|
ابو عركي وهاشم صديق!
|
دار حديث كثر وجدل طويل في الايام الماضية على خلفية المبادرة التي قادها تلفزيون السودان من اجل اعادة المياه الى مجاريها بين الفنان ابو عركي البخيت والشاعر هاشم صديق ،والخلاصة حتى الان ان هذه المبادرة فشلت تماما والواقع انها ولدت ميتة لانها لم تنبع من المصدر الصحيح . واقصد بذلك الجهة التي تبنت المبادرة مع احترامي الشديد لكل الاخوة في التلفزيون وعلى رأسهم المدير العام الاستاذ محمد حاتم سليمان. هنالك العديد من الاسباب التي جعلتني اصل لهذا الرأي وعلى رأسها بالطبع أن التلفزيون حديث عهد في علاقته مع الشاعر والدرمي هاشم صديق والفنان ابو عركي البخيت. ولاتتعدى العلاقة بينهم الشهور في اقصى حد لها ،فقد شملت القطيعة التلفزيون نفسه ،بل أن العلاقةبين هاشم صديق والتلفزيون وصلت الى المحاكم وهذا مالم تصله العلاقةبين ابو عركي وهاشم صديق والحمد لله كثيرا على ذلك. ولم يكن التعاون الذي تم بين هشم صديق والتلفزيون القومي مؤخرا ،والذي توج بتوقيع عقد انتاج برنام دراما 2000و مسلسل حزن الحقائب والرصيف، سببا كافيا لان يتزعم التلفزيون هذه المبادرة ،خاصة وأن توقيتها جاء مشاترا ،حيث تزامن مع موقف غير ايجابي من التلفزيون تجاه ابوعركي البخيت وهو حذف احدى اغانيه من السهرة التي وافق ابو عركي على تسجيلها مع التلفزيون عبر حفل جماهيري وفقا لشروط صعبة "ليس من ضمنها بالطبع الحق في عدم بث اية اغنية لايراها التلفزيون مناسبة"! كما أن العلاقة بين التلفزيون من جهة هاشم من جهة والتلفزيون وابو عركي من الجهة الاخرىلم تصل الى مرحلة الاجاويد مكا أن حل مثل هذا النوع من الاشكالات لا تصلح فيه الواسطة " وباركوها" "ومافي مشكلة"لان الخلاف ليس سطحيا كما يتوهم البعض وقد فشلت العديد من المبادرات من قبل لانها افتقدت الى الاساس السليم ،بل ان كثيرا من الذين حاولوا التدخل لاصلاح ما فسد بين ابو عركي وهاشم صديق دخلوا الى الموضوع من باب الخروج. الموضوع ليس بالسهولة التي يتصورها البعض ،ولو كان كذلك لما احتاج لكل هذا الوقت والجهد ،وكلنا نأمل ونتمنى ان تعود العلاقة بينهما ولكن يجب ان يتم ذلك على اسس متينة تحفظ لكل طرف حقوقه وواجباته الانسانية قبل الاجرائية ولن نكون مثاليين وغير واقعيين اذا طلبنا من المبدعين الكبيرين اعادة عقارب الساعةالى ما قبل المفاصلة الشهيرة ،فقد قال الشاعر العربي القديم " ان القلوب اذا تناثر ودها مثل الزجاج كسرها لايجبر" ونحن لانريد تطييب للخواطر بقدرما نأمل في صياغة علاقات لها بعدانساني واجتماعي ولايضير بعد ذلك اذا كانت لحمة هذه العلاقة وسداها الحقوق المادية والمعنوية . وخلاصة القول أن انسب شخصين لاعادة العلاقة بين الرجلين هما الرجلان نفسهما ،ولايوجدمن يعرف عركي اكثر من هاشم صديق و العكس تماما .والمبادرات المبتورة تعمق الجراح و تخلف الدمامل وتحي موات الاسى،لذلك ،فإن الزمن وحده كفيل بان يضع حدا فاصلا لهذه القطيعة وحتى يحدث ذلك علينا أن نسعى لتطبيع العلاقة بينكل واحد من المبدعين الكبيرين مع اجهزة الاعلام المختلفة وفق الاسس التي يتراضى عليها الجميع ،أما محاولة خلق ضجة اعلامية من هذا الموضوع فلن تفعل سوى تأجيل ما يمكن انجازه!
|
|
|
|
|
|