دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد)..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-24-2024, 02:02 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-10-2011, 05:57 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد)..

    ...


    حجارة بطارية نص الليل!!...





    (الفصل الأول)



    طرقات ثلاث، على باب الزنكي، تبدو كالرعد في سكينة الليل، وقد نامت القرية، حتى الملائكة المؤكلة بها استرخت جذلى تراقب أحلامهم وغرابتها، صاح خالي دفع الله، وهو يرفع راسه عن المخدة فوق العنقريب:

    - بسم الله الرحمن الرحيم، علو مافي عوجة، ده منو
    - أنا جحا ياعمي
    - خير، ان شاء الله ماعندكم زول ميرود
    - لا.. أبوي حمد داير حجارة بطارية للرادي
    .

    سب خالي في سره الحياة، والتجارة، والدكان، وحجارة البطارية، أهذا وقت شراء حجارة بطارية للرادي؟، بعد أن نامت حتى الملائكة الموكلة بأهل القرية، ورفعت أقلامها، وجفت صحفها وطوت كتابها.

    صاح خالي وهو يوجه حديثه لعنقريبي، وأنا راقد تحت دفء الفردة الدمورية:
    ياجنى قوم شيل المفتاح، أنا تعبان وولع الفانوس وأدي الجنى ده حجارة.
    ثم واصل حديثه، وهو يسأل جابر.
    طلق ولا حاضر؟؟.
    رد جحا من وراء الباب، صائحا: طلق ياعمي.
    دحين أبوك ما اشترى معزة أمس من السارة؟ سئل خالي مستنكرا الدين.
    لم يرد جحا.


    مددت يدي تحت مخدة خالي، رفع لي طرفها، وجدت علبة نيفيا قديمة، باااردة، مليئه بالصعود، أزحتها وبحثت عن مفتاح الدكان، عثرت عليه، ومعه مفتاح الحوش والخزنة، ثلاثة مفاتيح كبيرة، كأنها فرش أسنان حديدية، لا تفارق بعضها، كما لا تفارق جيب خالي، وقلبه، يحملها خالي أنى توجه، وهي مربوطة مع بعض بخيط دبارة، لونه كالطين من من قبضة يد خالي، والتي لا تخلو من اثر زيت، أو جاز، أو دقيق، وغبار عالق على أكياس الشعريرة، والمكرونة، حين يتناولها، والتي ترقد في الرف، مثل الدجاج، شهور طويلة..

    لم أوقد الفانوس، كان داخل الغرفة الكبيرة، وأرتعشت من خاطرة مرت بذهني كالسهم، أن تلدغني عقربا في الظلمة.

    (يالنبي نوح)!!.
    قلتها في سري، كما أني أعرف الدكان ورفوفه من ضوء ذاكرتي، وشمي، فتحت باب الحوش، همس لي جحا "هنا أمدرمان" عرفنا اشترينا معزة السارة كيف؟)، كنا نسمي خالي (هنا أمدرمان)، لأنه يجلس في عرشه، ولكن الأخبار تأتيه، طواعية، وكرها، ضحكت في سري، ثم فتحت باب الدكان، وأعطيت جابر أربعة حجارة بطارية، فريدي، مغلفة بكيس سميك، كل أثنين ملفوفة مع بعضها، وأعطيته قبضة بلح في يده اليمني، كما خطف هو بسرعة قبضة نبق بيده اليسرى، لن يفوت في هذه الظلمة المباركة، فرصته، بل فرصتنا.

    أسمه جابر، ونلقبه بجحا، أعز اصدقائي، يمكن وصفه، بدون تردد، إنه عبارة عن زير ماء، كبير البطن، تحمله قنايتين، مقوستين،كأنه يضع بين رجليه طبل غير مرئي، مثل ضابط إيقاع الفرق الشعبية، دون أن ينقره، أنى سار، وأكاد أقسم، لوقف في تحت ظل السبيل، وكان يرتدي لون احمر داكن، لأخذت الكوب كي تغرف من رأسه الماء.

    حوشنا كبير، تتناثر العناقريب فيه، ننام وتلتحف السماء، وقبيل أن نصل باب الحوش، مررنا بعنقريب أختي الصغيرة، صحت من نقر الباب، وهي تهمس ساخرة "جحا العوير، بطنو زي الزير"، كيسوع أسمر، مسح رأسها، ووضع تحت مخدتها قبضة نبق، ومضينا نحو الباب، في ليل كالشعر، كقلب جحا.

    لم أكد أضع رأسي على المخدة الباردة، حتى تعالى مذياع عمي حمد، وهو ينفث صوت إبراهيم الكاشف كبخور في ليل القرية، انتهزت رقة صوته، نوم وابور الطاحونة، والبيارة، ولغط نساء القهوة، لتنشر شذاها من حوش لآخر، فتأنس لها عيون الأبقار، وقلوب الماعز، والعذارى، فتحتل مع ضوء النجوم، ورائحة النهر، سماء القرية الهادئة.

    عمي حمد، مولع بالكاشف، راديو، قديم، تعطل صندوق الحجارة،، حبل قماش يشد حجارة البطارية إلى ظهره مثل أطفال الفلاتيات السعداء، واللذين أغطبهم على المرحجة طوال الوقت، كلما تراقص جسد أمهم، حاجة عشة، حين تدق جوالات الفول السوداني، أو الويكة، بفندك خشبي كبير ، أمام فسحة دكان خالي، وهي متعبة من الدق، تنحني وتقوم، والطفل المحظوظ المربوط خلفها يحسبها تمرجحه، فتشق ضحكته الفسحة، متناغمة مع قلبها، وصوت الفندق، مليون حرفة، ولهو، في ذات الوقت، ما أثرى هذه الأم، مثل ثراء جلبابها الزاهي بألف لون ناصع.

    همست لنفسي، بلسان خواطري (عمي حمد ليهو حق يصحي خالي في هذا الوقت)، فعمي حمد شاعر بلا قصائد، يعمل حارس في البيارة، كأنه يغسل أذنيه من ضجيج الصبح، بأغاني الكاشف، وعثمان حسين، والفلاتية، يدخل شهيق عذب، لقلبه، ويزفر تلكم الضوضاء التي ملأت قلبه المرهف كل صباح..

    لم أسجل الدين في كراسة الدين، فقد كنت أحب الراديو، وأخباره، وتقليب موجاته، متنقلا بين الكاشف، والكابلي، ومونتي كارلو، وأخبار العاشرة، وموجات غريبة أخرى، اسمعها من مذياع عمي حمد، أخبار عن دول غريبة الأسماء، في امريكا اللاتنية، واسيا، وأفريقيا، وأوربا، نيكاراجو، وكوكستاريكا، والمجر، وكولامبور، جزء أعرفه، وجزء كبير يغيب عني، ولا أحيط بعالمه شئيا، أحاول نطق اسمائها بلساني فأعجز، وأحن لأهلها، ومشقة نطقها كل يوم، ولكني أحس بأنس ما، بأرض لا تغيب عنها الشمس، والحياة، وببلدان رأيت خريطتها، وجبالها في الأطلس، وأعجب من الإنسان، يعيش فوق الجبال، وفي قلب الصحراء وفي باطن الأرض، كعمال المناجم في جنوب افريقيا، وشيلي.

    المذياع يسوح بي في حيوات غربية، لغات، وأغاني، والحان، تبدو لسمعي غريبة، فأشعر بطول الرحلة، منذ أن فتح آدم عينيه على غاب عذراء، وتشعبت الطرق ببنيه، إيما تشعب، أكاد أقسم، أن فروع شجره بنيه الآن، لم يغذيها جذر جد واحد، آدم، منذ ملايين السنين، سحنات، ولكنات، ومع هذا، أطرب، لأغاني كردية، ويونانية، وكينية، فأحس بصلة رحم غائرة في قلبي، بين الجميع، كما أصغي لأحداث، يبثها المذياع في سماء القرية، وأبكي لزلال ضرب قرى إيران، وأحشد ذهني، كي أتصور وجوههم، وفزعها، وخرائب البركان، فأحس بهم، وأحس بأن الكلمات والجمل، تخلق صورة في ذهني، مثل صور السينما، فتدمع عيني، لأمرأة تبكي طفلها، المدفون كله، سوى رجليه، وطرف يده يمسك بدمية قطينة بسيطة، أسمع نحيبها من خلال شاشة خواطري، كأني أحج ببراق الأخبار، لأخوتي في الأرض، أبناء جدي آدم، حيث كانوا.

    قرصني خالي من أذني اليسرى، وأنا سارح أمد له يدي، كي أسلمه مفتاح الدكان، "بطنك ياجنى بطق من النبق".

    يا لغفلتي، نسيت أن الظلمة تحجب عين خالي، ولكن انفه الصغير، الحاد، يشم رائحة النبق، في سابع الظلمات، ليت الظلمة تخفي الرائحة أيضاً.

