مؤتمر مستقبل السودانين : عبور قضايا مابعد الإستفتاء , حتى متى ؟ (اوراق + صور) .

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-28-2024, 01:10 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-22-2011, 04:38 AM

مركز الخاتم عدلان
<aمركز الخاتم عدلان
تاريخ التسجيل: 01-21-2008
مجموع المشاركات: 3485

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مؤتمر مستقبل السودانين : عبور قضايا مابعد الإستفتاء , حتى متى ؟ (اوراق + صور) . (Re: مركز الخاتم عدلان)

    ورقة د. كمال محمد جاه الله
    تصوّر مآلات أوضاع اللغة في الجنوب في سودان ما بعد استفتاء يناير2011






    تحاول هذه الورقة استقراء تصور مآلات أوضاع اللغة في الجنوب في سودان ما بعد استفتاء يناير 2011م، ذلك الاستفتاء الذي نصت عليه اتفاقية السلام الشامل الموقعة في نيفاشا في يناير 2005م.
    ولكي تحقق هذه الورقة ما تهدف إليه، فإنها ستتناول المحاور التالية في شي من الاختصار:
    أولا: الوعي باللغات المحلية في جنوب السودان.
    ثانيا: أوضاع اللغات في جنوب السودان.
    ثالثا: تصور مآلات أوضاع اللغة في الجنوب في سودان ما بعد استفتاء يناير2011.
    الوعي باللغات المحلية في جنوب السودان:
    ظل الوعي باللغات المحلية لدى المجموعات الإثنية في جنوب السودان، وبما يبرزه من خصوصية وتفرّد– سائدا ومسيطرة، ومرصودا منذ بواكير سنوات القرن العشرين، عندما عرف السودان في عصره الحديث لأول مرة سياسة لغوية تنظم الموارد اللغوية، وتحدد لبعض اللغات وظائف وأدوارا معينة.
    وقد لعب المستعمر البريطاني، الذي كان مهيمنا على السودان، وقتها، دورا بارزا في تغذية هذا الوعي، ومدّه بالمعينات اللازمة في مقابل المحاولات المستميتة من المستعمر لإبعاد شعب جنوب السودان عن الثقافة العربية والإسلامية واللغة العربية، التي وجدت بها موطأ قدم لها قبل قدوم المستعمر إلى السودان، ولكن هذه المحاولات التي تجلت في:
    1- مؤتمر الرجاف اللغوي ( 1928).
    2- حزام الأرض التي لا صاحب لها ( 1929).
    3- مرسوم المناطق المقفلة ( 1929).
    لم تقف حجر عثرة في أن تترسخ أقدام اللغة العربية والثقافة العربية، فنشأ، لاحقا، أطفال في المدن الرئيسة لجنوب السودان ( وهي جوبا وواو وملكال )، لا يعرفون غير اللغة العربية، لا سيما في فترة سبعينات وثمانينات القرن الماضي.
    وقد ترتب على مسألة الوعي باللغات المحلية في جنوب السودان، حرص النخب الجنوبية على الإشارة إلى اللغات، وتضمينها كافة الاتفاقيات والمعاهدات التي عقدتها مع الحكومات الوطنية التي كانت تحاربها لأسباب مختلفة، لا سيما في الفترة الممتدة من 9691م إلى 2005م.
    والمطلع على تفاصيل بنود اتفاقية أديس أبابا ( 1972م )، واتفاقية السلام السودانية (1997م)، وبرتوكول مشاكوس ( 2002م )، واتفاقية السلام الشامل ( 2005م )، وغيرها – ليقف على إصرار النخب الجنوبية على التركيز على إيراد اللغات المحلية في بنود واضحة المعالم، ولكن سرعان ما يتم وضعها في حيز التنظير ولا تبارح هذا الحيز، لغياب الآليات التي يمكن أن تنفذ تلك البنود، فتضحى اللغات المحلية بعيدة عن القيام بأدوار مهمة في مجال التعليم والإعلام والإدارة والحياة العامة، فاسحة المضمار للغة العربية والإنجليزية اللغتين اللتين تمثلان جوهر السياسة اللغوية في السودان.
    أوضاع اللغات في جنوب السودان:
    ارتكازا على ما تم استعراضه فيما يخص مجال الوعي باللغات المحلية في جنوب السودان– يمكن القول إن الجنوب يمثل مسرحا للآتي:
    أولا: لغات محلية عديدة ( في حدود خمسين لغة ).
    ثانيا: اللغة العربية ( تسمى بعربي جوبا أو منقلا ).
    ثانيا: اللغة الإنجليزية.
    بالإضافة إلى لغات مهمة قدمت إلى الإقليم مؤخرا، تأتي في مقدمتها اللغة السواحيلية، التي فرضت نفسها كلاعب قوي وبديل مقنع.
