|
Re: حرب الحدود السودانية: هل ستشعل الحرب العالمية الرابعة؟ (Re: Kabar)
|
السودان و الصين( ظاهر العلاقة استثمار ، و باطنها مد بالسلاح):
معروف ان القارة الأفريقية فيها كثير من الثروات و المصادر الطبيعية الغنية..و معروف ان الأفارقة لم يستطيعوا استثمار هذه الثروات.. بسبب التدخلات الدولية و تعارض المصالح..و فوق ذلك بسبب الفقر المنظم الذي ينتظم تسعين في المئة من دول القارة.! تقدمت الصين ، كقوة اقتصادية لها وجودها و منعهتا في المشهد الدولي ، للإستثمار في الثروات الأفريقية (انظر تقرير ادم بلندفور للبي بي سي نوفمبر 2007) ، و هي الخطوة التي جاءت ناعمة و هادئة بصورة اعجزت دول الغرب ، و هي تلك التي تتباكي دوما على ضياع الفرص و الدور المتعاظم للصين في القارة الأفريقية..! فالصين موجودة في معظم القارة الأفريقية .. صناعة النحاس في زامبيا ، الحديد في الجابون ، البترول في انقولا و السودان ، و غيرها من المقدرات و الدول..! و قد عرفت الصين من أين تؤكل الكتف ، فهي التي ادركت من وقت مبكر حاجة الدول الأفريقية لتاسيس بنيات تحتية ..طرق ، تعليم ، تدريب.. اتصالات.. تكنولوجيا..الخ.. و عرفت ان الأفارقة في حاجة للشراكة الإقتصادية..فجاءت باموالها ..و هي تتبع فلسلفة احداث التنمية بصورة تحفظ السلام و التعايش الدولي..و لم تتدخل في الشئون الداخلية للدول الأفريقية ، و لم تسعى لبروباقندا المواجهة و بيع الأحلام.. فجاءت بفكرة تفيد و تستفيد..و تركت كثير من الأثار الرمزية ( تقرير ادم بلندفورد في الببي سي نوفمبر 2007)..مثل بناء مركز المؤتمرات في العاصمة الأثيوبية ..خط سكك الحديد الرابط بين زامبيا و تنزانيا..و غيرها من الأمور التي تسعى من خلالها لكسب ود الأفارقة..اضافة لكون أن الصين لم تسئ للأفارقة من قبل فيما يسمى بعهد الإستعمار ، فهي لم تستعمر دولة سواءا كانت افريقية أو غير افريقية..! وفقا لهذه المعطيات ، فان السودان يشكل اكبر مستقبل لأموال الإستثمارات الصينينة..و قد استقبل تلك الإستثمارات بصفته قطر موحد..و لكن الآن اصبح دولتين..و من هنا نشأت بوادر الخوف في الأوساط الصينية ..و كانت الحاجة الى ضمانات تحمي هذه الإستثمارات..و لم يملك منها السودان سوى هذا الوفد العالي التمثيل.. اضافة لوعد بفتح الباب مشرعا لمزيد من الإستثمارات..! نشرت جريدة الصحافة السودانية في عدد 29يونيو 2011 تعداد للإستثمارات الصينية المستقبلية في السودان ، و التي شملت التوسع في قطاع صناعة البترول ( مربع 3 ، 4 ، 9 ، 13 ،14 ، 17 ، و هي في مناطق ، جنوب كردفان ، الجزيرة ، النيل الأبيض ن و العوينات)..و المساهمة في البنية التحتية في قطاع الزراعة (ابار للمشاريع الزراعة ، و تطوير زراعة و صناعة السكر في النيل الأبيض و البحر الأحمر)..! الجدير بالذكر ان خارطة هذه الإستثمارات توسعت قليلا لتشمل الجزيرة و النيل الأبيض و البحر الأحمر..و مؤكد هناك احتمالات اخرى أن تشمل بقاع اخرى في السودان..و لكن المشكلة ليست هي في جدية الصين لقيادة استثمار حقيقي في السودان ،و انما المشكلة في مؤسسة الدولة السودانية و الفساد المؤسسي الذي ضرب باطنابه في هذه الدولة ومؤسساتها .. فالقروض الصينية يمكن ان تجعل ما تبقى من السودان ناهضا اقتصاديا..و الشراكة الصينية يمكن أن تجعل من السودان مشتد السواعد الإقتصادية..و لكن مثل هذه الأمور تحتاج الى ارادة وطنية فعالة..و ضبط لنفسية الطمع و الجشع و السعي لتحقيق المصالح الذاتية في اواساط من يديرون الأمور في السودان.. فالتجربة اثبتت أن الإستثمارات السابقة ، قدمت فيها الصين ما ليها من التزامات..و لكن الجانب السودان فشل في ان يقدم التزاماته سوى توفير الحماية..ففلسفة الصين في نشر التنمية التي تقوم على التعايش و السلام الدولي ، يقابلها اهل الدولة السودانية باستهتار..و النظر الى الصين كأنما هي من الغباء الذي يجعلها توفر المال السائب التي تستغله بطانة الحكم دون أن يعود بفائدة للمواطن..و دون ان يحدث الأثر المطلوب..و لو استمر اهل الحكم في السودان على هذا النهج.. فان الصين سوف تنسحب في يوم ما..خصوصا لو تم استهداف للمنشآت الصينية..و العمال الصينين بصورة منتظمة..و هناك كثير من القوى الدولية الطماعة الأخرى التي مستعدة لتوفير مثل هذه الخدمات و المساهمة في زعزعت استقرار الإستثمارات الصينية في السودان..! و عمر البشير ( بالرغم من رأينا فيه كمجرم حرب مطلوب للعدالة الدولية) اجتهد في تحقيق هذه الزيارة..و اجتهد في جلب الإستثمارات الصينية..و لكنها ستضيع هباءا منثورا في ايادي اهل الجشع و مؤسسات الفساد التي تسعى لتدمير السودان و تحت بصر عمر البشير..!
كبر
|
|
|
|
|
|
|
|
|