ميزان الاستقامة/مرور ذكرىرحيل عبد الرحمن أحمد دقة (الصادق المهدي)-و10نقاط هامة جداً لكل فرد منا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-30-2024, 10:41 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-19-2010, 05:03 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ميزان الاستقامة/مرور ذكرىرحيل عبد الرحمن أحمد دقة (الصادق المهدي)-و10نقاط هامة جداً لكل فرد منا

    <mcg />New Page 2<mcl />
     

     

    بسم الله الرحمن الرحيم

    17/12/2010م

     

    محاضرة بعنوان: ميزان الاستقامة

    بمرور ذكرى رحيل عبد الرحمن أحمد دقة

    هيئة شئون الأنصار – الجمعة الموافق 17/12/2010م

     

    الإمام الصادق المهدي

     

    مقدمة

    اتصل بي وفد من آل دقة وقدموا مبادرة حميدة فحواها إصدار دليل مرشد للأسرة الأنصارية في مناسبة ذكرى الوالد عبد الرحمن أحمد دقة.

    دليل يبدأ تأليفه بهذه المحاضرة ثم الدعوة لورشة عمل فكرية لتوسيع المشاركة وتكوين لجنة تنطلق من هذه المرجعيات وتكتب هذا الدليل فينطبق عليه بأقوى صورة: (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ)[1]. استحسنت الفكرة وبحثتها في مجلس الحل والعقد الذي بدوره أيدها. هذه المحاضرة هي الحلقة الأولى من هذا الدليل.

    الطغاة لا يشجعون المبادرات من خارج نطاقهم المباشر لكي تنسب كل الفضائل لهم ولكنني أحث على المبادرات من كل نوع وما التقاني أحد أو جماعة بمبادرة إلا تجاوبت معهم. ومن هذا المنبر أحث كافة الحبان على هذا النهج فالقيادة الرشيدة هي التي تلهم من حولها لمزيد من الثقة في النفس والإقدام على المبادرات النيرة. وإليكم محاضرتي في عشر نقاط.

    النقطة الأولى: التربية في بلادنا تقوم على ثلاثة أعمدة: الأسرة- والمدرسة- والمجتمع.

    أما المدرسة فهي الآن تعاني في كل جوانبها فلا مناهجها صحيحة، ولا هيئة التدريس مؤهلة، ولا وجود للبرامج اللا صفية ولا البيئة المدرسية مواتية، ولا السلم التعليمي مناسب، أما الصرف على التعليم فنسبته 03% وهي أقل نسبة في أفريقيا: أسوأ السيئين. التعليم في السودان في كل مراحله في حالة يرثى لها، أما التعليم الخاص فقد صار في أغلبية الأحوال بقالات تعليمية يجدر بأكثرها أن يعلق عليه لافتة: سوبر ماركت مدرسي.

    أما المجتمع: المعلم الثاني فقد صار الآن متسيباً بصورة غير مسبوقة تحيط به سبعة أوبئة هي: ظاهرة المخدرات، ظاهرة العنف الاجتماعي، الأمراض الوبائية (الأيدز)، العزوف عن الزواج، زيادة نسبة الطلاق، السكن العشوائي، والعطالة.

    والإعلام تسيطر عليه الفضائيات، وبرامجها للأطفال تسيطر عليها قصص العنف: سوبرمان، سبايدر مان - مثلا- وتسيطر على البرامج العامة إفادات فقهاء تغيب العقل لأنها فتاوى تعتمد على اجتهادات من أزمان غابرة فتصدر بجرأة يحسدون عليها وإلى جانب هذا التغييب للعقل تغييب للأخلاق إذ تتمادى كثير من الفضائيات في برامج ماجنة.

     أما الأسرة السودانية: المعلم الثالث فمأزومة لأن غالبية أفرادها يعيشون دون خط الفقر دون دولارين للفرد في اليوم، وفي كثير من الحالات أجبرت العطالة، والهجرة الرجال على رفع أيديهم عن أسرهم ما دفع بالنساء لسوق العمل الهامشي بأعداد كبيرة، هذا فضلا عن زيادة أعداد النازحين واللاجئين وكلها تؤثر سلبا على الاستقرار الأسري. وارتفعت نسبة الطلاق كما انخفضت نسبة الزيجات، وأفرزت السياسات الخاطئة طبقة أغنياء جدد قليلة العدد واسعة الثراء تعاني في كثير من الحالات من أمراض الترف.

    وفي محاولة لمخاطبة هذه الحالات قررت هيئة شئون الأنصار استراتيجية جديدة تركز على الإرشاد والدعوة والعمل الخدمي، والاجتماعي، والصحي، والتعليمي. وتنظيم ورشة لبحث قضية الزواج الميسر، وورشة لتناول قضية الأخلاق.

    إن أجيالنا الصبية والشابة الحالية أجيال منكوبة بمعنى الكلمة ولا بد من جعل أزمتها قضية قومية.

    النقطة الثانية: سادت بلادنا مفاهيم خاطئة للإسلام فالحكام حولوا الشعار الإسلامي لدعم سلطانهم بلا محتوى إيماني وإصلاح اجتماعي وظفوه في خدمة أمنهم وإعلامهم إسلام البطانة السلطانية.

    وانطلقت تيارات وافدة من بؤر التأزم في العالم الإسلامي يقول أصحابها باجتهاد تكفيري يمهد حتماً لصدامات آتية. وتتبارى السلطات في إعداد لحفظ القرآن وهو نافلة حميدة، ولكن بلا تدبر لمعاني القرآن: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ)[2].

    الإسلام هو الامتثال لله. وقد بني على خمس:( شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَالحَجِّ ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ)[3]

    واجب المسلم الالتزام بهذه الأركان وواجبه تلاوة القرآن والإحاطة بمعانيه، والإلمام بسيرة النبي "صلى الله عليه وسلم" لأنه هو قدوتنا سيرة مبرأة من الإسرائيليات، والمسيحيات، والقيصريات. مبينة لحقيقة محمد "صلى الله عليه وسلم" الأكثر روحانية وعقلانية بين سير الأنبياء.

    والإلمام بأحكام الإسلام التي تقيم الحكم على العدل، والاقتصاد على الاستثمار والعدالة الاجتماعية، وأحكام الإسلام الفقهية متطورة على أساس لكل وقت ومقام حال ولكل زمان وأوان رجال. وهي لا تلزم المسلم بتمذهب ولا  يتطرف. الملزم للمسلم هو قطعيات نصوص الوحي. أما ما عداها من تفاسير واجتهادات فهي غير ملزمة، نهجنا الصحيح هو الأخذ بالنصوص القطعية في الكتاب والسنة والاجتهاد في استنباط أحكامها لا على أساس المنطق الصوري من قياس وإجماع ولكن على أساس المنطق المقاصدي الذي يستخدم: العقل، والمصلحة، والمقاصد، والميزان والقسطاس، والسياسة الشرعية، والإلهام، ويستحسن قاعدة الإمام ابن القيم: (النهج الفقهي الصحيح أن تعرف الواجب والواقع وتزاوج بينهما). وهي القاعدة التي جعلها الإمام المهدي "عليه السلام" نهجاً متبعا: لكل وقت ومقام حال ولكل زمان وأوان رجال.

    نهجنا الإسلامي هو الأوسط بمعنى الأفضل على نحو قوله تعالى:( قَالَ أَوْسَطُهُمْ)[4]. وقوله: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)[5].

    النقطة الثالثة: الوطنية السودانية، فحب الوطن من الإيمان والنبي "صلى الله عليه وسلم" أبدى حنينه لوطنه مكة عندما أخرجه أهلها. كثير من أهل السودان غير عابئين بالسودان إذ أن بعض أهلهم كانوا داخل الققرة مع غردون باشا، وآخرون اجتهدوا لإلحاقه بسيادة غيره. ولكن أكثرية أهل السودان يعتزون به وبالانتماء له بل يعتبرونه أبا الدنيا لما سبق فيه من تأسيس حضارة الإنسانية. مقولة عالم الآثار هيرمان بل: السودان هو أساس حضارة وادي النيل.

    ازدهرت في السودان قديما ست حضارات:

    ·      حضارة كرمة السابقة للحضارة الفرعونية.

    ·      حضارة كوش المتأثرة بالحضارة الفرعونية.

    ·      الحضارة المروية المعبرة عن الذاتية السودانية واستمرت ألف عام.

    ·      حضارة مسيحية استمرت في المقرة وعلوة ونوباطيا ألف عام من القرن الخامس الميلادي إلى السادس عشر.

    ·  الحضارة الإسلامية القديمة التي تمركزت في الممالك الإسلامية: الفور، الفونج، وتقلي والمسبحات، والكنوز، وعاصرتها حضارات غير إسلامية في ممالك: كالشلك، والزاندي.

    والسودان بهذه الخلفية التاريخية الثرية وطن ذو رسالة لأنه يمثل أفريقيا مصغرة فالوطنية السودانية توجب الاعتزاز بهذه الرسالة. الوطنية السودانية لا تعني الانكفاء القطري بل السودان من منطلق أنه سيد نفسه ينبغي أن يواكب تيارات الاتحاد التي توجب تكوين وحدات أكبر كالدعوة لكنفدرالية عربية أفريقية يتبناها السودان ويجبر بها كسر انقسامه الوشيك. هنالك حاجة ماسة لكتابة تاريخ السودان بصورة صحيحة فقد شوهه الإمبرياليون والانقلابيون وهم جماعة فذفت بهم المقامرة للسلطة فحاولوا بناء مجد زائف لأنفسهم على حساب تاريخ البلاد الحقيقي.

    النقطة الرابعة: هنالك جهالة بالمهدية وبالأنصارية.

    الإمام المهدي "عليه السلام" الذي لبى نداءً إلهامياً صحح مفاهيم المهدية، فالمهدية بنص الكتاب والسنة هي وظيفة إحياء الدين وقد شرحنا ذلك في كتابنا يسألونك عن المهدية. أن يأتي شخص غاب قبل أربعة عشر قرنا هو نفسه مهدياً ضد طبيعة الأشياء، وأن يأتي مهدي في آخر الزمان ضد طبيعة الهداية، كما قال تعالى: (فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ)[6]. فالمهدية وظيفة إحياء الدين بصورة استثنائية، ورسالتها تتجدد كما فعل الإمام عبد الرحمن الذي أبقى على الدعوة بكل تعاليمها وأعطى الجهاد معناه الأوسع ويوجب استخدام كافة الوسائل المدنية لإعلاء كلمة الله ولا يصير قتالاً إلا دفاعاً عن النفس. أما الزهد وهو ركيزة الدعوة الثانية فالإمام عبد الرحمن التزم به لا هجراً للدنيا فالمال قوة ولكن الحرص على أن تكون في يدك فتسخرها لا في قلبك فتستعبدك. وهو المعنى الصحيح للدعوة: (ولا تجعل في قلوبنا ركوناً لشيء من الدنيا يا أرحم الراحمين).

    وراتب الإمام المهدي سِجِل للدعوات المستجابة والآيات المختارة لا ينطوي على أية تزكية لصاحبه بل التركيز على آيات الولاء والمحبة لله ولرسوله، ويقرأ مع حزب من القرآن مرتين في اليوم بعد الفجر وبعد العصر.

     بعض الناس بدافع من العصبية القبلية أو الاستعلاء يحاولون الفصل بين المهدي وخليفته أو يبخسونه حقه. هذه غلطة ساهم فيها الإمبرياليون فخليفة المهدي كان أخلص الناس للدعوة وكان رجل دولة من الطراز الأول. أما وقوع أخطاء في المهدية فوارد إذ الكمال لله ولكن الأعداء بالغوا فيها ونحن من واجبنا أن ندرس تاريخنا بموضوعية تعترف بالأخطاء وتضع الأمور في حجمها الطبيعي وتقر بالفضل لأصحابه.

