محمد عثمان ابراهيم عن رفيدة ياسين (على مسئوليتى)

Quote: كي تكون كاتباً صحفياً جيداً ينبغي لك التحلي بعدة صفات أولها أن تتعلق كل اسبوع أو كل يوم (حسب جدولك مع صحيفتك) برقبة أحد الأشخاص بمعنى أن تنال بكلماتك من الشخص المعني، ومن استقامته، وكفاءته ،ونزاهته، وإذا أردت المضي قدماً يمكنك أن تسيء إلى عائلته وأقاربه وتتسلل إلى بيته حتى غرفة نومه.على أن يكون الشخص المستهدف مسئولاً حكومياً أو صحفياً أو نجم مجتمع. مثل هذا يحقق لك شهرة كبيرة لأن لجميع الشخصيات العامة خصوم سيسعدهم أن يرونهم مجندلين بين الإساءات الموحية، والشتائم المقذعة، والأقواس المليئة بالنقاط، والأخيرة هذه لتمكين القاريء من المساهمة عبر وضع كلمات أو خيارات من خياله الخصب في أي مكان خالٍ. كمثال للأماكن الخالية يمكن للكاتب أن يوجه انتقاداته لشخصية عامة وأن يكتب أن الشخص المذكور كان يبيع ال(....) في السوق الشعبي مثلاً. هنا تتحقق المشاركة الوجدانية بين الكاتب والقاريء وتتمدد الإلفة الروحية إذ أن القاريء (الخصم) سيضع في المكان الخالي اشياء مثل: الحشيش، أو البنقو، أو الإسكراتشات المزيفة، أو الأدوية المهربة، أو كريمات ديانا الممنوعة بواسطة سلطات الصيدلة والسموم. أما إذا تم سؤال الصحفي بواسطة أي سلطة تحقيق فإنه يمكن أن يقول إنه يقصد بيع الصحف، أو الشاي والقهوة، أو التذاكر، أو المساويك، أو الإسكراتشات (غير المزيفة في هذه الحالة). بالإضافة إلى الإساءات ينبغي لك أن توحي للجميع بأنك على دراية بأسرار أخرى، لكنك، ككاتب جديد يسعى لأن يكون كاتباً جيداً، ينبغي أن تتحلى دائماً بالغموض. يمكنني مساعدتك هنا ببعض الأمثلة: هب أنك رأيت (منقودك) ومنقودك هي عكس (ممدوحك) ! هب أنك رأيته مرة يتعشى في مطعم (الوجبة الدسمة) مع النجم الرياضي الشهير (أبو القوة). هذا كنز ما عليك إلا تكتب له إننا لن نذكر الآن حكاية اللحوم المشوية في مطعم (الوجبة الدسمة) مع أبوالقوة مساء السبت 13 مايو مثلاً. أما إذا علمت أن (منقودك) يسكن بشارع (الزحمة) في ضاحية مزدحمة فما عليك سوى الربط بين سكن منقودك هناك وسكن الفنانة الشعبية (حنان مادونا)، وذلك عبر التلميح التالي: ومن هذا المنطلق (أو أي طبزة مشابهة) نريد توجيه السؤال: أيكما أقدم سكناً في مدينة الزحمة؟ أنت أم حنان باريس؟ مثل هذه العبارات كفيلة بالفتك بالمنقود، كما إنها تسر الشانئين! يمكنك أيضاً أن تذهب إلى مسجد الشيخ د. العالم أبودقن يوم الجمعة وتستمع إلى خطبته المثيرة ثم تتساءل في مقالك الناقد: أين كنت يا فلان يوم الجمعة حين كان د. العالم أبودقن يلقي خطبته العظيمة؟ بل أين كنت وأين كان حسين سبيرتو؟ عزيزي الكاتب الجديد، عزيزتي الكاتبة الجديدة/ هذا ما تعلمته من بعض صحفنا وأعوذ بالله من علم لا ينفع.