صلاح الفكي..كذاب..كذاب..كذاب..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-28-2024, 01:12 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-04-2010, 11:33 AM

khalid abuahmed
<akhalid abuahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 3123

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صلاح الفكي..كذاب..كذاب..كذاب.. (Re: khalid abuahmed)

    الدكتاتورية السودانية وامتهان الكذب..!! ..


    وصفات طبية ونفسية نجدها في الكثير من المواقع الالكترونية الاجتماعية منها والتربوية تُوصي بأنواع مختلفة من علاج إدمان الكذب لدى الأطفال الصغار، وتكشف عن خطورة الكذب على مستقبل الطفل في مقبل الأيام.
    كنت أقف دائماً متسائلاً في نفسي لماذا لا توجد وصفات طبية ونفسية تنصح الانظمة الحاكمة المستبدة مثل حكومة السودان التي أدمنت الكذب حتى أصبحت بلادنا تعيش في حالة عدم استقرار نتيجة لممارسة الكذب على الشعب، دون النظر للآفة وأدمانها وخطورتها على مستقبل البلاد والعباد.
    غريبة.. ينصحون الاطفال الصغار ولا ينصحٌون الحُكام الذين يؤدي كذبهم لاراقة الدماء وضياع ثروات البلاد واشعال الحروب هنا وهناك ..!!.
    يقول د. صبري الأحمد الابراهيم "أن الكذب خلة رديئة، وصفة ذميمة، وهي أساس الرذائل، وأصل الشرور، فكثيراً ما ضاعت به حقوق، وانتهكت به حرمات، وارتكبت به جرائم".
    والكذب أصلاً هو مخالفة القول للواقع، وهو من أبشع العيوب والجرائم، ومصدر الآثام الشرور، وداعية الفضيحة والسقوط، لذلك حرمته الشريعة الإسلامية، ونعت على المتصفين به، توعدتهم في الكتاب والسنة:
    قال تعالى "إن الله لا يهدي من هو مُسرف كذاب" (غافر: 28).
    وقال تعالى: "ويل لكل أفاك أثيم"...(الجاثية:7).
    وقال تعالى: "إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله، وأولئك هم الكاذبون"، (النحل: 105).
    وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى "عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، وما يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً"، رواه البخاري ومسلم وأبو داوود والترمذي.
    قواسم مشتركة ومفارقات
    في حديث أجراه الرئيس الأمريكي بوش مع شقيقته‮ ‬دوروثي بوش ‮‬لحساب مكتبة الكونجرس،‮ ‬قال إنه يود أن يذكره التاريخ باعتباره‮ "‬الرجل الذي حرر خمسين مليوناً‮ ‬من الناس وساعد علي تحقيق السلام‮"...!!.
    ولم يكن من المتصور أن يبلغ‮ ‬الاستخفاف بعقول البشر إلي هذا الحد..‮!‬ ‮..
    ‬الرئيس الذي قتل أكثر من مليون ونصف المليون إنسان في العراق وأفغانستان‮ و مئات الآلاف من الجرحي والمعاقين من ضحايا حروبه‮،‮ ‬و أكثر من أربعة آلاف ومائتي جندي أمريكي‮ ‬بالإضافة إلي عشرات الآلاف من الجرحي والمعاقين‮ ‬يعتبر نفسه‮ (‬مُحرراً‮) ‬و(صانعاً‮ ‬للسلام).!!.
    لا بل ويتفاخر الرجل بأنه لم‮ (‬يبع روحه‮) ‬وأنه جاء إلي واشنطن حاملاً‮ ‬مجموعة من‮ (‬القيم‮)، ‬ويتركها وهو يعتنق نفس‮ (القيم) ‬كما أنه واثق من أنه لن يضحي بهذه‮ (القيم)..
    الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الابن ثبت أنه كان يكذب طول الوقت وهو يعرف أنه يكذب‮ ‬‬لكي يبرر شن حروب ‬غير متكافئة في العراق.
    القاسم المشترك بين حالة الولايات المتحدة الامريكية سابقاً.. وحالة السودان حالياً..انه في ذات الوقت الذي كان العالم يسمع أكاذيب الرئيس بوش كان رئيس السودان يكرر ذات السيناريو..
    لا..بل يُسب الرئيس بوش بكل ما أوتي من مفردات الشتيمة والإساءة..!!.
    والمفارقة العجيبة المضحكة ان إدارة الرئيس بوش هي التي ضغطت على الاطراف السودانية المتحاربة في الجنوب لتحقيق السلام في السودان فتكفلت بكل مصروفات منتجع نيفاشا من اقامة وأكل وشرب حتى ثمن الخمرة التي شربها القوم في نيفاشا دفعتها الادارة الامريكية..
    وبعد كل ذلك يسوق صّحاف السودان د. ربيع عبدالعاطي "أن الرئيس البشير أوقف أطول حرب في تاريخ القارة الافريقية".. ولا يستحي أن يكرر هذا الكذب على اشهر القنوات الفضائية العربية، والكل يعلم الحقيقة..!.
    صّحاف آخر من صحاحيف (الانقاذ) يكذب بشكل فاضح ومُخجل قال من الفضائية السودانية أن "الانقاذ هي التي فتحت الباب للصين لتدخل أفريقيا"، وأصغر قارئ سوداني يعرف أن الصين دخلت افريقيا في نهاية الخمسينات عندما كانت تدعم حركات التحرر الافريقي، وفي تقرير له لإذاعة صوت هولندا العالمية يقول الصحفي الزامبي جاكلين ماريس من لوساكا متحدثاً عن السفير الصيني هناك مشتر شاو.
    "إن مستر تشاو أجرى تقييماً لسياسة "الطفل الواحد" الصينية، وأسهب في الثناء على الصين القديمة، يكرر مستر تشاو جمله الإنجليزية الركيكة كأنها شعارات: "الصين وزامبيا صديقان جيدان،" متبوعة بـ "الصين وزامبيا صديقان قديمان،" يكرر ثلاث مرات أن الصين في إفريقيا كما كانت تفعل قديماً بعيد الاستقلالات- لمساعدة بلدان القارة لكي تتطور".
    وفي مكان آخر يتحدث عن أول رئيس لزامبيا بعد استقلالها ويقول عنه:
    "بعد توليه رئاسة البلاد عام 1964م سارع كينيث كاوندا إلى زيارة "القائد الأكبر" ماو تسي تونغ، برفقة نظيره جوليوس نيريري، رئيس تنزانيا المجاورة كانت لديهم لقاءات حميمة مع القائد الثوري ماو، وإن كان كاوندا ينكر أنه استنسخ التجربة الماوية. يقول كاوندا إنه طور "اشتراكية إنسانية"، بتعليم مجاني، ورعاية صحية للجميع. شقّ الطرق وبنى المصانع في أبعد الأماكن النائية من البلاد. صارت زامبيا تصنـّع الدراجات الهوائية، والقناني الزجاجية، والأناناس المعلب. كل هذه المصانع أنشئت بموارد تصدير النحاس. رغم ذلك، من الصعب تجاهل الشبه بين البدلة السوداء البسيطة والأنيقة التي يرتديها الرئيس السابق كاوندا، وبين البدلات التي اشتهر بها ماو".
    كان ذلك في بداية الستينات..!!.
    وفي نهاية العقد الأول من القرن الـ 21 يأتي من يكذب علناً وفي الجهاز الاعلامي القومي..
    هكذا هم حكام (الانقاذ)..أكثر الحكام الذين كذبوا على الشعب، بل استخفوا بعقول الناس وبقدراتهم..
    والاعلام السوداني يتفاعل مع هذه الأكاذيب بالترديد وبلا حياء باعداد برامج تلفزيونية خاصة تمجد الأكاذيب، ولا أدري أين ذهب مثقفي السودان الذي يعرفون التاريخ ويلمون بدقائقه، ولا يتحملون
    قبل عام أو أكثر ضربت القوات الجوية السودانية بطائراتها قافلة امدادات تابعة للامم المتحدة في دارفور فبادر سفير السودان في المنظمة الدولية عبدالمحمود عبدالحليم امام الصحافيين بنفي الواقعة جملة وتفصيلاً.. متهماً حركة العدل والمساواة بارتكاب الهجوم، وفي اليوم التالي اعترفت الحكومة السودانية بالهجوم وقالت انه حدث بالخطأ، وذلك بعد أن علمت ان الهجوم مؤثق ولا سبيل للنفي، وأصبح المندوب في الامم المتحدة كاذب في نظر من استمع إليه بتأكيداته القوية وحماسه الزايد.
    وهو يعلم تمام العلم أن حكومته تكذب من صغيرها لكبيرها..