    الأنصارية لا تعني الانتماء لشخص بل هم أنصار الله أصحاب الإمام المهدي. وملابسنا مميزة ملائمة للبيئة: العمامة ينبغي أن تكون مرتبة، عمائمنا تيجان كثير من أهلنا عمائمُهم دلقان- والعزبة سنة وهي من الشمال مشيرة للقلب لا من أية جهة أخرى. وطولها الأفضل شبر حتى تكون مشيرة للقلب. والجِبّة ذات الوجهين لسرعة لباسها في النداء ولتعيش عمرين، أما العلى الله فلأن الأعمدة الثلاثة في ظهرها مع اليدين تكتب اسم الجلالة. هذه المواد ومراجعها ينبغي أن تكون للأسرة السودانية لا سيما الأنصارية مكتبة يستفيد منها كافة أفراد الأسرة.

    النقطة الخامسة: نحن محتاجون لتوعية تربوية تبدأ بإدراك أن للإنسان عشر حاجات ضرورية إذا لم يحصل عليها بصورة موزونة اختل توازنه النفسي وبالتالي دوره الاجتماعي هي: روحية- مادية- عاطفية- معرفية- أخلاقية- اجتماعية- جمالية- ترفيهية- رياضية- بيئية.

    المسألة الروحية: الإنسان يتساءل ما هي بداية الكون، وما هي نهايته؟ وما هي مكانة الإنسان في هذا الكون، هذه الأسئلة عن مسائل غيبية ولكن الإجابة عليها ضرورية لفك حيرة الإنسان، وهناك عالم غيبي يدرك الناس بإيمانهم أو حتى بتجاربهم الذاتية وجوده، فالصلة بهذا العالم الغيبي تتم عن طريق الإيمان، والإيمان يمكن الإنسان من مضاعفة طاقاته،(وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ)[7]. وقوله: (اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ)[8]. الإنسان عديم الإيمان محروم وحياته ناقصة وقدراته محدودة. وبالإيمان يستنهض الإنسان ما نفخه الله فيه من روحه:

    قلوب العاشقين لها عيون               ترى ما لا يراه الناظرون

    وأجنحة تطير بغير خفق                إلى ملكوت رب العالمين

    المسألة المادية: يحتاج الإنسان ليحيا للماء، والهواء، والغذاء، وهذه ضرورات لحفظ الحياة المادية. أنا بصدد نشر كتاب: الغذاء ضرورة وضرر.

    هنالك إفراط في التغذية وأهم نتائجه: السمنة- النقرس. وهناك تفريط في التغذية وأهم نتائجه: الأنيميا- الهزال- العمى الليلي.

    الغذاء مكون من دهون- كاربوهايدريات "نشويات"- بروتين. هذه مطلوبة للجسم للمحافظة على وظائف الأعضاء، وللنمو، وللطاقة، ومن المواد المطلوبة للجسم أيضا: فيتامينات مصنفة بأحرف وأرقام أ- ب- ج...إلخ ومغذيات معدنية كبرى: كالسيوم- فوسفور- صوديوم- بوتاسيوم- ماغنسيوم- كلور- كبريت. وصغرى: حديد- يود- زنك- نحاس- منجنيز- كروم- سلنيوم- كوبالت- موليدنم- فلوريد. والغذاء يشمل ألياف وهي: كاربوهايديات غير ذائبة.

    الكميات الضرورية لكل شخص تتوقف على: العمر- الجنس- الحالة الوظيفية- الحالة الإنتاجية- الحالة الصحية- وزن الجسم- البيئة زمانا ومكانا. ومعادلة الوزن الصحيح للإنسان تقوم على:

    وزن الجسم بالكيلو ÷ مربع الطول بالمتر إن كانت النتيجة أقل من 25 فهو نحيف. أو أكثر من 30 فهو زائد-  أو أكثر من 35 فهو بدين. 25 هذا هو المطلوب.

