قيراط كوزنه ولا قنطار شطارة .... مأساة المتفوقين من الأجيال الشابه.. اضف تجربه

Quote: لأخ طلحة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في البداية أشكرك جزيل الشكر على إيراد رسالتي في متن البوست وتناولها بشيء من التفصيل نعم هناك من تبوء مناصب عليا في حكومة الإنقاذ من جميع الأحزاب السياسية، نتيجة لاتفاقيات سياسية لأحزابهم مع الحكومة، لكني لم اقصد هؤلاء عندما ضربت المثل بالشيوعي الذي يتقلد منصب مرموق كنت اقصد الذين نالوا المنصب نتيجة للمحسوبية، فقط لأبين لك إن هذه الممارسة بعيدة عن فكر التمكين الذي ذهبتم إليه نعم حكومة الإنقاذ تتحمل وزر من الفساد الموجود في البلد حالياً لكن دعنا نتساءل من هم المفسدون؟ المفسدون هم من أبناء المجتمع - أن تتوسط لشخصٍ ما، لينال شيء دون وجه حق فهذه فضيلة تشكر عليها في مجتمعنا (والله ود ناس فلان الله يخضر ضراعه أتوسط لولدي وشالوه في الوزارة) - أن تعتدي على المال العام وتنهب منه ما شئت فهذه شطارة تنال عليها الثناء في مجتمعنا (والله فلان ذكي استفاد من منصبو) - أن تدفع مقابل مادي لموظف مقابل أداء واجبه تجاهك فهي توصف بتسهيلات في مجتمعنا وليس رشوة - اللصوص والمتسلقون أصبحوا من أأمة المساجد وأعيان القبائل وزعماء العشائر هذه بعض الأمثلة السائدة في مجتمعنا، ويشترك في ذلك جميع السودانيين شمالهم على جنوبهم وشرقهم على غربهم، إذا أصابهم منها خيراً أطمأنوا به، وإن أصابتهم فتنة حملوا السلاح او انضموا للمعارضة، فعلى الرغم من إسلامنا (ولا أقل تديننا) فقد أصبحنا مجتمع ميكافيلي، وغايتنا لا تتعدى أسرنا، وقبائلنا في أحسن الفروض، وغيرنا صفر على الشمال، لذلك تختفي كلمة "ظالم" من مبادئنا لأننا لا نرى أحدا سوانا إن كنا نحن المستفيدين. اتفق معك ان حكومة الإنقاذ وظفت هذه الممارسات السالبة لصالحها وباعت للناس حقوقهم واشترت تأييدهم لها (وليس ولائهم) ولكن نحن من ارتضينا ذلك لأنفسنا. - فالزعيم الحزبي باع قضيته في مقابل عدد من المناصب وحفنة دولارات - الأب سكت عن ابنه المختلس في سبيل توفير مظاهر دنيوية زائلة حتى ولو كانت من حرام - الوزير برر لجرائم الإنقاذ في سبيل الحفاظ على منصبه حتى لو كانت الجرائم ضد أهله - المواطن يصوت للبشير لأن ابنه تقلد وظيفة في حكومة البشير في رأي إن الإنقاذ لم تعيد صياغة المجتمع كما ذكرت في حديث سابق، ولن تستطيع ذلك خلال 20 عاماً، الإنقاذ قامت بتوظيف خصائص المجتمع لصالحها، وخلقت غياب دولة القانون التي أدت إلى انتشار الظاهرة (وليس وجودها)، مما اكسبها دعم جماهيري مستمر من المستفيدين من الظاهرة. لكن كيف يمكن الوصول إلى تحقيق دولة القانون ومن يستطيع تحقيها؟ هذا سؤال لم أستطيع أن أجد له إجابة مقنعة وأخيراً دعني ألقي عليك لمحة من تجربتي الشخصية دون ذكر التفاصيل - كنت مغترب لفترة 9 سنوات - عدت للسودان عودة نهائية في عام 2008 وجلست 10 شهور - خرجت من السودان مجددا وأنا ادعوا الله أن لا يجبرني شيء على العودة إليه مجددا فقد وصلت لقناعة بأنه لا خير يرتجى من إسلامي أو علماني، من شمالي أو غرابي، من جيل قديم أو حديث، فكلهم نهلوا من نفس المصدر (الأنانية وفي صورة أخرى الحسد، المحسوبية وفي صورة أخرى العنصرية، وعدم الوطنية وفي صورة أخرى الجهوية). ولا اقصد التعميم لكن الأغلبية العظمى منهم. لكن أتمنى أن يتغير الحال في السودان إلى الأفضل قريباً وتقبل احترامي وتحياتي إلى حين أن نلقاك في مشاركة أخرى

(عدل بواسطة talha alsayed on 05-08-2010, 09:24 PM)