    بيوت الاشباح..آخيراً اصبحت حقيقة..!!
    قبل ايام فاجأ الرئيس عمر البشير السودانيين باعترافه الشخصي بحقيقة بيوت الاشباح والممارسات التي تمت في الماضي، في سياق حديثه حول تغير النظام لاستراتيجيته السابقة، ومؤكداً ما ظل ينفيه الانقاذيون على مدى عشرين عاماً مضت، وصرفت فيه الدولة المال الكثير لتسويق هذه الأكاذيب من أكل وراحة الشعب السوداني، آخيراً أعترف الرئيس بعد كذبة استمرت عقدين من الزمان في ظل نفي شبه يومي وعلى كل المستويات من الاعلام وعلى كل الصعد المحلية والاقليمية والدولية.
    وعندما يتأمل المرء في كمية الأكاذيب التي تنشرها أجهزة الاعلام الحكومي يستغرب غاية الاستغراب..كما استغرب أديبنا الراحل الطيب صالح في مقالته المشهورة:
    "هل السماء صافية فوق أرض السودان أم أنهم حجبوها بالأكاذيب؟ هل ما زالوا يتحدثون عن الرخاء والناس جوعى؟ وعن الأمن والناس في ذعر وعن صلاح الأحوال والبلد خراب؟" وفي فقرة اخرى" من اين جاء هؤلاء الناس؟ أما أرضعتهم الأمهات والعمات والخالات ؟ أما أصغوا للرياح تهب من الشمال والجنوب؟ أما رأوا بروق الصعيد تشيل وتحط؟ أما شافوا القمح ينمو في الحقول وسبائط التمر مثقلة فوق هامات النخيل؟ أما سمعوا مدائح حاج الماحي وود سعد، وأغاني سرور وخليل فرح وحسن عطية والكابلي واحمد المصطفى؟ أما قرأوا شعر العباس والمجذوب؟ أما سمعوا الأصوات القديمة وأحسوا الأشواق القديمة، ألا يحبون الوطن كما نحبه؟ إذاً. لماذا يحبونه وكأنهم يكرهونه ويعملون على إعماره وكأنهم مسخرون لخرابه؟".
    ويختم المقال ذائع الصيت قائلاً:
    "هل حرائر النساء من "سودري" و"حمرة الوز" و"حمرة الشيخ" ما زلن يتسولن في شوارع الخرطوم؟ هل ما زال أهل الجنوب ينزحون إلى الشمال وأهل الشمال يهربون إلى أي بلد يقبلهم؟ هل أسعار الدولار لا تزال في صعود وأقدار الناس في هبوط..؟ أما زالوا يحلمون أن يُقيموا على جثة السودان المسكين خلافة إسلامية سودانية يبايعها أهل مصر وبلاد الشام والمغرب واليمن والعراق وبلاد جزيرة العرب؟ من أين جاء هؤلاء الناس؟ بل.. من هؤلاء الناس؟".

    التوقيع على النظام الأساسي لمحكمة الجنايات الدولية..!!.

    كشف الزميل الصحفي المثابر الاخ عبدالمنعم سليمان قبل ايام قليلة فضيحة كبرى واحدة من فضائح النظام التاريخية إذ كشف أن الحكومة السودانية قد وافقت على النظام الأساسي للمحكمة بل الرئيس عمر البشير شخصياً قد وقع على النظام في 8 سبتمبر 2000م، والمصدر هو مجلة (المحامين) التي يرأس تحريرها الاستاذ فتحي خليل العدد الثاني فبراير 2003م، وفي ذات العدد كتب فتحي خليل مقالة عصماء يُمجد فيها نظام المحكمة الدولية ولم يؤكد توقيع السيد رئيس فحسب بل نادى بتعديل القوانين والتشريعات الوطنية لتتوائم مع ما ورد في النظام الاساسي للمحكمة الجنائية الدولية، وقال خليل بنفسه" وقعت 139 دولة من ضمنها السودان اذ قام السيد رئيس الجمهورية بالتوقيع على النظام الاساسي، وان النظام الاساسي سيدخل حيز النفاذ في اليوم الاول من يوليو 2003م".
    الوثيقة التاريخية التي كشفها الزميل الصحفي مهمة للغاية من حيث كونها تثبت ان حكومة السودان (الانقاذ) كانت من اكثر المتحمسين لوجود المحكمة الجنائية الدولية وانها وقعت علي نظامها الاساسي بذلك الحماس فكانت بذلك أقوى المؤكدين على نجاع فكرتها، لكنها تنكرت لها بعد ان تورطت في دارفور.
    وصدقت العبقرية السودانية التي قالت أن "حبل الكذب قصير"، وحتماً سيعرف المواطن السوداني حجم الاكاذيب التي مورست ضده وحكمت بها البلاد بطولها وعرضها.

