|
|
 عجبا للمنتحر أن يكون بطلا ؟!!
|
كيف للمبارز لله بمعصية الإنتحار أن يكون بطلا إسلاميا أو عربيا ؟
يبدو أن العلمانية أضحت آفة تعتري جسد الأمة الإسلامية والعربية في حال ضعفها وترديها في مثل زماننا هذا ، وصار الإعلام أحد أدواتها ومخالبها المارقة وسيطرة العلمانيين أو الغافلين على أغلبه .
وفي أجواء الهبة الشعبية المصاحبة لغلاء الأسعار وصعوبات المعيشة في هذه الأيام مع الامتعاض الشعبي على ظلم الحكام والتلاعب بثروات الشعوب وغياب الحقوق الأساسية والحريات العامة وحرية الصحافة والقضاء المستغل في أغلب الدول العربية والإسلامية بل بلدان العالم النامي عامة ، أطلت علينا هذه الأيام ظاهرة الانتحار كتعبير عن ضيق المواطن بحكامه وسياساتهم وأفعالهم وكتعبير أدق عن غياب الثقافة والوازع الديني وضعف الخطاب الإسلامي التو عوي وعدوله عن بيان الحق الصراح في هذه المعصية البينة إلى مداهنة ومماراة للشارع السياسي !!
كيف لمن تندرت الشريعة السمحة بفعله ورهبت فيه وحرم الله عليه الله الجنّة أن يكون بطلا ورمزا شعبيا !! أليس هذا من انحطاط الثقافة الإسلامية العامة وضعف الوازع الديني تحت مظلة إعلام علماني يقدم معاييره العلمية الوضعية على تقاليد شعوبنا ومواريثهم الإسلامية .
عجبت لعالم إسلامي مرموق في فضائية عربية شهيرة سئل عن حوادث الانتحار التي تجري في هذه الأيام بتونس والجزائر ومصر ، فبدلا عن البدء ببيان الحكم الشرعي المغلظ الذي فيه ترهيب تام عن الإقدام على مثل هذه المعصية الشنيعة وهي من كبائر الذنوب ، والمقصد الشرعي العام وأن ّ مثل هذا الفعل الدخيل ليس من شيم المسلمين ولا أخلاقهم ، بل هو من أخلاق المجتمعات الغربية والعلمانية ، ثم من بعد يعرّج على المسببات ونصح الحكام بإرساء قواعد العدل وعدم إهانة مواطنيهم والبحث بكل سبيل ممكن لتحقيق العيش الكريم لهم .... ومثل هذا يقوله السياسي والعامي ويفهمه كل فرد !! مع توفر الوسائل السلمية وغير السلمية لمعارضة الظالم ومواجهته ولكن لا يعارض بما يعارض الشريعة.وعجبت لمحامي إسلامي مصري طويل اللحية ! يصف فعل المنتحر بأنه مبارك وأنه تعبير صادق عن الغليان الشعبي وحالة الأزمة التي تعتري المجتمع !! فبأس إيمان مثل هذا .
الخطاب الإعلامي وخطاب المعارضة الإسلامية السياسية أنفق ماعنده وفق أخلاقهم ومثلهم وأهوائهم بقولهم : الضغط يولد الانفجار ، أو انه نتاج لحال الأزمة التي تسود الحياة العامة ببلداننا ، أو نتاج لحالة اليأس والإحباط فصار ظاهرة عالمية انتقلت لبلداننا وهلم جرا ..
إن مثل هذه الموجات من الانتحار و تسليط الإعلام الضوء الكثيف عليها تدفع بضعاف النفوس والثقافة والديانة بل بعض المرضى النفسانيين لاغتراف مثل هذه الكبيرة الشنيعة ، والإعلام العلماني يسعى للشيوع والذيوع والمبيعات والترويج حتى للشائعات وتضخيمها لتحقيق مقاصده العلمانية ، ويكون تعبيرها عن الغضب الشعبي كحالات الانتحار هذه كلمة حق أريد بها باطل .
المقصد الشرعي :-
الإنسان هذا الكائن الشريف الذي خلقه الله تعالى بيده ونفخ فيه روحا من روحه وأسجد له ملائكته العالين وجعله خليفة له على أرضه ، وأودعه عظيم أسراره فجعل في جرمه الصغير ما انطوي في كونه العظيم ، وجعل أكوانه كلها خدمة له وطوعا . وجعل الله تعالى من مقاصد شريعته الخاتمة الخمس أولها حفظ النفس ( وحفظ الدين والعقل والعرض والمال ) عناية من الشريعة بهذا الكائن النفيس وشفقة ، وأمره بحفظ هذه الجوهرة الكريمة بإتباع الهدي وطلب العلم ومجالسة أهله والتخلق بكل خلق سني والخروج من كل وصف ذميم وعمارة الأرض والسعي في مناكبها وحب الأوطان والنصح لله ورسوله والمؤمنين وحكامهم إلخ ..
ومن ثم ّ يكون الانتحار بهذه الحيثية إجهاضا لهذه الحكمة الكريمة والمرمى النفيس .
الحكم الشرعي :_
الانتحار من الذنوب العظيمة :
جاء في صحيح البخاري ومسلم من حديث سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه :
(من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالدا مخلدا فيها ، ومن تحسا سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحاساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ، ومن قتل نفسه بحديده فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ) .
وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ سكينا فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات ، قال الله تعالى : بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة ) رواه البخاري ومسلم رحمهم الله تعالى .
ولم يصل النبي صلى الله عليه وسلم على المنتحر زجرا لغيره وإظهارا لسوء فعله ، وإن كان بعض العلماء يرون الصلاة عليه عسى الله أن يرحمه طالما الوعيد ربما تخلف بخلاف الوعد استنادا لصلاة بعض الصحابة عليه .
وعليه فالانتحار ( والصوم عن الطعام كإحتجاج سياسي ! ) منكر أنكره الشرع ، فينبغي لعامة المسلمين كراهة فعله من الغير وإنكاره
( ليس منا من لم يأمر بالمعروف وينه عن النكر ). أما البديل ( وليس هو ببديل لأن الانتحار ليس بأصل حتى يقال بديله كذا ) بل الغنية فكثير صريح في الشريعة وأعراف الناس التي لا تعارض الشريعة وكثير سكت عنه العلماء كالمظاهرات ، والاحتجاجات ، والرسائل ، والعصيان المدني والمعارضة السلمية وغير السلمية ( فقاتلوا التي تبغي ) ، والحملات الإعلامية المحكمة والجريئة ، ووسائل النشر المؤثرة ، والضغوط السياسية ( ولكن ليس بالاستعانة بغير المسلم ) .والخطاب الديني الفعال الشجاع الذي لا يجاري ولا يماري ولا يداهن ، وهلم جرا .
• فيا حبذا مداخلة أهل الشأن من علماء الدين والإعلام الأمين.
والله المستعان والهادي إلى سواء السبيل
الرشيد حسن
فداسي - السودان
|
|
  
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| عجبا للمنتحر أن يكون بطلا ؟!! | الرشيد حسن خضر | 01-18-11, 11:49 PM |
 Re: عجبا للمنتحر أن يكون بطلا ؟!! | معاوية عبيد الصائم | 01-19-11, 00:01 AM |
| Re: عجبا للمنتحر أن يكون بطلا ؟!! | عمر دفع الله | 01-19-11, 00:15 AM |
| Re: عجبا للمنتحر أن يكون بطلا ؟!! | عمر دفع الله | 01-19-11, 00:20 AM |
| Re: عجبا للمنتحر أن يكون بطلا ؟!! | معاوية عبيد الصائم | 01-19-11, 00:49 AM |
| Re: عجبا للمنتحر أن يكون بطلا ؟!! | عمر دفع الله | 01-19-11, 03:46 PM |
| Re: عجبا للمنتحر أن يكون بطلا ؟!! | معاوية عبيد الصائم | 01-19-11, 05:24 PM |
| Re: عجبا للمنتحر أن يكون بطلا ؟!! | Elmosley | 01-19-11, 06:12 PM |
| Re: عجبا للمنتحر أن يكون بطلا ؟!! | Elmosley | 01-20-11, 05:44 PM |
| Re: عجبا للمنتحر أن يكون بطلا ؟!! | معاوية عبيد الصائم | 01-20-11, 06:00 PM |
| Re: عجبا للمنتحر أن يكون بطلا ؟!! | معاوية عبيد الصائم | 01-21-11, 02:01 AM |
| Re: عجبا للمنتحر أن يكون بطلا ؟!! | Sabri Elshareef | 01-21-11, 04:36 AM |
| Re: عجبا للمنتحر أن يكون بطلا ؟!! | Mustafa Muckhtar | 01-21-11, 04:56 AM |
| Re: عجبا للمنتحر أن يكون بطلا ؟!! | jini | 01-21-11, 08:36 AM |
| Re: عجبا للمنتحر أن يكون بطلا ؟!! | Ashraf el-Halabi | 01-21-11, 09:15 AM |
|
| |
الرشيد حسن خضر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست