حامد عثمان، الشهير بوليم، يقتله الظمأ بين ينابيع العابرات

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-25-2024, 04:28 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-01-2010, 07:23 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حامد عثمان، الشهير بوليم، يقتله الظمأ بين ينابيع العابرات (Re: عبد الحميد البرنس)

    كان ذلك يوما عاديا من أيام شهر سبتمبر.

    كنت أسير في شارع سيرجنت جون فيرن نفسه صحبة ياسر كوكو. أماندا كانت غائبة في إحدى زياراتها المتباعدة في الآونة الأخيرة لصديقتها القديمة جيسيكا. لم يكن لدي ما أفعله إلى حين عودتها في آخر ذلك المساء. كان الوقت يعبر منتصف عصره حين تجاوزنا تقاطع سيرجنت مع شارع تورنتو. ياسر كوكو لا يزال يسبقني في السير بخطوة أويقل. لم يكن ثمة ما يشغله في تلك اللحظة سوى أننا غادرنا شقتي إلى حيث سنقابل بعد دقائق بعض المنفيين على مائدة للدردشة من موائد بورتيج بليس. كنت أسير كعهدي على شوارع أخرى في مدن أخرى وفي أزمنة أخرى ملتقطا في طريقي أدق تلك التفاصيل المنسية..

    أعقاب السجائر، فتات الطعام، غنج النسوة حين تشي به الخطوة، حيرة العصافير على رؤوس الأعمدة، آثار الأقدام على بقعة مبتلة، الأحاديث المتسللة عبر النوافذ المشرعة، رائحة الهواء عند الأزقة أوالميادين المفتوحة، العوازل الطبية التي يرمي بها المشردون أسفل دغل كثيف أوركن معتم، شظايا زجاجية صغيرة عند منتصف الأسفلت في نهار مشمس تجاوز ثلثه الثاني بقليل أويكاد، أسيجة المنازل، ماركة العربات وتاريخ إنتاجها، وجه عجوز يطل من وراء نافذة زجاجية متسخة، أحاديث المارة العابرة، لوحات الدعاية، الشجر، البيوت، المحلات التجارية، الأغنيات الهاربة من نوافذ عربة مسرعة، وقع خطى الغرباء، وغيرها. لعلي بكل ذلك كنت ولا أزال أقاوم في داخلي وطأة ذلك الثقل الذي يدعونه "الحنين".

    لقد تغير ياسر كوكو كثيرا. حتى غدا أكثر شبها بمغني الراب الشهير "فيفتي سنتس": الرأس الحليقة، غطاء الرأس، النظارات السوداء التي أخذ يرتديها حتى أثناء الليل، السلاسل الفضية الطويلة، البنطلون يكاد يسقط في أية لحظة، "التي. شيرت" الواسع الفضفاض، مشية العصابات السوداء المجنَّحة في حيّ هارلم في نيويورك. وقد شرع بمرور الوقت في التقاط بعض من أسوأ تلك العبارات والكلمات الانجليزية: "فك يو". "صن أوف ذا بيتش". "سي يو مظر فكر". "قو تو هيل". "آي لف يو بيتش". كان سعيدا معتزا بمغامراته النسائية العابرة كتحايا طيبة على الطريق. وقد عرف طريقه إلى الملاهي الليلية منذ الأيام الأولى على وصولنا إلى كندا. كان على النقيض تماما من عمر الذي استسلم لجهله باللغة الانجليزية فقام بينه وبين العالم الذي يعيش فيه كل تلك الحوائط حتى غدا الأمر كما لو أنه يطالع الحياة نفسها وهي تحدث أمامه وراء شاشة تلفاز. ولم تكن الجرأة بأية حال تنقص ياسر كوكو وهو يتفاعل مع تلك البيئة الجديدة مدفوعا بوهج قوة فطرية في بناء الجسور بينه وبين الناس وبتلك الحساسية الساحرة للعبور إلى أكثر مناطق الآخر حميمية من خلال الإيماءة وحدها إذا لزم الأمر. وكان له على الدوام ما أراد. عاد بي فجأة صوته من التوغل بعيدا داخل تلك التأملات حول المآل المروّع لسيرجنت جون فيرن، قائلا "تعرف، يا حامد، أنا عبقري". قلت بدهشة وحيرة غامرين "كيف"؟!.

    كان يشير مرة أخرى إلى واقع وجوده في كندا كمنجز استثنائي في حد ذاته، قائلا "أنا هسي ماشي معاك في بلد دا بتاع خواجات. دا ما عبقري"؟. كتمت الضحكة اللعينة بصعوبة تامة "طبعا، يا ياسر، عبقري". قال معضّدا قصّة وصوله إلى كندا كمعجزة كونيّة "زمان، في سودان، قلت لأخوي، يا كودي أنا زهجان ماشي مصر. قال لي يا زول الله معاك. قشة ما تعتر ليك. بس تأكل نارك هناك. ما ترسل لي تقول لي أنا عايز مساعدة. والله دينك يطلع هناك. إنت يا ياسر شايف مصر دا ممكن أي زول قادر يمشي ليهو؟، مصر دا بيأكل ناس!. المهم يا حامد أخوك ياسر دا في مصر دا تِعب تَعب الموت لغاية ما مشيت في يوم قهوة في نص بلد في القاهرة. طلبت في القهوة داك شاي وراسي ضارب. سمعت هناك سودانيين بتونسوا في تربيزة جمبي. قالوا في ناس بتسافر تعيش مع خواجات. لكين عشان تمشي بلد خواجات جميل دا لازم يكون عندك "قضية" تمشي بيهو تقنع بيهو خواجات في حتة اسمو أمم متحدة. سألتهم والقضية دا نلقاهو وين. قالوا في ناس تدفع ليهم قروش يعملوا ليك "قضية" بسهولة شديد. المهم أخوك ياسر الماشي معاك في كندا هنا، قام مسك واحد من السودانيين في القهوة، قلت ليهو أنا أخوك في غربة لازم تساعدني، كان زول طيب. أنا برضو يا حامد عندي وجهة نظري الخاص في الناس. قام قال لي بكرة في صباح نتقابل يا ياسر في ميدان بتاع تحرير. نقعد شوية في قهوة اسمو "وادي نيل". نَفهِمك شوية شوية قضية بتاعك. نمشي من قهوة بتاع ميدان تحرير لمكتب بتاع أمم متحدة في حتة اسمو مهندسين. نقدم ليك طلب سماع بتاع قضية بتاعك. بعدين أمم متحدة دا بيعمل معاك مقابلة عشان يشوف قضية بتاعك دا حقيقة وَلاَّ مكنة وكِضِبْ من رأسك ساكت. طوالي في القهوة داك بتاع ميدان تحرير قال لي أنا عايز يا ياسر بيانات بتاعك شخصي. يعني اسمك وتاريخ بتاع ميلاد بتاعك وكدا. بعد أيام كتيرة وطويل، وبعد ما حفظت قضية بتاعي في رأسي كويس شديد، مشيت طوالي مكتب بتاع أمم متحدة، لما البت بتاع مكتب سمع كلام بتاعي بعد مقابلة داك اقتنع بكلامي طوالي، كمان قرَّب يبكي عديل كدا عشان هو اتعاطف مع كلام بتاعي، قال لي يا ياسر إنت مظلوم في بلد بتاعك وتمشي من هنا تسافر كندا طوالي، دا ما عبقري، يا حامد"؟.


    يتبع:
                  

العنوان الكاتب Date
حامد عثمان، الشهير بوليم، يقتله الظمأ بين ينابيع العابرات عبد الحميد البرنس11-28-10, 04:31 PM
  Re: حامد عثمان، الشهير بوليم، يقتله الظمأ بين ينابيع العابرات عبد الحميد البرنس11-28-10, 04:55 PM
    Re: حامد عثمان، الشهير بوليم، يقتله الظمأ بين ينابيع العابرات Abdalla Gaafar11-28-10, 06:59 PM
      Re: حامد عثمان، الشهير بوليم، يقتله الظمأ بين ينابيع العابرات عبد الحميد البرنس11-28-10, 08:48 PM
        Re: حامد عثمان، الشهير بوليم، يقتله الظمأ بين ينابيع العابرات عبد الحميد البرنس11-29-10, 04:21 AM
          Re: حامد عثمان، الشهير بوليم، يقتله الظمأ بين ينابيع العابرات عبد الحميد البرنس11-29-10, 09:22 AM
            Re: حامد عثمان، الشهير بوليم، يقتله الظمأ بين ينابيع العابرات عبد الحميد البرنس11-29-10, 09:39 AM
              Re: حامد عثمان، الشهير بوليم، يقتله الظمأ بين ينابيع العابرات عبد الحميد البرنس11-29-10, 09:56 AM
                Re: حامد عثمان، الشهير بوليم، يقتله الظمأ بين ينابيع العابرات عبد الحميد البرنس12-01-10, 00:04 AM
                  Re: حامد عثمان، الشهير بوليم، يقتله الظمأ بين ينابيع العابرات عبد الحميد البرنس12-01-10, 07:23 AM
                    Re: حامد عثمان، الشهير بوليم، يقتله الظمأ بين ينابيع العابرات عبد الحميد البرنس12-01-10, 11:17 PM
                      Re: حامد عثمان، الشهير بوليم، يقتله الظمأ بين ينابيع العابرات عبد الحميد البرنس12-02-10, 08:24 AM
                        Re: حامد عثمان، الشهير بوليم، يقتله الظمأ بين ينابيع العابرات عبد الحميد البرنس12-02-10, 05:53 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de