بنغو الجامعات ,, خطر يجب ان نفضح من يقفون خلفه ,,

Quote: تفشي ظاهرة تعاطي البنقو في أوساط الطلاب معلومة متداولة والحديث حول الأمر وصل مسامع الجميع داخل، الجامعة وخارجها. وعندما فكرت في إجراء تحقيق عن الأمر لم أتردد كثيراً، ولكنني تأخرت في عمله، ليس فقط في محاولة لجمع أكبر قدر من المعلومات، فالمعلومات عن تعاطي البنقو والترويج له بالجامعات متاحة أكثر من "شراب الموية".. ولكن، كيف تستطيع الحصول على معلومة موثقة تجابه بها أي مساءلة قانونية يمكن أن تترتب عن معلومات التحقيق. فبالرغم من أن تعاطي المخدرات أمر بالغ الخطورة، إلا أن الحديث عنه وتناول موضوعه بالأدلة والبراهين أخطر بكثير!.. أو بمعنى أدق، إذا كان تعاطي المخدرات عند شريحة الطلاب، وهم في أخطر مراحلهم الحياتية (مرحلة بناء القدرات)، يعطل نمو بذور المستقبل، ويقضي على الثمار المرجوة من جيل الشباب والطلاب، لما له من تأثيرات على القدرات العقلية وبالتالي يثبط الأمل الوحيد في النهوض بجيل الحاضر لصناعة مستقبل أفضل، فإن الحديث عن المخدرات وكشف المروجين والمتعاطين يعرض للتصفية الجسدية من قبل المستفيدين من الأمر، في هذا التحقيق سنعرض عليكم معلومات عن المروجين والمتعاطين بألسنتهم شخصياً ولكن دون ذكر الأسماء فإلى تفاصيل التحقيق. (الأخبار) تشهد صفقة لبيع الكيف نهاراً جهاراً *د. الكردي: المراهقة مرحلة فعالة جداً للمسايرة، التي تعتبر عامل نفسي حيث أن الطالب أو المراهق يساير أقرانه حتى لا يُنبذ ويظفر بشلة يضحك معها *مروّج: نحن عندنا ناسنا بالجامعة ونحصل منهم على بعض التسهيلات والحصول على المخدر ليس بتلك الصعوبة في الجامعة وهنالك ألف وسيلة ووسيلة اعترافات مدمنين: في الحلقة السابقة من هذا التحقيق تعرضنا إلى ارتفاع نسبة تعاطي المخدرات والبنقو تحديداً في أوساط الطلاب بصورة مخيفة ولم يكن ذلك من خلال الأرقام التي تم إعلانها من قبل اللجنة القومية لمكافحة المخدرات، والخاصة بالدراسة التي أجرتها اللجنة على 17 جامعة بالعاصمة، والتي أوضحوا فيها أن نسبة التعاطي في الجامعات بلغت 10.5%. ولكن من خلال البحث الميداني الذي أجرته (الأخبار) بعدد من الجامعات والذي أبان لنا أن النسبة أكبر من ذلك بكثير، والأقرب أن ننسب النسبة السابقة لغير المتعاطين. ركزنا في الحلقة السابقة على تلك الجامعة الأهلية الكائنة بأم درمان حيث يخرج الطلاب من منازلهم متشوقين للوصول إلى الجامعة لا لشيء سوى للحظة لف السيجارة (القعدة) وكما يرددون عبر أغنية البنقو الشهيرة... (صحيينا من الصباح... رأسنا داير يرتاح... وجينا الجامعة بدري... لكديكة داك دغري تجار البنقو إن شاء الله ما تتزنقو).. (كديكة الاسم الحركي للبائع). هذه المرة ذهبت (الأخبار) في جولتها إلى أشهر المواقع بالجامعات، لتلك القعدات المشبوهة وجلست مع طلاب يتعاطون البنقو.. سجلوا اعترافاتهم للـ(الأخبار) بتورطهم وانغماسهم في ذلك الجو المميت وقد تحمسوا للحديث عن الأمر اعترافاً منهم بالخطأ الجسيم الذي وقعوا فيه، وهم يحاولون التخلص من هذا الداء الخطير حيث أن (البنقو) علمياً، والذي يُعد واحداً من أنواع الحشيش له خصائصه المهيجة والمثبطة والمنومة وهم يعلمون أكثر من غيرهم بتأثيراته واستثارات حالات الوجدان الإيجابي لديهم، فيعطيهم شعورا بالزهو والفرفشة والاسترخاء ويدخلهم إلى عالم من الأحلام المرغوبة، وهذه فرصتهم للانتقال من مستوى الواقع المعاصر بمنغصاته ومزعجاته إلى عالم هلاويس خاص. ولكنهم ومن خلال ذلك استطاعوا أن يسألوا أنفسهم هذا السؤال!!