهم، ... وقد سمعوا الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- يُوجِّهُهم إلى أهمِّيَّة التَّغنِّي بالقرآن وتحسين الصَّوت به عند التّلاوة, وسمعوه يقول لأبي موسى الأشعريِّ -رضي الله عنه-: "لقد أوتيتَ مزماراً من مزامير آل داود" كما سمعوه يقول: "من لم يتغنَّ بالقرآن فليس منَّا".
    ويُمكن القول بناءً على ذلك: إنّ مسألة الالتزام بالقيم الشرعية، هي في الواقع مسألةٌ ارتقاء بالذَّوق, ويبدو أنَّ هذا هو ما يقصدُه البعض عند تنبيهِهِ لأمرٍ شرعيًّ ليلتزمَه فيقول: "ربنا يهدينا", كأنَّه يقول: "في الحقيقة: لم أبلغ هذه المرتبة من التَّذوُّق".
    طيّب، الغناءُ حلالٌ أم حرام؟
    إنَّ هذا السُّؤالَ لم يُطرح بهذه الصُّورة في عهد النُّبوَّة, وإنما بدأ المُربِّي البصير بتقرير الإيمان في القلوب أولاً, فأُتيح للذَّوق والشُّعور أن يرتقيا, بحيث صار المُتلقِّي لا يَجدُ متعةً تفوق المتعة التي يلقاها من تلاوته للقرآن, أو قل من تَغنِّيهِ بالقرآن, إضافةً إلى أن التَّالي للقرآن فوق ذلك -بحسب درجة صدقه- يُقرِّر في نفسه قيماً ومعاني راسخة, تُؤسِّس في قلبه رصيداً زاخراً من الطَّاقة الحيويَّة التي تدفعُه إلى العمل والجدِّ والمثابرة, وهو بذلك يتجاوز السَّيِّئات والمثالب التي تنجم عن سماع الأغاني الهابطة خاصّةً.
    ولم يروِ الرّواةُ، عن ذلك العصر النّبويّ، قطُّ أنّه قد حدثت فيه معركةٌ ضدّ الغناء والموسيقى، لأنّ القرآن والدعوة إليه، قد تنزّلا في السياق الواقعيّ لعملية الإبداع والتغيير الإنسانيّ، وكلُّ ما هنالك أنّه قد حدث ارتقاء في الذوق الفنيّ، واتّساعٌ في دائرة الرؤية الفنية، جعلها تمتدُّ إلى ما لا نهاية، بحيث تشمل الكون كله، بل والدنيا والآخرة معاً.
    المواجهة الحاسمة:
    ولئن كان هناك من غموض لدى بعض الناس في موقف الإسلام من الغناء والموسيقى, فإنَّ الأمر بناءً على هذا التصور الّذي نطرحه يبدو واضحاً, ولا يُثير أدنى إشكال.
    وتُصبح القضية برُمّتها قضيَّة داخليَّة عميقة, يُواجه فيها المسلمُ نفسَه بشجاعةٍ, من أجل الارتقاء بها، مستفيداً من ذلك الرصيد الحيِّ من المشاعر والقيم المستقرَّة في ضميره.
    واضعاً نصب عينيه غايةً كبرى، يسعى لتحقيقها في كلّ لحظةٍ، ألا وهي أن يرقى بذوقه إلى مرتبة إدراك المعاني القرآنية، والعيش في سياقها الكونيّ، خاشعاً منتبهاً متأملاً مستمتعاً!
    وعندئذٍ، فحريٌّ بمن وجد نفسه عند سماع الغناء, ولم يجدْها عند سماع القرآن, أن يقفَ مع نفسه وقفةً جادَّة, يجتهدُ من خلالها في أن يعمل على تأسيس مساحاتٍ في القلب لتذوُّق كلام الرَّحمن, مساحاتٍ يعملُ على أن يُوسِّعَهَا شيئاً فشيئأ حتى يحتلَّ القرآنُ من قلبه المكانةَ التي تليقُ به.
    ومِمَّا يُعينُ المرءَ على الاجتهاد في هذا السَّبيلِ، معرفتُه ببعض الآثار السَّلبيَّة التي تنتج من الولع بسماع الأغاني, وأقف معك الآن عزيزي القارئ عند أخطر هذه الآثار: ألا وهو:
                  

العنوان الكاتب Date
خواطر حول الحبّ والإيمان و(الغناء) والقرآن ... [مزيد ومنقح] صلاح عباس فقير07-28-11, 10:24 AM
  Re: خواطر حول الحبّ والإيمان و(الغناء) والقرآن ... [مزيد ومنقح] صلاح عباس فقير07-28-11, 10:27 AM
    Re: خواطر حول الحبّ والإيمان و(الغناء) والقرآن ... [مزيد ومنقح] صلاح عباس فقير07-28-11, 10:29 AM
      Re: خواطر حول الحبّ والإيمان و(الغناء) والقرآن ... [مزيد ومنقح] صلاح عباس فقير07-28-11, 10:43 AM
        Re: خواطر حول الحبّ والإيمان و(الغناء) والقرآن ... [مزيد ومنقح] صلاح عباس فقير07-28-11, 10:46 AM
          Re: خواطر حول الحبّ والإيمان و(الغناء) والقرآن ... [مزيد ومنقح] صلاح عباس فقير07-28-11, 10:52 AM
            Re: خواطر حول الحبّ والإيمان و(الغناء) والقرآن ... [مزيد ومنقح] عماد حسين07-28-11, 11:06 AM
              Re: خواطر حول الحبّ والإيمان و(الغناء) والقرآن ... [مزيد ومنقح] صلاح عباس فقير09-06-11, 01:12 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de