ان عزت واستحالت الوحدة فيجب ان لا تفوتنا الجيرة الحسنة والمصالح المشتركة!

Quote: الخيار الأمريكي كان حاضرا و ضاغطا منذ البدء .. منذ مشاكوس و دانفورث ... و لم يكن بند تقرير المصير صدفة أو إعتباطا ... الحركة الشعبية كانت تريد الفترة الإنتقالية سنتين فقط ... و المؤتمر الوطني كان يريدها عشرة سنوات ... بتوسط ضاغط من أمريكا .. قبل الطرفين فترة خمسة سنوات كحل وسط ... ليس إرضاءا للمؤتمر الوطني ... و لكن لأن أمريكا تدرك جيدا أن الجنوب و قادته يحتاجون لفترة للإنتقال من ثوار يديرون التمرد من الغابة و من دول مجاورة .. الي رجال و نساء دولة يديرون مؤسسات دولة حديثة في الألفية الثالثة ... مسألة الإفتقار الي البني التحتية و البداية من الصفر سوف لن تقف عائقا في بناء دولة الجنوب لتغدو من أحدث الدول تطورا في أفريقيا ... فأمريكا عازمة علي بنائها بمشروع مشابه لمشروع مارشال ... المشروع الذي إنتشل ألمانيا الغربية من تحت ركام الحرب العالمية الثانية لتكون ثالث أقوي إقتصاد في العالم لعقود ... بينما تخلفت ألمانيا الشرقية و صارت أشبه بدولة من دول العالم الثالث ... فهناك فرق و أتيام تعمل في وزارة الخارجية و المعونة الأمريكية و المالية و الدفاع و الأمن القومي و الزراعة و الطاقة و التعليم و الصحة ... لكيفية بناء الجنوب .. فبالإضافة للسفير الأمريكي بجوبا ... سيكون هناك قنصل أمريكي في عاصمة أي ولاية من ولايات الجنوب .. أي عشرة قنصليات تمثل الحكومة الأمريكية في ولايات الجنوب العشر و كل قنصلية بها أتيام تمثل هذه الوزارات لتنفيذ و متابعة كل مشاريع التنمية الضخمة و تدريب الجنوبيين في كل المجالات و بناء البني التحتية للجنوب .. و من الخطط للبني التحتية ( بالإضافة للطرق و الكباري و المطارات و السكك الحديدية و التعليم و الصحة ) .. سيكون تركيز خاص علي الزراعة بحيث سيصدر الجنوب قريبا محاصيل نقدية ليكون الدخل الزراعي موازيا و مناوبا لدخل البترول و المعادن ... فهناك خطط للتركيز علي زراعة أشجار الصمغ و بكثافة ... و بزرع أشجار هشاب تم تطويرها خصيصا للمناطق السافنا و الإستوائية ... أهم شئ في الغنتاج الصناعي و الزراعي هو ضمان السوق ... و أمريكا ستفتح أسواقها لمحاصيل الجنوب و ستعطيها الاولوية و الأفضلية ... السؤال: ماذا ستفعل أمريكا في حالة بوادر عدم إستقرار أو نذر حرب بين الشمال و الجنوب؟ يجمع كثير من المهتمين بشأن السودان في الدوائر الأمريكية (الخبراء و معاهد البحوث) أن أمريكا يجب أن تمنع نشوب هذه الحرب بأي وسيلة حتي و لو تطلب تدخلا عسكريا لصالح الجنوب ضد الشمال .... و لكن يجنح كثير من هؤلاء الي محاولة ضمان دخل قومي للشمال يمنع لجةئه الي الحرب .. و غالبا ما ستدفع أمريكا مساعدات سنوية علي غرار ما تدفعه لمصر بعد توقيعها معاخدة كامب ديفيد و محاولة مساعدتها في تنمية مواردها ليكون لشمال السودان دخل قومي مستقر يمنع الإنهيار الإقتصادي و السياسي ... لكن بشروط .. أولها دارفور و العدالة فيها ... ربما تطلب هذا غياب بعض رموز المؤتمر الوطني من الساحة (لاهاي ).