    ولا شك أن هذه اللغات المختلفة من حيث تاريخ الحضور، ومن حيث اختلاف الأدوار والوظائف التي تقوم بها، ومن حيث السلوك تجاهها– تحتاج إلى التعريف ببعض أوضاعها.
    وقبل التعريف بأوضاع تلك اللغات، لا بد من القول إن وجود تلك اللغات في مساحة جغرافية محدودة يجعلها تعيش صراعات حادة، وقد أتاحت هذه الصراعات عبر التاريخ، فرصة سانحة لانتشار اللغة العربية في ربوع جنوب السودان.
    أما اللغات المحلية في جنوب السودان ( وعددها حوالي 50 لغة ) باستثناء عشر لغات هي: الدينكا والنوير والباري والزاندي والشلك واللاتوكا والمنداري والجور والديدنغا والتبوسا، فإنها تقع تحت دائرة التهديد بالانقراض(1). ولكن هذا التهديد لم يمنعها من أن تؤدي بعض الأدوار في المجتمعات المتجانسة التي توجد فيها هذه اللغات.
    مع العلم بأن اللغات الكبرى في جنوب السودان مثل الدينكا والنوير والزاندي والشلك، ظلت خلال العقود الأخيرة تحظى بحضور مهم في مجال الإعلام والتعليم، ليس على مستوى جنوب السودان فحسب، وإنما حظي بعضها بالبث في مجال الإعلام على مستوى الإذاعات الموجهة في إذاعة أمدرمان القومية، وبعض الإذاعات الولاية في الشمال.
    ومع العلم أيضا بأن الغالبية العظمى من تلك اللغات غير مدونة، وغير موصوفة صوتيا، وموروفولوجيا، وتركيبيا، ودلاليا. كما أنها لغات ليس لها مجامع ( أكاديميات) تحميها، على الرغم من أن دستور السودان الانتقالي لعام 2005م يوجب تطويرها وترقيتها.
    وتظل لغة الدينكا اللغة الإقليمية الكبرى في جنوب السودان ( ناهيك عن اللغات الأخرى) بمنأى عن القيام بدور اللغة الوسيطة ( المشتركة ) lingua franca بين المكونات الإثنية التي تشكل التركيبة السكانية لجنوب السودان. وأغلب الظن أن هذا الدور يصعب على أية لغة من لغات الجنوب، لأن كل جماعة إثنية تحاول قدر المستطاع التحصن بلغتها وثقافتها. وترفض قبول الآخر اللغويّ والثقافي الذي يساكنها الإقليم.
    وفي هذا الجوّ الذي تسود فيه عشرات اللغات المختلفة، تأتي اللغة العربية لتكتسب عبر عقود زمنية من التعايش مع مكونات الجنوب الإثنية- دور القيام باللغة الوسيطة ( المشتركة)، لا سيما في المدن والحواضر الجنوبية.
    وأما اللغة العربية( عربي جوبا أو عربي منقلا ) في جنوب السودان، فقد تتبع عشاري أحمد محمود ( 1983 ) في مؤلفه عن العربية في جنوب السودان، المراحل التاريخية التي مرت بها العربية في جنوب البلاد، مؤرخا لبداية نشأتها وتطورها والأدوار التي تقوم بها. كما قدم دراسة لغوية مهمة عن هذه اللغة(2)، التي كادت تكمل حوالي مائتي عام باكتمال عام 2010م.
    وعلى النسق نفسه قدم بول شول دينق (2005م ) في مؤلفه المهم عن عامية جوبا العربية، دراسة مهمة عن هذه العربية. وفي هذا الكتاب يذهب بول شول دينق إلى أنه رغم الاتصال المبكر لبعض القبائل الجنوبية القاطنة في حدوده الشمالية كالشلك والدينكا بالقبائل العربية، فإن بداية الدخول الفعلي للغة العربية إلى الجنوب، عفويا، وبصورتها الدارجة كان في العهد التركي– المصري على يد ثلاثة عناصر أساسية، هي:الجلابة، و" الفقراء"، والجنود المصريون(3).
    وبعيدا عن تناول تاريخ هذه اللغة وتطورها في جنوب السودان، يمكن القول إن هذه اللغة مثلت في العقود الأخيرة اللغة التواصلية الكبرى، والوحيدة في المدن الرئيسة في الجنوب وحواضره. وأصبحت لغة المخاطبة في التجمعات السياسية والثقافية، حتى وصلت إلى أن تكون لغة التخاطب وسط الجيش الشعبي لتحرير السودان. وقد صرح بذلك عدد من قادة الحركة الشعبية أنفسهم، وعلى رأسهم مؤسسها الراحل جون قرنق.
    وقد بثت وسائل الإعلام قبل أشهر عديدة تدشين الحملة الإعلامية للحركة الشعبية لانتخابات أبريل 2010م في جوبا باللغة العربية دون غيرها من اللغات!
    وعلى الرغم من الدور المتعاظم الذي تقوم به اللغة العربية من التواصل في جنوب السودان، إلا إنها لم تسلم من حرب لا هوادة لها، لا سيما من قبل الصفوة الجنوبية التي كانت تفضل عليها اللغة الإنجليزية ما استطاعت إلى ذلك سبيلا.
    لقد جرت وتجري عمليات تجفيف منظمة اللغة العربية من التعليم في الجنوب، كلغة للتدريس في أغلب المدارس، وأصبحت تدرس كمادة على مضض، وتمت الاستعانة بأساتذة من كينيا ويوغندا للتدريس في الجنوب بعد أن تم إبعاد الأساتذة الشماليين ممن كانوا يعرفون العربية.
    وأما اللغة الإنجليزية في جنوب السودان، فقد دخلت إليه بعد حوالي ستة عقود من دخول اللغة العربية، غير أنها ( أي الإنجليزية ) لم تتغلغل وسط عامة الشعب مثلما فعلت العربية، إذ ارتبطت الإنجليزية بالصفوة والمتعلمين.
    وتخبرنا عدد من المؤلفات التي أرخت لجنوب السودان في بداية القرن العشرين إلى منتصفه، بأن المستعمر البريطاني حاول جهده أن يطرح اللغة الإنجليزية بديلا للغة العربية لاستعمالها في مجال التعليم والإدارة والمحاكم... إلخ. غير أن المستعمر لم يحقق نجاحا كاملا في هذا المجال، وبعد الاستقلال حملت الصفوة الجنوبية الراية، وما تزال، لكسر شوكة اللغة العربية. وقد حققت شيئا من النجاح في هذا المجال.
    وفي غياب اللغات المحلية في جنوب السودان، وتمركزها في الفصول الدنيا من مرحلة الأساس، أصبحت الساحة مهيئة للاصطلاع بين اللغة العربية واللغة الإنجليزية. ولعل آخر حلبة تم فيها هذا الاصطراع، كانت اتفاقية السلام الشامل ( 2005م ).إذ حوت بنود هذه الاتفاقية على:
    - تكون اللغة العربية باعتبارها اللغة الرئيسية على الصعيد القومي، واللغة الإنجليزية، اللغتين لأداء أعمال الحكومة القومية، ولغتي التدريس في التعليم العالي.
    - لا يجوز التعصب ضد استخدام أي لغة منهما على أي مستوى من المستويات الحكومية أو التعليمية(4).
    وبذا تكون الاتفاقية قد ساوت أو كادت بين اللغة العربية واللغة الإنجليزية، لا سيما في مجال التعليم العالي، الذي تم تعريبه في فبراير من عام 1990، وفي الإعلام الذي كان حكرا ( إلا قليلا) على اللغة العربية... إلخ.
    وفيما يخص اللغة السواحيلية في جنوب السودان فيمكن استعراض المعلومات المهمة التي يمكن تضمينها فيما يلي من فقرات.
    أورد عشاري أحمد محمود قبل حوالي ثلاثة عقود، ما نصه، أن اللغة السواحيلية تفتقر إلى أية جذور تاريخية متأصلة في أقليم جنوب السودان، كما أنه ليس لها وجود لغوي استخدامي عريض قد يعزز موقفها واحتمالات قبولها ( كلغة قومية للجنوب)، ولكن المجتمعات التي تقطن في مناطق الإقليم الاستوائي المتأخمة ليوغندا وزائير( الكنغو الديمقراطية ) وكينيا- واعية بوجود اللغة السواحيلية. كما أن فئات منها تتحدثها كلغة تخاطب مشاركة للغة العربية الهجين– الخلاسية(5).
    ويضيف عشاري أحمد محمود، على ذلك أنه قد تزايدت في الآونة الأخيرة ( النصف الأول من ثمانينات القرن الماضي ) معدلات حضور واستخدام اللغة السواحيلية في إقليم الاستوائية، نتيجة للجوء أعداد كبيرة ومتزايدة من اليوغنديين المتحدثين بالسواحيلية، واستقرارهم في هذا الإقليم. ومن جهة أخرى فإن كثيرا من الجنوبيين العائدين من اللجوء السياسي في أقطار شرق إفريقيا أثناء فترة الحرب الأهلية قد حملوا معهم، لدى عودتهم بعد اتفاقية أديس أبابا، اللغة السواحيلية مصحوبة لدى البعض منهم بالأفكار الاشتراكية لجوليوس نايريري، فتكونت لدى هؤلاء ثقافة إفريقية ذات بعد اشتراكي محورها اللغة السواحيلية(6).
