بسم الله الرحمن الرحيم أحمد أحمد أبو بكر..... شجرة الظل ((الذي قتلته الفئة الباغية ))
الشيخ محمد الحسن الشيخ
ياويح قلبي المعتل أصلاً والذي تقاطرت عليه السهام دون رحمة يتجدد الحزن ويطول ليل الفجيعة المدلهم تغتال المنية الأحباب الأخر تلو الأخر يتساقطون كأوراق الخريف ولكن في موتهم عبرة وفي ذكراهم عظة لمن يتعظ... كيف لا !!!
فقد خطوا تاريخا ً وأرسلوا قيما ً وأظهروا شجاعة ترفعهم إلى مصاف الفرسان قاوموا الظلم وواجهوا الطاغوت ولم تلن لهم قناة ولا أغرتهم دنيا مدت لهم بل العكس هو الصحيح حيث تحملوا تبعات التشريد وملاحقة الطغاة لهم من اكتساب الرزق والتجويع والمراقبة وزرع الخوف في قلوب أطفالهم وأهليهم فالله درهم من رجال خلص.
القراي ذهب لربه قبل عامين أو ما يزيد و الآن يلحق به صنوه وتوأم روحة مولانا أحمد أحمد أبو بكر رجاحة في العقل ونفس ذكية شفافة لا تعرف إلا الخير والإحسان ضمير صادق حي لا يعرف المداهنة والنفاق أحمد أحمد قلب لا يعرف الدنس ولا الحسد لكنه اعتل مبكرا ً لأنه لم يتحمل الدناءة والبذاءة وقهر الإنسان لأخيه الإنسان لم يحتمل قلبه الظلم الذي طاله و الأخريين لأنه كان يقيم العدل بين الخصوم.
مارس القضاء بمهنية عالية ونفس أبية وخلق قويم لم تمنعه مهنة القضاء عن محيطه ومجتمعه حيث كان فاعلا ً فيه بتواضع جم وشمائل فاضلة عالما ً ومعلما ً ومرشدا ً داعيا ً للفضيلة والتراحم بين معارفه وأهله كان فقيدنا مثقفا ً شاملا ً و قارئا ً نهل من شتى ضروب الثقافة والآداب كما كان كثير الإطلاع على المدارس الفكرية المختلفة لا يتجمد عند رأى ولا يتقوقع عند فكرة يأخذ الحكمة أنا وجدها.
أحمد أحمد مجموعة من الصفات النادرة التي قلما توجد في إنسان محبا ً لأهله في البر كل / مروى شرق / الطريف / منداحا ً على كل أهل السودان لا تشده العصبية. له كثيرا ً من الأصدقاء والأحباب في شتى بقاع السودان مثقفا ً وعالما ً لكنة بسيط في تعامله محبا ً للبسطاء من الناس وله في ذلك كثير من الصداقات معهم كان محاميا ً رزقه يعتمد على التقاضي بين الناس ولكنه يميل للجودية والحل الأهلي دون اللجوء للمحاكم يتصل بمعارف الأطراف ويقود تسوية النزاع دون أن ينال إلا أجر الإصلاح من الله فكيف يوصف مثل هذا النبل والإنسانية !!!
كان فقيدنا يتمتع بصلات قوية ومستمرة أكتسبها من خلال المناطق التي عمل بها فله علائق بأهل دارفور التي أحب أهلها وأحبوه خاصة مدينة الفاشر ولأهل الرنك في قلبه محبة لم توهن أو تضعف بطول المدة بل زادت رسوخا ً وقوة لأن قلبه كان يسع كل النماذج من البشر على مختلف سحناتهم وإثنياتهم ,, وفجأة توقف قلب أتعبه المسير لم يحتمل الخضوع والمهانة والمذلة التي طالت سنواتها وتنوع عذابها وكثرت احباطاتها وتساقط كثير من كان يظن فيهم الخير .
تغيرت الدنيا حوله وتشكل المجتمع بصورة لم يألفها فأثر البعاد لعالم أخر تسمو فيه روحه الطاهرة عند مليك مقتدر . اللهم أنا نشهد أن أحمد كان فينا كالطفل نقيا ً لم يتدنس قلبه بأدران هذه الدنيا اللهم نشهد أن أحمد يخاف ربة خشية وضراعة اللهم نشهد أن أحمد كان يحب الحق ويكره الظلم أينما كان وكيفما كان اللهم نشهد أن فقيدنا كان يقدر أهله ومعارفه ويتمنى لهم الخير يفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم كان وطنيا ً محبا ً لبلده ساهم في نشر الوعي قدر ما أستطاع بين ربوعه نثر الطمأنينة وبسط العدل في حله وترحاله أتاك اليوم فأكرمه يا خير مكرم وأغسله بالثلج والماء والبرد وأحشره مع الصديقين والشهداء في جنات العلا يا حليم يا منان
وإنا لله و إنا إليه راجعون وإنا لفراقك يا أحمد لمحزونون...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة