|
|
 أبيي .. الأرض مُقابل السلام
|
اضاءة سريعة على موضوع الساحة الان
شكراً صحيفة الاحداث
الخرطوم: بهرام عبد المنعم
دفعت الإدارة الأمريكية في سبتمبر 2010م بمُقترح حول منطقة أبيي طرحت في صلب بنوده أن يصبح دينكا نقوك والمواطنون الآخرون المقيمون على طول السنة في منطقة أبيي مؤهلين لأن يصبحوا مواطنين بجنوب السودان، وأن المسيرية والمجموعات الرعوية الأخرى التي لا تُعتبر مُقيمة على مدار السنة. بيد أنهم يعبرون بانتظام منطقة أبيي لأغراض رعي الماشية والحركة عبر منطقة أبيي سيحتفظون بمواطنتهم السودانية، إلا أن المُقترح وجد الرفض القاطع من المؤتمر الوطني. ويتركز الخلاف بين الجانبين «المؤتمر الوطني والحركة الشعبية» على من يحق له التصويت، فبينما ترى الحركة الشعبية أن التصويت يجب أن يكون حِكراً على قبائل دينكا نقوك، يرى حزب المؤتمر الوطني أن حق التصويت يجب أن يشمل كذلك قبائل المسيرية الرعوية التي تقضي عدة أشهر من العام في أبيي. وقبل أن يجف حبر المُقترح الأول دفعت الولايات المُتحدة الأمريكية بمقترح جديد يقضي بضم أبيي للجنوب في إطار صفقة شاملة مع الشمال حول ترسيم الحدود والعلاقات الشمالية الجنوبية بعد استفتاء تقرير المصير في جنوب السودان. يقول أستاذ العلوم السياسية إبراهيم ميرغني لـ»الأحداث» أمس إن المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ليس بيدهم قبول المُقترح الأمريكي باعتبار أن القرارات مرهونة على الأرض بموافقة القبائل التي تقطن في المنطقة وعلى رأسها المسيرية ودينكا نقوك. وقابل المؤتمر الوطني وقبيلة المسيرية مُقترح الحركة الشعبية الداعي للتخلي عن استفتاء أبيي وإتباع المنطقة للجنوب بقرار رئاسي برفض «مُغلظ»، وقال وكيل الحكومة في نزاع أبيي القيادي بالمؤتمر الوطني الدرديري محمد أحمد قبل للمركز الإعلامي للخدمات الصحافية إن «صفقة» الأرض مُقابل السلام المُقترحة من القيادي بالحركة الشعبية ووزير السلام بحكومة الجنوب باقان أموم «مرفوضة»، منوها إلى مُعارضتهم مُقترحا أمريكيا على ذات النسق أُطلق عليه «الأرض مُقابل العلف»، تضمن «تخضير» شمال أبيي بشكل مُستدام مُقابل تنازل المسيرية عن حقهم في التصويت في الاستفتاء. ويعود إبراهيم ميرغني ويؤكد لـ»الأحداث» إن الإدارة بدفعها للمقترح تحاول الضغط على المؤتمر الوطني بشأن تجاوز الأزمة. كما أكد القيادي بالحركة الشعبية لوكا بيونق على المُقترح الأمريكي، ونوّه إلى أن حركته وافقت على ضم منطقة أبيي المُتنازع عليها إلى الجنوب مقابل مُحفزات اقتصادية يقدمونها للشمال، وقال إن المقترح الأمريكي يدعو لضم أبيي إلى الجنوب بموجب مرسوم رئاسي إذا فشل الجانبان في إقامة الاستفتاء على مُستقبل المنطقة في موعده. لكن قبيلة المسيرية أشارت على لسان عبد الرسول النور إلى قبول «الصفقة» مبدئيا بتبعية منطقة أبيي للجنوب مُقابل وحدة السودان فقط دون سواها، ورأى النور أن الصفقة يُمكن التفكير فيها إذا كانت مقابل الوحدة فقط دون سواها، وقال أمس الأول للصحافيين بالخرطوم: «مُستعدون لتبعية منطقة أبيي إلى بحر الغزال مُقابل الوحدة». وحول إمكانية قبول المؤتمر الوطني للمُقترح الأمريكي يقول أستاذ العلوم السياسية صفوت صبحي فانوس لـ»الأحداث» أمس إن المؤتمر الوطني رفض المُقترح على لسان الدرديري محمد أحمد، باعتبار أن الحزب الحاكم