    ومن المتوقع أن تكون رقعة التحدث باللغة السواحيلية قد توسعت، وزادت مكانتها في جنوب السودان في العقدين الأخيرين، لا سيما في الفترة التي أعقبت توقيع اتفاقية السلام الشامل في عام 2005م، التي أنهت الحرب، ومكنت من عودة الكثيرين من دول الجوار. كما أنه في هذه الفترة قويت الصلات الاقتصادية والتجارية بين جنوب السودان ويوغندا وكينيا. كما شهدت وجودا مكثفا قوامه أعداد معتبرة من اليوغنديين والكينيين، الذين أصبحت صلاتهم بهذا الإقليم قوية وتكاد تكون شبه يومية، لا سيما الذين يعملون في وظائف ذات صلة بالتجارة، وكعمالة في شتى المجالات.
    كما أن ارتباط الجنوبيين بدول الجوار، وتطلعهم لخلق علاقات في مختلف المجالات زادت من رغبتهم في تعلم اللغة السواحيلية؛ لتقوية تلك العلاقات في مقابل إدارة ظهرهم للعربية التي يرون أنها تربطهم بالشمال الذي يحاولون بشتى السبل قطع الصلات التي تربطهم به.
    وبعد أن تناولنا استعراضا سريعا لأوضاع اللغات في جنوب السودان- يجدر بنا أن ننتقل إلى تناول رؤية الحركة الشعبية لتصور مآلات أوضاع اللغة في الجنوب ما بعد استفتاء يناير 2011. وهذا الأمر يقتضي أن نبدأ بتوقيع اتفاقية السلام 2005، وما خلفته من آثار.
    تصور مآلات أوضاع اللغة في الجنوب في سودان ما بعد استفتاء يناير 2011م:
    مثلت اتفاقية السلام الشامل الموقعة في نيفاشا في 9 يناير 2005م- علامة فارقة في حياة الحركة الشعبية لتحرير السودان، إذ نقلتها من حركة متمردة تسيطر على بعض المناطق في جنوب السودان، وتقاتل الحكومة المركزية لأكثر من عقدين- إلى حركة تسيطر على جنوب السودان بولاياته العشر، وتساهم بنسبة معتبرة في حكم شمال السودان.
    وبعد وفاة مؤسس الحركة الشعبية جون قرنق الذي عرف عنه أنه كان وحدويا، على الأقل في مقاله، وهو القائل " إن إيماننا بوحدة السودان وسلامة أراضيه موقف بدهي، وما هو بدهي يعني مبدئيا. وفي ميثاق الحركة الذي نشر في يوليو 1983م، قلنا كلمات لا تقبل أي تأويل، وأقتبس منها( الكلام لقرنق ) أن الهدف المبدئي للجيش الشعبي والحركة الشعبية ليس هو انفصال الجنوب، فالجنوب جزء من السودان، وكفي إفريقيا ما تعانيه من تمزيق على يدي الاستعمار القديم والحديث، فالتجزئة لا تخدم إلا مصالح أعداء إفريقيا(7).
    وبعد وفاة جون قرنق تبنت الحركة استراتيجية جديدة تنكرت فيها لمشروعها الذي ظلت تروجه، وهو السودان الجديد، الذي استطاع أن يجتذب عددا من المثقفين من شمال السودان الذين تبوأوا مناصب مهمة وحساسة فيها. كما استطاع أن يجتذب مجموعات معتبرة من سكان منطقة جبال النوبا ومنطقة النيل الأزرق.
    وقد حمل لواء تلك الاستراتيجية والتبشير بها معظم قادة الحركة، الذين اتخذوا مما ورد في اتفاقية السلام الشامل من فقرة تخص تقرير المصير( والعمل لتفضيل خيار الوحدة )، فأهملوا عمليا الدعوة إلى الوحدة الجاذبة، ######روا كل إمكاناتهم في سبيل إبراز الانفصال خيارا استراتيجيا لمواطن الجنوب.
    وفي سبيل مخاطبة قناعات المواطن الجنوبي، وجرّه إلى مربع الانفصال، عملت الغالبية من قادة الحركة العشبية إلى خطاب أعلامي وديني وسياسي يدعم هذا الخط. وتم استثمار معلومات تاريخية غير متفق عليها مثل ارتباط الزبير باشا رحمة(8)، وعلاقته بتجارة الرق في جنوب السودان. وقد تم التركيز على موضوع الرق بصورة عامة في تلفزيون جنوب السودان SSTV وتلفزيون Ebony في الأيام الأخيرة.
    كما قام عدد من الكنائس في الجنوب بتقديم خطاب ديني يجعل من مسألة الانفصال ضرورة دينية يتقرب بها العبد إلى ربه، وخطاب رئيس الحركة في أحد الكنائس في الجنوب، وقوله من أراد أن يصبح مواطنا من الدرجة الثانية فليصوت للوحدة مشهور.
    كما يتم استثمار بعض أوضاع الجنوبيين في ولاية الخرطوم ( للترويج للانفصال ) حيث يذكر أتيم قرنق " إنتو عايزين الجنوبيين يظلوا نازحين يسكنون في بيوت من الجولات والكرتون ونساؤهم يغسلن الملابس والعدة في البيوت، نحن نريدهن أن يصبحن مزارعات في قراهن يعملن شريفات(9).
    الحق أن الترويج لخيار الانفصال تقوم به قادة الحركة الشعبية بصورة منظمة مرتبة وحضورها في صحف الخرطوم، على مدى الأشهر الأخيرة، بصورة تكاد تكون يومية تعكس هذا الأمر(10).
    ويصل الأمر عند بعض قادة الحركة إلى القول باهتبال سانحة الاستفتاء للتصويت للانفصال، لأنه إذا لم يفض إلى ذلك سنفقد فرصة الانفصال إلى الأبد(11).
    إذاً وفقا لكثير مما يرد في الغالبية من تصريحات قادة الحركة يصبح الانفصال واقعا واقعا، ومن ذلك:
    قول بيتر بشير ( رئيس المجلس التشريعي للجنوب ) بأن شعب الجنوب قد قرر مصيره، ولن يقبل بالظلم وقد اختار الانفصال(12). وأشار إلى أن الإقليم مستقل أصلا، وينتظر فقط الميعاد المحدد للإعلان(13). وقول لوكا بيونق: إن اتفاقية السلام تتحدث عن الوحدة والانفصال، ومهما (دقيتوا ) طبول الوحدة سيصوت الجنوبيون للانفصال(14). وقول سلفاكير في واشنطن: إن الوحدة ليست خيارا لتصويت حق تقرير المصير، حتى الآن كل المعطيات تشير إلى أن مواطني الجنوب سيصوتون بأغلبية لصالح الانفصال(15).
    هذا وقد وردت مسألة اللغة في ثنايا تصريحات بعض قادة الحركة الشعبية في تصورها لمآلات جنوب السودان بعد استفتاء يناير 2011م.
    وإذا كان من الصعوبة حصر تلك التصريحات التي تتفق في التضييق على اللغة العربية والتنكر للدور الكبير الذي ظلت تقوم به تاريخيا في الجنوب، والانحياز للغة الإنجليزية، التي ينحصر دورها في النخبة وعدد من المتعلمين، وأهمال اللغة المحلية– فإن هناك تصريحين مهيمن يتحتم علينا الوقوف عندهما ومناقشتها:
    أما التصريح الأول فينسب لإيزكيل لول جاتكوث، رئيس بعثة حكومة جنوب السودان في واشنطن، حيث يشير إلى أن الدولة الجديدة المرتقب الإعلان عنها في جنوب السودان عقب استفتاء يناير 2011- ستكون اللغة الرسمية والمعتمدة فيها هي اللغة الإنجليزية، وستكون اللغة العربية هي اللغة الثالثة أو الثانية(16).
    وأما التصريح الثاني فيخص لوكا بيونق الذي يقول إنه يتوقع أن يتبنى الجنوب اللغة السواحيلية كلغة أساسية في حال الانفصال(17).
    إن التصريحين السابقين مهمين في تصور مستقبل أوضاع اللغة في جنوب السودان بعد استفتاء يناير2011. واعتماد اللغة الإنجليزية كلغة رسمية ومعتمدة في الجنوب مسألة يقتضيها الانفتاح على شرق إفريقيا، إذ لهذه اللغة شأن في تلك المنطقة، فهي لغة رسمية ليوغندا، ولغة رسمية بالإضافة إلى اللغة السواحيلية في كينيا.
    كما أن اللغة الإنجليزية هي لغة صفوة جنوب السودان، ولغة التعليم في عدد معتبر من المدارس في الجنوب، وعادة ما كانت تستخدمها تلك الصفوة في حربها ضد اللغة العربية في الجنوب، وفي الشمال حتى ساوتها أو كادت مع اللغة العربية في التعليم العالي، وبعض الوظائف الأخرى، وفقا لبعض بنود اتفاقية السلام الشامل 2005م، كما أشرنا سابقا.
    وجعل اللغة العربية لغة ثالثة أو ثانية في الجنوب أمر يصعب تحقيقه في الوقت الحالي، لا سيما في مدن الجنوب الكبرى وحواضرها، فهي ظلت تمثل اللغة الوسيطة والمشتركة في المناطق ذات التعدد اللغوي، بل توطدت جذورها في بعض المناطق، وأصبحت لغة أم لكثير من الجنوبيين.
