الدكتور خليل ابراهيم يتلقى التبريكات

Quote: حركة العدل و المساواة : هل انهار مشروع الدولة ؟ !!/بقلم / الصادق ضرار Dec 25, 2006, 18:27 سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com ارسل الموضوع لصديق نسخة سهلة الطبع حركة العدل و المساواة : هل انهار مشروع الدولة ؟ !! بقلم / الصادق ضرار اكتنف مسيرة حركة العدل و المساواة الكثير من الغموض و بدأت الهوة تتباعد بينها و بين اهدافها المشروعه كلما امتد عمرها . لا يمكن الخوض في غموض مسيرتها دون التطرق للاسباب التي دفعت بها لذلك . كذلك لا يمكن معرفة الهوة التي اطلت براسها دون دراسة اسبابها . الغموض الذي اكتنف مسيرة الحركة يعود برأي الى بروز الدكتور خليل ابراهيم محمد كزعيم و قائد للحركة الوليده منذ بدايتها مع فئة ليست بقليلة حسبت على التيار الاسلامي . هذا البروز سبقه انشقاق الحركة الاسلامية في السودان الى جناح القصر و المنشية . جناح القصر و بعد سيطرتها على السلطة و المال و الاعلام , استفادت كثيرا في تضليل الرأي العام السوداني و الاقليمي و العالمي بأن حركة العدل واجهة جديده يطل منها الدكتور حسن الترابي على الواقع السياسي السوداني . بذل قادة الحركة جهدا مقدرا لنفي تلك التهمة معتقدين ان التبرؤ من المؤتمر الشعبي سيحسب لصالح حركتهم . المعضلة الثانية هي وجود الكثير من ابناء قبيلة الزغاوه في عضوية الحركة و على جميع المستويات سواء في المكتب القيادي او الميدان العسكري . بعد مرور اكثر من ثلاث سنوات , اتضح ان حركة العدل استجابت لتلك الاستفزازات التي اطلقتها الآله الاعلامية الحكومية و بالتالي ادت الى انحصار مشروعها القومي . اول اختبار لحركة العدل كان بقيادة محمد صالح حربه و مجموعته ( ألقياده ألثوريه ) .. برر المهندس محمد صالح حربه انشقاقه بأن الاجنده التي يحملها الدكتور خليل ابراهيم لا تمت لدارفور بصله ... الاجندة التي يشير اليها محمد صالح هي اجندة حركة العدل و التي تنادي بضرورة قومية الحل .. و بما ان المهندس حربه من ذات القبيله لم يستطع استخدام هذه الورقه ( القبلية ) لتظهر لاحقا ما يعرف بمجموعه السبعه معتصمة بقبلية الدكتور خليل و بالتالي الحركة . الانشقاق واحد و الاسباب مختلفه في الحالتين و هي تهمة الانتماء الى المؤتمر الشعبي في حالة القياده الثوريه او القبلية في حالة مذكرة السبعه . من وجهة نظري , اذا ثبت انتماء الدكتور خليل ابراهيم الى المؤتمر الشعبي , سيخدم ذلك قضيته كثيرا كما خدم انتماءه السابق للحركة الاسلامية قضيته .. و الدليل الكتاب الاسود الذي اخرس لسان كل افاك يزعم ان حركة العدل عنصريه جهوية و ان ميزان العدل لم يختل منذ الاستقلال . ما كان للكتاب الاسود ان يرى النور و ينير الطريق لولا ان ذلكم النفر كانوا في مواقع اتاحت لهم الاستطلاع على ارشيف الدوله السودانية . من ناحية اخرى , و بالقاء نظره لحال كبير مساعدي رئيس الجمهورية مني اركو مناوي , ندرك اهمية البنية التحتية و الخلفية الحزبية و السياسية لمن يريد ان يقود مسيرة شعب يتطلع الى قيم العدل و المساواة . لم يستطع مني اركو تنفيذ اتفاق السلام الذي ابرمه مع النظام .. كما لم يجد من يمد له يد العون من قادة الاحزاب السودانية او قواعدها , فاصبح وحيدا في الساحه دون علاقات عامه سياسيه او حزبية تعينه على موقفه .. بل ظل ينتظر ما يجود به سجَانه . الدكتور جون قرنق كان يحتفظ بعلاقات جيدة مع كل قادة الاحزاب السياسية و الرموز الوطنية و على راسهم الترابي و الميرغني .. كل ذلك لم يخصم من رصيده شيئا , بل تلك العلاقات كانت من معيناته لتحقيق اهداف حركته . من ناحية اخرى , وجود الكثير من ابناء قبيلة الزغاوة سواء كانوا من اقرباء خليل او غيرهم و في جميع المستويات , لا يمكن الاستدلال به لوصف الحركة بالعنصرية دون معرفة الظروف الموضوعية التي ادت لذلك . يعلم الجميع ان قبيلة الزغاوة هي من اكثر القبائل التي تضررت من جراء الحروب القبلية التي دارت رحاها في دارفور و التي كانت تخطط لها و تمولها السلطة المركزية من كل الحكومات التي تعاقبت على الخرطوم . بلغ ذروة العدوان على القبائل غير العربية في عهد الصادق المهدي الذي دعم التجمع العربي و اجندته , غير ان تتويج ذلك العدوان برز واضحا في عهد الانقاذ و الذي قسم بموجبه سكان دارفور الى عرب و افارقة .. و الحال هكذا , ترقب سكان دارفور الخلاص من الاستعمار الداخلي و اجندته .. كان ابناء القبيلة الاكثر استدراكا للموقف و الاكثر استجابة للنداء لوضع حد لتلك المعاناة و المثل يقول ( الجمرة بتحرق الواطيها ) ... فمنهم من حمل السلاح و ما اكثرهم , و منهم من اقتطع من ماله و وقته لدعم قضيته ... هكذا برز هؤلاء النفر الى ساحة الحركات المسلحة بجانب إخوتهم من القبائل الاخرى .. ما يثير الدهشة , ان اصحاب مذكرة السبعة زعموا بهيمنة ابناء القبيلة للقياده و حددوها في ( فخذ ) و تغافلوا امر الذين يمسكون بالنار في الميدان .. كنت اتمنى ان يطالبوا بضرورة تحقيق التوازن في الميدان العسكري . دفع ابناء القبيلة الغالي و النفيس بدءا بالشهيد ادم كرتي و الشهيد الانسان عبدالله ابكر و اخيرا و ليس آخرا الشهيد ازهري يوسف فاشر . هكذا و لاسباب لا تمت الى الحقيقة و الواقع بصلة .. تتراوح بين الانتماء للشعبي و القبلية , تراجع مشروع الدوله السودانية الذي تبنته حركة العدل و المساواة ... لم نعد نسمع عن نظام الحكم و الرئاسة الدوريه , و انما ظهرت توجهات جديده مثل حق ولايات دارفور في تقرير مصيرها . ليس المطلوب من حركة العدل التقهقر بل الثبات على المبدأ و ليذهب كل من لم يستطع صبرا , خاصة ان الأيام تؤكد رجاحة رؤيتها للمشكلة السودانية بعد التململ الذي أبداه اهل كردفان المطالبين بالقسمة العادلة للسلطة و الثروة و مبدأ الرئاسة الدورية . كما يجب على ابناء الهامش عدم الانسياق الى مزاعم الاعلام الحكومي , فلا يوجد سببا يجعل اسلامي المؤتمر الوطني ملائكة و نظرائهم من حركة العدل شياطين بحسبان الماضي , بل الانتماء السابق للاحزاب و الاحتفاظ بعلاقات معها امر مهم .. خاصة في المرحلة المقبلة حيث الانتماء في ذاته ليس معضله مع فهم القضية . نتطلع ان نرى قادة العدل يعيدون خطابهم القديم الذي يؤسس لدولة سودانية و يعيد للهامش امله في الحياة الكريمة .