جالية الشرقية بالسعودية .. هل ستصبح عدد من الجاليات بفعل الكنكشة ؟؟

Quote: قال الشـاعر : إن التحزب سـم فأجعلوا يا قوم منكم لهذا السم ترياقا في زمان مضى كانت فيه الدنيا حديقة وأنيقة وكنت فيه يافعاً غض الإيهاب ممتلئ الطموح والحيوية أعددت سراً حقائبي للرحيل من أرض النيل ولوز القطن والطابية المقابلة النيل والنخيل وعندما إقتربت ساعة الصفر أخبرت الوالد بأمري .. فقال لي بنبرة يبدو عليها العتاب .. يا بني إنيعملت موظفاً في السكة حديد لخمس وأربعـون عام لم أغادر فيها الخرطوم إلا بعد أن أصبح خالي مديرعام السكة حديد فقرر نقلي للقضارف .. ولكني لن أقف ضد رغبتك وأعلم أن مصيرك أصحى بيد غيرك متى ما غادرت الطائرة مطار الخرطوم .. وقديماً قال أهلنا : (من فارق داره قل مقداره) .. ولكني أوصيك وصية واحدة أرجو أن تعمل بها في كل الأحوال .. قلت : أمرني وأن أطيع يا أبي .. فقال : أن تكون خير سفيرلبلدك السودان دون تحزب أو جهوية ولا عصبية .. وليكن السودان فوق الجميع ولو كلفك الأمر حياتك .. ومن يومها كان ذلك هو القدر الجميل الذي يرهقني ولكني أجد فيه متعة عظيمة .. إخوتي الإعزاء .. قصدت من هذه المقدمة العودة اليوم للحديث عن الجالية بعد غياب دام طويلاً .. وصمت الناس والجالية صمت القبور .. ولكن البعث أتى مرة اخرى من جالية الجبيل التي أثارت من قبل جدلاً واسعاً .. فقد كانت هذه الجالية جزء لا يتجزأ من جالية الدمام وبالتالي مصابة بكل أمراضها .. ولهدف سامي ونبيل هو خدمة مغترب الجبيل أعلنت إنفصالها عن جالية الدمام .. وفعلاً (فرزت معيشتها) بعد لأي .. فقد كانت عزيمتهم وحرصهم على خدمة إنسانهم أكبر ولذا تم لهم ما أرادوا .. والغريب في الأمر أن مبدأ جالية في كل مدينة كان نهجاً تدعمه السفارة إلا أن حب جالية الدمام لجالية الجبيل فاق كل تصور وتبين ذلك من خلال حرص جالية الدمام على إبقاءها دائرة ضمن فلكها وكاد الحب أن يطغى ليصيب مغترب الجبيل في مقتل .. ولا غرو .. فقديماً قيل أن من الحب ما قتل.. ورغم أن أمها (جالية الدمام) مصابة بفيروس التحزب إلا أن جالية الجبيل ولدت بأسنانها وقد كانت جالية متميزة في العمل والأداء وقبل ذلك الشفافية .. شهد لها القاصي والداني .. والعارفون ببواطن الإمور قالوا أن ما ميزها هو إلتزامها بخط الإنسان الذي تنطبق عليه فقط شروط العضوية .. دون أدنى إنتماء .. لذا كان العمل جماعياً والهدف واضح والدافع نبيل .. بإختصار لم يكونوا واجهات مستترة لأحد .. ولم يضعوا إنسان السودان واجهة لكسب حزب سياسي .. وأخيراً تناولت المجالس نبأ تسلسل فيروس التحزب مرة أخرى لتلك الجالية الوليدة والعارفون أفادوا بأنها تحضر .. ولك اللـه يا إنسان بلادي .. أعزائي جميعاً .. من تلك المقدمة وددت القول أنني ليس ضد التحزب الذي طالما ناشت سهامه الجميع ولم أسلم من التهمة حتى كدت أن أصدقها .. فالتحزب والإنضواء تحت لافتة الأحزاب الوطنية ليس عيباً ولكنه يصبح جريمة عندما نصبغ به منظمات المجتمع المدني والتي هدفها في الأساس بناء مجتمع التكافل وإعلاء قيم الحق والخير والفضيلة ..وليعلم القاصي والداني أني ضد ذلك التسلق لأنه يضع الكحل في غير موضعه .. وإلا فإنني أهتف بالصوت العالي مع حفيد الكتياب النجيب : على كيفي ... أرقع جبتي أو لا أرقعها أطرزها من اللالوب .. ألبسها على المقلوب أخلعها .. على كيفي أنا لم أنتخب أحدا .. وما بايعت بعد محمد رجلا ولا صفقت للزيف .. لماذا أعلنوا صوري ..؟ لماذا صادروا سيفي ..؟ أنا ما قلت شيئاً بعد حتى الآن .. حتى الآن أسلك أضعف الإيمان ما أعلنت ما أسررت ما جاوزت في الأوبات .. سرعة زورة الطيــف .....الخ ومن هنا أطلقها صرخة داوية لأجهزة الدولة الرسمية أن تتدخل لتحلق من بقي من خير تلك الجاليات وأعني بالتحديد جهاز شئون السودانيين العاملين بالخارج موصلاً للسيد كرمنو وزير الدولة بمجلس الوزراء .. قبل أن يقع الفأس في الرأس وحتى لا يضيع المغتربين وأبنائهم بين سندان التحزب ومطرقة المتسلقين ..ا أعزائي جميعاً .. من أراد أن يجعل الجالية السودانية بالدمام وغيرها مبرأة من فيروس التحزب والوصاية والتسلق فليلحـقني وراء ذاك الوادي .. فوراءه نعلى قيم الحق والخير والفضيلة دون وصاية من حزب أو متسلق .. واللـه من وراء القصد ..