    أما اللغة السواحيلية التي تم إيرادها في تصريح لوكا بيونق كلغة أساسية في الجنوب- فقد تم طرحها من قبل كلغة قومية للجنوب في عام 1980م، بواسطة السر أناي كيلويلجانغSirr Anai Kelueljang الذي كتب في صحيفة نايل ميرور، التي كانت تصدر في مدينة جوبا، مقالا بعنوان " فلنجعل السواحيلية اللغة القومية ". وأبان في هذا المقال أن اتفاقية أديس أبابا قد حلت قضية الحكم، ولكن بقيت القضية الثقافية بدون حل، وأن حلها رهن بجعل لغة إفريقية متطورة– السواحيلية – اللغة القومية(18).
    لكن دعوة كليولجانغ لجعل اللغة السواحيلية لغة قومية لجنوب السودان وجدت صدى واسعا، قبولا ورفضا. ومن رفضها أشار إلى أنها لا تتمثل فيها شروط اللغة القومية: الجذور المعروفة، والتأصيل التاريخي للمتحدثين بها، والشعبية، والأصل الميلادي المحلي. ومنهم من رأى أنها لغة أجنبية. ومن قبلها أشار إلى أنها ممكنة التعلم من قبل المتعلمين وغير المتعلمين في ثلاثة أشهر، ومنهم من رأى أنها لغة إفريقية متطورة(19).
    إن طرح اللغة السواحيلية كلغة أساسية في جنوب ما بعد استفتاء يناير 2011، ينسجم تماما مع الانفتاح رسميا وشعبيا مع دول شرق إفريقيا، وضرورة تمليها التعاملات التجارية مع تلك الدول، مع العلم بأن هذه اللغة يغلب انتشارها في أقليم الاستوائية لتجاوره مع يوغندا وكينيا والكونغو الديمقراطية. وهذا الأمر يعد تحديا لقبائل مهمة كالدينكا والشلك التي لها نزاعات تاريخية مع هذا الإقليم.
    وأما اللغات المحلية في الجنوب فقد تم تجاهلها لحساسية اختيار لغة منها، وفرضها على الآخرين. وقبل ثلاثين عاما قال عنها كليويلجانع ( عام 1980 تحديدا ) أنها غير متطورة، وليست للجنوب الموارد لتطويرها، والزمن ليس في صالح الجنوب، إذ يقوى فيه تيار الثقافة العربية كل يوم، وحيث أن السعي إلى تنمية اللغات المحلية يضيع فيه وقت طويل(20).
    وعلى ذلك فإن موضوع اللغات في جنوب السودان من الموضوعات المهمة التي تم التنبه إليها، واقترح بعضها للقيام بدور معين، لا سيما اللغة الإنجليزية واللغة السواحيلية، غير أن اللغة العربية تعيش مرحلة تجفيف بطيء من بعض الوظائف التي ظلت تؤديها تاريخيا، وبقيت اللغات المحلية الجنوبية على حالها، تؤدي أدوارا في أضيق نطاق، ويتم في الغالب تجاهلها لحساسية عملية الاختيار من بينها.

    خلاصة الورقة:
    نخلص من جملة المحاور التي تناولتها هذه الورقة إلى عدد من النقاط، لعل أهمها:
    أولا: أن الجماعات الإثنية في جنوب السودان ظلت عبر تاريخها واعية بمسألة اللغات المحلية، وما تحمله من ثقافات تعكس تفردها وخصوصيتها، وقد لعب المستعمر دورا بارزا في تغذية هذا الوعي، وحملت من بعده الصفوة الجنوبية الراية في هذا المضمار.
    ثانيا: أن أوضاع اللغات في جنوب السودان، ينعكس في لغات محلية ( عددها حوالي خمسين لغة ) تقع الغالبية العظمى منها تحت دائرة التهديد بالانقراض، وعدد منها غير مدوّن وعن موصوف على مستويات اللغة جميعا. كما ينعكس في اللغة العربية( عربي جوبا )، وهي لغة اكملت قرنين من الزمن في الجنوب، واستطاعت أن تقوم بدور اللغة الوسيطة بالمشتركة بين المجموعات الإثنية في الجنوب. وينعكس أيضا في اللغة الإنجليزية التي تمحورت حول الصفوة الجنوبية، وعدد معتبر من المتعلمين. كما ينعكس أيضا في اللغة السواحيلية التي يتوقع لها دور مهم في هذا الإقليم مستقبلا إذا تم قبولها في بقية أنحاء الجنوب.
    ثالثا: أن تصور مآلات أوضاع اللغة في جنوب ما بعد استفتاء 2011، والذي يرجح أن يكون قد انفصل، أن هذا الجنوب بما فيه من تعدد لغوي وإثني وأيديولوجي- أن لا يستطيع تبني لغة أو لغات يرضى عنها الجميع. فإذا تبنى اللغة الإنجليزية، فستنقطع الصلة بين الصفوة والعامة، وإذا تبنى اللغة السواحيلية فستغضب القبائل التي لا تنتمي إلى إقليم الاستوائية، وإذا حاول اختيار لغة أو لغات محلية فلن ترضى الجماعات الإثنية التي لم يتم اختيار لغاتها. وإذا تبنى اللغة العربية فستكون هناك معارضة لا هوادة فيها من قبل الصفوة والمتبنين استئصال رمزية ربطها بالإسلام والعروبة.