    المسألة العاطفية: مثلما الإيمان هو عماد النفس رأسيا فإن المحبة هي عمادها أفقيا، العلاقة بين الرجل والمرأة ينبغي أن تقوم على المحبة فإن فقدت حتى إذا استمر الزواج فإن فيه طلاقاً عاطفياً، وهي علاقة وصفها الله سبحانه: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا)[9]. وهي ضرورية أي المحبة كصماغة لكل العلاقات الاجتماعية وبقدر وجودها تسعد الحياة على نحو قوله:

    قــــــــــال قـــــوم إن المحبــة إثــم    يا ويح بعض النفوس ما أغباها

    أنــا بالحــب قـــد عرفت صحبـــي     أنـــا بالمحبــــة قــــد عـــرفت الله

     قيل إن النفس خلقت متحركة فالإيمان والحب يحركانها فإذا خلت النفس منهما تعطلت وثقلت. مقولة غارسيا الذي قال: يقولون إذا كبر الإنسان فإنه يفقد القدرة على الحب والحقيقة هي أن الإنسان لا يشيخ إلا ندما يفقد تلك القدرة.

    كنت أناديه "صلى الله عليه وسلم" بسيدنا والآن أقول حبيبنا لأن المحبة أكثر دلالة على التطوع وأكثر قربى ولذلك قال النبي "صلى الله عليه وسلم": ( لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ ، وَأَهْلِهِ ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)[10]. ودعوة الراتب: (فأنقذني ومن صحبني ومن أحبني على حب نبيك "صلى الله عليه وسلم لأجلك).

    المسألة المعرفية: الإنسان بطبعه يتطلع للمعرفة، وعندنا طلب العلم فريضة كما جاء في الحديث. ويقول تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ)[11]. العلم هو حصيلة النشاط العقلي، والتجريبي، والإلهامي، العلم حاجة للإنسان وعن طريقه تتطور حياته:

    العلـم يــرفع بيتــاً لا عمـــــاد له                والجهل يهدم بيت العز والشرف

    المسألة الأخلاقية: مكارم الأخلاق فطرة في نفس الإنسان وكل ثقافات الإنسان عظمتها. يكفي أن نذكرها لنعرف قيمتها حتى أن النبي "صلى الله عليه وسلم" قال: (إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ)[12]. إنها الأخلاق: الصدق- الكرم- الوفاء- الحياء- الأمانة- العفة- الحكمة- الصبر- الرفق- الكرامة- الإخلاص- الإتقان- الإحسان- الحلم- المروءة- النظافة- العرفان- العدل- التواضع -الإيثار...الخ

    المسألة الاجتماعية: الإنسان حيوان اجتماعي والحيوانات نفسها (أُمَمٌ أَمْثَالُكُم)[13] بما يقوم بينها من روابط اجتماعية، الإنسان محتاج للانتماء الاجتماعي ابتداء من الأسرة، إلى الوحدات الأوسع، ولا بد من ولاء لهذه الوحدات الاجتماعية لكي تستقر الحالة الإنسانية. إن شعار "لا ولاء لغير الله" شعار أبله، فالإنسان يجب أن يكون له ولاء لهذه الوحدات الاجتماعية ليعمل فيها، ولكن يمكن القول لا ولاء يعلو على الولاء لله. لأن الله جل جلاله أوجب هذه الولاءات الصغرى: (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ)[14]. لا أحد يستطيع أن يعيش دون منظومة ولاءات لوحدات اجتماعية.

    المسألة الجمالية: الجمال من مقاصد الكون فهذه الطيور والزهور ألوانها وأنواعها من مقاصد الكون في الجمال. وقال تعالى: (وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ)[15]. روت السيدة عائشة "رضي الله عنها": (أن النبي "صلى الله عليه وسلم" كان ينتظره نفر من أصحابه فجعل ينظر في الماء ويسوي شعره ولحيته. فقلت: يا رسول الله وأنت تفعل هذا؟ قال: نعم إذا خرج الإنسان إلى أخوانه فليهيئ من نفسه فإن الله جميل يحب الجمال).

