|
Re: كيف اعتلى الدولار عرش العملات؟... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)
|
بقلم: م. محمد عبد القادر خليل حرب العملة.. تصادم ثلاثة أطراف..!
منذ البداية بدا واضحاً أن الدول الفقيرة والفقيرة جداً لن تجد الفرصة كاملة لطرح همومها التي جاءت بها من بلدانها الى الاجتماع السنوي للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي والتي من أبرزها موضوع (الديون ) المتراكمة والمطالبة باعفائها لن تجد هذه الدول الفرصة كاملة لان هناك موضوعاً آخر في نظر البعض هو أكثر الحاحاً إلا وهو موضوع سعر صرف عملات بعض الدول مقابل الدولار او اليورو الذي فرض نفسه على الاجتماعات بحسبانه الهاجس والهم الحالي لكثير من الدول الصناعية الكبرى -اي الدول الغنية التي تهيمن على ادارة هاتين المؤسستين الدوليتين وهي الممولة لهما. ولما كان هذا الموضوع قد استعصى حله قبل وخارج الاجتماعات فقد رأت ادارة هاتين المؤسستين اعطاءه الاولوية في اجندة الاجتماعات ارضاء للدول المتضررة والذي استغرق وقتاً طويلاً من الجدل و(الخناقات) الكلامية والاتهامات المتبادلة بين الدول حتى ذهب بعض المحللين الاقتصاديين بوصفه (بحرب العملة) او حرب العملات (Currency War) . وفي هذا الجو المحتدم كانت اجتماعات محافظي البنوك المركزية منقسمة وتفتقر للتنسيق والتعاون وبدا كل طرف يبحث عن حلول لهمومه الخاصة لدرجة حق عليها قول المثل العربي (الغريق همو في نفسو) وفي هذا الجو جمدت هموم الدول الفقيرة او أجلت الى حين ايجاد حيز من الوقت لها في الاجتماع الحالي أو في اجتماع قادم. وقبل أن ندخل في تحديد الاطراف الثلاثة لحرب العملة يجب علينا شرح ما المقصود من (حرب العملة) وما هي أسبابها ثم تحديد الاطراف التي تتقاتل. يقصد (بحرب العملة) الخلاف التجاري بين الدول على سعر صرف بعض عملات الدول التي بدأت منخفضة والدول هي الصين والهند والبرازيل وهي الدول الناشئة اقتصادياً والتي تنافس بشدة الدول الغنية على التجارة الدولية وعلى الاسواق العالمية. هذا الانخفاض في اسعار عملة الدول الناشئة جعلها تكسب في التجارة الدولية وميزانها يميل لصالحها وجعل الدول الصناعية كالولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي تخسر الميزان الذي لا يميل لصالحها وبين مطالب الدول الصناعية برفع قيمة تلك العملات وبين رفض وتشدد الدول الناشئة خاصة دولة الصين نشأ جدال واتهامات كثيرة بالتلاعب وتطور هذا الجدال والاتهام حتى وصل درجة الحرب التجارية التي اطلق عليها (حرب العملة) لأن سببها سعر العملات. أما الأسباب فهي كثيرة لكن أهمها ثلاثة: الاول (الركود) الاقتصادي للاقتصاد الامريكي وعدم مقدرته للتعافي السريع حتى الآن، والسبب الثاني هو الهبوط الحاد في سعر صرف الدولار الامريكي الناتج عن الركود الاقتصادي منذ العام 2008 - 2009م والذي لم يتمكن من استعادة قيمته الحقيقية حتى الآن- أما السبب الثالث فهو تنامي المنافسة الدولية في حقل التجارة الدولية ودخول قادمين جدد كل همهم تحقيق مصالحهم الاقتصادية باقصر الطرق خاصة بعد آثار الأزمة المالية المدمرة لذا لجأت الدول الناشئة الى دخول المنافسة بتخفيض أسعار الفائدة على القروض البنكية مما جعل الاموال تتدفق عليها من القارات الأخرى وخفضت قيمة عملاتها لكي تكسب الميزان التجاري ولكي تنعش صادراتها وتخفض قيمة وارداتها وكل ذلك على مبدأ المنافسة التجارية