، إلى متى ستظل هذه الحالة من التوهان والخمول تسيطر على عقولنا ونحن لا نزال في بداية حياتنا العمرية!؟. وهذه هي خصائص النفس اللوامة التي ذكرت في القرآن الكريم، والتي تحدث إلينا عنها الدكتور خالد الكردي المحاضر بجامعة النيلين كلية الآداب قسم علم النفس حيث ذكر للـ(الأخبار) أن نسبة كبيرة جداً من الناس تتعدى الـ 70% يتعرفون على المخدرات بشكل عام ويتعاطونها في مرحلة الثانوي، والسبب في ذلك أرجعه لعدم توفر الرقابة في تلك المرحلة الحرجة (مرحلة المراهقة) وذكر أنها مائة بالمائة مرحلة فعالة جداً للمسايرة، التي عرفها بأنها عامل نفسي حيث أن الطالب أو المراهق يساير أقرانه حتى لا يُنبذ وحتى يظفر بشلة يضحك معها ويتساير معها. ووصف الجامعة بأنها محطة توفر مزيداً من عدم المضايقات للطلاب لذلك فإن من تورطوا في الأمر غالباً ما يستمرون، إذا لم يكونوا من أصحاب النفوس اللوامة. العمارة! المجسم! الخرابة!! العمارة كما يطلق عليها العامة.. أو المجسم كما يسميها المثقفون.. أو الخرابة كما يحلو للمتعاطين مناداتها. إنها ثلاثة أسماء لمكان واحد يأخذ موقعاً استراتيجياً بين جامعتين عريقتين بقرب إستاد الخرطوم. كل هذه المؤهلات جعلت منها وكراً للمروجين والمروجات. مَن بداخلها يأتون من كل حدب وصوب، ليس لهم هوية محددة، وأنسب وصف يمكن أن نصفه بهم أنهم (لا شغل لا مشغلة) تراهم منتشرين في فنائها بأعداد خرافية يحتسون الشاي والقهوة وهم جالسون على البنابر البلاستيكية (لستات) الشاي اللائي يتواجدن بكثرة في المكان ويستأجرن المقاعد من شخص ما يقولون إنه فاز بعطاء المحلية ليكون الوحيد المصرح له امتلاك هذه المقاعد وتأجيرها. من تقع عينيه عليها لأول مرة، أعني العمارة ما بين منتصف النهار وحتى قبل مغرب الشمس بدقائق ويجدها موغلة في الاكتظاظ كعادتها، قد ينتابه شعور بأنها مكان يحمل الكثير من الخصائص الجمالية التي تجعله جاذباً. ولكن كما ترون ليس بها أي مظهر جمالي جاذب لا خضره ولا ماء ولا.... أما ما دون ذلك، فكله متوفر ومتاح. الطلاب هنا يعرفون تماماً أن العمارة معقل ووكر لممارسة الممنوع، ولكن لا أحد منهم يستنكر الأمر. فالجهات المسئولة سواءً إدارة الجامعة التي تنسب إليها العمارة أو الشرطة، جعلت لهم الحبل على الغارب. وذكر لنا أحد المتعاطين أن التعاطي فيها يتم في أوقات متقطعة ويستخدمون الجزء العلوي أحياناً للتعاطي ويضيف (لكن الأيام دي في بعض الهواء ومنعونا من الصعود للجزء العلوي لكن مع العصريات تحت القعدات بتكون مدورة).. الشرطة في العمارة!! في العمارة هنالك كوخ بالي من الزنك المقطع أشارت مصادرنا إلى انه يتبع للشرطة كوحدة حماية للمدعوة العمارة!. ولكن، طول فترة تواجدنا هناك لم نصادف شرطياً واحداً ولم نسمع بأي مداهمة تمت للمكان، رغم أن البيع والشراء والتعاطي يتم دون تخفي أو اكتراث كبيرين و (الأخبار) شاهد على صفقة تمت تعود تفاصيلها إلى جلسة من جلساتنا في هذه العمارة مع مصدر من المداومين على التواجد بها وادعينا حينها أننا مدمنين ونادى المصدر على احدهم (معروف ببيع البنقو في المكان)، وقال له (الشباب ديل دايرين مدورتين في طريقة ولا ما في).. رد عليه (يا فرده الكيف ده متوفر أي مكان أي زمان)، وأشار إليه بطريقة يعرفونها ليطمئن على أن قروشنا جاهزة فرد عليه المصدر قائلاً: (الجماعة دايرة توزن رأسها معقول يكون ما عندها حق الكيف).. وبهذه الجملة اطمئن البائع على ما يليه من الأمر وجاء دوره ليطمئننا وقال انتظروني عشر دقائق عشان العندي كمل حـأمشي أجيبوا ليكم من مكان قريب. واقترحنا عليه أن نذهب معه على أمل أن نأتي بمعلومات أكثر ولكنه رفض المقترح وقال لينا (لا ما ممكن، كده حنتحرق).. وظناً منه أننا طلبنا مرافقته استعجالاً ولهفة منا للأمر أضاف مطمئناً (المكان قريب، جمب الغابة تحت الطابية كلها دقائق أجيبوا وأجي ألقاكم قاعديين لي هنا في مكانكم ده).. ثم أخذ رقم تلفون المصدر وقبل أن يذهب أوصانا بأن لا ننتظره في الشجرة الموجودة خارج العمارة وقال محذراً (الشجرة دي كلها هواء ما تنتظروني فيها) ومضى. "وييينك.. يا حرس"!! سؤال مشروع أين الحرس الجامعي من كل هذه الفوضى!!؟.. سؤال توجهنا به إلى الطلاب وسنتوجه به بالطبع إلى الحرس الجامعي في الحلقات المقبلة. فماذا قال الطلاب!؟.. (في الجامعة كلو متاح مش البنقو بس، أي حاجة تخطر على بالكم والشغالين في الحاجات دي معروفين ما مدسوسين ولا هم قاعدين يدسوا شغلهم).. هذا ما صرح به لنا خريج من جامعة النيلين يتردد يومياً على الجامعة والعمارة وأكد في حديثه على أن الحرس الجامعي على علم بكل الحاصل وفي ذلك قال ( الحرس عارف ويخلوهم يعملوا الدايرنو ما دام قدام عيونه وما بيطلع من سيطرتهم).. وذكر لنا طلاب من جامعة السودان أنهم يرون الحرس الجامعي يحوم داخل حرم الجامعة يرتدي قمصان أخرى غير التابعة لزيهم الرسمي.. ويدورنها ويرجعون كما لم يحصل حاجة على حد روايته. وطلاب آخرون يتعاطون داخل الجامعة بمقر يقولون أنه معروف ومشهور سألناهم عما إذا كان الحرس الجامعي يراقب المكان فأجابوا قائلين إن الحرس يأتي بدراجته البخارية يومياً في ساعة محددة يعمل لفة في المكان ثم يعيد أدراجه.. وذكروا أنهم عندما يسمعون صوت الموتر يتخلصون منها بدفنها على الأرض وعندما يذهب يواصلون الأمر. مع المدمنين!! طلاب الجامعة المتعاطين للبنقو والذين جلست إليهم (الأخبار) وسجلت اعترافاتهم جميعهم في مراحلهم الأولى من الجامعة وأعمارهم ما بين الثمانية عشر والعشرون، أكدوا توفر البنقو بالجامعة ولكن بأسعار غالية مما يدعوهم لشرائه من الحلة على حد تعبيرهم، ولكنهم يتعاطونه في الجامعة. وكما قال أحدهم (نجيب البنقو معانا من الحلة لكن نلفه ونضربوا هنا في الجامعة أو بره في العمارة). وأضاف (لكن لو أضطرينا نشتري من الجامعة مع أنو سعر المدورة في الجامعة أغلى من سعرها في الحلة). أحد الطلاب ذكر أنه من سكان أم درمان ويحضر البنقو معه من هناك بسعر رخيص إلى حد ما، وبكمية تسمح له بإعادة تقطيعه ثم بيعه في الجامعة، وبذلك يكسب بعض المصاريف لتمشية أموره على حد تعبيره.. ويتعاطى البنقو داخل حرم الجامعة بالقسم الجنوبي وأحياناً بالعمارة المشبوهة. آخر قال (أنا قاعد أجيب معاي الكيف من حلتنا وبيكون جاهز ملفوف بس بشوف لي جنبه جامدة كده وبقعد بضرب حاجاتي دي مع كباية جبنة جامدة كده). هنالك طالب مروج للبنقو بالجامعة سألناه عن طريقة الترويج بالجامعة وما إذا كانت تواجههم مشاكل مع الحرس الجامعي فأجاب (نحن عندنا ناسنا بالجامعة ونحصل منهم على بعض التسهيلات) ويضيف (الحصول على المخدر ليس بتلك الصعوبة في الجامعة وهنالك ألف وسيلة ووسيلة) هذا الطالب ينتابه شعور بالذنب وتمنى أن يتخرج ويجد له وظيفة بدلاً من أن يظل هكذا ولكنه أضاف بنبرة محبطة (لكن البلد دي ما ينفع فيها إلا كده عشان الواحد يأكل عيش ويطلّع مصاريفو).. تحقيق: إيمان فضل السيد الاخبار السودانيه