    ***

    خالي دفع الله لا يسكر، إلا أن يده تكون مخمورة، وحدها، دون سائر جسده، فهي ترتجف حين يقيد ديون زبائن دكانه، في كراسة عربي قديمة، ورغم الخطوط الزرقاء الأفقية المستقيمة، على سطح الورقة، إلا أن يد خالي وهو يقيد ديون طيفور، وحاج آدم، وست النفور بائعة الرغيف، والناظر، والحكيم، كانت تنحني وتقوس السطور، أنى شاءت، كأنه في واد، والخطوط في واد آخر، فتبدو السطور التي خطها كأنها طيور ترفرف بأجنحتها الطويلة، وهي تحلق في سماء الورقة البيضاء، سرب محلق، كل واحدة فوق الأخرى.


    كانت صفحة ديون سعد ود الشيخ، مليئة ببقع زيت السمسم، كأن خالي يوقع بصمة يده في ركن كل صفحة، كي يوثقها، حين كتب "ربع رطل زيت سمسم.. 7 قروش"، للأمانة هو لم يضع ثلاث نقاط فوق حرف الشين، تركها مثل حرف السين "قروس"، وذات الصفحة زخرفت بمحلبية، ودقيق، وزيت فهد، وتلوثت بجاز، كما تذوقت حلاوة طحنية، حيث التصقت بها حبيبات طحنية صغيرة، هنا وهناك، ويلفها حلق من زيت، حتى صارت الصفحة، وأخواتها، كأنها كراسة أثرية، شابت وعاشت قرون غابرة، وتكرمشت أطرافها، حيث تضغط يد خالي طرف الصفحة، حين يتصفح ويبحث عن اسم الدائن أعلى الصفحة، وهو يوبخ، ويهدد (خلاص دينكم كتر)، (تاني مافي جرورة)، "يابت سمعت ابوك صرف حق اللقيط"، يكلم نفسه، وهو يخاطب شخوصاً و أسماء مدونة في كراسة الدين، كأنهم أمامه، لصق بنك الدكان.

    أسعد الأوقات، حين تخط يد خالي المعروقة، خط طويل من أعلى الصفحة، إلى أدناها، ويخط كلمة (سدد)، ويجمع المشتريات نهاية الصفحة، وتحتها خطين، كأنه يخاف أن تسقط من أسفل صفحة الكراسة، ويفتح الكراس صدره لديون أخرى، ومطالب أخرى، روح أخرى، صابون، زيت، جاز، شريط لمبة، عدس، بخور، شمعة، قلم رصاص، حبة أسبرو، هي هي، ملأت عشرات الكراسات القديمة، ولا تزال تبحث عن صفحات بيضاء..



    ....
    هامش:

    كلمة (طلق)، يعني دين، أو جرورة، بلغة شرق النيل، والجزيرة..


    .....

    يتبع...



    ...
                  

العنوان الكاتب Date
دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. عبدالغني كرم الله02-10-11, 05:57 AM
  Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. عبدالغني كرم الله02-10-11, 06:39 AM
    Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. محمد حيدر المشرف02-11-11, 05:36 AM
      Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. حبيب نورة02-11-11, 07:43 AM
      Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. هواري نمر02-11-11, 07:56 AM
        Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. عبدالله عثمان02-11-11, 07:27 PM
          Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. عبدالله عثمان02-11-11, 07:34 PM
            Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. فيصل محمد خليل02-12-11, 03:29 PM
              Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. عبدالغني كرم الله02-13-11, 05:34 AM
                Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. حاتم محمود الجاك02-13-11, 12:46 PM
                  Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. عبدالغني كرم الله02-14-11, 05:20 AM
                    Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. عبدالغني كرم الله02-14-11, 06:29 AM
                      Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. توما02-14-11, 12:12 PM
                        Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. عبدالغني كرم الله02-15-11, 07:05 AM
                  Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. عبدالغني كرم الله02-16-11, 07:49 AM
                  Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. عبدالغني كرم الله02-20-11, 06:22 AM
              Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. عبدالغني كرم الله02-15-11, 09:05 AM
    Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. معاوية عبيد الصائم02-15-11, 07:28 AM
      Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. عبدالغني كرم الله02-15-11, 07:40 AM
        Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. عبدالغني كرم الله02-15-11, 08:06 AM
          Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. مجدي عبدالرحيم فضل02-15-11, 09:13 AM
      Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. عبدالغني كرم الله03-14-11, 06:04 AM
  Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. احمد ضحية02-16-11, 06:05 AM
  Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. احمد ضحية02-16-11, 06:05 AM
    Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. عبدالغني كرم الله02-16-11, 08:23 AM
      Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. بله محمد الفاضل02-19-11, 10:40 AM
        Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. بله محمد الفاضل02-20-11, 10:31 AM
          Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. بله محمد الفاضل02-20-11, 10:33 AM
            Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. بله محمد الفاضل03-07-11, 09:12 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de