الحرة. الاطراف الثلاثة المشتركة في هذه الحرب مع ابعاد الدول الفقيرة والفقيرة جداً هي الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والدول الناشئة . الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي يتهمان الدول الناشئة بالتلاعب في اسعار عملاتها مثل الاتهام الموجه الى الصين وأيضاً موجه الى الهند والبرازيل وتركيا وكوريا الجنوبية بأن هذه الدول تفرض ضرائب جمركية عالية على وارداتها ويسوقون في اتهامهم ان هذه الافعال هي التي تسببت في التباطؤ في النمو الاقتصادي العالمي -أما الطرف الآخر وهو الدول الناشئة فمن رأيها أن خفض سعر العملات ليس ضاراً بأحد وهو ليس سبباً مباشراً في تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وحتى ان تم رفع قيمة العملات فلن يتحسن وضع الاقتصاد العالمي لان هناك أسباباً غير سعر العملات ألا وهي (ركود) اقتصاديات الدول الكبرى خاصة الولايات المتحدة وعدم مقدرتها على التعافي حتى الآن. ثم إن هذا الركود تسبب في هبوط حاد في سعر عملاتها الدولار واليورو ولم يتعافيا حتى الآن . الطرف الثالث هو الخلاف بين الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي حول ادارة صندوق النقد والتي تتهم فيه الاولي الثاني بعدم المقدرة على ادارة الصندوق وعدم المقدرة على ضبط ادارة النظام المالي العالمي ولا بد من اعادة هيكلة الصندوق وتوسيع المشاركة بتنازل عن بعض المقاعد للدول النامية.أما الأوروبيون فيرون ان ادارة صندوق النقد هي من صميم عملهم طالما ان البنك الدولي هو من صميم عمل الامريكيين لذلك فان التنازل عن مقاعد في المجلس التنفيذي للصندوق قد يضعف موقفهم في ادارته لذا فهم سيحددون عدد المقاعد اذا تنازلوا وهم الذين سيحددون كيف يمكن زيادة حصص الاعضاء لتمويل الصندوق وكيفية تقسيم حق التصويت في مجلسه. هذه هي حقيقة الصراع بين الأطراف الثلاثة لتسيير النظام الاقتصادي العالمي وادارة نظامه المالي وتجارته الدولية واقتسام الفوائد بينها. يلاحظ أن الدول الفقيرة والفقيرة جداً بعيدة كل البعد عن هذا الصراع وهي تنتظر ما تجود به هذه الأطراف الثلاثة عليها ومتى يتم ذلك.
http://www.rayaam.info/Raay_view.aspx?pid=770&id=60954
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
كيف اعتلى الدولار عرش العملات؟... | سيف اليزل برعي البدوي | 10-16-10, 02:06 PM |
Re: كيف اعتلى الدولار عرش العملات؟... | سيف اليزل برعي البدوي | 10-16-10, 02:07 PM |
Re: كيف اعتلى الدولار عرش العملات؟... | سيف اليزل برعي البدوي | 10-16-10, 02:12 PM |
Re: كيف اعتلى الدولار عرش العملات؟... | سيف اليزل برعي البدوي | 10-16-10, 02:14 PM |
Re: كيف اعتلى الدولار عرش العملات؟... | سيف اليزل برعي البدوي | 10-16-10, 02:23 PM |
Re: كيف اعتلى الدولار عرش العملات؟... | سيف اليزل برعي البدوي | 10-16-10, 02:25 PM |
Re: كيف اعتلى الدولار عرش العملات؟... | abubakr salih | 10-16-10, 02:34 PM |
Re: كيف اعتلى الدولار عرش العملات؟... | سيف اليزل برعي البدوي | 10-16-10, 03:35 PM |
Re: كيف اعتلى الدولار عرش العملات؟... | abubakr salih | 10-16-10, 03:43 PM |
Re: كيف اعتلى الدولار عرش العملات؟... | سيف اليزل برعي البدوي | 10-16-10, 04:39 PM |
Re: كيف اعتلى الدولار عرش العملات؟... | سيف اليزل برعي البدوي | 10-17-10, 05:26 PM |
|
|
|