|
Re: النهــرُ يجري جنوبــاً...............( 2 ) (Re: محمد فضل الله المكى)
|
أجفلت المرأة العجوز حينما ردَّ عليها (آدم مُنْدَرى) برطانتها حتى سقط كوب الماء من يدها,فعندما حملت لنا بائعة الشاي كوبين ونحن جلوس في برندة دكانه بسوق (كونج كونج) ذلك الصباح , رطن معها (بالبارياوية), فقالت المرأة العجوز لأختها التي تشاركها الشرب من الزير الذي غرسه آدم مندري أمام دكانه(دا جَنَى حرام بتاع مندكورات) تقصد آدم مندري, قالتها بلغة التبوسا. رد عليها آدم مندري برطانتها زاعِماً أنه(....بتاع تبوسا) (فانهجمت) العجوز وكانت لا تتصور أنه يعرف لغتها.
صديقي آدم مندري جعلي أصفر قصير القامة ممتلئها يجيد كل رطانات أهل الجنوب إجادة تامّه, وعشرتِهِ مع الغابة امتدت لأكثر من أربعين عاماً, ومندري هي المدينة التي أحبها لحبِهِ لأهلها فمنحته إسمها الذي اشتهر به,ولما كانت مندرى معبراً بين جوبا وغرب الإستوائية،فقد كان آدم مندري يتلقى لواري الهجعة (بالضبيحة) فالرجل اشتهر بالكرم.
سوق كونج كونج تجد فيه كل شيء أغرب من الخيال, قال لي آدم مندري إذا احتجت لأسبير طياره فستجده هنا. بائعون وبائعات,مشترون ومتسكعون, سواح وسائحات, مدنيون وعسكر يجوبون زنقات ودواعيس وأزِقة السوق منذ أن تشرق الشمس وحتى مغيبها, فهنالا تهدأ الحركة, وحمى كونج كونج لا تنخفض حرارتها إلا بعد أن تنطلق صافرات رجال الشرطة تعلن إغلاق السوق في الخامسة مساء.
ويستمر إيقاع الحياة
|
|
|
|
|
|