    والمخرج من ذلك تبني سياسة لغوية منصفة تنطلق من دارسة الواقع واقع تلك اللغات بصورة علمية، وإعطاء كل لغة حقها ومستحقها.

    هوامش وإحالات مرجعية:
    1- لمزيد من التفاصيل انظر: كمال محمد جاه الله ( 2010): " اللغات المهددة بالانقراض"، ورقة مقدمة لورشة العمل حول جمع تراث اللغات القومية السودانية المهددة بالانقراض، أقامها مجلس تطوير وترقية اللغات، 14- 15 يوليو، ص. ص ( 7- 10).
    2- Ushari Ahmed Mahmud (1983): Arabic in the Southern Sudan ,History and Spread of a Pidgin Creole , Khartoum , FAL Advertising and Printing Co., Ltd
    3- بول دينق شول(2005): لهجة جوبا العربية، الخرطوم: الدار السودانية للكتب، ص (22)، وانظر أيضا، عشاري أحمد محمود ( 1983) ..Arabci ، مرجع سابق، ص. ص(27- 36).
    4- انظر: اتفاقية السلام الشامل بين حكومة جمهورية السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان، الجيش الشعبي لتحرير السودان، التاسع من يناير 2005م، نيروبي، كينيا، ( د. ت) ( د. م ) ( د. ن ) ( ص (28).
    5- عشاري أحمد محمود ( د. ت ): " ضد التعريب "، ضمن كتاب الملتقى الدولي الثالث في اللسانيات، مركز الدراسات والأبحاث الاقتصادية والاجتماعية، تونس: ( د. ن ) ص. ص (287 – 342)، ص ( 293).
    6- المرجع نفسه، الصفحة نفسها.
    7- انظر وكالة السودان للأنباء، ملف جنوب السودان، نقلا عن إذاعة الحركة الشعبية، مقتبس من إبراهيم محمد آدم ( د.ت ): الأبعاد الفكرية والسياسية والتنظيمية للحركة الشعبية لتحرير السودان، 1983- 2000، الخرطوم: دار جامعة إفريقيا للطباعة، ص. ص (158- 159).
    8- أتيم قرنق، صحيفة الصحافة، بتاريخ 27/9/2010م، ص (5).
    9- أتيم قرنق، صحيفة الأحداث، بتاريخ 29/8/2020 ، ص(5).
    10- انظر مثلا: باقان أموم، صحيفة الأحداث، بتاريخ 4/7/2010م، ص(5).
    وأتيم قرنق: صحيفة الصحافة، بتاريخ 27/9/2010م، ص (5).
    وباقان أموم: صحيفة أجراس الحرية، بتاريخ 21/9/220م، ص (5).
    ولوكا بيونق: صحيفة الخرطوم، بتاريخ 8/9/2010م، ص(5).
    دينق ألور: صحيفة الأحداث، بتاريخ 8/9/2010م، ص(3).
    أتيم قرنق: صحيفة الأحداث، بتاريخ 29/8/2010، ص (5).
    11- جيمس واني أيقا، صحيفة زي سيتزن، بتاريخ 20/9/2010، مقتبس من صحيفة الأحداث، بتاريخ 21/9/2010، ص (1).
    12- انظر: صحيفة الأهرام اليوم، بتاريخ 18/9/2010م، ص (4).
    13- انظر: صحيفة الرأي العام، بتاريخ 18/9/2010م، ص (2).
    14- انظر: صحيفة الأهرام اليوم، بتاريخ 18/9/2010م، ص (4).
    15- انظر: صحيفة الرأي العام، بتاريخ 18/9/2010، ص(1).
    16- انظر : صحيفة الأحداث، بتاريخ 12/8/2010م، ص(1).
    17- انظر: صحيفة الصحافة، بتاريخ 19/9/2010م.
    18- Sirr Anai Kelueljang (1980): “ Make Swahili the national language, Nile Mirror , February16
    19- عشاري أحمد محمود ( د. ت): " ضد التعريب"، مرجع سابق، ص ص (294- 295).