اقترح بأن تكون أبيي منطقة تكامل إلا أن الحركة الشعبية رفضت المُقترح. في الأثناء يُكثف مبعوث الرئيس الأميركي للسودان سكوت غريشن ورئيس لجنة حكماء أفريقيا ثامبو أمبيكي من تحركاتهما المكوكية بين الخرطوم وجوبا وقيادات قبيلتي المسيرية ودينكا نقوك لانتزاع فتيل الأزمة بين الشمال والجنوب بسبب الاستفتاء ونزاع منطقة أبيي. فبينما قال لوكا بيونق لـ»رؤيترز» قبل (48) ساعة إن جنوب السودان وافق على منح الشمال مجموعة من المُحفزات المالية للقبول بضم أبيي، قال زعيم قبيلة المسيرية مختار بابو نمر لذات المصدر: «إذا لم أصوت لن يكون هناك استفتاء». وأضاف: «نحن لا نريد البترول، نريد الماء، لدينا خمسة ملايين رأس من الماشية، من أين ستشرب هذه الماشية؟». ويعود صفوت صبحي فانوس ويؤكد لـ»الأحداث» بأن المؤتمر الوطني سيرفض المقترح الأمريكي لذات الأسباب التي رفضت بها الحركة الشعبية مقترحه القاضي بأن تكون أبيي منطقة «تكامل» بين الشمال والجنوب. كما وصف عبد الرسول النور مواقف المؤتمر الوطني بالمُتطابقة مع القبيلة. وانتقد حديث الحركة عن صفقة، وقال إنها لم تكن موفقة لأن السياسة لا تُعالج بالصفقات، وزاد: «إن أبيي مأهولة بالسُكان وليست صحراء، وأكد أن الاستفتاء لن يجري في المنطقة دون مُشاركة المسيرية إلا باحتلال عسكري». ويعود قال لوكا بيونق ويقول إن المُحفزات يمكن أن تشمل قرضا من دون فوائد تقدمه حكومة الجنوب لتعويض نصف عائدات البترول التي سيفقدها الشمال في حال الانفصال، وإنشاء صندوق لدعم قبائل المسيرية ومنحهم بعض حقوق المواطنة في الجنوب، وحذر بيونق من أن تكون أبيي نقطة اشتعال بسبب عدم تحقيق السلام. بيد أن الدرديري محمد أحمد قال إن المؤتمر الوطني يعمل للتوصل لتسوية ملف أبيي وكافة المسائل العالقة دون صفقات أو مساومات وإنما على أساس الثوابت الدستورية التي أقرتها اتفاقية السلام الشامل واستهداءً بالتفاهم الذي تم في مؤسسة الرئاسة مؤخراً، والقائم على أساس أن المصلحة الاستراتيجية في الأمن والاستقرار هي للشمال والجنوب معاً، ومن ثم فإنه ليس لأحد أن يدعي بأنه يضمن للآخر الاستقرار والسلام مقابل تقديم أي تنازلات. فيما جدد القيادي بقبيلة المسيرية الفريق مهدي بابو نمر دعوته لنفض شريكي الحكم يدهم عن القضية وترك براحات للدبلوماسية الشعبية واللقاءات المباشرة بين قبيلتي المسيرية ودينكا نقوك، موضحا عدم تخليهم عن المنطقة بأي حال من الأحوال، وقال لـ»الأحداث»: «نحمل مُقترحا جيّدا لتقسيم المنطقة جنوبا وشمالا وفق تراض مُحتمل». وشنّ نمر هجوما لاذعا على مقترح باقان أموم وقال: «باقان بمقترحه أشبه بمن يصلي قبل دخول الوقت»، مُعلنا عن استعدادهم الكامل للجلوس على طاولة التفاوض لإنهاء الأزمة. جدير بالذكر أن رئيس مجلس تشريعي أبيي شارلس كون أبيي قال لـ»الشرق الأوسط» إن أمبيكي استدعاهم لسماع آراء دينكا نقوك بشأن قضية أبيي، وأشار إلى أن أمبيكي لم يُقدِّم أي مقترح لدينكا نقوك واكتفى بالسماع لآراء ممثلي دينكا نقوك في الاجتماع الذي انعقد أمس بالخرطوم، لافتا إلى أن قبيلة دينكا نقوك وافقت على مُقترح بضم أبيي إلى الجنوب بقرار رئاسي شريطة أن يكون الضم حسب قرار تحكيم لاهاي.
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
فدوى الشريف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست