|
Re: الدين والاسطورة (Re: Sabri Elshareef)
|
يقول سواح "إن هدفه هو دراسة الأسطورة لا التنظير لها، وتقديم رؤيه على عجاله بلا اطاله " (16).
وفي رأيي أن هذه العجالة هي التي دفعته الى أحضان الأدلوجة فتغلبت بذلك إرادة الأدلوجة على إرادة المعرفة.
أعود للقول بأن طغيان الهم الأيديولوجي في المسيرة الفكرية عند سواح، يظهر على عدة أصعدة وفي مجموعة من المستويات.
أولا: فقد دفعته العجالة والفوز بالسبق الى الانزلاق من مستوى رؤية الأسطورة الى التنظير لها، بصورة أدق الى البحث عن نظرية في انتشار الأسطورة كما سنلحظ في كتابه الموسوم ب "لغز عشتار" نظرية تؤكد على المركزية السورية كونها أصل الحضارات والأصل الذي انبثقت منه الأسطورة المركزية إن جاز التعبير.
ثانيا: سعيه المتواصل الى رسم خطية ايديولوجية للتطور البشري من السحر الى الأسطورة والى الدين والى الفلسفة فالعلم. وكان هذا يتطلب الاعتماد الكلي على أطروحة فر يزر في الغصن الذهبي والى تقليبها على أطروحات لاحقة. وقد لاقت هذه التطورية ترحيبا في الوسط الماركسي آنذاك، وسيحتفي بها بعض الباحثين العرب وأخص منهم طيب تيزيني والذي راح يركض لاهثا للجمع بين الخطية السابقة وخطية التطور على مستوى المادية التاريخية، وكان يعني هذا الوقوع في التبسطية في براثن المادية المبتذلة وعلى حد تعبير سمير أمين.
ثالثا: فقد دفعته العجالة الى اصدار النسخة الأولى من "مغامرة العقل الأولى" وهي تفتقد الى التوثيق الأكاديمي الدقيق والذي عاد الى استدراكه في الطبعة الثانية مشكورا.
رابعا: وقوعه في التناقض، فمع أن المقدمة التي كتبها لطبعة 1976 مستعارة كلية من أفكار "مرسيا إلياد" إلا أنه أغفل ذلك ثم عاد ليشير إشارة هامشية الى ذلك وفي طبعة 1986. هذا من جهة ومن جهة أخرى. فإن تأكيد الباحث على أن الأسطورة حكاية مقدسة أبطالها الآلهة وهو تعريف مستقى من إلياد، يناقض قوله الذي يكرره دائما بأن الفكر القديم ابتدأ ماديا حسيا، وبعيدا عن التجريد" وأن الأسطورة صيفت في قالب حركي مليء بالفعل وانطلاقا من ذهنية بعيدة عن التجريد".
|
|
|
|
|
|
|
|
|