    20- See: Sirr Anai


                  

العنوان الكاتب Date
مؤتمر مستقبل السودانين : عبور قضايا مابعد الإستفتاء , حتى متى ؟ (اوراق + صور) . مركز الخاتم عدلان05-15-11, 11:08 AM
  Re: مؤتمر مستقبل السودانين : عبور قضايا مابعد الإستفتاء , حتى متى ؟ (اوراق + صور) . مركز الخاتم عدلان05-15-11, 11:28 AM
    Re: مؤتمر مستقبل السودانين : عبور قضايا مابعد الإستفتاء , حتى متى ؟ (اوراق + صور) . مركز الخاتم عدلان05-15-11, 11:46 AM
      Re: مؤتمر مستقبل السودانين : عبور قضايا مابعد الإستفتاء , حتى متى ؟ (اوراق + صور) . مركز الخاتم عدلان05-15-11, 04:55 PM
        Re: مؤتمر مستقبل السودانين : عبور قضايا مابعد الإستفتاء , حتى متى ؟ (اوراق + صور) . مركز الخاتم عدلان05-15-11, 07:30 PM
          Re: مؤتمر مستقبل السودانين : عبور قضايا مابعد الإستفتاء , حتى متى ؟ (اوراق + صور) . حاتم شناب05-15-11, 08:18 PM
            Re: مؤتمر مستقبل السودانين : عبور قضايا مابعد الإستفتاء , حتى متى ؟ (اوراق + صور) . Bashasha05-16-11, 04:08 AM
              Re: مؤتمر مستقبل السودانين : عبور قضايا مابعد الإستفتاء , حتى متى ؟ (اوراق + صور) . Mohamed Yassin Khalifa05-16-11, 06:20 AM
                Re: مؤتمر مستقبل السودانين : عبور قضايا مابعد الإستفتاء , حتى متى ؟ (اوراق + صور) . مركز الخاتم عدلان05-16-11, 09:10 AM
                  Re: مؤتمر مستقبل السودانين : عبور قضايا مابعد الإستفتاء , حتى متى ؟ (اوراق + صور) . مركز الخاتم عدلان05-18-11, 08:36 AM
                    Re: مؤتمر مستقبل السودانين : عبور قضايا مابعد الإستفتاء , حتى متى ؟ (اوراق + صور) . مركز الخاتم عدلان05-18-11, 09:06 AM
                      Re: مؤتمر مستقبل السودانين : عبور قضايا مابعد الإستفتاء , حتى متى ؟ (اوراق + صور) . مركز الخاتم عدلان05-19-11, 08:59 AM
                      Re: مؤتمر مستقبل السودانين : عبور قضايا مابعد الإستفتاء , حتى متى ؟ (اوراق + صور) . مركز الخاتم عدلان05-19-11, 09:03 AM
                        Re: مؤتمر مستقبل السودانين : عبور قضايا مابعد الإستفتاء , حتى متى ؟ (اوراق + صور) . مركز الخاتم عدلان05-19-11, 06:08 PM
                          Re: مؤتمر مستقبل السودانين : عبور قضايا مابعد الإستفتاء , حتى متى ؟ (اوراق + صور) . مركز الخاتم عدلان05-22-11, 03:36 AM
                            Re: مؤتمر مستقبل السودانين : عبور قضايا مابعد الإستفتاء , حتى متى ؟ (اوراق + صور) . مركز الخاتم عدلان05-22-11, 04:26 AM
                              Re: مؤتمر مستقبل السودانين : عبور قضايا مابعد الإستفتاء , حتى متى ؟ (اوراق + صور) . مركز الخاتم عدلان05-22-11, 04:38 AM
                                Re: مؤتمر مستقبل السودانين : عبور قضايا مابعد الإستفتاء , حتى متى ؟ (اوراق + صور) . مركز الخاتم عدلان05-22-11, 04:41 AM
                                  Re: مؤتمر مستقبل السودانين : عبور قضايا مابعد الإستفتاء , حتى متى ؟ (اوراق + صور) . مركز الخاتم عدلان05-22-11, 04:52 AM
                                    Re: مؤتمر مستقبل السودانين : عبور قضايا مابعد الإستفتاء , حتى متى ؟ (اوراق + صور) . مركز الخاتم عدلان05-22-11, 04:58 AM
                                      Re: مؤتمر مستقبل السودانين : عبور قضايا مابعد الإستفتاء , حتى متى ؟ (اوراق + صور) . مركز الخاتم عدلان05-22-11, 05:01 AM
                                        Re: مؤتمر مستقبل السودانين : عبور قضايا مابعد الإستفتاء , حتى متى ؟ (اوراق + صور) . Abdel Aati05-24-11, 11:51 AM
                                          Re: مؤتمر مستقبل السودانين : عبور قضايا مابعد الإستفتاء , حتى متى ؟ (اوراق + صور) . مركز الخاتم عدلان05-24-11, 02:15 PM
                                            Re: مؤتمر مستقبل السودانين : عبور قضايا مابعد الإستفتاء , حتى متى ؟ (اوراق + صور) . مركز الخاتم عدلان05-24-11, 02:31 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de