|
Re: في تشريح الثورة وأدعيائها وغرمائها - د. خديجة صفوت (Re: Nazar Yousif)
|
ويعبر هذا المنوال عن نفسه في السودان اشد ما يعبر كما يقدم مثالا صارخا على مغبة سياسات تحريض الاقليات، اما في شمال افريقيا فان اقوى عامل انقسام واكثره جاهزية للتحرك باتجاه الانفصال هو الانفراز بين العرب والبربر وربما بعض الاقليات الافريقية كما في جنوب المغرب والجزائر وتونس وليبيا. على أن ليبيا قد تمنى بانقسامات قبلية اذا ما لم تنجح ثورتها الشعبية التى اندلعت في 17 فبراير. وفى الخليج بقى اخطر ما يواجه تلك الامارات والممالك الصغيرة المدن الدول والكبيرة كالسعودية والبحرين هو الانفراز الطائفى بين الاقلية السنية، والاغلبية الشيعية، التى يجلس معظمها في منطقة الخليج، كما في العراق فوق مخزونات النفط وربما الغاز الطبيعي. وفى اليمن كما في لبنان يبقى الوضع اكثر تعقيدا دراء الانفراز القبلي والطائفى في الاولى والطائفى والجهوي في الثاني. فالقبائل اليمنية قوية بما ازعم انه يجعل الدولة المركزية حاصل توازن القبائل بامتياز. وهناك التوزع الطائفى بين السنة والزيدية ويضاف الى ذلك أن اليمن اكثر المجتمعات العربية تسلحا. فالطفل الذكر يولد والجنبية - وهى السيف اليمني المعقوف فوق الوسادة الى جوار رأسه. ولا يعنى ذلك أن اليمنى عنيف بل العكس. وانما يعنى ذلك التقليد أن له استخدام السلاح، الا أن اليمنى الاصيل قلما يستخدمه. على انه في كل ما تقدم فان اى من سياسات فرق تسد تلك وقد اتصلت منذ سقوط الخلافة العثمانية لا يطل برأسه بل يختفى بليل ما أن يخرج الشعب العربي في اى مجتمع من تلك المجتمعات الى الشارع هابا في وجه المهانة والازلال والافقار مطالبا باسقاط انظمة روعته وافقرته واثرت اقلياتها الحاكمة وقد احتكرت السلطة وثروات البلاد الهائلة بصورة فاحشة خصما على الاغلبيات التي يغري صمتها الانغال بها. فان يخرج اليمنيون مثلا الى الشارع في وجه المظالم لا يخرجون مطالبين بالخبز ولا بوصفهم اعضاء قبائل ولا طوائف والا وقف الحوثي وعلى عبد الله صالح في خندق واحد، فكلاهما زيدي، وانما بالحرية والكرامة.
|
|
|
|
|
|
|
|
|