    المسألة الترفيهية: الترفيه أكبر معين على الجد. لذلك قال إمام المتقين علي: إن هذه القلوب تمل كما تمل الأبدان فابتغوا لها طرائف الحكم. وقال ابن عباس "رضي الله عنه": القلوب إذا ملت كلت، وإذا كلت عميت. وقال ابن الفارض:

    ولا تك باللاهي عن اللهو جملة        فهـزل الملاهي جــد نفس مجدة

    وإياك والإعراض عن كل صورة       ممــــوهة أو حــالــــة مستحيـلة

    فطيف خيال الظل يهدي إليك في       كرى اللهو ما عنه الستائر شقت

    الترفيه يشمل كل وسائل الإمتاع والمؤانسة - ما لم يدخل فيها قمار-  كالورق، والشطرنج، والطاولة، والسيجة، وغيرها.

                  

العنوان الكاتب Date
ميزان الاستقامة/مرور ذكرىرحيل عبد الرحمن أحمد دقة (الصادق المهدي)-و10نقاط هامة جداً لكل فرد منا othman mohmmadien12-19-10, 05:03 PM
  Re: ميزان الاستقامة/مرور ذكرىرحيل عبد الرحمن أحمد دقة (الصادق المهدي)-و10نقاط هامة جداً لكل فرد othman mohmmadien12-19-10, 05:06 PM
    Re: ميزان الاستقامة/مرور ذكرىرحيل عبد الرحمن أحمد دقة (الصادق المهدي)-و10نقاط هامة جداً لكل فرد محمد المختار الزيادى12-19-10, 05:22 PM
      Re: ميزان الاستقامة/مرور ذكرىرحيل عبد الرحمن أحمد دقة (الصادق المهدي)-و10نقاط هامة جداً لكل فرد othman mohmmadien12-19-10, 06:09 PM
        Re: ميزان الاستقامة/مرور ذكرىرحيل عبد الرحمن أحمد دقة (الصادق المهدي)-و10نقاط هامة جداً لكل فرد نيازي مصطفى12-19-10, 06:38 PM
          Re: ميزان الاستقامة/مرور ذكرىرحيل عبد الرحمن أحمد دقة (الصادق المهدي)-و10نقاط هامة جداً لكل فرد othman mohmmadien12-19-10, 08:44 PM
            Re: ميزان الاستقامة/مرور ذكرىرحيل عبد الرحمن أحمد دقة (الصادق المهدي)-و10نقاط هامة جداً لكل فرد عبدالمجيد المقابل 12-19-10, 09:00 PM
              Re: ميزان الاستقامة/مرور ذكرىرحيل عبد الرحمن أحمد دقة (الصادق المهدي)-و10نقاط هامة جداً لكل فرد othman mohmmadien12-20-10, 08:10 AM
                Re: ميزان الاستقامة/مرور ذكرىرحيل عبد الرحمن أحمد دقة (الصادق المهدي)-و10نقاط هامة جداً لكل فرد othman mohmmadien12-20-10, 10:12 AM
                  Re: ميزان الاستقامة/مرور ذكرىرحيل عبد الرحمن أحمد دقة (الصادق المهدي)-و10نقاط هامة جداً لكل فرد othman mohmmadien12-21-10, 07:34 AM
                    Re: ميزان الاستقامة/مرور ذكرىرحيل عبد الرحمن أحمد دقة (الصادق المهدي)-و10نقاط هامة جداً لكل فرد othman mohmmadien12-21-10, 05:52 PM
                      Re: ميزان الاستقامة/مرور ذكرىرحيل عبد الرحمن أحمد دقة (الصادق المهدي)-و10نقاط هامة جداً لكل فرد othman mohmmadien12-22-10, 09:16 AM
  Re: ميزان الاستقامة/مرور ذكرىرحيل عبد الرحمن أحمد دقة (الصادق المهدي)-و10نقاط هامة جداً لكل فرد othman mohmmadien12-30-10, 12:24 PM
  Re: ميزان الاستقامة/مرور ذكرىرحيل عبد الرحمن أحمد دقة (الصادق المهدي)-و10نقاط هامة جداً لكل فرد othman mohmmadien01-20-11, 03:53 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de