    كذب الشيخ الجديد
    ولما صار الكذب مهنة وطبيعة وعادة لدى القوم كبارهم وصغارهم احتفظ التاريخ لهم بكل صغيرة وكبيرة، ومن ضمن ما وثقته اجهزة الاعلام والتقنية الجديدة الأكاذيب التي أطلقها الشيخ الجديد نائب رئيس الجمهورية على عثمان محمد طه التي بثها تلفزيون السودان عبر برنامج (في الواجهة) التلفزيوني في منتصف شهر يوليو 2004م بمناسبة الاحتفال بالعيد الـ 15 على (الانقاذ).. ونشرتها صحيفة (أخبار اليوم).قال علي عثمان في رده على سؤال مقدم البرنامج أحمد البلال الطيب على طريقة (حمد والديبة حاجة عجيبة) التي تعني إجادة تمرير الكرة بين اللاعبين والوصول المرمى.
    قائلاً:
    "استطاعت الانقاذ أن تطرح رؤى واضحة من خلال تأسيسها لدستور البلاد يحتوي علي جملة من المبادئ التي تصلح أساساً لادارة أوضاع البلاد في هذه الفترة وتؤسس للفترة المقبلة هذا الدستور في تقديرنا قد تضمن حصيلة تجارب الحكم والادارة في السودان في الفترات الماضية ونظرا الي التجارب المعاصرة والي المبادئ الدولية وتضمنها، ثم جاءت التجربة العملية بانشاء مؤسسات للدولة تأسيسا للامركزية الحكم وتأسيسا للحوار الوطنى الحر والبناء لمناخ ديمقراطي يستطيع المواطن فيه فردا او مجموعة ان يعبر عن ارائه ويشكل هذه الآراء ويجسدها في شكل مؤسسات تدير حواراً مفتوحا مع الساحة".
    وفي مواصلته للاجابة على السؤال قال النائب الأول للرئيس في حينها وهو يبتسم:
    "استطاعت الانقاذ أن تُؤسس لحرية الصحافة والنقد والتداول العام حول الموضوعات وان تنشئ اجهزة رقابة من خلال الانتخابات وتأسيس المجالس التشريعية والبرلمانية علي المستوي الولائى والاتحادي لتقوم بدورها في محاسبة الجهاز التنفيذي مرسية بذلك مبدأ الشفافية والمحاسبة العامة لاداء الاجهزة وان تؤسس لحكم القانون بانشاء قضاء مستقل ترسخت هيبته واحترامه لدي المواطن اولا من حيث انه يبني علي اعراف وقواعد لتحقيق العدالة ليست غريبة علي الوجدان السودانى فالقوانين والتشريعات التي سنت في خلال هذه الفترة استمدت كلها من ضمير الشعب ومن معتقداته فان القوانين التي اسست علي قواعد الشريعة الاسلامية هي تعبير عن التعايش والتصالح بين المجتمع وبين القوانين والقيم التي تحكمه"..كذب السيح والريح..!!.
    ولا زال الشيخ الجديد يواصل مسلسل الكذب عن الجنة التي اقامها لشعب السودان في مناطق أمري وكجبار ودارفور..الكذب لا يشترى بالمال..!!.
    وهل كان الكذب على الشعب فقط..؟؟!.
    الغريبة أن النظام كان ولا زال يكذب على نفسه ويصدق كذباته الكبيرة..
    هذا مرض عضال يستلزم العلاج..لكن بعد (خراب سوبا)..؟.
    يوما ما كنت عضواً في المكتب التنفيذي لوزير مالية (شمالي) بإحدى ولايات جنوب السودان في حقبة التسعينات، وبينما كنا نهم في كتابة تقرير الوزارة السنوي دخل علينا (الوزير) فطلب منا أن نكتب على غير الحقيقة أن الشركة الهندسية التي تتبع للوزارة (زراع استثماري) ربحت في عامها الأول مبلغ 5 مليون جنيه، وهذا لم يكن حقيقة ألبته، وكانت حاجة غريبة للغاية هذا التصرف سيما وأن الوزير كانت له مكانة كبيرة للغاية بين العاملين خلف الكواليس في حفظ أمن البلاد.
    وقبلها بسنوات كنت أعمل في إحدى القطاعات الاستراتيجية التنظيمية وبينما كنا نضع اللمسات الأخيرة على التقارير الربع سنوية لمناقشتها في الاجتماع الكبير ونحن ممثلين لكل ولايات السودان جاءنا أحد القيادات وطلب منا (نفخ) التقارير.. بمعنى أن نُضاعف الأرقام التي بحوزتنا حتى نظهر وكأننا حققنا أكثر من المطلوب..!!.
    رئيس الجمهورية كان دائماً يحضر الاجتماع السنوي الكبير وسط التهليل والتكبير والفرحة بانجازات كاذبة غير موجودة على أرض الواقع..لذا أشعر بمرارة لدرجة التقيوء كلما شاهدت الفضائية السودانية و مشاهد التهليل والتكبير عند وصول الرئيس أو نائبه، أعرف أن الكذب هو سيد الساحة وان مظاهر الفرحة الكاذبة ما عادت تطرب مسمعي، وهذه إجابة للذين سألوني عن سبب مقاطعتي الفضائيات السودانية..!.

    الخجل من النور..
    أثناء تقلبي لكتاب الكاتب السعودي عبدالله القصيمي (عار التاريخ) استوقفتني هذه العبارة التي تصور واقعنا بكل ما فيه، يربط بين الدكتاتورية وتأثيرها البليغ على الشعوب فيقول:
    "الدكتاتور لا يجئ في كل الظروف ولا في كل المجتمعات انه يجئ في ظروف خاصة قابلة لأن يمارس فيها كل جنونه..أنها ظروف تهئ للوقوع في شباك الدعاية والاستهواء، وانه من جهة آخرى لا يؤمن بالأخلاق ولا بالمنطق..أنه يكذب ويضلل ما استطاع لا يمنعه من ذلك مانع..انه لا يشعر أن أحداً يراه او ينكره او يحاسبه، انه لا يخجل من النور..أنه لا يراه..انه لا يحسب أي حساب لكل ما في الشمس من قوة ورؤية وكشف".
    هذا الكاتب يصور واقعنا بشكل غريب وكأنه يعرف ما يجري في كواليس حُكامنا وما يحدث في ساحتنا السياسية فيكتب قائلاً:
    "من جهة ثالثة ..ليس للجماهير مناعة – أي مناعة – ضد الانخداع والخوف وتصديق السحر، ان استعداد الجماهير للانخداع مشكلة قديمة وحديثة، لم يوجد لها علاج..انه لم يوجد لها العلاج، ان هذه الأمور الثلاثة تعطي دعايته المرهقة كل الفرص لكي تبلغ منتهاها..فإذا وجدت المجتمعات الهاربة من نفسها الباحثة عن الغواية، ووجدت تلك الغواية بكل مغرياتها وأساليبها وأنبيائها الكذبة، ثم سقطت على تلك المجتمعات كل كذبها وفجورها وانطلاقتها المتوحشة، ثم كانت المجتمعات بظروفها النفسية محتاجة الى الضلال والاتباع والايمان وتسليم القلاع للغزاة القادمين من وراء الضباب..إذا اجتمع ذلك كله، كان محتُوماً أن تجي دعاية الديكتاتور شيئاً مثيراً وحاسماً، أن هذا هو التفسير لما يثبت دائماً من تفوق الدعاية الديكتاتورية على دعايات خصومها..انها تجئ تعبيراً عن حالة أليمة موجودة.
    ان هذا يجعلها رسالة وانقاذاً في تصور الجماعات، لهذا يترامون تحت أقدامها بلا وقار أو ذكاء، انهم بذلك يهربون من انفسهم ومن فراغها الأليم العقيم، انهم لا يجيدون ما يملأ هذا الفراغ غير الايمان بالتعصب والحقد والكذب والوعود التي تطلقها هذه الدعاية الباهظة،أما خصومها فليست لهم هذه المزايا فلا يتكافأون معها، أن الجنون في السوق شئ متفوق ساحق لا ينافس"...!!.

    ان المجتمعات في الغالب تؤمن بالذين يعلمونها الكذب والغواية والبغض والحماقات لا بمن يعلمونها الحب والحقيقة والصداقة والعقل، أن الاكاذيب أقوى سحراً من الحقائق..ان المهرجين الصارخين يعطون الجماعات الفرصة لكي تريح آلامها وأعصابها، أو حرمانها أعظم ما يعيطها العقلاء المتوقرون.
    ما اسخف العقل حين يطلب الجنون..وما اسخف الاتزان في مخاطبة الجماهير التي تجد في الاكاذيب والمبالغات والتحويمات تعويضاً لها عن فقدها وعجزها وحاجتها.. كل الناس يحتاجون إلى تعويض ولو بالكذب، ولو بالاحتلام، ولو بالشتائم والحقد، لهذا يهاجمونني في كل ما أكتب لأنني لا أكذب عليهم..ولا أتجمل..ولا أدعي نبوءة..ولأنني أكتب لهم ما يبكيهم..وما يزرع في نفوسهم الرعب من عاقبة الطريق الذي يسيرون فيه..يهاجمونني لأنني أقول لهم الحقيقة المُرة بينما كل أجهزة الاعلام تقدم لهم الأكاذيب ممزوجة بالتهليل والتكبير..وموسيقى الجهاد وأغاني الحماسة.
    قبل 6 سنوات كتبت مقالاً منطلقاً من وازع الفطرة كالوا ليّ السباب والشتيمة ومن ضمن ما قالوا "أكلت خير (الإنقاذ) حتى شبعت وتأتي اليوم تحذر منها...؟"، قلت لهم بالحرف الواحد "أحسب أنني أحمل أمانة ورسالة سيسألني عنها المولى سبحانه وتعالى يوم أقف أمامه..ورسالتي عميقة الجذور وفي خاطري أبنائي وأبناء كل السودان أخاف عليهم من المستقبل المظلم".
    وكانت النتيجة سريعة على غير ما توقعت ..حملتها الأخبار اليومية..آلاف حالات الاغتصاب بين الناشئة..ومن قبلها تناقلته صحائف الدول المجاورة..أبناء الزنى الذين ضاقت بهم أرجاء البلاد يتكفل بهم الشعب الطيب المغلوب على أمره..أما المليارات من الجنيهات السودانية تُخصص للمؤتمرات عديمه الجدوى.. وجلب المؤيدين أعضاء النقابات العربية من محامين وقضاة وأكاديميين لتأييد الرئيس على خلفية اتهام المحكمة الجنائية الدولية، وينقلها الاعلام السوداني على الهواء مباشرة..واتحفنا القوم بعبارات المدح التي لم يحلم بها سيف الدولة من ابي الطيب المتنبئ.
    تسويق للكذب على المستوى الاقليمي والدولي..!!.

    ادعاء التنمية الكاذب ..!!
    ما وُجهت كاميرة تلفزيونية لمسئول سوداني إلا وتحدث عن التنمية التي حققتها (الحكومة)..
    والتنمية في فهم قادة النظام هي الجسور الجميلة والبنايات الشاهقة والحدائق العامة والجامعات التي لا أحد أصبح يعترف بشهاداتها.
    مظاهر التنمية هذه برغم علاتها..
    دفع ثمنها المواطن السوداني من دمه ولحمه وكرامته وعِرضه.
    إذا احتاج لعملية جراحية طُلب منه شراء الحُقن والشاش والسرير والبنج..
    وإذا احتاج لإدخال الكهرباء في منزله طلبوا منه شراء العمود والأسلاك..
    وإذا فكر في السفر خارج البلاد طلبت منه الأموال الطائلة..
    والرسوم التي لا تنتهي..
    وإذا عاد من غربته..
    طلبوا الأتاوات الكبيرة التي تنوء بحملها الجبال.
    فأصبح المواطن السوداني يدفع للحكومة وهو ميت ومسجى على النقالة ..إذا توفي في المستشفى حملوا الجثمان لمنزله.. وقبل أن ينزلوه من سيارة الاسعاف طلبوا قيمة المشوار .. مشوار الجثمان..!!.

    صناعة الكذب..
    مؤخراً أسست (الحكومة) عدداً من الصُحف الموالية لها وأشاعت أنها صُحفاً مستقلة بعد أن فكت ضوائق من قاموا عليها من أجل الترويج للكذب والدفاع عنه.
    صحف جديدة تمثل صناعة تحويلية..
    تحول الهزيمة النكراء إلى انتصار تاريخي كبير.
    تُحول الحقائق الظاهرة مثل الشمس في رابعة النهار إلى أكاذيب ..وادعاءات..تصف من يتحدث بغيرها بالمرتزقة وصحافي المارينز..والخونة..الذين باعوا أوطانهم بثمن بخس.
    لكن العزاء الوحيد أن هذه (الصناعة) تخلو من المهندسين والمهرة والمبدعين والمؤمنين بالفكرة..بل هم مجرد كمبارس يؤدون دوراً لا يعرفون أهميته وتأثيره على الاوضاع.
    صناعة تخلو من أصحاب الموهبة..
    إن صناعة الصحافة (الحكومية) التابعة للمؤتمر الوطني برغم امكانياتها المالية المهولة تخلو من كُتاب مبدعين يتناقل السودانييون مقالاتهم عبر الشبكة العنكبوتية مثل الأساتذة محمد موسى جبارة.. فتحي الضو ..حسن البطل... الحاج وراق.. عثمان ميرغني..عبدالباقي الظافر..إلخ.
    حتى مؤيدي الحزب الحاكم في أكبر المنتديات الالكترونية اشتهروا بلغة الشتيمة والسب والقول الساقط، ليس لهم ما يقنع الآخرين بجدوى الانحياز لهم لأن فاقد الشئ لا يعطيه.
    وخلاصة القول أن مسيرة الكذب التي استمرت عدين من الزمان نالت من السودان الشئ الكثير..
    فكانت عاقبته..فشل كل السياسيات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والصحية والتربوية والأمنية والعسكرية والدبلوماسية وأصبحت البلاد نهباً لكل فاسد وفاسق وانتشرت الأوبئة النفسية والاجتماعية بين الناس نتيجة للكذب.
    24 مايو 2009م
    ---------------------------------


    المُؤتمر الوْطنِي.. إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث !!

    مدخل
    " إذا ما ارتدى الزُور والمكر لباس التقوى ستقع أكبر فاجعة في التاريخ"..!!
    الفيلسوف الهندي رادها كريشنان
    أي لغة هذه التي تعبر عما وصل إليه حال الحاكمين في السودان من وصف يليق بأفعالهم المنكرة يسبُون ويشتُمون ويتهمون بالعمالة كل من عارض فوضتهم وفسادهم الذي أزكم الأنوف، وقد تبخرت كل شعاراتهم من لدن لا ولاء لغير الله إلى الرد.. الرد.. السد.. السد..!!.
    وإذا ما تجاهلهم الناس ظلوا في طغيانهم يعمهون..يخربون البلاد بأيديهم، وإذا ما حاول أصحاب الوجعة الخروج من الأزمة التي أوقعوهم فيها أرغوا وأزبدوا، وجندوا المنخنقة والنطيحة وما أكل السبع، والفضائيات التي قامت على أكتاف الشعب المطحون، وعرق المغتربين والمهجرين.
    إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ..!!.
    فإن المؤتمر العام للمؤتمر الوطني (الحزب الحاكم) الذي انفض سامره قبل أيام قليلة كشف عن ضحالة الفكر الذي يقود البلاد، وقادها بالفعل إلى ما نعاني منه في كل مناحي الحياة، وعندما اطلعت على البيان الختامي للمؤتمر وجدت ذات الصيغة التي صبغت كل بيانات المؤتمرات السابقة منذ تأسيس هذا المُلك العضوض وذات المفردات وذات العبارات التي تمجد الحزب الحاكم وتكرار سمج وممجوج للأكاذيب والأوهام والخيالات المريضة.
    واقتبس للقارئ الكريم من توصيات هذا المؤتمر ما يلي:
    والمؤتمر العام الثالث للمؤتمر الوطني اذ يختتم اعماله، يؤكد فى بيانه الختامى أنه:
     يحي جماهيره العريضة الممتدة فى انحاء السودان، ويرحب ترحيبا حارا بالاعداد الكبيرة التى انضمت لركبه من القيادات السياسية والاجتماعية والفئوية والوظيفية، يرحب بهم فى مسيرة البذل والعطاء والتضحية لاجل بناء الوطن وعزته وكرامته ، ويحي المؤتمر اهل السودان كافة بمختلف أحزابهم ومشاربهم السياسية والثقافية.
     ويؤكد المؤتمر الوطنى للجميع ثباته على مبادئه السياسية المرتكزة على مبادئ الدين والوطن،.. وانه مصمم على استكمال بناء حزب قائد لوطن رائد، يبنى نهضته وعزة شعبه على دوافع الايمان بالله تعالى وقيم الشريعة الاسلامية السمحاء وهدى واخلاق الدين الحق ، ثم على العلم والمعرفة والبحث العلمى ، التقانة للقيادة والرياده.
     ثم يمهر كل ذلك بالصدق مع الشعب والوطن وبالعزيمة والثبات والصمود ، والتعاون مع الجهود المخلصة لكل القوى والتنظيمات السياسية السودانية.
     ويؤكد المؤتمر الوطنى للشعب السودانى، أنه يتاهل لصياغة مستقبل السودان الزاهر بالبناء على رصيده من الخبرة والتجربة وإنجازاته الظاهرة، وهو كذلك يتاهل لصياغة مستقبل السودان، باعمال مبادئ الحق والاصلاح لمسيرته والتطوير والتحديث والتجديد فى السياسات وفى القيادات.. ويعتمد مبادئ الالتزام التنظيمى والسياسي ومبدأ المحاسبة والشفافية والمؤسسية واعتماد عنصر الكفاءة فى التكاليف والنقد البناء للأداء ، معايير للتجربة التنظيمية الناضجة والمسؤولة.

    الخبرة والتجربة..!!
    والحزب الحاكم في السودان عندما يصدر بيانات وينشرها في أجهزة الاعلام المختلفة لا يدري أن هذا الشعب يدرك كذبه خاصه في الفقرة الثالثة من الاقتباس " ويؤكد المؤتمر الوطنى للجميع ثباته على مبادئه السياسية المرتكزة على مبادئ الدين والوطن"، عن أي دين يتحدث الحزب.. وعن أي وطن..؟؟ يتحدث الحزب الحاكم، لكن ما دام البيان موجه لعموم الشعب السوداني فهو يعلم أي خزي..وأي عار يعيش فيه، والاحتفالات التي صرف فيها مليارات الدينارات لتجار الحزب احتفالاً بسد مروي قد ضاعت سدىً، وعاصمة البلاد أصبحت تعيش في الظلام الدامس وأجزاء كبيرة منها لا تجد ماء الشرب، ويتحدث المؤتمر الوطني في الفقرة الأخيرة من الاقتباس " ويؤكد المؤتمر الوطنى للشعب السودانى، أنه يتاهل لصياغة مستقبل السودان الزاهر بالبناء على رصيده من الخبرة والتجربة وإنجازاته الظاهرة"، عشرون عاماً والبلاد تئن من الحاجات الأساسية، والأتاوات تزداد على كاهل المواطنين..!!.

    كشفت الحملة الاعلامية التي قادها كُتاب المؤتمر الوطني ضد مؤتمر جوبا عن هزة قوية أصابت الحزب في مقتل وقد كان يُعول على فشل المؤتمر بسبب اختلافات وجهات نظر مختلفة مزعومة بين الكيانات السياسية المشاركة فيه، بالطبع أن الحزب الحاكم لم يتعود على التحالفات السياسية ضده طيلة العقدين المنصرمين، الأمر الذي أربك حساباته وخلق حالة من ردود الأفعال لم تكن في صالحه بأي حال من الأحوال ذلك لأن العبارات المتشنجة التي صاحبت مقالات مؤيديه أكدت أن مؤتمر مدينة جوبا قد نجح نجاحاً غير متصور في حسابات المتابعين للمعركة التي يخوضها الحزب الحاكم ضد المعارضين.
    في ذات الاطار بينت الاحداث أن نجاح مؤتمر جوبا نجح أولاً في التأكيد على امكانية حدوث تحالفات ضد الحزب الحاكم وهذا في نظري من أكبر النجاحات التي تحققت مؤخراً أشاعت جواً من الفرحة والأمل في تحالف كبير وقوي يضم كل الكيانات السياسية ضد جبروت (الانقاذ)، وقد كانت تصريحات د. قطبي المهدي ضد مؤتمر جوبا هزيلة وكلنا رأينا الهزيمة النفسية على قسمات وجهه، والأحاديث الكاذبة التي أطلقها على الهواء دون أدلة مؤثوقة.

    من هو الكاسب الأكبر..؟.
    وفي طريق د. قطبي المهدي سار د. محمد وقيع الله في تعليقه على مؤتمر جوبا بمقالة كاملة نشرتها مجلة (سودانايل) الالكترونية قال فيها "...وهكذا اجتمعوا، وأكثروا من اللغو، ثم انفضوا، وآبوا بالخسارة، والخيبة، والخذلان، بينما أُوتي المؤتمر الوطني نصرا عزيزا لم يكن في الحسبان،وبغير جدال يمكن أن يقول القائل إن المؤتمر الوطني كان هو الكاسب الأكبر من وراء مؤتمر جوبا".
    وواصل د. وقيع الله تأكيده على نجاح مؤتمر جوبا قائلاً:
    "فقد كشف هذا المؤتمر للشعب السوداني، مدى هزال المعارضة السياسية، اللا مبدئية، اللا وطنية، وأبان عن تهافتها، وانتهازيتها، وزيفها، وعدم التقائها إلا على هدف سلبي وقتي، يتلخص في معارضة المؤتمر الوطني، وسبِّ الشعب السوداني الشمالي، والعمل على ابتزازه، مع التهرب من الاستحقاق الانتخابي، والاتجاه إلى ممارسة التخريب، مع العزم على فصل الجنوب"..!!.
    ومقال د. محمد وقيع الله كعادته.. زادت فيه العبارات المتشنجة والتي لا يسندها منطق ولاعقل، بينما قال كلاماً عن مؤتمره (الوطني) يكذبه فيه الواقع مثل جملة " بينما أُوتي المؤتمر الوطني نصراً عزيزاً لم يكن في الحسبان،وبغير جدال يمكن أن يقول القائل إن المؤتمر الوطني كان هو الكاسب الأكبر من وراء مؤتمر جوبا"، وفي اعتقادي أن المواطن السوداني واع ومدرك لهذه الخطرفات..
    ومؤتمر الحزب الحاكم.. ومؤتمر جوبا..ليس الموضوع الذي أنا بصدده إنما جاءت في سياق الأحداث الجارية في البلاد والتي تستحق التعليق عليها..

    في أواخر شهر رمضان المنصرم ارتكب فينا النظام الحاكم وعتاولته في الاجهزة الامنية والقانونية والشرطية جرماً كبيراً، إذ بشعوا بسمعة السودان فيما عرف بأزمة (البنطلون) وجعلوا سيرتنا على كل قنوات الدنيا، وبكل لغات العالم تساءلت البشرية جمعاء.. أي نظام حكم هذا الذي يرتكب حماقة مثل هذه..إنَّها “الجاهلية” بعينها، فنظام (الانقاذ) الذي لم ينتصر قط لقضايا المواطنين وللتحول الديمقراطي (والحضاري والإنساني) يأبى إلا أن يختزل في المرأة جُل، إنْ لم يكن كل، معاني الشرف والأخلاق، فموت الأطفال والنساء في دارفور أهون عليه من أن تعيش المرأة السودانية حرَّةً من وصاية نظام يعاني من القصور المعرفي والسياسي والديمقراطي والحضاري، لذا لم يكن غريباً أن يحدث في بلادنا ما حدث..يكفي أن العاصمة الخرطوم لا زالت تعاني من الانقطاع المتكرر للكهرباء وماء الشرب، فيما يتبجح اعلاميي الحزب الحاكم والنفعيين من تكرار مفردة (الانجازات) و(التنمية الشاملة)..!!.

    الدولة السودانية العظمى..!!

    بينما كانت العاصمة الخرطوم ممتلئة شوارعها بمياه المطر والوحل جراء أمطار الثلاث ساعات التي أغرقتها وأصبحت سيمفونية نقيق الضفادع مع كورس طنين البعوض في مستنقعات وحفر العاصمة ملء الآذان، إذ بالدكتور (نافع) علي نافع يواسي السودانيين المنكوبين مبشراً لهم بدولة سودانية عظمى خلال الثلاث سنوات القادمة، لا أدري لماذا اختار الدكتور الرقم (ثلاثة)، ففي عهد الإنقاذ حتى الأعداد البسيطة لم تسلم من التحوير والتحريف، فإذا قلت إن الساعة في السودان 12 ستكذبك الطبيعة بشمسها وظلالها الممدودة معالماً للوقت وتقول لك هي 11 ولكن أهل الإنقاذ لم يسلم من تزييفهم حتى ملكوت الله مصرين تقديم التوقيت صيفاً وشتاءً عكس المعمول به في كل الدنيا.
    عدم مصداقية القوم أصبحت حقيقة لا تنتطح عليها عنزتان. وكان حرياً في هذا الظرف بالدكتور نافع علي نافع أن يرحم هذا الشعب المكلوم، ويبشر أهل العاصمة فقط لا كل السودان الكبير بشبكة مجاري حضارية وخلال خمس سنوات بدلاً من دولة عظمى خلال ثلاث سنوات فقط يتحدث العالم عن قوتها الكلامية. لقد أعلن القوم رمضان قبل الفائت النفرة الزراعية التي خابت ، ولكم خابت لهم وعود فأصبحوا كحال عرقوب التي وصفها حسان بن ثابت في لاميته في مدح الرسول الأكرم بـ (وما مواعيدها إلا الأباطيل) وهم مازالوا يستسيغون وعودهم الخوالف، حتى أصبح كلام ليلهم يمحوه نهارهم لأنهم تناسوا قاعدة بسيطة وهي أن القوة يصنعها الصدق مع النفس ومع الإنسان وتأهيله لا استنزافه وتدميره وهي قاعدة قرآنية يعرفها حتى غير المسلمين ولكن القوم يقرأون القرآن ويستدلون به استدلالاً لا يتجاوز حلاقيمهم.
    كل السودانيين يريدون للسودان القوة والمنعة ولكن قوة حق وعدل ومساواة، الضعيف فيها قوي حتى يؤخذ الحق له، دولة يأخذ أهلها الظالم حتى يرجع إلى رشده، دولة تحترم القوانين والعهود، لا دولة تفتل عضلاتها ضد بنيها تجرهم نحو المهالك لأجل أشواق عصبة ضربت بالدين والأعراف عرض الحائط حتى صارت الدولة السودانية دولة منبوذة لا مصداقية لها بعد أن كان السوداني في الداخل والخارج مثالاً لمكارم الأخلاق والحمية والشهامة، ولو لا الإرث السوداني الطيب لما قبل الإنقاذ لأصبح الشعب السوداني منبوذاً في العالم جراء سلوك حكومته المنقذة التي غيبت بقهرها وجبروتها شمس المحنة وأصبح الظالم معه الحق والمظلوم لا نصير له. كيف تصبح الدولة عظمى والعالم مشغول بانفلونزا الخنازير وهي مشغولة بلابسات بناطلين، وإذا بالمطر ينهمر على عاصمتها الحضارية فتقف الحياة وتغرق في شبر موية.
    يحبون السودان كأنهم يكرهونه..!!.
    إن القوة التي يتحدث عنها د.(نافع) ستأكله وتأكل أخضر ويابس البلد، لأنها قوة مستمدة من شعور استبدادي متسلق بالدين للسلطة التي أصبحت هي الدين بل أضحت ديناً ضد الدين، إنها ليست القوة لأجل الحق لكنها القوة لأجل القوة، لقد وصل القوم إلى حالة من اللامبالاة والغطرسة جعلتهم مصداقية القول المأثور "راكب السلطة كراكب ظهر الأسد"، وهل استأسدت حكومة على الشعب السوداني كما استأسدوا.
    د. (نافع) من الذين من الله عليهم بالدراسة عندما كان التعليم مجاناً، وربما من عليه سودان الخير آنذاك بالإبتعاث للخارج عله يرجع ويخدمه في مجاله بالتخصص الزراعي، ولكن الرجل له أشواق أن يكون السودان -الذي ترقد فيه ملايين الأفدنة الزراعية بوراً- أن يكون دولة عظمى بفهمه هو للقوة، ود. نافع ممن رأى وسار في شوارع دُول عُظمى ينهمر فيها المطر لساعات وأيام وبعد لحظات تنساب المياه وكأن شيئاً لم يكن وتستمر الحياة في سلاسة، أليس في تجارب هذه الدُول ما يلفت نظر هؤلاء القوم إلى كيفية صناعة الحياة بدلاً من صناعة الوهم والهموم التي أثقلت كاهل الشعب المغلوب على أمره.
    صدق المرحوم الطيب صالح حينما تساءل عنهم قائلاً "لماذا يحبون السودان كأنهم يكرهونه..!"، خروج (نافع) بمثل هذا الكلام وفي هذا الظرف وبهذه اللامبالاة يعني أن القوم غارقون في الوهم حتى أنوفهم، وإلا فما هي بُشريات الدولة العُظمى والناس في هم جراء سقوط منازلهم وسقوط مدارس عديدة، إن الصُور التي عرضتها القنوات الفضائية من الجو للخرطوم وهي تعوم في المياه جد مُخجلة، لقد أخجلتنا وخجلنا للإنقاذيين على هذا المنظر اللاحضاري الذي شاهده الأجانب وكفروا لنا ما حدث ودعوا لنا أن يحفظ الله أهل السودان، ولكنهم والحمدلله لم يسمعوا نافع الذي يعد السودانيين وعد الغرور وهم يخرجون من منازلهم يغوصون في الوحل في عاصمة التوجه الحضاري الذي انقضت منه 20 سنة، ولا ندري متى نصل لمرحلة الدولة العُظمى.
    لماذا لا يأكلون مُعجنات..؟!.
    د. (نافع) بتصريحه هذا كأنه يكرر قول ملكة فرنسا وهي ترى من شرفة قصرها الفرنسيين يتظاهرون من حياة البؤس فتساءلت ما بال هؤلاء..؟. فقيل لها إنهم لا يجدون الخبز.. فقالت لماذا لا يأكلون مُعجنات..؟!.
    هل ستكون دولة (نافع) العُظمى بدون شبكة مجاري في العاصمة أم أن شبكة المجاري ستكون بعد قيام دولته العظمى، إن نظرية نافع العظموية هذه ستنسف مقدمة ابن خلدون التي عمل بها الغرب طويلاً فحققها علماً مادياً ستأتي أجيال لاحقة فترى طبائع عمرانه فتدرك انه كانت هنا حضارة، أما طبائع عمران (نافع) فهو الكلام وما أسهل الجُهود على الإنسان عندما تكون كلاماً مجانياً يدفع فاتورته الشعب المكلوم.
    سيقولون هناك نهضة في الكباري وفي السدود ولكن ما دفعه الشعب السوداني فقط ناهيك عن المداخيل الزراعية والنفطية كفيل ببناء أكثر من سودان، إن أغرب التبريرات في احتباس مياه المطر هو التخريج غير المسبوق حتى في القرون الوسطى الذي أطلقه احد المسؤولين المنقذين حينما نسب أحد أسباب احتباس مياه الأمطار إلى ستات الشاي اللائي تسبب (تفل) شايهن في إغلاق المجاري في كثير من المناطق، ولعمري هذا هراء يؤسس لغرس الاستحمار في محل النباهة وكان الأجدر به أن يسكت فمن كان يؤمن بالله فليقل خيراً أو ليصمت, ولكن هذه المأثورات ذابت في وهيج السلطة، ولعل هذا المأفون بالسُلطة تناسى أن من بين ستات الشاي عصاميات يدفعن مصاريف دراسة أبنائهن للدولة التي لا يحن لها قلب، ولا يرف لها جفن، ولا تأخذها في جمع الضرائب والزكوات لومة لائم، ومن نفس ستات الشاي اللائي سد (تفل) شايهن مصارف عاصمة الدولة العظمى، نحمد الله أنه لم ينسب المسؤولون الأمطار لمؤامرة خارجية حسب ما تواتر عنهم في أحداث كثيرة.
    إني أسأل القوم لو أن ما حدث في الخرطوم من لا مبالاة أدت إلى كارثة تراكم مياه الأمطار، لو حدث هذا في دولة مثل أمريكا أو اليابان أو ألمانيا أو بريطانيا أو فرنسا ( دول الشياطين كما يسمونها) هل سيظل وزير الطرق أو وزير الإسكان أو المعتمد في منصبه، بالطبع هناك سيستقيل بنفسه دون أن يطلب منه أحد ذلك، ولكن القوم عندنا لا يستقيلون ولا يقالون حتى لو غرقت البلد عن بكرة أبيها، العالم يسابق الزمن للوصول لمصل يكافح به أنفلونزا الخنازير، ما هو رصيد دولة (نافع) العُظمى في هذا التسابق، هل هي القوة التي يسعى إليها ليهدد بها الدول التي تنتج للبشرية مثل هذه اللقاحات، سيكون السودان يا (دكتور) دولة قوية عندما يأتي من يهتم باستئصال الملاريا التي أصبحت من الإمراض المتخلفة وعندما تنتج أرضه المنتجات الزراعية ويكتفي شعبها ويمد الغير بما فاض من منتجات، وعندما يُسهم في حل مشاكل الغير لا زيادتها، الدولة القوية تسعى إليها الدول لا تهرب منها كما يهرب الصحيح من الأجرب.
    سيكون السودان قوياً لا عظيماً (فالعظمة لله يا دكتور) عندما تعود العافية للتعليم وللصحة وللبلديات وللمستشفيات، عندما لا يدفع التلاميذ في المدارس الحكومية قروش الطباشير وفواتير كهرباء المدارس كما يحدث في مناطق لا تبعد عن العاصمة 100 كلم، القوة والعافية ستعود للسودان عندما تعود جامعة الخرطوم منارة كما كانت عندما كنت طالباً فيها لا ما آلت إليه عندما صرت أحد المتنفذين الحكوميين.
    لا يسألون عما يفعلون..!!.
    اللافت للنظر أن الذين آلت إليهم الأمور في حكم السودان من الشق المنفصل ( المؤتمر الوطني) لم تكن لهم سيرة تذكر في مجالس الحركة الإسلامية الروحية والتربوية، خصوصاً أيام الجبهة الإسلامية القومية التي ظهر فيها قادة الحركة (الإسلامية) يجوبون مدن وقرى السودان لطرح برنامج الجبهة أيام الديمقراطية الثالثة في الثمانينات، ولعل هذا ما يعكس الوجه والأسلوب الذي يحكمون به البلد، إذ أن تصرفاتهم حيرت الشعب بل حيرت حتى غير الملتزمين بحكم الدين للحياة السياسية، وحتى كثير من الشيوعيين والبعثيين الذين كان يتم تصويرهم على أنهم أعداء للتوجه الإسلامي لم يصل سلوكهم في ظلم الناس هذا المنحى البغيض، بل منهم كثيرون ممن يتصف بعفة اليد واللسان ويخشون أن تجترح أيديهم شيئاً من حقوق الناس عُدواناً وظلماً ويعرفون جيداً أن الظلم ظلمات لا يسقط عند الله بالتقادم أو لأن مقترفيه يُقدمون لله خدمة إقامة الدولة الإسلامية بالتالي فهم لا يسألون عما يفعلون.
    متى تدرك العُصبة الحاكمة أن الإسلام ليس شعاراً يُرفع وإنما مسؤولية تجاه النفس والمجتمع والعالم، ولو عرفوا ذلك لما كانت السلطة هي أكبر همهم ومبلغ علمهم، وحتى لا تنسى ذاكرة الشعب ما جرى من تخريب ديني وفكري واجتماعي خلال حكمهم لا بد من البحث في السؤال الخالد الذي تركه المرحوم الطيب صالح حتى لا يقع الشعب فريسة مرة أخرى للأنبياء الكذبة ( من أين جاء هؤلاء.. ومن هم هؤلاء..!!!)، هل سمع هؤلاء قول أحد الخلفاء بأن "هم المسلم بذل السلام للعالم".
    أضاف شيوخ الإنقاذ وكهولها من ماسكي زمام الحُكم أو المُؤثرين فيه 20 عاماً إلى سنوات عمرهم الذي استلموا عنده السلطة، فمنهم من بلغ الستين والسبعين وهو عمر يصبح فيه الإنسان أكثر قرباً من الله وانكساراً إليه وليناً مع البشر، لكنهم لا يزدادون إلا شراسةً كأنهم من فطرة غير فطرة هذا الشعب، مؤكدين قول أحد الحكماء "يشيخ الإنسان ويلازمه شيئان، الحرص وطول الأمل"،وهل هناك حرص وطول أمل أكثر مما نراه فيهم..؟!.
    في ذات الأيام التي خرج فيها (الدكتور) بتصريح العظمة، كان يجري في كينيا منتدىً عالمياً لتوفير الشبكة العريضة للإنترنت بعنوانConnecting Africa لتوفير الخدمات الحكومية للمواطنين الريفيين عبر الانترنت، وعلق وزير الاتصالات الكيني بأن اهتمامه ينصب نحو الطبقة السكانية دون خط الفقر في الريف لتستفيد من هذه الشبكة وبأسعار في المتناول حتى يحصلوا على الطلبات والخدمات الحكومية باستخدامها مما سيساعد في خفض الرشوة والمحسوبية في القطاع الحكومي، هذا يجري في الجارة كينيا في سياسة واقعية تخدم المُواطن البسيط، وإني أكاد أجزم أن الدخل القومي الكيني أقل من السوداني بكثير، والمتابعين للحركة العالمية في مجال تقنية معلومات الاتصالات يعلمون جيداً الحراك العالمي في هذا المجال، ولكن ما يجري عندنا هو العكس، فجودة تقديم الخدمات الحكومية مضرة للنظام لأن الفوضى الخلاقة Creative Chaos هي أفضل الطرق لبقائه، وجودة الخدمات ستفضح انه جعل مُؤسسات السودان دكاناً للاسترزاق وبلا أدنى دفاتر للحسابات، لذلك فان الخدمات الحكومية الجيدة عندنا هي آخر ما سيخطر على بال المسؤولين، اللهم إلا بارقة واحدة في هذا المجال أسسها والي القضارف (سابقاً) والي الخرطوم حالياً، والعشم أن يواصل في مثل هذه المشاريع المهمة للمواطنين ولا ينجر وراء هرطقة العظمة المدفوعة بالفكر النفعي، يا لها من عظمة جهُولة عجُولة وما أرى فهماً لها سوى امتلاك السلاح لا امتلاك العلم والفكر وتنوير الشعب بمبادئ الحرية والعدل والمساواة وحب الخير، عظمة تمتلك السلاح ظناً أنها تخدم الدين ولا تدري بجهلها أنها تحارب الدين بل تؤسس ديناً ضد الدين الحنيف.
    لقد أسقط سلوك (الإنقاذيين) الجُدد الدين الحنيف في السودان شهيداً في سابقة لن ينساها تاريخ هذا البلد المتسامح، وبعد مضي العشرين عاما من حكمهم التي تعادل 100 سنة من التخريب الديني والاجتماعي يتطلب هول حادثاتهم وحوادثهم ظهور مُجدد للدين يكنس موبقاتهم ويوضح لأهل السودان حتى المسلمين منهم أن الذي كان لم يكن ديناً وإنما ديناً ضد الدين..!.
                  

العنوان الكاتب Date
صلاح الفكي..كذاب..كذاب..كذاب.. khalid abuahmed12-04-10, 11:11 AM
  Re: صلاح الفكي..كذاب..كذاب..كذاب.. khalid abuahmed12-04-10, 11:12 AM
    Re: صلاح الفكي..كذاب..كذاب..كذاب.. khalid abuahmed12-04-10, 11:21 AM
      Re: صلاح الفكي..كذاب..كذاب..كذاب.. khalid abuahmed12-04-10, 11:33 AM
        Re: صلاح الفكي..كذاب..كذاب..كذاب.. صلاح الفكي12-04-10, 04:35 PM
          Re: صلاح الفكي..كذاب..كذاب..كذاب.. صلاح الفكي12-04-10, 04:36 PM
            Re: صلاح الفكي..كذاب..كذاب..كذاب.. صلاح الفكي12-04-10, 04:39 PM
              Re: صلاح الفكي..كذاب..كذاب..كذاب.. صلاح الفكي12-04-10, 04:44 PM
                Re: صلاح الفكي..كذاب..كذاب..كذاب.. صلاح الفكي12-04-10, 08:50 PM
                  Re: صلاح الفكي..كذاب هههها..كذاب هههها..كذاب هههها.. صلاح الفكي12-04-10, 10:06 PM
                    Re: صلاح الفكي..كذاب هههها..كذاب هههها..كذاب هههها.. صلاح الفكي12-04-10, 10:13 PM
                      Re: صلاح الفكي..كذاب هههها..كذاب هههها..كذاب هههها.. khalid abuahmed12-04-10, 11:06 PM
                        Re: صلاح الفكي..كذاب هههها..كذاب هههها..كذاب هههها.. صلاح الفكي12-04-10, 11:13 PM
                          Re: صلاح الفكي..كذاب هههها..كذاب هههها..كذاب هههها.. صلاح الفكي12-04-10, 11:24 PM
                            Re: صلاح الفكي..كذاب هههها..كذاب هههها..كذاب هههها.. صلاح الفكي12-04-10, 11:39 PM
                              Re: صلاح الفكي..كذاب هههها..كذاب هههها..كذاب هههها.. صلاح الفكي12-05-10, 00:19 AM
                                Re: صلاح الفكي..كذاب هههها..كذاب هههها..كذاب هههها.. صلاح الفكي12-05-10, 00:45 AM
                                  Re: صلاح الفكي..كذاب هههها..كذاب هههها..كذاب هههها.. صلاح الفكي12-05-10, 00:47 AM
                                    Re: صلاح الفكي..كذاب هههها..كذاب هههها..كذاب هههها.. نيازي مصطفى12-05-10, 09:58 AM
                                      Re: صلاح الفكي..كذاب هههها..كذاب هههها..كذاب هههها.. khalid abuahmed12-05-10, 04:27 PM
                                        Re: صلاح الفكي..كذاب هههها..كذاب هههها..كذاب هههها.. عمر عبد الله فضل المولى12-05-10, 04:45 PM
                                          Re: صلاح الفكي..كذاب هههها..كذاب هههها..كذاب هههها.. khalid abuahmed12-05-10, 06:02 PM
                                            Re: احترامي اليك من صميم قلبي أخي عمر .. صلاح الفكي12-05-10, 10:39 PM
                                              Re: احترامي اليك من صميم قلبي أخي عمر .. صلاح الفكي12-05-10, 11:05 PM
                                                Re: احترامي اليك من صميم قلبي أخي عمر .. صلاح الفكي12-05-10, 11:12 PM
                                                  Re: احترامي اليك من صميم قلبي أخي عمر .. صلاح الفكي12-06-10, 00:14 AM
                                                    Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. صلاح الفكي12-07-10, 00:08 AM
                                                      Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. صلاح الفكي12-07-10, 00:33 AM
                                                        Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. صلاح الفكي12-07-10, 01:23 AM
                                                          Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. صلاح الفكي12-07-10, 01:55 AM
                                                            Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. صلاح الفكي12-08-10, 10:49 AM
                                                              Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. صلاح الفكي12-11-10, 00:10 AM
                                                                Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. صلاح الفكي12-11-10, 00:16 AM
                                                                  Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. ABUHUSSEIN12-11-10, 07:10 PM
                                                                    Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. صلاح الفكي12-11-10, 09:51 PM
                                                                      Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. صلاح الفكي12-12-10, 10:23 PM
                                                                        Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. صلاح الفكي12-12-10, 10:41 PM
                                                                          Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. صلاح الفكي12-15-10, 00:26 AM
                                                                            Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. صلاح الفكي12-15-10, 00:32 AM
                                                                              Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. صلاح الفكي12-15-10, 04:03 AM
                                                                                Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. Mohamed Abdelmotalib Hassan12-15-10, 04:05 AM
                                                                                  Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. صلاح الفكي12-15-10, 10:14 AM
                                                                                    Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. Mohamed Abdelmotalib Hassan12-16-10, 00:31 AM
                                                                                      Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. صلاح الفكي12-16-10, 08:38 AM
                                                                                        Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. صلاح الفكي12-16-10, 09:00 AM
                                                                                          Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. صلاح الفكي12-16-10, 11:48 PM
                                                                                            Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. صلاح الفكي12-17-10, 00:15 AM
                                                                                              Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. Mohamed Abdelmotalib Hassan12-17-10, 02:20 AM
                                                                                                Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. صلاح الفكي12-17-10, 08:53 AM
                                                                                                  Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. Mohamed Abdelmotalib Hassan12-17-10, 04:04 PM
                                                                                                    Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. صلاح الفكي12-18-10, 00:32 AM
                                                                                                      Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. خالد العبيد12-18-10, 00:46 AM
                                                                                                        Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. صلاح الفكي12-18-10, 00:50 AM
                                                                                                          Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. Mohamed Abdelmotalib Hassan12-18-10, 07:42 PM
                                                                                                            Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. BAKTASH12-18-10, 07:49 PM
                                                                                                              Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. Mohamed Abdelmotalib Hassan12-20-10, 10:23 PM
                                                                                                                Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. صلاح الفكي12-21-10, 11:04 PM
                                                                                                                  Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. صلاح الفكي12-23-10, 09:02 AM
                                                                                                                    Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. محمد يوسف الزين12-23-10, 09:39 AM
                                                                                                                      Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. صلاح الفكي12-23-10, 10:51 AM
                                                                                                                        Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. Mohamed Abdelmotalib Hassan12-23-10, 04:06 PM
                                                                                                                          Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. صلاح الفكي12-23-10, 08:00 PM
                                                                                                                            Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. عثمان محمد كرار12-23-10, 08:22 PM
                                                                                                                              Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. Mohamed Abdelmotalib Hassan12-23-10, 09:22 PM
                                                                                                                                Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. صلاح الفكي12-24-10, 01:11 AM
                                                                                                                                  Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. صلاح الفكي12-25-10, 01:42 AM
                                                                                                                                    Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. صلاح الفكي12-25-10, 08:29 PM
                                                                                                                                      Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. صلاح الفكي12-26-10, 11:06 PM
                                                                                                                                        Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. صلاح الفكي12-27-10, 10:36 PM
                                                                                                                                          Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. Mohamed Abdelmotalib Hassan12-27-10, 10:40 PM
                                                                                                                                            Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. صلاح الفكي12-27-10, 10:57 PM
                                                                                                                                              Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. صلاح الفكي12-28-10, 00:00 AM
                                                                                                                                                Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. صلاح الفكي12-28-10, 08:14 AM
                                                                                                                                                  Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. صلاح الفكي01-04-11, 11:24 PM
                                                                                                                                                    Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. صلاح الفكي01-07-11, 02:39 AM
                                                                                                                                                      Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. صلاح الفكي02-24-11, 01:26 AM
                                                                                                                                                        Re: عنوان البوست مذمة لكاتبه .. صلاح الفكي02-24-11, 01:38 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de