خطف الموت شمس أخرى ..... وداعآ ثوره عبود

Quote: ثورة عبود ....شعاع ضوء آخر يغيبه الموت.....والرواكيب الصغيرة باتت أصغر ثورة عبود من مواليد ودمدني.. فتاة تحملها الاحلام وتطير بها بلا اجنحة، عرفناها بحكم اننا حبونا في ذات المدينةوتنفسنا ذات الهواء المشحون بالشعروالثورة والاحلام الكبيرة، كنا ابناء لرجال ونساء فقراء ولكنهم أغنياء بما هو أثمن ، عرفنا سويا الطريق الي الليالي الادبية ورابطة الجزيرة للاداب والفنون واقتراض الكتب وتبادل القصائد واللهث خلف المظاهرات والمناشير السرية..كانت تفتخر بالغبار الذي يغطي ساقيها بدل السوار وتجعل من كل شئ ضحكةوابتسامة لاتغيب ابدا...كانت حاضرة في المظاهرات أكثر من رجال الشرطة المتخصصة في فض التظاهرات ورجال الامن الكامنين في وسطها للرصد،كانت الجامعة محطة جديدة عرفتها فيها جمعية المرأة بجامعة القاهرة الفرع ناشطة لاتغيب عن منشط وعرفتها الجامعة متفانية في العمل العام الي ابعد الحدود شجاعة شجاعة فتاة تنتمي فعلا الي مهيرة بت عبود وتقاسمها الاسم والسيرةوالعزيمةوالقدرة علي القيادةوتفوقها بكونها لم تكتف بتشجيع الرجال بل تقدمتهم في دروب وعرةومعارك شرسة، فكانت أكثر ثباتا واكثر محبة للناس واكثر قربا من كل الناس بلا حواجز فكر او انتماء رغم انها لاتخفي انتمائها ولاتجامل فيه،تزوجت ورحلت مع طيور كثيرة ضاق بها الوطن لاسباب عديدة ، هاجرت وعاشت في بلاد تموت من البرد حيتانها وظلت تحلم بشموس استوائيةوتحن اليها وظلت سندا لاسرتها المكافحة ولم تتخل عنها ابدا فرقتنا الحياة ولم تغب ابتسامتها وروحها ابدا حتي نعاها الناعي حين رحلت علي عجل في المنفي حيث الدنيا غربةوليل ومطر رحلت ثورة عبود لتلحق بسعاد نور الهدي ونازك مجحوب عثمان وكمال ابوعكر وقبلا طه يوسف عبيد صديق طفولتنا وشهيد مدينتنا وعبد المنعم رحمة شهيد مدينتنا الاخر وزهير فيصل رفيق دراستها في الجامعة الذي مضي باكرا وقبلهم نزار والخاتم وعابدين وقائمة طويلة لوجوه منيرة رحلت وما زالت الدنيا غربةوليل ومطر ورواكيبنا الصغيرة لازالت صغيرةولم تصبح كما اراد المغني اكبر من مدن بل تقزمت المدن وصارت زنازن صغيرة وداعا ثورة عبود وداعا ايتها الشفيفة وداعا ايتها الابتسامة الودودة ومن ياتري الرافل في ثوب غياب قادم؟ صلاح سرالختم